أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماهر الجنيدي - حول تداعيات رسوم النبي.. ما الذي يحدث بالضبط؟















المزيد.....

حول تداعيات رسوم النبي.. ما الذي يحدث بالضبط؟


ماهر الجنيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرة أخرى تتلاقى الأصوليات الإسلامية والمسيحية (متمثلة في الإدارة الأمريكية)، في دعم نزول الناس إلى الشوارع احتجاجاً على رسوم الكاريكاتير التي تناولت النبي محمد في الدانمرك، ليطرح الأمر تساؤلات كثيرة، أهمها السؤال التالي: ما الذي يحدث بالضبط؟؟


• لماذا تأخرت ردود الفعل أربعة أشهر؟ إن الإجابة بأن الموضوع تفاقم بعد رفض الحكومة الدانمركية لقاء وفد من السفراء جاؤوا يستنكرون، هو كلام فارغ، لا معنى له.. فهذه، إن صح الخبر، ليست المرة الأولى التي يلقى فيها سفراء وممثلو الأنظمة العربية إهانة كهذه، بل ربما كانت هذه هي الإهانة الأخف.

• لماذا اشتركت الأنظمة هذه المرة في دعم وتمرير، بل وتأجيج الاحتجاجات؟ ألم تحتو تلك الأنظمة، وتجهض، بل وتقمع أحياناً حركات ونشاطات جمعيات مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، في زمن كان فيه جنود شارون يرتكبون الفظائع في الضفة الغربية ويقترفون مجرزة من أبشع مجازر العصر في جنين؟

• بعد أن اعتذرت الصحيفة، وبعد أن أبدى رئيس الوزراء الدانمركي أسفه الشخصي، بحدود ما تسمح به قوانين بلاده.. ماهي معايير الاعتذار المطلوبة؟ هل هي الزحف على البطون؟ أم إعلان الخصوم عن اعتناقهم الإسلام؟ وهل ستنفّس كلمة واحدة عن هذا الغضب الصاخب الساطع؟

• وبالمناسبة، ترى أيّ الأمرين أشد مرارة؟ اضطرار الحكومات الأوروبية إلى احترام أنظمتها وقوانينها ودساتيرها؟ أم فرض الأمريكيين بالقوة استثناء جنودهم وضباطهم من القوانين العالمية لمحاكمة مجرمي الحروب؟

• لماذا أخذت الأجهزة المرتبطة بالأنظمة العربية زمام مسألة ما إذا كان الاعتذار مقبولاً أم لا؟

• ألا يزيد الأمور شبهة أن تتعاطف السيدة رايس والإدارة الأمريكية مع مشاعر المسلمين في هذه الأزمة؟؟ ألم يكن الأحرى بها أن تتعاطف مع مشاعر العالم أجمع الذي خرج للتظاهر والاحتجاج حين كانت تتهيأ لتدمير العراق وارتكاب المجازر فيه؟

• لماذا غطت وتغاضت وتناست وطنشت الأنظمة ببراعة عن (قرآن بوش)؟ الذي قرر فيه إلغاء وشطب آيات قرآنية كاملة، والإبقاء على نسخة (دايت) خالية الدسم، تتفق ورؤية المحافظين الجدد، وتتماشى مع مصالحهم الاستراتيجية؟ حيث وزعت في الولايات المتحدة، وقيل إنه وزع في بلدان عربية يتواجد فيها جنود أمريكيون. أليس في تشويه القرآن إساءة حقيقية ومنظمة على التراث والثقافة العربية الإسلامية التي تخص العرب مسلمين ومسيحيين بل ويهوداً، وعدواناً يستنفر نشاطاً حثيثاً، مع اليونيسكو ربما، لمواجهته؟

• هل جرت بالفعل إساءة للرسول الكريم؟ وهل إنه، ومنزلته، عرضة للحيف من مجرد ظهور رسوم رديئة في صحيفة تعاني من انخفاض شعبيتها، تصدر في دولة نائية، نكاد لا نقرأ عنها إلا على معلبات الجبنة، ولا نسمع عنها إلا حين زفاف أحد أفراد أسرتها الحاكمة، أو في مباريات كرة القدم؟

• ثم، من هو المُلام في ظهور هذه الصور؟ هل هم أولئك الذين رسموها؟ أم الذين نشروها، أم الدولة التي تصدر عنها تلك الصحيفة؟ ولماذا تعمد الحكومات إلى تمييع هذا السؤال؟

• هل يلام المرء، والشارع الأوروبي، على رسم ما يتصوره؟ وإذا كان ثمة ملامة، فمن يتحملها؟ ومن الذي جعله يتصور النبي محمد بهذه الصورة؟ أليسوا أولئك المتسربلين بليل أوروبا الماضين إلى نوادي القمار والعربدة؟ مصحوبين بأولئك الذين حفروا في ضميره ووجدانه صورة المسلم المتهدِّد المتوعِّد الأشبه بالقراصنة، صاحب اليد الفولاذية المعقوفة، من أمثال أبو حمزة المصري، لتصبح الصورة النموذجية عن المسلمين في ضمير ووجدان الشارع الأوروبي؟

• لماذا المقارنة بالهولوكوست؟ وحشر روجيه غارودي بالموضوع؟ ألم يلجأ أولئك إلى المحاكم؟ إذا كانت القوانين في بلاد الغرب تتضمن تشريعات تحمي من معاداة السامية، فلماذا لا نعمل وفق خطة مدروسة طويلة الأمد على مخاطبة الشارع الأوروبي لنوضح له أن معادة الإسلام نوع من محاربة الثقافات، وهذه بدورها نوع من التمييز العنصري غير الإنساني، لا يليق بمفاهيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

• ألم يكن حرياً أن تشكل إحدى المرجعيات الإسلامية اللائقة لجنةً مدركة واعية غير غوغائية لدراسة هذه الصور؟ وأن تستعين هذه اللجنة بأكاديميين وعلماء في التحليل النفسي والفنون والاجتماع وعلم نفس اجتماعي، لدراسة وتحليل الأبعاد النفسية والاجتماعية لظهور هذه الصور؟ فالمسألة ليست الرسوم والصور بقدر ما هي التصورات التي تشكلت لدى أولئك الناس، والتي يخشى أنها تعكس رأياً عاماً لا يمكن مواجهته بالصراخ والعويل، وحرق الأعلام.

• ماذا لو أن الأنظمة قالت إنها تلقت اعتذاراً شافياً: هل سيرتاح أولئك الذين يرفعون عقيرتهم اليوم، ليعودوا قريري العيون إلى متابعة خنوعهم اليومي للأنظمة وأمريكا وإسرائيل، بجرعات مدروسة من الذل والاضطهاد والمهانة والنيكوتين الأمريكي؟

• وعلى الصعيد السوري (كنموذج)، ألم يذكر التلفزيون السوري أن سوريا تلقت اعتذاراً من بلجيكا؟ فلماذا الحرائق؟ وهل من الضروري أن تستعرض سوريا مهاراتها في خسارة أصدقائها، حتى مع هذه الدول المسالمة؟

• ألا يبدو مسلّياً تبرير أحد المسؤولين بأن قوى الأمن السورية (كنموذج) لم تتمكن من لجم "الجماهير" الغاضبة التي قدرها بألفي متظاهر؟ وأنه برر قدرة قوى الأمن في "الدفاع" عن مبان حكومية أخرى في حال هاجمتها الجماهير، بأن الجماهير في هذه الحالات لا تكون مدفوعة عاطفياً تجاه مسألة تخصهم. هل باتت الجماهير السورية، في غير حالة النبي محمد، تمارس ترفاً فكرياً غير مشحون بالعاطفة؟

• شعار "إلا النبي" يذكر بشعار "إلا علي"، الذي رماه بعض العراقيين في وجه جنود الاحتلال الأمريكي/ البريطاني، فوصلتهم رسالة مغلوطة بأن الناس ستسامح أو تنسى أو تغفر لكل ما سواه.

• بعد هذا كله، وفي ظل الانتهاكات اليومية لإنسانية الجماهير، وسرقة حريتهم وقوتهم وأمنهم، ألا يبدو شعار "إلا النبي"، شعاراً تضليلياً من العيار الممتاز، تتفق في دعمه الأصوليات الإسلامية والمسيحية المحافظة الجديدة، غير البعيدة عن الصهيونية؟



#ماهر_الجنيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا
- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...
- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماهر الجنيدي - حول تداعيات رسوم النبي.. ما الذي يحدث بالضبط؟