أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمل المرزوق - ماذا بعد مقاطعة الدنمارك؟














المزيد.....

ماذا بعد مقاطعة الدنمارك؟


أمل المرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 07:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثارت بعض الرسومات الكاركتيرية المنشورة بجريدة جيلاند بوسطن الدنماركية منذ إزاء أربعة أشهر حفيظة الكثير من المسلمين خصوصا ً المتشددين منهم في مختلف أنحاء العالم، حتى بدأت الثورة العارمة على الدنمارك التي افتتحت بعدد من خطابات الشجب والإستنكار وهي أقصى مايمكن فعله تحت مظلة ديمقراطية الإعلام العربي.
لتليها حركة شبه معتادة يستخدمها المسلمون خصوصاً في الخليج ضد من يخالفهم الرأي وتعرف بـ " لوي الذراع" كانت من خلال إعلان مقاطعة المنتجات الدنماركية عبر الدعوة في مواقع الشبكة العنكبوتية ورسائل الهاتف النقال وحتى قنوات الأغاني والإهداءات التي استغلها الغيورون على الدين في الدعوة لتلك المقاطعة، دون أن يعلموا بإن الصادرات الدنماركية لأكبر دول الخليج لا تتجاوز الـ 15% من مجمل صادراتها!

ناسين أومتناسين بذلك أن الدين الإسلامي إنما دين تسامح وتفاهم، وأنه دين يسر وليس عسر! ألم يقل الله تعالى في كتابة الحكيم : " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" !! إذاً لماذا لا يطبقونه بالطريقة الصحيحة؟

لا ينكر أحدنا بالطبع الإساءة الكبرى لنبينا محمد (ص) التي قامت بها تلك الجريدة الدنماركية الخاصة عبر نشرها للرسومات المسيئة له (ص).. ولكن ألا يجب أن نفكر أولا ً عن سبب تلك الرسومات؟ وعن جدوى تلك المقاطعة؟
ومما لاشك فيه أن ذلك الرسام لم يعرف من الإسلام سوى بن لادن وأشباهه الذين يظهرون على شاشات التلفزيون مرددين: أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .. ليجد بعدها تفجيراً في أبراج التجارة الأمريكية وسقوط ضحايا بدون أدنى ذنب. أو أولئك الذين يحترفون احتجاز الرهائن الأجنبية سواء الصحافيين أو المصورين أو غيرهم! ليقايضوا بهم أو يقطعوا رؤسهم!
نعم هذا ما يشاهده الغرب في إعلامهم، عنف وضرب وقتل .. لا يرون سوى صورة مخيفة لدين وشعوب إرهابية. فكيف نريد من تلك الجريدة أن تعكس صورة جميلة ومشرقة لنا؟

وبدلاً من أن يعملوا بقوله تعالى: " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن"، فإن الشعوب الإسلامية بدأت في شن حملة المقاطعة الضارية ضد المنتجات الدنماركية وكأن كل تجار الدنمارك وحكومتها مساهمين في رسم ذلك الكاركتير غير واضعين في اعتبارهم الحريات المطلقة لدى الصحافة الغربية التي لا تتدخل فيها الحكومات أبداً.. فهل هذا هو الحل الأمثل؟ مقاطعة المنتجات والشعب بالكامل بدلاً من عكس صورة الإسلام الحقيقية المتسامحة، دين الإسلام الذي دعى رسوله بعدم رد الإساءة بالإساءة.. فقد عانى الرسول (ص) في حياته من تعذيب كفار قريش له ولكنه لم يسأ إليهم بل تحمل وصبر، حتى آمن الكثير منهم ودخلوا في دينه.

إن الكلمة الطيبة مفتاح لدخول أولئك الناس في دين الإسلام ومعرفته عن قرب، وإن هذه المقاطعة لن تجني إلا مزيداً من الحقد والكره تجاه المسلمين ونبيهم فهاهي الجرائد الأجنبية المختلفة تقوم بنشر نفس الصور على صفحاتها الأولى كردة فعلٍ تجاه ما حصل مع الدنمارك، فهل سنقاطع كل المنتجات العالمية؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا يعني اعتراف روسيا بإمارة أفغانستان الإسلامية؟
- “بدون تشويش أو انقطاع” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بابا الفاتيكان يدعو لوقف ’وحشية الحرب’ في قطاع غزة
- الرئيس الروسي يلتقي في موسكو كبيرَ مستشاري قائد الثورة الإسل ...
- هآرتس: تصدع في دعم الإنجيليين الأميركيين لإسرائيل بسبب استهد ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط -حسم- الإخوانية لإحياء الإرهاب ...
- الرئاسة الروحية للدروز تطالب بسحب -قوات دمشق- من السويداء
- الاحتلال يسرع السيطرة على المسجد الإبراهيمي


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمل المرزوق - ماذا بعد مقاطعة الدنمارك؟