أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشاعر جبار الكواز... كم ليلاً = غابة ؟!















المزيد.....

الشاعر جبار الكواز... كم ليلاً = غابة ؟!


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5598 - 2017 / 8 / 1 - 09:53
المحور: الادب والفن
    


الشاعر جبار الكواز ... / كم ليلا = غابة ؟!
مقداد مسعود
جبار الكواز هو الذي يقول الأنا ويعني سواه وهو المجبول من الغرين وحمامة الروح وهو الذي لا ينام إلاّ ناشئة الليل ثم يوقظه فرح ُ ندي فيهرول متأرجا نحو سيدة الفجر ثم يتشظى فرحا بين ثريا كتابات متعقبا ثريا الأنهار ليحط رحاله وراحلته لدى آخر جسر ٍ في العشّار وحين أسأله عبر الموبايل : ياكواز الشعرماالفرق بين ورقة الحلة وأوراق الحناء ، فيغني لي : أحيا وأموت ع البصرة .
وأنت تدافع عن ظل أيها الكواز الشاعر كم المسافة بين ضيق الغابة وسعة الظلال ؟ ومن هذا الذي لايشبه سواك ولا تشبهه ؟ ويضحك في مرآة بلا بورخس ..؟
وهل يمكن أيها الجبار الكواز أيها الشاعر الصديق والإنسان الفذ : أن يكون كلامي بدون إعوجاج وأنا أقطف من بساتينك الثلاثة :(ورقة الحلة )( مَن الضاحك في المرآة ؟)( ما أضيق الغابة ما أوسع الظلال !!).. ولايفضحني ضعفي ..
(*)


هندسة ورقة الحلة وأعني الصفحة المطبوعة في (ورقة الحلة)
*مستطيل أسود أفقي تخترقه عنونة بالأبيض
*مستطيل أبيض عمودي كأنه سلم من الكلمات
*على يمين العمود الآبيض تنتصب قصيدة قصيرة
الثابت هو المستطيل الأسود والمتغير هو العمود الأبيض : يقصر ويطول ..أو يستلقي في نهاية القصيدة ..أو يتماثل أفقيا مع المستطيل الأسود..
وهذه الهندسة تتواصل مع معظم نصوص الشاعر
(*)
ندخل من باب عشتار ونطوف في خرائب بابل بمؤثرية الراهن بعين القناص / الكواز جبار وهو يبكيها كلمّا كليما..
(غاباتها قمامة ُ
وثمارها صبية ُ يتسولون
أفقها موتى يتسامرون
ونارنجها رماد وشظايا
كيف يغنّي الموتى في مشرحة العياريّن ؟
والأشجار رحال ٌ
سرقه ُ البدو
كبدر في الصحراء / 20)
نلاحظ أن الإستعارات واخزة جدا مثل صورة فوتو تقنص مايفضح مكياج السلطة ..وهنا في هذه القصيدة أن الإنزياح هو المولّد لهذه الصوّر الشعرية الجائرة
فقد أستبدلت الأماكن والأشياء وظيفتها الحقيقة :
لم تعد الغابات سوى مطمر غير صحي للنفايات
والغابات هنا لاتذكرني بغير شجر الزقوم ، لكن الكواز الشاعر ترفأ بنا، فجعل ثمارها لاتتدلى بل تتحرك بجهوية رثة (ثمارها صبية ُ يتسولون ) ونارنجها وهذه المفردة لها وقعها الخاص منذ طفولتي وحاولت الوفاء لها قبل سنوات فأطلقت (شمس النارنج).. وماء زهور النارنج تنعش الذاكرة وتسحب المغمى عليه من الموت وتعيده لوعي الحياة فالمتداول بين الناس ان ماء النارنج هو روح الحياة
فمن سلب كينونة هذا الكائن النباتي ومسخه وبشهادة الشاعر (ونارنجها رماد وشظايا )؟! بل يندب راهننا الرث بطريقته الفذة فالقمامة لاتوسق الأطلال فقط بل تشمل فضاء العرض والطلب اليومي ..
(آسِنة ٌ ضفافه ُ
الحالم ُ عود ُ ثقاب
والخارج ُ محض ُ سراب/ 21- السوق الكبير)
إذن نحن على عتبة جحيم دانتي بطبعته العراقية ..
والسوق في حالة إنتهاك يعلن ذلك قول الشاعر، والليل هنا على مستوى الشعري فقط هو نائب فاعل وليس على المستوى النحوي :
(فالأقفاص هرّبها الليل
وخلّى في المحنة ِ هذي الناس )
ومابين أسطر عتبة الجحيم العراقي والإنتهاك ، يشهر الرائي : سؤال التغيّب
(أين مضى الحرّاس ؟) ..إذن من هذا التغيّب : تسللت سيادة الخراب الوطني ..
والخراب .. وسيطلق الكواز الشاعر كلاب صيد تصطاد الخونة
(الأبواب التي تتكىء
على رقم الطين
جندلها،، خمبابا ،،
وقدمها نخبا للغزاة
فصارت دربا للمهربين
ومنارة للمفسدين / 27- من ديوان (ماأضيق الغابة ! ما أوسع الظلال !) ..
وعذرا فهنا أكون مع لغة معلوماتية ، خارج لغة الكواز الشاعر ..التي تنبجس ساخرة من إنقلاب الموازين فتحاكيها ساخرة :
(لم يعد الأحمرُ أبيض َ
ولا الأبيض ُ اسود َ
ولا الأخضر احمر َ
ولا الأسود ُ أخضر َ
يا ابن سرايا / الكلام لؤلؤة ٌ مشظاة
والصمت غابة ٌ عرجاء
والعيون سؤال أخرس
وماقلته محرّم ومدنس ٌ كالحليب
مرٌ كالعسل
وحلوٌ كالحنظل 16- ألوانه ُ أمس ..ألواننا الآن – ديوان (الضاحك في المرآة)..
(*)
والكواز الشاعر مهموم بمؤثرية سرديات الزمن في الإنسان والمكان والأشياء ،يلتقط لحظة ويقلّبها بين يديه كلقيا ولأنه لايكتفي من الخطوط بالمستقيم فهو يرى تنويعات الصفات في الواحد، بل يرى وحدة الأشياء وصراعها فالدقائق : تقاس بالضوء ونقيضه وبالطول والقصر وكل صفة بمصوفها الخاص
(مضيئة كضحكة طفل
مظلمة كاحتراق خطى
طويلة كانتظار مكتوم
وقصيرة خلف دويّ الطلقات / 86- من الضاحك في المرآة )

ولايكتفي بذلك فهو يشاكس النحوي بالشاعر في عنونة أحدى قصائده( الفاعل منصوب والمفعول به مرفوع / 58)..وهو يعي جيدا مايقول فالأشياء تضطرب في سنوات الحرب بكل إظلافها أما في قرارة السلام فالسيادة للمنفعة العامة وليس لأمزجة الكراسي :
في زمن السلم
تكون الإبرة إبرة
في حافظة الخياط
أو ياقة رواف
في المدفع أو في القنباص
في كف طبيب
أو في خاتمة الزنبور
لا رمز لها إلا في نفع الناس / 29)




(*)
نصوص الكواز هنا لها قدمان وعينان ومن خلال هاتين الحركتين نتجول ونطوف وتتكشف لنا المدينة فنحن نتجولها ونطوفها بمعية ولدها البار المعتق كنبيذ كنائسي ..نغادر مدرسة لندخل سينما ونطوف لندخل جامعا أو جامعة ..
والشاعر لايكتفي بالرؤية بل يخون أسرار عينيه ويعلنها
(حين عرق الحصان الخشبي
من لهو الأطفال
جففته الأشجار
بظلالها / 119- ما أضيق الغابة)..
(*)
الكواز الشاعر جبار : كتب الحلة مساءلة في هذا السفر الحاد والخلية الموقوته في ورقة الحلة لا سؤال الغياب بل سؤال التغيب :
أين هي الآن؟
في المسجد
أم في الملعب ؟
في الشارع
أم في القفص ؟
والشاعر الكواز لايسأل عنها وبشهادته هو
(لاسؤال سواها ولا جواب بغيرها / 145)..
وبدون حياء أقترض من الكواز الشاعر وأتوعده ..
(ثمة من يصنع الشروق
ان حياة تولد من حبة قمح
أو ضحكة طفل
أو دمعة يتيم
أو موعد عشاق 130- ما أضيق الغابة )..
ولاحيرة في الأمر أيها الشاعر وأنت تقضم التفاحة لاعليك بحواء ولابنيوتن ..فالتفاحة التي بين يديك من ملكيات ماتقضمه أنت وحدك.. وأنت تدري جيدا
(المدن التي تتشح بالسواد أتقنت صنع البياض / 82).. وأني لأخاف على أخطائك الذهبية من ذباب الصاغة ولحى الخيميائيين ،أنهم يكيلون قيراط هواء بقيراط دم
والبكاؤون في الجب لم يذرفوا دمعة واحدة فقد أرتووا بالدم..أما الذهب ، فلطالما لمع الذهب نكاية ً بقارون..















أملىء ُ الليل َ : ضياء ً
ولا حاجة لي بقمر ٍ ضجر ٍ مل َ حراسة ِ
النائمين .
فغفى مُلتحِفا غيوماً سود ..
أملىءُ عيون الأزهار ِ بالندى
أسحب ُ شموساً
لأروي عطش النخيل ..
*المقالة منشورة في (طريق الشعب) الأول من آب 2017وهي في الأصل ورقة الإحتفاء بالشاعر والصديق الأستاذ جبار الكواز في جلسة ثقافية يقيمها ملتقى جيكور الثقافي قبل شهرين ..لكن لأسباب تخص الشاعر الكواز ..تأجلت للأسف هذه الجلسة ..



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيل ...في نهاية الذيل القصير .. (حذاء فيلليني )
- ترميم الشبق ...(باب الليل ) للروائي وحيد الطويلة
- مياه صالحة للسلام
- الفرار إلى جنة اليورو / أيمن زهري .... في (بحر الروم)
- هبّت علينا أيام ٌ بلا أشجار
- الصفر الواعي/ على عهدة حنظلة / للروائي إسماعيل فهد إسماعيل
- الشعر ..بالأسئلة / جبار النجدي..دراسة نقدية في(المغيّب المضي ...
- رابعهم بنيامين
- المكتبة الأهلية
- سماء قريبة من بيتنا / مساءلة السرد الجميل
- الأحتفاء بالذات/ الروائية سميرة المانع في..(شوفوني...شوفوني)
- أصحاب البسطات
- الآخلاق في غفوتها/ قراءة مجاورة في (الأخلاق في عصر الثقافة ا ...
- لم يوقظني بلبل هذا الصباح / قصائد مقداد مسعود
- النافخ في البوقات/ الشاعر الذي أضاء العالم بضميره/ المعتزلي ...
- نينار - أدونيس
- أرجوحة بدرية البشر.... ومدام بوفاري
- كريم عبد - سامي القريني : من خلال صفاء ذياب
- ياحيدر خضير الكعبي
- بساطيل عراقية : الشاعر مقداد مسعود يؤرشف مدونة المؤرخ شعرا


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشاعر جبار الكواز... كم ليلاً = غابة ؟!