الطوفان الاخواني الاسلامي

محمد حلمي

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كلنا شوفنا مؤخرا خطت الاخوان اللي هما ماشيين فيها بنظام واتقان عبقري وعلى اد بساطة الفكرةلكن على اد ما بيحققوا منها مكاسب خرافية واهه مبئاش حد غيرهم على الساحة دلوقتي وهما بئم العدو الاساسي والوحيد للسلطة وطلع بعد كدة جيمي بينادي بئيقاف الزحف الاخواني اللي هوا بيسميهم "الجماعة المحظورة" مع ان والده الله يخرب اقصد يعمر بيته هو اللي بيتزاكة وعايز يستخدمهم ويلعب بيهم متخيل انهم هبل او حمير زي بئيت الشعب ، ومع ان الطوفان الاسلامي ده بئالو بتاع 1400 سنة تئريبا وهو محتل مصر لكن المرحلة الجاية انا شايف انها هتكون من اقوى مراحل تقدمهم وانتصارتهم خصوصا في ظل وقوف التيارات والحركات الاخرى مثل العلمنية والليبرالية موقف المتفرج والناقد بدون اتخاذ اي نوع من المحاولات للتصدي الى هذا التسونامي الاسلامي ، متحججين بالشرعية والبرنامج والدولة المدنية وحقوق الانسان.
أنا مش فاهم لغاية دلوقتي هانفضل كده دافنين راسنا في الرمل لغاية امتى؟! شرعية ايه و هباب ايه اللي بنتكلم فيه عايزين شرعية اكتر من كده ايه بعد مجابو ربع كراسي البرلمان هي ديه مش شرعية وفي نفس الوقت اللي بئيت الاحزاب مجابيتش حاجة خالص غير كرسي ولا اتنين ديه مش شرعية. وبرنامج ايه اللي انتوا بتتكلموا عليه دانا لو اديت عيل صغير ورقة وقلم يعملي احسنها برنامج احسن من بتاع الحزب الواطي اللاديموقراطي زات نفسه، واظن بالنسبة لموضوع الدولة المدنية وحقوق الانسان مافيش كلام اهم طلعوا بنفسهم واعلنونها رسمي انهم بيطلبوا بدولة مدنية تطبق فيها فيها مواثيق حقوق الانسان ، ولما انشاء الله كده يحصل انتخابات حقيقية بالشكل ده هايجيب الاخوان اكتر من %75 وساعتها يا علمانيين ابقوا روحوا دوروا على مكان جديد تنادوا فيه باحلامكم الغلبانة . وهل يمكن للشعب المصري ان ينعم في يوم من الايام بالحرية الفكرية والعقائدية والتخلص من الجهل والفقر العلمي والمادي الموجودين الان اللي تأهلوا انه يدخل تجربة ديموقراطية ؟ بعدما نجح النظامان المتوازيان المباركي "الناتج من الانقلاب العسكري في 23 يوليو 1952" والاسلامي الاخواني في دفن المصريين بالحيا وادخالهم في دوامة من الفقر والتدين الاعمى "الوهابي" الممتلئ بالهرتلة والسادية والعنصرية وكثير من الامراض التي تسيطر على عقولهم ، وكذلك الامية التي يعيش بها اكتر من نص الشعب، ده غير المصيبة الكبرى اللي هيا فقدان الهاوية المصرية اللي المفروض انها تكون اول حاجة نتعلمها في التعليم المعاق اللي حول دماغ اطفالنا الي "memory card" مجرد انك تملاه بالبيانات المطلوبة في وقت معين ملهاش لزمة اساسا قايمة على الحفظ والتخزين من غير لا فهم ولا تحليل لغاية ما قتلت الابداع اللي تميز بيه المصريين طول عمرهم ،ولا التعليم الديني العقيم سواء النازي الاسلامي او الارثودوكسي الميت القائم على الخوف والصمت وإالغاء الذات حتى نعيش هذه المرحلة الانتقالية بما ان مكاننا مش هنا على الارض بل في السماء واننا خلقنا لنتضهد . وللاسف طلع التغييب في الاسلام بس لا ده طلع جوا الكنايس الارثودوكسية كمان ، أما بئا الفضيحة الجميلة الموجودة في الاعلام عايزة سنتين وصف لوحدها الاعلام الدعائي اللي بيغسل دماغ الناس ويوثق كل الكاذيب كل يوم اكتر. بيتهيئلي بعد كل ده مافيش امل في ان واحد من البلد ديه ممكن يؤووم ويواجه ويوقف الزحف الاسلامي الخواني هذا الطوفان الشمولي العنصري بعد نجاحه في تحقيق كل ما سبق ، هل الامل في التدخل الاجنبياللي ها يجيي من نفسه ويحررنا؟! ويرجعلنا كل اللي احنا فقدناه ؟! ولا الامل في اتاتورك جديد مصري يحارب تدين الدولة ويعمل بناء للهيكل المصري المهدوم قائم على التعددية والعلمانية والليبرالية وحقوق الانسان وحكم الشعب وسيادة القانون العادل؟! وساعتها ننتظر صعود جيل جديد مشبع بكل هذه التعاليم ليؤسس ديموقراطية سليمة ويعيد المجد لاصحابه الاوليين. فين الامل؟؟؟ الامل الوحيد هو في توحيد الجبهات في مواجهة الفاشية الدينية حتى لو فيه شئ من الاختلاف في المبادئ طالما انه هناك هدف واحد ويتم السيطرة على هذا الطوفان ويبدأوا بسؤالهم عن هذا التطور الجديد هل هم موافقين على بناء دولة مدنية أذن هل تكون الحاكمية لللاه ام للناس ؟ وهل موافقتهم على مواثيق حقوق الانسان تتضمن الحرية الفكرية والعقائدية وحرية كل فرض في ان يختار دينه والاهه دون حدود الردة ؟ كثير من الاشياء يجب المواجهة بها قبل فوات الاوان.

#محمد_حلمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات