أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال عبد الله - اليسار العربي...( الأزمة المزمنة )















المزيد.....

اليسار العربي...( الأزمة المزمنة )


كمال عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتحوّل النّقاش إلى شيء معقّد جدّا عندما يكون موضوع الفكرة المطروحة للنقاش هو اليسار سواء كان ذلك من وجهة النظر الفلسفية ( الإيديولوجية) أو من وجهة النظر السياسية...وإذا كانت السّياسة، كما يعرّفها الرأسمال، هي فنّ الممكن، فسيكون هذا الممكن مصيبة من الجهتين...من الناحية الإبداعية كفن لم يفهم اليساريون كيف يكون يساريا...و كممكن لم يفهم اليساريون كيفية انخراطهم السياسي في تغيير مفاعيله السياسية في اتجاه الوعي الطبقي بالمعنى السياسي...

لم تنتج المجتمعات العربية الوعي اليساري من رحم واقعها الفكري و لا الطّبقي ولا التاريخي...ولم يكن هذا الوعي/ الفلسفة ابنا شرعيا للنخبة المثقفة( سياسيا ) على مستوى إدراكها و تَمَثُّلِهَا لواقع ما بعد انهيار الخلافة العثمانية...كما لم تكن هنالك حركة عمالية قادرة على استيعاب الوعي اليساري عموما و الماركسي ( بأطيافه النقابية أساسا) خصوصا . سنقول بأنّ المجتمعات العربية - باستثناء دول الخليج السّت التي لم تعرف شيئا اسمه يسارا لا على المعنى السياسي و لا النّقابي- قد عرفت بأشكال مختلفة حركات يسارية ما ( على المستويين النقابي و السياسي )...ولم تعرف هذه التّيارات اليسارية لغير هاتين الصّفتين معنى آخر لكلمة يسار...قدّم اليسار العربي نفسه كمشروع للحداثة من دون أن يساهم في خلق وعي بالحداثة...وجدت محاولات فردية لمبدعين عرب. وقد كانت هذه المحاولات ناجحة على المستوى الإبداعي الخلاق و لم تكن كذلك سياسيا...هذا ليس تجريدا و لا انتقادا للحركة اليسارية العربية...هذه محاولة تشخيص تحاول الابتعاد عن النرجسية المقيتة...

لم تكن ثورة أكتوبر17 حالة إلهامية بقدر ما كانت حالة استنساخية تفتقر إلى الأرضية الإيديولوجة التي قامت عليها هذه الثورة...لو سألنا أي مواطن عادي من أبناء الوطن العربي ( وليكن عاملا مثلا)...ما معنى الماركسية لاستعاذ بالله من الشيطان و لبسمل وحوقل و انصرف...أمّا السبب فهو بسيط و من دون الرّجوع إلى كراريس المثقفين للشرح و التّحليل و الاستنتاج فسنقول فقط ( لأنّ الطرف المقابل – أنصار الماضي أو أنصار الله أو الكمبرادور أوكلّهم مجتمعين – قد قدموا الماركسية على أنها كفر بالله و قدموا الشيوعية على أنها إباحية جنسية...هذه هي حقيقة الحال الذي كان و مازال موجودا إلى حد الآن...يدفعنا هذا إلى حصر المشكلات التي اعترضت اليسار و يدفعنا إلى تفكيكها إلى مجموعة من العناصر الموضوعية و الذّاتية و لننطلق من المعوّقات الموضوعية...
- على إثر تقسيم الوطن العربي إلى دويلات جديدة ،أغلق كل حاكم عربي باب إمارته على نفسه و أنتج نظامين في التعليم و في السياسة يكرّس منطق الحزب الواحد....
- قاوم الحكام العرب - دائما مع استثناء دول الخليج الست- كل فكر لا يعتبرهم خلاصة ما أنتج الوعي ( بورقيبة مثالا...الهواري بومدين كذلك...كما نستطيع وضع جمال عبد الناصر تحت نفس العنوان)
- الوضع البائس الذي كان عليه الاقتصاد العربي ( مجرد أسواق أو في أحسن الحالات ما يسمى باقتصاد البازار)
- حركة عمالية غير منظمة عموما و متخلفة جدا بكل أقطار الوطن العربي...
- واقع سياسي عاجز عن استيعاب الحالة التي أنتجها الاستعمار المباشر مع ظهور النزعة القومية كردة فعل مرتبطة بحالة التقسيم بإعلان دولة " الكيان الصهيوني"...
- حربان عالميتان أنتجتا تحالفات عالمية جديدة....
- ظهور أحزاب سياسية (شيوعية) خاصة في سوريا و العراق و تونس و فلسطين و لبنان من دون أن تكون لهذه الأحزاب علاقة حقيقية بالشيوعية في ما عدا ارتباطها الفكري بالاتحاد السوفييتي أو بالصين....وهو ما فتح نقاشات عقيمة حول من يمثل الفكر الشيوعي تمثيلا حقيقيا...هل هم الماركسيون اللينينيون أم التروتسكيون أم الماويون أم جماعة أنور خوجا في ما بعد....(من هم التحريفيون...؟)
- انهيار الأممية الشيوعية ( الكومنتيرن) بالعام 1943 و التي كانت بمثابة خيمة الأمان بالنسبة للحركات الشيوعية العربية...

كان الواقع العربي و العالمي عموما على النحو الذي ذكرنا...وقد كان هذا الواقع المتحرك جدّا عملا من العوامل التي جعلت اليسار العربي (عموما ) خارج الحركة داخل مجتمعه المتخلف اقتصاديا و البائس فكريا...و سنمر لقراءة الجانب الأكثر أهمية و هو الجانب الذاتي لما هو عليه اليسار العربي إبان تلك الأيام و اليوم أيضا من البؤس...
- ثقافة سلفية متغلغلة في الوجدان الشعبي من أقصى الوطن العربي إلى أقصاه...
- موقف شعبي ( لا مبرر له ) ...ومعاد لكمة شيوعي أو يسار....
- عجز مرضي للمفكرين العرب على إيصال رسائل إيجابية إلى جماهير الشعب....
- اقتصار الحركة السياسية اليسارية على منحيين من الفكر الشيوعي ( السياسي و النقابي)
- محاربة الرموز اليسارية ( السياسيون) لكل من يسطع نجمه من الكتاب و المثقفين السياسيين ( تتم هذه العملية خلف الكواليس عادة...
- أنتج اليسار منطق من ليس معنا فهو ضدنا حتى و لو كان يساريا...
- اكتفاء أغلب الحركات اليسارية بأحزاب هزيلة حتى تستطيع رموزها التّحكم في مقاليد الأمور...
- التجاء نسبة محترمة من الأحزاب إلى العمل السري وقد أثبت واقع ما بعد 2011 من أنها لم تكن بحاجة لذلك...
- قطيعة ( بنسبة كبيرة جدا) بين الأحزاب اليسارية و بين من يُفْتَرَضُ أنهم جوهر الحركة اليسارية عموما و الماركسية خصوصا...( العمال و الفلاحون و الجنود و الطلبة)
- الغرق في مستنقع ما يصطلح عليه بـــ " طبيعة المجتمع " ...

هذا ، عموما أيضا، الواقع " الذاتي " لليسار العربي و أعلم بأنّني قد تجاوزت على الكثير من الإشكاليات الحقيقية التي شكلت و تشكل إلى اليوم عائقا من العوائق التي تَشُلُّ اليسار وقد يغفر لي هذا أنّني لست بصدد إنجاز ورقة بحثية بقدر ما أنا بصدد تقديم مجموعة من العوامل التي قد تسلط بعض الضوء على ما نحن فيه ( الشيوعيون ) من البؤس...

وسوف أفرد الآن جانبا من خواطري هذه لتقديم بعض الأفكار حول الأسباب التي لم أذكر و التي تتلخص في محاولة مني لفهم هذا الذي يحصل...كتبت منذ أعوام على موقعي بالفيس بوك بأنّ الفلسفة التي لا تتحوّل إلى حلم تموت...وهذا ما يحصل تماما للفكر الشيوعي...لقد عجز منظرو هذا الفكر، من المفكرين ، و الفلاسفة العرب عن تحويل مصطلح " المجتمع الشيوعي " إلى حلم لدى من ينتمون سياسيا أو نقابيا إلى هذا التيار...وهذه حقيقة قاتلة...و لننظر بموضوعية ، حتى و إن كانت مؤلمة جدا، لماذا تنجح التيارات الدينية في كسب ود و تعاطف الشعوب العربية...؟...سوف لن يكون الجواب سهلا...و مع ذلك فسوف أحاول تبسيطه وإخراجه من محتواه الفلسفي....

- قدم السلفيون أنفسهم على أنهم السر الواصل بين حالتين ( حالة الظلم و الفساد و الفقر و الخوف و الجهل) وتسكن هذه الحالة الأرض وحالة ثانية تكون نقيضا للأولى ( العدل...المساوات...السلام...المتعة...) وهذه الحالة في السماء....و لن يكون ممكنا المرور من الحالة الأولى إلى الحالة الثانية إلا عبر السلفيين...فهم الوسيط بينهما....
- نجد بالمقابل بأن اليسار قد أهمل هذا الجانب و لم يقدّم ( حُلُمًا ) يكون ملجأ وجدانيا لمن يؤمن به...اكتفى بما هو سياسي و نقابي فقط...( أقول جيدا فقط)...تعامل اليسار مع المبدعين التقدميين يدعو للشفقة...
- أقنع السّلفيون المرأة ( من تنتمين إليهم أساسا) بأن الله قد أكرمها عندما عزلها عن هذا المجتمع المتوحش حفاظا عليها وأقنع السلفيون المرأة بأنهم لا يحتاجون إليها إلا عند الانتخابات....
- نجد بالمقابل بأن اليسار قد فشل في خلق حركة نسوية ذات بال إلا في بعض المجتمعات ( تونس...الجزائر...لبنان...مصر (إلى حد ما)...) أما في باقي المجتمعات فترزح المرأة تحت نير السلفيين و الصوفيين و الإخوان...
- أقنع السلفيون و من كانوا مثلهم بأن الشيوعية شيئان ( إلحاد و إباحية)
- فشل اليسار ( بواقع كبير) في إقناع الشعوب العربية بعكس ما يدعيه هؤلاء....
- أقنع السلفيون أنصارهم بأن الجهاد في سبيل الله لا يقدم لهم أية منفعة عينية بقدر ما يساعد " المجاهدين" في تحقيق كلمة الله على الأرض...و يساعدهم في الانضمام إلى مملكة الله اليوم و غدا ( معنى الشهيد)...
- فشل اليسار في خلق حالة نضالية تجعله محل جذب للشعوب التي مازالت في مجملها ترى فيه مجرد حالة انتهازية من أجل السلطة و النفوذ والجنس...
هذه مجموعة من الخواطر أقدمها لا كورقة بحثية كما قلت بل كمحاولة منّي لتسليط الضوء على الحقائق المباشرة التي يرفض الكثير من أبناء اليسار الاعتراف بها و يفضلون الهروب إلى الأمام...

كمال عبد الله...تونس....



#كمال_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية الوباء...الإسلام السياسي (3)
- استراتيجية الوباء...الإسلام السياسي (2)
- استراتيجية الوباء...الاسلام السياسي


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال عبد الله - اليسار العربي...( الأزمة المزمنة )