أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ميشال كيلو - مشكـلــــة -الـبــــدون- فـي ســـوريـــــا














المزيد.....

مشكـلــــة -الـبــــدون- فـي ســـوريـــــا


ميشال كيلو

الحوار المتمدن-العدد: 403 - 2003 / 2 / 20 - 03:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



النهار 6.2.2003

 
بالاضافة الى مشكلة "بدون" الداخل من اخواننا الاكراد الذين يعيشون بيننا منذ عشرات السنين ومئاتها، ويؤدون واجباتهم إزاء الدولة كأعضاء كاملي العضوية في مجتمعنا، ويقدمون ارواحهم فداء لوطنهم سوريا كلما خاض معركة ضد الاستعمار واسرائيل، مع انهم محرومون من أبسط حقوق المواطنة، كحق الاعتراف الرسمي بزواجهم واولادهم، وحق الملكية والتعلم والتقاضي وتلقي الخدمات الصحية وايجاد عمل... الخ، تبرز في ايامنا مشكلة "بدون" الخارج، وهم مواطنون سوريون غادروا البلاد بلا سبب، او لأسباب محددة سياسية او اقتصادية او جرمية، وامضوا القسم الاكبر من اعمارهم خارجها، لكنهم حرموا حق العودة اليها، او حق امتلاك وثائقها الرسمية كهويتها وجواز سفرها، وانقطعت، او بالاصح قطعت، علاقاتهم معها، الا الامنية منها، لأنهم موجودون ككائنات امنية فقط، فلا وجود لهم الا بصفتهم هذه، ولاحقوق لهم ولا واجبات، مع ان بعضهم ذهب الى المهاجر طلبا للرزق، ولم يفعل شيئا ضد السلطة السورية او معها خلال العقود التي امضاها في كسب العيش وتأسيس حياة جديدة هناك، كذلك المواطن الذي هاجر الى فنزويلا قبل قرابة نصف قرن، وكان عضوا في الحزب الشيوعي السوري، ثم انقطعت اخباره حتى خال اهله انه فارق الحياة، لكنه اتصل اخيرا معلنا رغبته في العودة وقد بلغ من العمر عتيا، فقيل لمن سأل عن اوضاعه انه سيكون عليه مراجعة فرعي امن للاستفسار عن قضايا تتعلق بهويته السياسية!
الاصل في المواطنة انها حق طبيعي تكرسه دساتير العالم الوضعية واعرافه الدينية وقيمه الاخلاقية، وتمنع تقييده او انتهاكه او الانتقاص منه او الاعتداء عليه لأي سبب كان، فإن ارتكب صاحبه فعلا ما يخالف الدساتير والقوانين والاعراف، حوكم وصدرت ضده عقوبة تقيد بعض حقوقه، او تفرض عليه واجبات معينة، لكنها لا تنتهك تحت اي ظرف حقه في المواطنة وفي الانتماء الى وطن. حتى السلطات الاستعمارية، التي كانت تحتل بلداننا، كانت تقوم بنفي من يقاتل او يناضل من اجل اخراجها منها، وتحجر عليه داخل وطنه او خارجه، لكنها لم تبطل مطلقا حقه في المواطنة او انتمائه الى وطن، فالمواطنة ليست وظيفة سياسية تقبل الزوال او الانتقاص، وليست متحولا يتعين بنشاط الانسان السياسي، فيرتبط به ويخضع له، بل هي ثابت يتعين به كل ما عداه، يتخطى السياسة وعلاقاتها وملابساتها، يليه في الاولوية ويتفرع عنه كل ما قد يقوم الموطن به من انشطة، بمعنى ان هذه لا تبطله مهما كان طابعها، ولا تقيده او تنتقص منه او تجعله جزئيا او عرضيا. واذا كانت المحاكم تصدر احكاما على الخارجين على القانون تعلق حقوقهم المدنية الى زمن معلوم، فاننا لم نسمع اطلاقا بمحاكم من اي نوع كان، بما في ذلك غير الدستورية منها كالمحاكم الاستثنائية، ابطلت مواطنة مخالف للقانون او اعلنت تعطيلها ولو الى حين.
لا اعرف عدد السوريين من "بدون الخارج"، الذين لم يعد لهم وجود رسمي بين مواطني سوريا، ولا يمثلون، بهذا المعنى، شيئا او مشكلة بالنسبة الى الممسكين بالسلطة فيها. لكنني اعتقد ان عددهم كبير، مهما كان قليلا، ان قسناه بمعيار المواطنة والدولة. ولا اعرف ما ينسب اليهم ويسوغ ابطال حقهم في المواطنة وفي الانتماء الى الدولة السورية، لكنني واثق من وجود عدد كبير منهم لم يرتكب اي فعل جرمي، ولم تصل معارضته الى حد يبرر حرمانه من جواز السفر ودفتر العائلة والهوية الشخصية. ثمة طيف واسع جدا من الحالات، ينضوي تحت مقولة "بدون الخارج"، بينها دون شك حالات مارست العنف في الماضي، وازهقت ارواح مواطنين سوريين، وحالات اخرى اقتصرت على انشطة سلمية، قبل ان تهمد وتفقد طابعها التنظيمي والجمعي، وحالات من نمط آخر لم يعد اصحابها من ذوي الاهتمام السياسي او العام، بل انصرفوا الى تدبير معاشهم وتربية اولادهم واحفادهم، فما عادوا يعرفون اسماء معظم مسؤولي البلد، وهناك طبعا حالات يتاجر اصحابها بالكلام، فهل يجوز وضع هؤلاء جميعهم في خانة واحدة، وحرمانهم جميعهم من حق المواطنة، الذي يمنع الدستور حرمان اي مواطن منه، بغض النظر عن افعاله؟ وهل من الصواب اتخاذ التدبير عينه ازاء هؤلاء جميعا، كأنّ من قتل الناس كمن شارك في تظاهرة سلمية، او قال، او كتب، قبل عشرة اعوام او عشرين عاما رأيا ضد السلطة، او انتسب الى حزب انهار او اختفى؟
ثمة مشكلة حقيقية هنا، تتجسد في انتهاك السلطات للدستور، الذي اصدرته وتطالب مواطنيها باحترامه والتقيد به، وتتجلى في حرمان مواطنين سوريين من حقهم في وطنهم، بما يمثله من قيم روحية وعلاقات ومصالح مادية ومعنوية، ومع ما يترتب على ذلك من اساءة الى الدولة، حاضنة جميع مواطنيها، والتي لا تتهاون في معاقبة من يهددون السلامة العامة والقانون الاساسي، الذي يسمونه الدستور.
وقد اسس في الآونة الآخيرة نفر من "بدون الخارج" لجنة للمطالبة بحقهم في العودة الى وطنهم كمواطنين مسالمين يخضعون للقانون، اعلنت انها ستقاضي السلطة السورية امام القضاء السوري، وستعمل بوسائل شرعية وسلمية الى ان يستعيد السوريون المنفيون قسرا حقهم في وطنهم، بما في ذلك حقهم في ان يحاكموا امام قضاء مستقل ونزيه عن جرائم قد تتهمهم السلطة بارتكابها.
ليس من حق المواطن رفع السلاح في وجه دولته. وليس من حق السلطة رفع المواطنة عنه. وقد حان وقت طيّ هذا الملف، الذي يضر بعشرات آلاف السوريين واسرهم واصدقائهم، وربما بمئات الآلاف منهم، ويسيء الى سمعة سوريا: وطننا الذي لا وطن لنا سواه، ويجب ان نتساوى امامه في حقوقنا وواجباتنا، كي لا نخسره، او ندخل اليأس الى قلوب قسم من ابنائه، وندفع بهم الى الخطأ والشطط.
من الضروري ان تعالج السلطة مشكلة "بدون الخارج والداخل (الاكراد)"، وان تحلها بطريقة تتفق مع الدستور، تكفل حقوقهم في وطنهم وتعزز انتماءهم اليه، بينما هي تنزل العقاب القانوني والعادل في من تثبت انه ارتكب جريمة ما بحق مواطنيه.



#ميشال_كيلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ميشال كيلو - مشكـلــــة -الـبــــدون- فـي ســـوريـــــا