أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين الحلي - مواقف صحفية محرجة في زمن الحروب على العراق















المزيد.....

مواقف صحفية محرجة في زمن الحروب على العراق


حسين الحلي

الحوار المتمدن-العدد: 5572 - 2017 / 7 / 5 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




المعروف ان العراقيين يعرفون الصحفيين الاجانب من اشكالهم ولبسهم وحملهم للكاميرات ومن وجوهم بيضاء البشرة المائلة للحمره وبشعورهم الشقراء او ذقونهم وسراويل الجينز والتي شيرت الملون( القميص الفانيلة)التي يرتديونها وكنت انا هكذا ابدو عندما اذهب في الشارع اغطي الاخبار واحداث الحروب وهناك مواقف واجهتني لالتباس الناس في من أنني صحفي أجنبي وفيها من الاحراج والطرافة وربما الخطورة خاصة في بلد كالعراق وقت الحروب خلال عملي مع شبكتي (ان بي سي نيوز و سي ان ان) الامريكيتين :
الموقف الاول
الشورجة اوخر شهر نيسان بعد وقف اطلاق النار عام1991 في حرب تحرير الكويت او عاصفة الصحراء حيث طلب مني مدير الاخبار والتقارير الخارجي في مقر شبكة شبكة ان بي سي نيوز الامريكية في نيويورك " جون ستاك" اعداد قصة عن الحياة الطبيعية في شوارع بغداد وتوجهت مع مرافق الاعلام الى سوق الشورجة الذي كان يعج بالناس ولمحت الى أعلى السقف ثقوب متعدده حيث أخترقتها أشعة الشمس لتشكل مصفوفة من الخطوط الضوئية من اعلى سقف السوق الى الى الاسفل حيث الناس تسير فأعجبني المشهد فقررت أن أنصب حامل الكاميره واخذ لقطة من بعيد وأنا اصور شاهدت سيدة ورجل كبيران في السن يتقدمان نحوى وقد ألتقطت سماعة الكاميرة القوية حديثهما عند الاقتراب اكثر مني اذ قال الرجل :" شوفي شوفي هذوله الصحفيين الامريكان "! فردت السيدة " يا.. همه هذوله الصحفيين الامريكان جماعة بوش الجلب؟" وهنا تقدمت نحوي وطبقت كفيها ووجهت يداها للخارج نحوي بعلامة غضب ولعنة قائلة بالبغدادية "أم داكم واتعزيتوا انشاله " !! وهي حركة يسموها في العراق (امداك اوسليمة تكرفك او تغمك) وكانت علامة استياء وحنق علي ظنا منها انني امريكي !
الموقف الثاني
1991 مايس وبعد أسبوع او أكثر ذهبت لاعمل قصه اخرى في الاسواق عن عودة الحياة الطبيعية للعراقيين فاخترت منطقة الفضل ولفت نظري في احدى زوايا السوق فتيات صغيرات افترشن الارض يبيعن خبز التنور العراقي الشهير فجلست في زاوية امامهم لاصور المشهد بلقطه عامة واثناء التصوير سمعت صوتا من ورائي يصرخ " ولكم هاي ليش كاعدين اتخلون هذا الامريكي ابن ال....بة يصوروكم؟ مو كافي قنابل ودمار علينه يلله كومن من مكانكن ولا اتخلون هذا الحقير يصوركم " !! صمت انا في مكاني ولم أعره اي أنتباه وهنا تحرك مرافق الاعلام بسرعة ليسحبة بعيدا ويطلب منه احترام العمل الاعلامي ..!
الموقف الثالث
منتصف عام 1991افتتاح البرلمان العراقي حيث اصطحبت وزارة الاعلام شبكات الاعلام الاجنبية الى الجلسة الاولى لافتتاح البرلمان العراقي بعد وقف اطلاق النار في حرب عاصفة الصحراء وعند وصولنا منعت اجهزة الامن دخول الصحفيين الاجانب واقتصر الامر على العراقيين العاملين ودخلت انا معهم واخذت اصور بكاميرتي واتنقل في المكان وكان رئيس البرلمان العراقي وقتها سعدي مهدي صالح يتحدث فاحببت ان اخذ لقطة له قريبة اثناء حديثة وكنت مرتديا تي شيرت احمر وستره الصحفيين وسروال جينز وشعري طويل وبينما انا امامة مركزا كاميرتي علية حدق في لوهلة قصيرة ثم فتوقف على الكلام الذي كان يقوله ليقول بعدها : "رجاء اخروجوا كل الصحفيين والاعلام من القاعة خاصة الصحفيين الاجانب " !! فاخذنا الواحد تلو الاخر نخرج وكان الغضب باديا على وجه أجهزة الامن والحراس في بوابة البرلمان يرمقونني بعيونهم الغاضبة وعندما ابتعدت سمعت احد رجال الامن يقول لمنتجة الشبكة وقتها شفيقة مطر : " ها ست شفيقة مو كلنه الصحفيين الاجانب ما يدخلون ويصورن داخل البرلمان؟ " فاجابت شفيقة: " نعم لا يوجد اجانب معنا " ..فرد عليها مؤشرا بيده نحوي : " لعد وهذا شنو؟ امي قابل؟ اشلون دخلتوه؟ دخلتوه قجغ( خلسه ) "؟ فصاحت شفيقة: "عيني هذا عراقي وهذا اسمه حسين الحلي" ثم التفتي الي صارخة " حسين يعني اشلون امسوينه مشاكل ابشكلك "!!؟؟
الموقف الرابع
عام 2004 بعد احتلال العراق عام 2003وفي شهرشباط في فندق فلسطين- المريدان وكانت بداية عملي كمدير في مكتب السي ان ن الامريكية والتي كان مكتبها في فندق فلسطين مريدان كنت يوميا اتوجه لعملي هناك وكنت امر قبل الوصول الى المدخل بسيطرة تفتيش فيها شباب يقومون بتفتيش كل من يدخل الى الفندق وكنت كلما أصل يقول الشاب القائم على التفتيش بالانكليزية موجها كلامه لي بالانكليزية " هلو مستر .. كودمورننك مستر" ( مرحبا سيد.. صباح الخير سيد) !
كان يكررها دائما كل يوم اتي للعمل ظنا منه انني أمريكي او أجنبي حيث شكلي ونوعية الملابس كانت توحي بذلك. فكرت بالموضوع وقلت في نفسي سياتي يوم يكتشف فيه هذا الشاب العراقي الطيب انني عراقي مثله وربما يضجر ويغضب متصورا أنني أخدعة واسخر منه متظاهرا انني اجنبي فقررت ان اذهب في اليوم التالي وابدا عليه سلامي بالعراقية لكي يتوقف عن الحديث معي بالانكليزية ويعرف انني عراقي مثله . جاء الصباح وتوجهت للعمل كلعادة وعند سيطره التفتيش لمحت الشاب اياه فتقدمت وابتسمت له قائلا : ( صباح الخير ) فنظر الي مبتسما متعجبا وقال:" صباح الخير."!! ثم اردف بالانكليزية : " يو سبيك كود ارابك مستر تودي " !! ( اي صباح الخير انت تتحدث عربية بشكل جيد اليوم ياسيد )..!! ابتسمت انا وذهبت في طربقي لعملي فالشاب مازال مصرا يعتبرني أجنبي رغم قولي له صباح الخير ويظن انني اتعلم الان العربية !!

الموقف الخامس
أيضاعام 2004 و في فندق فلسطين مريدان اثناء عملي مع السي ان ان حيث تركت مكتبي خلال وقت الغداء لاذهب الى الطابق العاشر اشارك الصديق المهندس احمد عبد المجيد علاوي الذي كان يشغل منصب ممثل لشركة يابانية والذي طلب مني المجىء لتناول الغداء سوية معه.توجهت لصالة الفندق ومن ثم الى مكان المصعد وعند مجىء المصعد انفتحت الباب وكانت فيه سيدتان او فتاتان يرتدين الحجاب والرداء الاسلامي دخلت المصعد وادرت بنفسي بمواجهة باب المصعد وظهري للسيدتان اللتان كانتا تتحدثان وعندما دخلت توقف حديثهما.. كنت مرتدي ملابس الصحفيين كالعادة وبهندام واضعا عطري المفضل (كوبانا ديلوتشي) القوي الرائحة.. واذ بي اسمع احدى السيدات التي ورائي تقول للاخرى :
"شوفي هذا الامريكي اشلونه؟ نظيف وامرتب واشلون ريحته طيبة"!
فاجابت الاخرى: "اي والله اكليج اشلونه موطة عبالك (كأنه ايس كريم) خو مو مثل رياجيلنه ريحت العرك ( العرق) والجكاير اتعط منهم "!
فقالت الاخرى : " من اول ما دخل المصعد ريحته الطيبة دخلت وياه " !!
أصبت بالاحراج لهذا الكلام فالسيدتين تظنان انني أجنبي او امريكي ولا افهم كلامهما فاخذتا راحتهما بالكلام يعبران عن الاعجباب بنظافة ورائحة هذا الامريكي العطرة !
الموقف السادس
عام 2005 خرجت مع سائقي الى شارع الصناعة لغرض شراء احبار للطابعة في مكتب السي ان ان وقد اوقف السائق سيارته أمام احد المحلات في انتظاري التي دخلتها وكان فيها شابان يتحدثان فانتبها لدخولي حيث اخذت اتطلع الى الرفوف والاشياء الموضعة ومتعلقات الكمبيوتر لم يأتي اي احد من الشابين الذان كانا يتحدثان ويضحكان وينظران الي وعندما طال الانتظار قلت لهما :" هاي احبار الطابعة مال اج بي اشكد سعرهه " ؟؟
صمت الشابان عن الحديث وتوجه احدهما نحوي قائلة " انت عربي ؟ ومن كلامك عراقي تصورناك اجنبيا امريكا ربما " ابتسمت وقلت لهما:" انا عراقي" . فقال أحدهما : انت اصلك اجنبي من الام او من الاب "؟ قلت لا انا عراقي . فقال: " انت مسيحي او كوردي اذن " ؟ قلت: " لا.. انا عراقي عربي بغدادي مسلم " ! فقال اخر :" اذن أنت تعيش في الخارج" ؟ قلت :" نعم في كندا "! فتقدما اكثر مني وقال أحدهما :" هل تعرف عندما دخلت المحل ورايناك ظننا انك امريكي فقلت لصديقي مازحا شوف هذا الامريكي مال ناخذه نسلمه للفلوجة ونقبض بيه فد 10 الاف دولار " !! (سبب قوله هذا الكلام كانت وقتها معارك طاحنه بين الجيش الامريكي والمسلحين في مدينة الفلوجة غرب العراق).
ابتسمت لكلامهما وضحكت.. هنا قال واحد منهما :" عيني الله يخليك لا تطلع بره هواية تره صدك يتوهمون بيك انت امريكي ويخطفوك لو يقتلوك.. اصلا ما اتبين انت عراقي لا شكلك ولا لبسك "! شكرتهما للتحذير والاهتمام.
عندما عدت الى مكتب الشبكة اخبرت مسؤول الامن ( بلو) البريطاني الجنسية بما حصل من حوار في محل الكمبيوتر فغضب وقال :" لن تخرج بعد الان وحدك الا بحراسة والا بالضرورة ..هل تعرف لو خطفت اي مشاكل سنقع فيها؟ انت تعمل مديرا في السي ان ان الامريكية وثانيا انت تحمل الجنسية الكندية "!! فقلت له بان يهدأ من روعه وخوفه فانا بالاصل عراقي ولا يوجد خطر علي... هنا صاح بلو بغضب :" اسمع حسين.. صراحة انت لا تبدو لي كعراقي لو رأيتك في مكان او شارع لن أجزم انت عراقي فكيف ما بالاخرين العراقيين او الارهابيين ؟؟ لا خروج بعد الان الا بعلمي وبمرافقة حماية " !
طبعا لم اخرج بعدها الا نادرا والى المنطقة الخضراء لا تنفيذا لاوامر مسؤول الامن ولكن لانه بعد بعد أشهر بدأت الحرب الطائفية والقتل على الاسم والهوية الطائفية.. عندها تغير كل شي في الشارع العراقي والحياة الاجتماعية واصبحت بغداد اسواقها وشوارعها واماكنها الجميله حسره علي !





#حسين_الحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام حسين والعلاقات مع اسرائيل- شهادة شخصية
- عن زمن الرئيس العراقي احمد حسن البكر


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين الحلي - مواقف صحفية محرجة في زمن الحروب على العراق