أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رولا حسينات - سلوك الفرجة














المزيد.....

سلوك الفرجة


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 05:38
المحور: المجتمع المدني
    


سلوك الفرجة هو سلوك عفوي نما مع الغريزة المسيطرة على التفكير للمواطن العربي، الذي ربما لا أملك الحق في انتقاده من كثرة ما تعرض له من ظلم ومهانة وإجبار واضطهاد على مر التاريخ المعاصر، والذي جعل فيه الحكم العثماني أساسا في التعبير عن مرحلة تاريخية دقيقة وغاضبة ونوعية في نفس الوقت، فبعد أن كانت الإمبراطورية العثمانية السرير الذي يأوي إليه الجسد العربي المنهك من البحث عن أصول الحياة وانهزم أمام نفسه بتخليه عن كل ما يمكنه من الرقي، غير أن سمة الاستسلام هي الصفة الغالبة على المشاريع العربية الفكرية، فكانت الإمبراطورية التركية التي سيطر عليها حزب الاتحاد والترقي وحكم الحريم في آواخر أيامها قد مارس شذوذه في التنكيل بالمواطن العربي على امتداد تواجده الجغرافي، فكانت العصا لمن عصا واجعل رأسك بين الرؤوس وقل يا قطاع الرؤوس....أو ارفع رأسك سال الدم...وبعد سلسلة الأمثال العقيمة التي تمد جسورها العصبية إلى الدماغ ثم إلى الجسد ويتطور السلوك ليس بالإطاعة بل الرضوخ الكامل والقيام بدور المؤدب لخدمة السلطة...أي كانت بدءا من الغفير إلى الباشا الإقطاعي انتهاء بأي مسؤول مهما كان تصنيفه...وبعد ذلك عاشت الشعوب العربية تحت نيران الاستعمار ومواجهة السلاح..فكان كما لو حمامة رقصت بدمائها من رصاصة..فلا هي عادت للحياة ولا عاشت أفراخها..إن ما انتجته السنوات العجاف من هزائم ومجازر علم العربي بأن يقفل بيته ويرتجف مطأطئ رأسه في زاوية البيت الطيني والدبابة أمام بيته وهو في عين المدفع... الصغير قد كبر وقد أصم أذنيه الصفير وما عاد الطرب ينفعه غير أن تحريك العصا يرقص الموتى...
فكان سلوك الفرجة تحصيلا حاصلا، وكون العربي عانى من نزعة الخوف والكبت والظلم والقهر وغيرها من مسميات فإنه اليوم يرغب في إسقاط هذه العقد النفسية على من هو أضعف منه في هرم القوي والضعيف، فكان الضعيف يتكبر ويتقاوى على من هو أضعف منه في السلسلة السلوكية...وهذ ما نعيشه كل يوم...على مستويات بسيطة كلما انتقلت إلى تزداد تعقيدا، فعلى سبيل المثال: تصبح تحت رحمة تلك السيارة الصغيرة التي لا تحمل نمرة أو لا تبين أرقامها عن الإشارة الضوئية...وقد يلزمك كنترول الباص بالصمت أمام سوء طبعه وقلة حياءه...حتى تضمن وصولا آمنا إلى أقرب نقطة توصلك إلى هدفك، كما أنك تصبح فريسة في شباك السكرتيرة لأحد الأطباء الذين فقدوا شرفية المهنة وهي علاج البسطاء وعلاج الإنسانية...إلى تجارة المرض وتجارة الاستحواذ على محفظة المريض...الذي لم يخرج عن كونه مريضا صاحب حاجة ضعيف أكثر ما يكون وراغب بشدة إلى عودة ما سلب منه...وهكذا دواليك ضمن أي سلسلة مجتمعية ....
إن سلوك الفرجة سلوك فطري يبرر الطاعة واخفاض الرؤوس وتقبيل الأقدام...والصمت العفوي والتسليم للواقع مهما كان ..فإبصار شاب يتحرش بفتاة هو في الحقيقة سلوك قد لا يعني الكثيرين...وفي أقصى حالاته يعني الاستسلام لأي فكرة سيئة أو تسليما للأمراض المجتمعية من صمت مطبق على مفهوم التحرش واستبداله بلفظ العيب...وعبارة فضيحة...ويمك أن نصمت عند رؤية شرطي يقلب عربية يرتزق منها بسيط تجود بربطات الشعر ودبابيسه لتتناثر في الطرق وتتقاسمها عجلات السيارات..صمتنا نابع من سلطة القوي على الضعيف، دون أن نكون قادرين على المطالبة بحق هذا البسيط أو ذاك بتأمين مواقع مرخصة بأقل التكاليف يستطيع زبون الفكة (الفراطة) من نبش جيوبه عن تلك القطع المعدنية دائرية الشكل...سلوك الفرج يندرج تحت أي مشهد درامي صامت أبطاله كثر وقد خرج عن الموندراما كما خرج عن النص الإنساني...
مدونتي المرئية على مدونات الجزيرة فيها مشهد آخر...http://blogs.aljazeera.net/topics/video/2017/5/23/%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AC%D8%A9?BlogID=396b16a1-4a00-4ac6-a5b1-641ad53bf826



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رتوش نقدية
- الحارطة الذهنية والسلوكية
- الشاهد الصامت ...قصة قصيرة
- العفيفي ومبادرة جمعية إصلاح الخارجين من السجون....
- الحرب على التطرف وفق آلية الإقناع
- مبادرة الكاتبة الأردنية رولا حسينات #غرد داخل السرب # معاً ض ...
- حوادث الطرق ومصيدة الموت
- القمة العربية وغرغرينا أحلام الشعوب
- أحلام والسبات البرلماني الأردني
- الأبرتايد بين خلف والدقامسة
- السحر الأسود وبيع المناصب
- مسابقة الأديبة القاصة رولا حسينات الأولى في القصة القصيرة لل ...
- أحبك ولكن
- المديونية الأردنية ..والمصباح السحري
- أزمة اللجوء وآلية الخروج من عنق الزجاجة
- شواء بشري بطعم الحرية
- حمى المناهج وفوبيا الأديان


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رولا حسينات - سلوك الفرجة