أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان شيخموس - طلبة الأمس ثوار اليوم














المزيد.....

طلبة الأمس ثوار اليوم


عدنان شيخموس

الحوار المتمدن-العدد: 5543 - 2017 / 6 / 6 - 03:54
المحور: الادب والفن
    


طلبة الأمس ثوار اليوم

ليالي شهرتموز لها نكهة خاصة ، فيها يدخل النهار مطلاً على الشوارع والأزقة بعد أن يكون قد غمر أسطح المنازل شبه المتساوية في الإرتفاع . في هذا الشهر، لا ننعم بالراحة والنوم الهادئ إلا نادراً وإن حصل فلسويعات قليلة. حر شديد يخاله المرء جحيماً ،الأمر الذي يجعل أغلبية الناس يهرعون إلى ظل يحتويهم في مقهى أو محل لصديق أو الرجوع إلى البيت مستظلاً بفيء يكون بين زوايا الجدران فيضاف زمن آخر إلى فترة القيلولة الإلزامية .
هكذا كانت غرفتي ، تحتضن بصدرٍ رحب أوجاع المثقفين و الطلبة على مدار الساعة ، تتقاسم هموم الزوار بوجه مشرق ، وتحافظ على اسرارهم بحنان وصمت مطلق ، تجمع ما بين الأحبّة ، و تستمع لهمومهم في تلك الساعات النهارية ، أو ساعات ليلية تغمرها السكينة والهدوء لاُحتواء الحديث بشوق يجعلك تصغى باُحترام وتشارك الرأي . أيام رائعة اُستفادت منها الذاكرة لتبقى وتنضج بمصداقية الحوار عبر الأزمنة والعقبات .
فعلا حال عامودا ذاك الوقت ليس كما هو عليه حال اليوم ، فرغم قلّة وسائل التّرفيه وقتها ، القيظ لم يكن مرغوبا بل كان ضيفا ثقيلا وكنّا مرغمين على تحمل ثقله .
فلكم بعض الشخصيات التي كنت أراها وأسميها بالطلبة لساحات النضال أيام الثمانينات.
هفال صبري :
كان نحيفاً جداً لايملك شيئا سوى ما يحتاجه كشخص عازب ووحيد ، لكنّه يمتلك مكتبة فكرية مخزنة تتجدد بإستمرار ، يناقش الطرف الآخر ببساطة فكرية لكنها عميقة ، والجميل وقتها أنه كان يعتبر نفسه أنه فرد من أفراد العائلة من أجل الإرتباط والتواصل أكثر .
هفال (امام) حسين حاويش:
لايختلف كثيراً عن صبري ،كان الإثنان لا يملكان ما يملكه الشباب في عمريهما ، كتلك الحاجيات الشخصية التي تدل على الرفاهية والنفاق ، لكنهما يملكان إرادة فولاذية تهش إحساس من خالطهما بروح تغمر اَفاق الجمال ، لهذا من صاحبهما لا يرغب في الإبتعاد خصوصا وأن أيام الصيف والليالي بعامودا تختلف عن الفصول الأخرى تساعد أكثر على اللمّة ومتعة الحديث .
غير أن الحشرات بالغرفة هي الأخرى كانت تستمتع باللّذغ هههه . وللتخفيف من معاناتهما طلبت منهما أن نغادر وننهي الحديث فوق السطح وننام هناك حيث الجو كان حارا جدا ، فكان الجواب : نحن لسنا أفضل من رفاقنا في ساحات النضال والوغى وشعبنا الذي يعاني أكثر منا؟! أين نحن مما هم عليه؟.
ما استوقفني فعلا أنهما ينكران خاصية الذات ، للإنصهار والتوحد ضمن إرادة المقاومة .
وقتها عرفت أن جيلاً جديداً قد ولد ، وأدركت أن الشعب الكوردي قد أمسك التاريخ من ناصيته .

فتحية صادقة وتحية محبّة للطلبة القدامى
فهم مناضلي و طلاب المدرسة الأوجلانية !
والرحمةالكبيرة والواسعة تغمر روح كل الشهداء .



#عدنان_شيخموس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل مرتجفة
- زيزفون في حقل الموتى


المزيد.....




- -طاعة الزوج عبادة-.. فنانة خليجية تشعل جدلا بتعليق
- لغة الدموع الصامتة
- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان شيخموس - طلبة الأمس ثوار اليوم