أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أيوب أبو هدروس - الانتخابات الفلسطينية في الميزان















المزيد.....

الانتخابات الفلسطينية في الميزان


محمد أيوب أبو هدروس

الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 10:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


أثبت الشعب الفلسطيني أنه على مستوى المسئولية وانه شعب متحضر يستحق الحياة على الرغم من كل المحاولات التي تستهدف تشويه صورة هذا الشعب الصابر المرابط ، فقد جرت الحملات الدعائية في جو من الهدوء والاحترام مع وجود بعض الشوائب التي حاول البعض بواسطتها تشويه الصورة المشرقة لما جرى على أرض الواقع ، حيث تم استهداف بعض المرشحين من خلال بث الإشاعات والادعاءات بأنهم انسحبوا من الانتخابات على الرغم من إغلاق باب الاعتراضات والانسحابات ، مما أجبر بعض المرشحين على الرد في يوم الاقتراع على هذه الإشاعات ، ومع ذلك تأثرت عملية التصويت وخسر هؤلاء أصوات من صدقوا هذه الادعاءات ، ومع ذلك فقد تتوج يوم الانتخابات بالهدوء التام الذي يشكل مفخرة للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية وكافة الفصائل وفي مقدمتها حركة فتح التي يكفيها شرف الالتزام بإشاعة مناخ ديمقراطي قلما يتوافر مثله في بلدان العالم المتحضر ، ومن هنا فإن الواجب يملي علينا جميعا أن نحافظ على هذه الصورة المشرقة التي تؤكد على أصالة شعبنا العظيم .
إن ما حدث أمر رائع وعظيم ، وعليه فإننا مطالبون بالوقوف مع الذات لقراءة ما جرى قراءة موضوعية بعيدا عن التعصب والانغلاق ، ذلك انه ولأول مرة في تاريخ الوطن العربي يتم انتقال السلطة بسلاسة دون عنف أو إكراه أو انقلابات عسكرية مما يؤكد عظمة هذا الشعب ، ولأن ما حدث يشكل صدمة للجميع في الداخل والخارج دون استثناء فإن علينا أن نزن الأمور بميزان العقل والمنطق وأن نضع النقاط على الحروف ، ولذلك لا بد من مراعاة الأمور التالية حتى لا تنشوه تلك الصورة الرائعة التي تبلورت يوم الخامس والعشرين من يناير للعام 2006م، الذي هو يوم يمكن أن يؤرخ به للشعب الفلسطيني ، علينا أن نراعي عدم السعي إلى اختلاق مشاكل مفتعلة تسئ إلى شعبنا ، وإن كان قد حدث خطأ أو قصور من وجهة نظر البعض ، فإن ذلك يمكن حله داخل التنظيم صاحب الشأن وليس على مستوى الشارع الفلسطيني ، هناك أخطاء وانحرافات حدثت في السنوات الماضية ما كان يجب السكوت عليها كل هذه الفترة ، فقد تم تهميش قطاعات كبيرة من شعبنا مما أدى إلى فقدانهم لمصادر دخلهم فتحولوا إلى متسولين يبحثون عن المساعدات هنا وهناك ، حتى أنه تم تهميش معظم القواعد العريضة لبعض التنظيمات بينما لم يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كما وقعت أخطاء فادحة في السنوات العشرة الماضية ، منها تأجيل إجراء انتخابات المجلس التشريعي في العام 1999م دون مبرر وقبول أعضاء التشريعي البقاء في مناصبهم دون أن يصدر منهم أي اعتراض وكأنهم استمرءوا البقاء في مراكزهم دون أن يأخذوا بعين الاعتبار ضرورة تكريس النهج الديمقراطي على الأراضي التي يتم تحريرها من الوطن ، كما قبل معظم أعضاء المجلس التشريعي أن يشغلوا مناصب وزارية وتناسوا أن من أول مهام أعضاء المجلس التشريعي سن القوانين ومراقبة تنفيذها ومحاسبة الحكومة على أدائها ، لقد تكالبوا على المناصب وأهملوا مصالح الناس وركنوا إلى المثل القائل : " اللي بإيده القلم ما بكتب حاله شقي " وقد وصل بهم الأمر إلى درجة سن قانون التقاعد لأعضاء المجلس التشريع متناسين أن عضوية المجلس تكليف لا تشريف ، وأن عضو التشريعي يمنح مكافأة وليس راتبا لأن عضوية التشريعي لا تخضع للشرائح الوظيفية ، وكيف يمكن للمجلس التشريعي أن يحاسب الحكومة بعد أن أصبح معظم أعضائه من الوزراء والوزراء السابقين الذين كلفوا ميزانية السلطة ملايين الدولارات وارتبطت مصالحهم ببقاء الوضع على ما هو حتى أن كثيرين منهم لم يكونوا يرغبون في إجراء الانتخابات في 25 يناير على الرغم مما يسمى بحالة الفلتان الأمني المفتعلة والتي باتت تشكل خطرا على حياة المواطنين الأبرياء .
ما هو المطلوب في المرحلة القادمة ؟ وكيف يمكن أن نصل بالسفينة الوطنية الفلسطينية إلى بر الأمان ؟ وما هو المطلوب على صعيد حركة فتح ؟ وما هو المطلوب على صعيد حركة حماس ؟ المطلوب من حركة فتح أن تكون على مستوى المسئولية وأن تقف وقفة جادة مع النفس وأن تراجع الفترة الماضية بتعقل وأن تحاسب المقصرين الذي أوصلوا الحركة إلى الحال الذي وصلت إليه ، ولعل ما حدث يشكل صدمة كهربية تعيد النبض إلى قلب الحركة بعد أن كاد يتوقف ، وبعد أن كادت الصراعات على النفوذ تمزق وحدة الحركة ، لا بد من صحوة حقيقية تعيد الوعي الذي حاول البعض في قمة الهرم السلطوي تغييبه حتى لا نصل إلى هاوية الصراع الفئوي ، هناك أشخاص يجدون مصالحهم في إضعاف حركة فتح وتمزيقها ، وهناك أشخاص حريصون على وحدة الحركة هم الأقدر على إعادة التماسك وبناء الحركة بناء تنظيميا قويا بحيث تشكل معارضة قوية وواعية للمصلحة الوطنية العليا وتقديم هذه المصلحة العامة على المصالح الذاتية والفئوية .
أما المطلوب من حركة حماس بعد هذا الفوز الكاسح والذي لم يكن أحد يتوقعه فهو أن تقف وقفة جادة مع النفس وأن تدرس الأمور بواقعية بعيدا عن الانحياز المسبق لأفكار مسبقة لا تنطلق من قراءة الواقع ضمن المتغيرات والمعطيات العالمية والعربية والمحلية ، وألا تنغلق على نفسها بل تنفتح على الكفاءات الفلسطينية وتستعين بها وألا تقدم الولاء على الكفاءة ، حماس مطالبة بألا يشغل أي عضو من أعضاء المجلس التشريعي أي منصب وزاري حتى يستطيع المجلس محاسبة الوزراء فرادى ومجتمعين وأن يسحب الثقة ممن لا يستحق ثقة الشعب ومن يسئ أو يقصر في أداء واجبه ، وهي مطالبة بالرجوع إلى الشعب واستفتائه في الأمور والقضايا المصيرية لأن الشعب هو السند الحقيقي لأي عمل يستهدف مصالحه ويحافظ عليها ، إن استفتاء الشعب يعطي قوة دفع حقيقية لأي قرار يمكن أن تتخذه السلطة في كل مجالات الحياة وفي الأمور المصيرية ، كما انه من الواجب علينا جميعا أن نعمل على تطبيق قانون من أين لك هذا وتطبيق تقرير هيئة الرقابة ومحاسبة من استغلوا مقدرات الشعب وأمواله لخدمة مصالحهم وكذلك من ارتكبوا جرائم بحق الشعب وتقديمهم لمحاكمة عادلة .
علينا جميعا أن نقبل بما أفرزته صناديق الاقتراع ما دمنا قد قبلنا الاحتكام إلى الديمقراطية لأن الديمقراطية ليست ثوبا يمكن لأي إنسان أن يفصله على مقاسه ، الديمقراطية هي خيار الشعب ، وقد اختار الشعب وليس من حق أية جهة خارجية أو داخلية أن تعترض على هذا الاختيار بهذه الحجة أو تلك ، إن من يدعون إلى ممارسة الديمقراطية لا يحق لهم الاعتراض على إرادة الشعب حتى ولو أخطا الشعب في قراره، إن أمر الغرب عجيب حقا ، ينادي بالديمقراطية فإذا أفرزت وضعا لا يعجبه احتج وهدد وتوعد ، دعوا الشعوب تمارس حقها في صياغة حياتها كما تريد وراقبوا الأمور عن بعد ، دعوا الشعوب تجرب وتتعلم عن طريق التجربة والخطأ وأن تكرس في النهاية الطريق الذي يناسبها ، وقبل الختام أود أن أتوجه إلى كل الدول الغربية بالسؤال التالي : هل نشأت الديمقراطيات الغربية بين يوم وليلة ؟ أم أنها احتاجت إلى وقت طويل لتعبيد طريق الديمقراطية لديها ، لقد ناقشني بعض الفرنسيين في قضية العقيد أبو مصطفى رحمه الله وعن رأيي في تنفيذ حكم الإعدام فيه ؟ واستهجنوا أن يتم ذلك في وقت قصير ! قلت بعد أن أكدت على عدم جواز إجراء محاكمة عاجلة تحت ضغط الشارع وإصدار الحكم وتنفيذه في وقت قصير دون إعطاء المتهم فرصة الدفاع عن نفسه ، قلت : لسنا استثناء بين شعوب الأرض ، أم أنكم نسيتم روبسبير والإعدام بالمقصلة ، كم من الأرواح أزهقتم قبل أن يصبح لديكم نظام ديمقراطي ينادي بالحرية والإخاء والمساواة ، سكت الأصدقاء الفرنسيون ولم يعلقوا ، إن اللجوء إلى العقل والمنطق كفيلان بصياغة حياة ديمقراطية فلسطينية تتعايش تحت ظلالها كافة ألوان الطيف الفلسطيني دون تدخل في خصوصيات البشر ودون إكراه على اتخاذ موقف أو تبني معتقد ما ، ليقدم لنا الغرب المساعدات غير المشروطة ولينظروا كيف يمكننا أن نعيد بناء بيتنا الفلسطيني على أسس سليمة وقوية .



#محمد_أيوب_أبو_هدروس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أيوب أبو هدروس - الانتخابات الفلسطينية في الميزان