سعد سوسه
الحوار المتمدن-العدد: 5547 - 2017 / 6 / 10 - 10:56
المحور:
الادب والفن
كان يعلم انه سيموت ... يعرف ان الموت حق ويعرف ايضا اننا سنموت جميعا ... لكنه احس ان موته قريب جدا ، ليس وحيا نزل عليه لكن احساسه بالموت يملء فضائه .
اجتمع كل الحزن في العالم والام حبيبته وقهر الاولاد والزوجة الغير صالحة سوى للصلاة والصوم ؟ ترى هل ستتذكره في صلاتها كان ملحدا لايؤمن الا بالحب .. وخذله الحب ...؟ حبيبته بعد عشرون عاما تريد اعاده تكوينه ، صنعه من جديد ( طبعة منقحة ) .
كان يعلم انه سيموت ... وفي العمر بقية حلم لم يتحقق ؟ او لعله يهرب الى الموت ، هنالك لا احد يفكر فيه ولايوقظه من نومه او يملي عليه الاوامر يترصد اخطائه ، فبعد الموت ... صمت
قد ينتحب عليه الاولاد وتتلفع بالسواد زوجته وتحزن حبيبته ؟ لكنهم لن يموتوا بعده ولن يناموا معا في قبره . قد يرتاح ، قد يحزن لفراقهم ، لكنه لن يخرج من الموت لاجلهم .
كان يعلم انه سيموت ... فلم يعد قلبه يحتمل حزن كل هولاء وهو العاطي ، المانح ، الودود ، الكريم ، الغفور ... لكن ماصنعت طيبته وغفرانه غير الكلمات البارده ، لم يسمع كلمات الشكر والامتنان ، لم يسمع كلمة ود ، محبة .
مات اخيرا دون ان يودع احد ، وينسى الجميع موته فهو مجرد رقم في ذاكرة قابلة للنسيان .
#سعد_سوسه (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟