أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - امال الحسين - درس في ثورة الريف العطيمة















المزيد.....

درس في ثورة الريف العطيمة


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 21:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من أجذير إلى إمزورن مرورا بتماسينت وبني بوعياش .. تاريخ حافل بالدروس الثورية، تاريخ شعب يهوى الحرية ويأبى الخضوع.

لما قام قائد ثورة الريف العظيمة محند بن عبد الكريم الخطابي بحشد جماهير الفلاحين لمواجهة الإمبريالية كان يعي جيدا أنه يؤسس لتاريخ ثوري، كانت تجربته بإدارات الإمبريالية الإسبانية قد علمته إلى أي حد لا يمكن لأي ثوري أن يقبل خدمة الإستعمار، أدرك جيدا مفهوم الدولة كأداة طبقية فاختار بناء دولة طبقة الفلاحين في مواجهة دولة الإمبريالية، كانت قوة الفلاحين هائلة بحكم خبرتهم الطويلة والكبيرة بمنطقة الريف ذات التضاريس الجبلية التي نحتت في جباهم معنى الحرية، وامتزجت بفكر قائد مثقف يهوى حمل القلم والبندقية بحثا عن الحرية في تجلياتها الواسعة ألا وهي امتلاك أداة قهر الطبقات : دولة الفلاحين.

لم يكن لانتصار ثورة الريف العظيمة أن يمر دون طبع التاريخ في عصر الإمبريالية وكان انتصارا لكل الشعوب التواقة إلى الحرية، إنتصار أنتج صياغة جديدة للمقاومة الشعبية المسلحة ضد الهيمنة الإستعمارية الإمبريالية، إنتصار لقن المستعمر درسا جديدا من دروس المواجهة المسلحة بصيغة جديدة حقا، وكان القائد العظيم المنظر لهذا الإنتصار يعرف جيدا إخفاقات ثورة الجنوب في السهل أمام الإمبريالية الفرنسية، ولم يتحقق صمودها إلا بعد احتمائها بجبال الأطلس الصغير في أوساط أيت باعمران الصامدة، وكان قائد ثورة الريف العظيمة يعي جيدا موقع الجبال في بناء صمود مقاومة الفلاحين ضد قمع الدولة الإمبريالية.

لم يكن لانتصار ثورة الريف العظيمة أن يتحقق لو لا وعي قائدها العظيم بقدرة قوة جماهير الفلاحين على إبداع أشكال جديد من العقيدة العسكرية لم تعرف في تاريخ الحروب من قبل، وصلت إلى حد تصبح فيه قوة جماهير الفلاحين قادرة على بناء دولتهم المستقلة كأداة لقهر الإستعمار الإمبريالي، بناء دولة الفلاحين بمفهومه الجديد في ظل السيطرة الإمبريالية في أوج نهوضها كمستوى أعلى للرأسمالية، ولم يكن للدولتين الإستعماريتين الفرنسية والإسبانية أن توحدا قوتهما إلا لما شرعت دولة الفلاحين الثورية في بناء أسس الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية، التي ترى فيها الإمبريالية تهديدا لمشروعها الإستعماري بالبلدان المضطهدة بإفريقيا.

لم تنته دروس ثورة الريف العظيمة بعد سحق الإمبريالية لجيوش الفلاحين وتدمير أسس دولتهم الحرة إنما انطلقت دروسها لتعم باقي البلدان المضطهدة، ولم ينته دور قائدها العظيم بتسليم نفسه أسير حرب إنما استمرت دروسه بمنفاه باعتباره ملهم الحرب الشعبية ضد الإمبريالية، وأسس بذلك مدرسة العقيدة العسكرية الثورية الجديدة يستفيد من دروسها كل ثوار العالم وعلى رأسهم الماركسيون اللينينيون بالصين والفيتنام، ولم تحول يوما الهزيمة أنظار القائد العظيم عن الثورة بالريف إنما عمت أنظاره الثورات بكل البلدان المضطهدة، فكان انبعاث المرحلة الثانية للثورة في سنوات 1950 بإطلاق أول رصاصة في جبال الأوراس على يد تلميذه حدو أقشيش إعلانا لاستمرار مشروعه الثوري الجديد.

واستمرت دروس ثورة الريف العظيمة عبر حركة التحرر الوطني بشمال إفريقيا التي واجهت المشروع الإستعماري الجديد، وكان أول درس لها في جبال الريف الثوري في استمرار للعقيدة العسكرية الثورية بقيادة تلامذة القائد الثوري العظيم، ليمتد الدرس الجديد في الثورة إلى جبال الأطلس الصغير من جديد، ويؤكد التاريخ أن الجنوب والشمال صنوان في خندق واحد يسمى الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، ولم يكن للإمبريالية أن توقف زحف الثورة نسبيا إلا لما تكاملت شروط التحالف الإستعماري الجديد المتجسد في الدولة التبعية بجميع أركانها السياسية والإقتصادية والثقافية والعسكرية، واستمرت دروس ثورة الريف العظيمة في أشكال ثورية جديدة في صيغة انتفاضات شعبية آخرها ما نسميه اليوم الحراك الشعبي بالريف.

لم يكن لدروس ثورة الريف العظيمة أن تستمر إلا باستمرار الهيمنة الإمبريالية في أشكال استعمارية جديدة ببلادنا والتي يجب مواجهتها بأشكال ثورية جديدة، فكان الحراك الشعبي بالريف أرقى هذه الأشكال الثورية الذي استنهض الجماهير الشعبية والذي تميز بانخراط المرأة الريفية الثورية فيه، الشيء الذي أعطى إشارة تاريخية كبيرة وهي أن دروس ثورة الريف العظيمة قد تعمقت فعلا في أوساط شعب يهوى الحرية ويرفض الخضوع، وكان للشباب المثقف الواعي دور كبير في تصليب العمود الفقري للحراك الشعبي بالريف مما جعل الدولة التبعية للإمبريالية تظهر في مظهر من الهشاشة التامة رغم القمع والإعتقالات والمحاكمات والإدانات والمساومات.

لم يكن للحراك الشعبي بالريف أن يستمر لولا تكامل الشروط الذاتية والموضوعية لانبعاث القوة الثورية بالريف من جديد بعد تعميق الهوة بين الجماهير الثورية ودولة الإستعمار الجديد، دولة الكمبرادور والملاكين العقاريين الكبار المسيطرين على الرأسمال المالي الكمبرادوري المندمج في الرأسمال المالي الإمبريالي المهيمن على التجارة والصناعة والفلاحة والخدمات ببلادنا، الدولة اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية المدعومة من طرف الإمبريالية الفرنسية، فكانت زيارة ماكرون في أوج احتداد الصراع الطبقي بالمغرب إشارة كبيرة لدعم القمع الدموي للجماهير الشعبية بالريف ضد إرادتهم القوية في الحرية والديمقراطية.

وتستمر دروس ثورة الريف العظيمة في أشكال جديدة للإنتفاضة يقودها الشباب المثقفة الثائر في تحد كبير لوسائل القمع الطبقية وعلى رأسها الوسائل الثقافية، التي يشكل فيها المثقفون الأكادميون بالدواويين والوزارات والجامعات والأحزاب الإصلاحية والنقابات والجمعيات التابعة لها .. أبواقا لترويج السلعة الفاسدة للمنظور التنموي الإستعماري الجديد، من أجل تحويل الشعب المغربي عن المطالب السياسية الأساسية وعلى رأسها الحرية والديمقراطية، المشروع الذي يرتكز على استغلال العمال والفلاحين والثروات الطبيعية وتأسيس البنية التحية للإستعمار الجديد : الموانيء والمطارات والسكك الحديدية والطرق السيارة والإتصالات .. ومؤسسات القمع المتعددة.

وتستمر دور ثورة الريف العظيمة في السعي إلى بناء الإنسان المتحرر الرافض للخضوع والتواق إلى الحرية والديمقراطية، في صيغة ثورية جديدة يشترك فيها الرجال والنساء جنبا إلى جنب ضد اضطهاد الدولة الإستعمارية الجديدة، في أفق بناء تحالف العمال والفلاحين بأداتهم الثورية القيادة التنظيمية الثورية لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف السياسيين المحترفين والمثقفين الأكاديميين ينهزم أمام ق ...
- إلى السيد ماكرون الصغير بكلماته الصغيرة أمام الشعب المغربي
- الريف يرسم الطريق الثوري لليسار
- توطيد دولة الحق، سنوات الرصاص، عمل الذاكرة وحقوق الإنسان - م ...
- الأمازيغية والصراع الطبقي وبناء الدولة
- دور المخابرات في عرقلة الوعي السياسي الطبقي - تالوين نموذجا ...
- أي دلالة لفاتح ماي في عصر الإمبريالية ؟
- الأرض، الحرية والديمقراطية 14
- الأرض، الحرية والديمقراطية 13
- الأرض، الحرية والديمقراطية 12
- الأرض، الحرية والديمقراطية 11
- الأرض، الحرية والديمقراطية 10
- الأرض، الحرية والديمقراطية 9
- الأرض، الحرية والديمقراطية 8
- الأرض، الحرية والديمقراطية 7
- الأرض، الحرية والديمقراطية 6
- الأرض، الحرية والديمقراطية 5
- الأرض، الحرية والديمقراطية 4
- الأرض، الحرية والديمقراطية 3
- الأرض، الحرية والديمقراطية 2


المزيد.....




- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - امال الحسين - درس في ثورة الريف العطيمة