أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خليل قنديل - زياد خداش ينهض بفن القصة الجميل














المزيد.....

زياد خداش ينهض بفن القصة الجميل


خليل قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 07:07
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في نصوصه القصصية"خذيني الى موتي"

لاشك بأن الساحة الثقافية العربية تعاني من مايمكن تسميته بالضنك الإبداعي فيما يخص كتابة القصة القصيرة،
وإفراز الأسماء الجديدة،المبشرة والقادرة على الحفر في المدى البعيد والعميق في دهاليز هذا الفن العبقري في
إختزالاته وابتساراته وتكثيفاته،والتي تجعل من المساحة الورقية الضيقة،مساحة لاحبة تحتمل كل هذه التجليات
الإنسانية العميقة،في ابراز المكنون الفني ألإنساني،وتجسيده في قصة قصيرة.
ففي زمن الهرولةالكتابية باتجاه الرواية،وزمن التأكيد الملح حد الضجر،على أن الشعر ديوان العرب،وفي زمن
إختراق قصيدة النثر للقصة القصيرة حد الإستيلاء والمصادرة،وفي زمن الهجوم الكاسح على تقنيات القصة في
الخبر الصحفي والمرئي تحت تسمية"الصورة الصحفية"،وفي زمن غياب الحرص النقدي المسؤول.
أقول في مثل هذه الأزمان مجتمعة،التي ولدت ماأسميته بالضنك الإبداعي القصصي،فإن المرء يفرح لمجموعة
قصصية جديدة تنهض بفن القص الجميل،وتؤكد على فعاليته الإبداعية في القراء.
هذا الإنهاض تؤكده المجموعة القصصية الجديدة للقاص الفلسطيني"زياد خداش"،والتي وسمها بالنصوص،وربما
فعل ذلك بسبب هيمنة فعل التشرد والتنصل الذي يمارسه كتاب القصة تحت وطأة الضنك الإبداعي في هذا المجال.
ونصوص زياد خداش القصصية التي حملت عنوان"خذيني الى موتي"والصادرة عن دار الماجد في رام الله،تحمل
في قصصها قدرة على السير في المسالك الوعرة للسردالقصصي،والخروج بما يبهج القارىء في التمتع بنص
قصصي له جودته الخاصة والمميزة.
ونحن حين نبدأ التوغل في عوالم خداش القصصية نلحظ أن نهجه السردي يحتكم الى تقنيتين،الأولىأن جميع
القصص تقريبا يتحدث بطلها بضمير الأنا،لابل فإن الأمر يذهب الى أبعد من ذلك الى الدرجة التي تبدو فيه معظم
القصص التي ضمتها المجموعة،وكأنها سيرة ذاتية للقاص خداش توزعت في بوح قصصي.
اما التقنية الثانية فهي عمل خداش على جذب القارىء نحو نصه القصصي الى درجة الحديث معه وإشراكه في
بناء القصة.
واللافت في قصص خداش وهو الفلسطيني الذي يعيش وطأة الإحتلال الإسرائيليي،أنه وبحكم الوجود اليومي
للإحتلال،وبحكم العادية الموجعة لمشاهدة الإحتلال،نلحظ أنه لايذهب الى الشعارية السمينة التي أتخمت بها فلسطين
،بل يبدو الإحتلال وكأنه بهذه المياومة الموجعة لوجوده يقود خداش الى أن يقدم الحالة الإنسانية القاهرة للفلسطيني:
"أنا أحب أطفال بلادي،وأكره الدبابات،وأندهش بمرارة وغضب حين يحتاج جنود ما مدينتي ،يعيثون فيها خرابا
وينكلون بالناس،ولكن أحيانا أفقد الإحساس بالطبيعي والأشياء،أراني غريبا عن مدينتي،وغير مبال بصرخاتها
وأتخيل الجنود الغزاة وفدا أجنبيا يعبر عن إعجابه بمدينتي على طريقته الخاصة،أو أراه فريق كرة قدم لدولة
مجاورة،يستعرض مهاراته قبل المبارة بنصف ساعة"ص"17".
إن الإحتلال في أقصى حالاته اليومية المؤثرة تجعل خداش يمتلك جرأة إنسانية موازية لحجم هذه الكارثة،وهي
جرأة أنسانية تضيىء على الجانب الحياتي واليومي للإنسان الفلسطيني،دون خوف من التابو المحرم نطقه أو
الإشارة اليه. نلحظ ذلك في قصص كثيرة مثل"الطيون والجنود وأنا"وبعينين باردتين"و"جنون القمر"و"دوائر
أختي الناقصة".
المناخات التي يذهب اليها خداش في مجموعته"خذيني الى موتي"هي مناخات استطاع خداش أن يقوم بتخصيبها
بجملته القصصية المباغتة في إنسانيتها،وتماسها مع العميق والمختبىء وربما المسكوت عنه في المجتمع الفلسطيني
المسيج بالإحتلال،وقد فعل هذا بجرأة لم تقع في الإباحية المجانية،بل توخت إحترام رغبة الإنسان العميقة في البوح
والإنعتاق.



#خليل_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خليل قنديل - زياد خداش ينهض بفن القصة الجميل