أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عرير الهلالي - الوحدة الإندماجية بين اليسار الإشتراكي الموحد والوفاء للديمقراطية















المزيد.....


الوحدة الإندماجية بين اليسار الإشتراكي الموحد والوفاء للديمقراطية


عرير الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يعرف مؤخرا الحقل السياسي ببلادنا حركة تقارب ودمج بين المكونات السياسية تحت تسميات متعددة تفضي إلى بناء إستراتجية جديدة تقطع مع مرحلة التحلل إلى كيانات ذات كتل خفيفة داخل اللعبة السياسية, والتي عادة ما تقاس بمنطق موازين القوى. فالقاموس اللغوي الذي ينهل منه النخب السياسية اختياراتهم ويحدد أفقهم يطرح أسئلة عديدة, إذ داخل أي سياق يتم تكثيف مفاهيم مثل التحالف ( التحالف الحركي. . التحالف الاشتراكي..الوفاء للتحالف الاشتراكي...). التجمع ( التجمع اليسار الديمقراطي ). الاندماج (أربعة مكونات يسارية ) و ( الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و حزب الاشتراكي الديمقراطي ). ثم هناك الحديث عن اندماج الوفاء للتحالف الاشتراكي بحزب التقدم والاشتراكية. واندماج الحركة الوطنية الشعبية والحركة الشعبية والإتحاد الديمقراطي تحت اسم "الحركة الشعبية الموحدة".
منهجيا آليات البحث تقود إلى محاولة فهم السياق الأفقي الذي انبثقت من داخله الظاهرة وفى نفس الوقت ا ستنكاه المسارات العمودية بين الأطراف للوقوف عند الخلفيات السياسية والاستراتيجية لهذا التقارب...
وبما أن المؤتمر الاندماجي بين اليسار الاشتراكي الموحد وجمعية الوفاء للديمقراطية المنعقد بالرباط و ببوزنيقة يومي 23 / 24 شتنبر 2005 تحت شعار"الأمل" يشكل منعطفا متقدما في مسارهما فانهما راكما ما يضمن قابلية الخوض في مساءلة أوراقهما السياسية والتنظيمية لنرى إلى أي حد مشروعية الاندماج يكتسي منطقها أبعادا متناغما ؟

جراحات الوحدة.
لاشك أن مسار التجميع مند انطلاقته وهو يخلف من ورائه غاضبين ومنسحبين سواء على المستوى الأفراد أو على مستوى الهيئات السياسية (انسحاب النهج الديمقراطي ) .
في مؤتمره التأسيسي يوليوز2 200. وبالرغم من بناء الهيكل التنظيمي على أعمدة التوافقات حدثت تسربات من داخل الوحدة الاندماجية العائمة ضد الزمان أعقب ذلك سلسلة من الاستقالات سواء من المكتب السياسي أو اللجنة المركزية أو أجهزة الفروع. هذا الشرخ المصاحب للوحدة الاندماجية تعمقت شقوقه بعد الانتخابات التشريعية شتنبر 2002.والجماعية شتنبر 2003 . فبهت أداء الحزب وتوغلت فروعه في العجز المادي وانمحت أخرى من الخريطة الحزبية. لعلها صورة قاتمة انتعشت في قلبها ذاكرة الحنين إلى بنية الأصل ( قبل الوحدة ) تجتر علا قا تها الإنسانية والرفاقية كمجموعات منعزلة.نفس الظاهرة تلازم المؤتمر الاستثنائي بين اليسار الاشتراكي الموحد والوفاء للديمقراطية,بحيث قاطعاأشغال المؤتمر كل من التيار"الفعل الديمقراطي" و"التيار" "حرية المبادرة الديمقراطية". فهل الوحدة كمفهوم فعل دخيل على ممارستنا الثقافية والسياسية ؟هذه النقلة من سياق العزلة إلى سياق الوحدة أكانت بمثابة قفزة على التاريخ؟ هل منطق القبيلة يغذي حاجاتنا السيكولوجية ونزوعاتنا الذاتية؟ أليس براد يغم الوحدة يغيب من داخله قيم قديمة ليشتغل بقيم ووظائف جديدة؟ أليست ثقافة الوحدة ثورة ضد ثقافة الانعزال والتشتت ؟
عملية المرور من سياق إلى آخر يقتضى استنزاف مراحل وعتبات لتدبير أشكال الاختلاف والرفع من رأسمال التواصل.فالزمان كمحدد أساسي في تفتيت عوائق نفسية وذهنية يتفاعل انسيابه في اختمار الشروط لتقليص حجم الخسائر الممكنة.الإرادة الذاتية تظل عمياء حينما تقتنص مبادرات في عنفوانها, والملاء مة الموضوعية تظل مستنقعا في غياب إرادة الفعل.الفكر السياسي مطالب بالتحلل من سياقات محكومة بشروط أصبحت إجاباتها مضللة وتائهة في دوائر الاستنساخ. إذ اقتحام قيم الحداثة والديمقراطية يستلزم معها تحصين شروط التأسيس لمنطلقاتها بعقلانية خارج هواجس تعيق الأهداف المأمولة.فهل حزب.ي.ش.م. بالرغم من اختلالات منطلقا ته تمكن من تحصين مزيد من تسربات داخل بنيته الحزبية. ؟ هل فعلا انطلق في مرحلة التأسيس بمقومات وعناصر داعمة لمشروعه التنظيمي و السياسي ؟ ثم هذه الوحدة الاندماجية ألا تعيد إنتاج نفس الأزمات التنظيمية ؟ إذا كانت وحدة بين أربعة مكونات يجمعها ارث مشترك سياسيا واديولوجيا- في مرحلة معينة -تعرضت أرضيتها لهزات عنيفة. فماذا يعنى إدماج تيار سليل مهادنة و تراجعات واحتواءات مند مؤتمره الاستثنائي 75؟ ثم هل فعل الاندماج مفتوح دون تحديد ضوابطه و معاييره أم هو استراتيجية للانتفاخ الكمي ليس إلا ؟ وهل ج . و. د. تملك ما يضمن رؤية تحديثية و ديمقراطية ؟
.
الوحدة المأمولة
" تتبنى الوفاء للديمقراطية التقرير الاديولوجى للمؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وجل الوثائق والنصوص التي صدرت عن هدا الحزب إلى حدود المؤتمر السادس. ولم يفكر مناضلو الوفاء للديمقراطية بمنطق انشقاقي ولكنهم بذلوا كل جهودهم من أجل الاعتراف بهم كتيار داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. ولكن تعذر الارتقاء ببنية الحزب إلى مستوى قبول نمط حزب متعدد التيارات من جهة, والوسائل التي استعملت لتحضير المؤتمر السادس,.والتي فرضت بشكل قسري سيادة الصوت الواحد, والرؤية الواحدة, وسمحت لنفسها باستعمال وسائل إقصاء المناضلين الذين لا يشاطرون القيادة توجهاتها, هو الذي أدى إلى أن يخلص المجلس الوطني للديمقراطية إلى الإعلان عن الاستقالة الجماعية من الهيكل الرسمي الذي يحمل اسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية".
هذا النص المقتطف من أوراق المؤتمر 2004 تحت عنوان ماذا نريد ؟ يحمل دلالات عميقة و مكثفة عن أسباب الاستقالة. يحمل رؤية تنتشله من براثن التقليدانية. رؤية تستهدف ضخ دم جديد في شرايين الحزب عبر تأسيس التيارات كمجال للإنتاج الآراء وتفاعلها وتوسيع هامش التعبير ضدا على سيادة النمط ألاستنساخي.
وثيقة الوفاء للديمقراطية إدانة للعقلية النابذة للاختلاف والمتماهية مع منطق الإقصاء, وفى نفس الوقت إدانة لهوس الكوطا, وعليه فاستقالة الوفاء استقالة تمتلك تصورها السياسي والمجتمعي وتتغيا تغيير البنية الحزبية وتأهيلها, فهي إذن تمتلك أسباب امتدادها و انبعاثها. وأوراق مؤتمرها الوطني الأول بقدر ما تجمع بين قدرتها على رصد الأحداث السياسية بقدر قدرتها على التحليل الدقيق لوقائع هذه الأحداث بلغة ذات عمق تأملي وقدرة على التشخيص الاختلالات.وإذا كانت هذه الأوراق تنحو نحو التفاصيل فلكونها تمتلك آليات التفكيك والنفاد نحو جزئيات الأشياء مقترحة مبادرات ومقترحات في صيغ تجديدية وإبداعية.
نحن إذن أمام مكونين : مكون يتخطى عتبة التشتيت نحو التوحيد و مكون يتخطى وحدة مأزومة نحو وحدة مأمولة. فالإشكالية المركزية : أين يلتقيان وأين يختلفان ؟

الإشكالية الوهمية.

إنها الإشكالية التي تؤرق فعل الاندماج, وهى إشكالية تمتد فوق السياقات التاريخية بالرغم من التحولات العديدة. فإذا قمنا بمقاربة نقدية للمضامين السياسية والتنظيمية للمكونين وفق معيار أين نلتقي وأين نختلف ؟ نصطدم بزيف الإشكالية وأبعادها الوهمية . فكلا الأطروحتين تسعيان إلى تقديم إضافات نوعية تغني منظومتهما سواء على أرضية " المنهجية الاشتراكية الديمقراطية " ( الوفاء للديمقراطية ). أو " الاشتراكية النقدية " (اليسار الاشتراكي الموحد). بمعنى أن تحديث الخطاب السياسي أمرا مطلوبا داخل الحقل السياسي, الأمر الذي تنكسر معه الخطوط الحمراء لتتفاعل الأفكار وتتشابك وتتكامل وتختلف. ذلك أن الطبقات التي تراكمت حول قضايا معينة من الفهم والتنظير تحتاج إلى تفكيكها لإعادة بناء اطروحات منسجمة مع الامكانات والقابلة للتحقق. صحيح, ثمة بؤر بدأت تتشكل معالمها داخل الفكر اليساري توحي بجهود مبذولة لتقديم إجابات وإيجاد مخارج للعوائق التي تكبل الفعل الديمقراطي, والتي تجد صيغ التحرر بالانفتاح على فكر الأنوار والقيم الكونية بما فيها المواثيق المتعلقة بالحقوق الدستورية والاقتصادية, والقيم المناهضة لليبرالية المتوحشة...
فإذا كان لمفهوم الديمقراطية التشاركية من معنى فلابد للبؤر أن تتشكل على أرضية نقد- تجاوز. والنقد المقصود المتعدد الأبعاد : من جهة, للهوية الحالمة التي تختبئ في جلباب الماضي المتشبع بالانتصارات الوهمية في المخيال الاجتماعي, والتي تؤسس منظومتها السياسية / الفقهية على تكثيف مفاهيم ميتافيزيقية مبتذلة في خطاباتها وشعاراتها, مقدمة إجابات تعطل ملكة العقل والنقد, تسلب الآخر قدرته وكفاءته, آسرة إياه داخل قوالب تنميطية.ومن جهة أخرى, الآخر مجسد في عولمة متوحشة تعيد بناء قيم على أنقاض قيم إنسانية وأخلاقية تحت مبررات ثقافية وإعلامية في غاية الدقة في التضليل.
اليسار مطالب بممارسة نقدية مجهرية لكل أشكال التوحش التي تنمو بسرعة جنونية بفعل حقن تغيب توازنه وتضخم نزوعه الاستبدادي. فنقد البنية المخزنية داخل سياقها الجديد وحمولتها المفاهيمية المضللة والكشف عن تهافتها, يدخل ضمن استراتيجية يسارية مزدوجة : إضعاف هذه البنية ثم تفتيتها, ومن جهة أخرى مد الجسور لمشروعه المجتمعي. ولكن لا تكفي أن تكون المواقف جيدة – كما تشير أوراق المؤتمر الوفاء للديمقراطية – بل يتعين أن يكون أصحاب المواقف قادرين على أن يفتحوا أمامها مسارب ومسالك كي تغمر التربة المغربية وتجد مكانها تحت الشمس.
فسياج التوحش الذي ينو جد بداخله اليسار يمكنه من الوعي الزائد بأهمية المرجعية النظرية في العمل السياسي, فتعدد الإشارات الانفتاح والتجديد والخلق داخل أوراق المكونين, يعكس محاولات استيعاب مساحات ظلت محرمة, ومساحات حاسمة وأخرى مهمشة... فظاهرة التوحش تملي الاهتمام بكل أشكال الخطابات وإيجاد أجوبة تميز الموقع السياسي, وذلك بالدعوة إلى " الإسهام في تجديد الفكر الاشتراكي وجعله قادرا على الإجابة الفعلية على أسئلة المرحلة, بالابتعاد عن كل النزعات الدوغما ئية والاطلاقية, مع مراعاة تنوع وغنى اجتهادات " .( أوراق مؤتمر. ي. ش. م. ) .
وبلغة أوراق ج. و . د. " فان الفكر الاشتراكي في حاجة إلى تحيين ". وعلى هدا الأساس فالإشكالية المركزية داخل الفكر اليساري الآن : هل الوحدة الاندماجية قائمة على اختلاف يدحض الشمولية والاطلاقية والإجماع والتوافق... ويدشن بؤرا جديدة في التفكير أم أنه يعيد إنتاج التماثل والتطابق؟

بؤر الاختلاف والتكامل.
المتأمل للنصوص ي. ش. م. وكذا ج. و. د . يقف عند مستويات تجمع عناصر التماهى على مستوى المواقف, ثم ينحدر التماهى ليقع في مستوى الاختلاف الذي لا يخل بالتوجه العام, وأحيانا أخرى يمتد الاختلاف وتتسع معالمه ليؤسس بؤرا جديدة في البناء والتشكل, وأحيانا أخرى يحدث تناوب بين متن موجز في الإشارة وهامش مسهب في الإيضاح. يحدث ذلك في إطار نظرية الاجتهاد التي تعكس انتقالا للفكر اليساري. وللكشف عن صيغ الاختلاف والتكامل نتناول المفاهيم التالية :

مفهوم التعاقد : إن ثقافة التعاقدات مبتورة من الحقل السياسي بفعل إقصاء المكتوب كتوثيق وكسلطة وكمرجعية وكقيمة أخلاقية... وفى عملية التملص من المكتوب يتسرب الغموض واللاحسم والعرف... فيتعثر الأداء وتنفلت قيم المحاسبة والمتابعة. ولعل ربط تجربة التناوب التوافقي 98 بقسم شفاهي يعكس إلى أي مدى ميكانيزمات السياسية والدستورية معطلة.
والتعاقد كلحظة منفلتة من الوعي السياسي للنخبة المغربية, هو ما يجعل سيادة التدبير المخزني للمسالة الدستورية يتخذ طابع "المنح " دون استحضار مفهوم الإشراك كقيمة حضارية وديمقراطية. فالنص الشفاهي والنص الممنوح جزء من بنية سياسية وثقافية تعيق انبثاق سيادة الأمة.
ومسالة التماهي في المواقف بين ي. ش. م. و ج. و. د . تعطيان لمحورية التعاقد أبعادا تنتشل الواقع السياسي من براثن الاستمرارية وتبوء مفهوم الأمة نحو مركز السيادة " لقد دأب اليسار الاشتراكي الموحد ومنذ مؤتمره التأسيسي... يؤكد على حاجة المغرب لتعاقد ايجابي ومنتج يفضى إلى بلورة وثيقة دستورية تحظى بالقبول من طرف مكونات السياسية للأمة " فالاحتكام إلى نص مكتوب يحظى باتفاقية كل الفاعلين السياسيين, هو احتكام إلى زمن التدوين كلحظة الانبعاث والنهوض. فقوام دولة الحق والقانون – حسب الوفاء للديمقراطية – هو أن يصبح النص مهما, أي أن تتأسس ثقافة دستورية نصية, وضعية, تتيح إمكانية الاحتكام إلى النص كأساس لدولة القانون وتحررنا من " النص " الذي يسمح بالخروج من النص.
استراتيجية بناء تعاقد تاريخي على أسس النظام الملكي الدستوري الديمقراطي البرلمان, بما يراكم تدريجيا الطابع البرلماني في بنية النظام السياسي, إشارة موجزة تدخل في سياق متن ي.ش.م. ليقع بذلك هامش الإسهاب لوثيقة الوفاء تسعفها بلاغة تحقيب المراحل والعتبات :
- الملكية التنفيذية : مرحلة استنزفت وظهرت الحاجة إلى تحديثها .
- الملكية نصف برلمانية :مرحلة يمكن اعتبارها مدخلا لبلورة أشكال التحديث المؤسسي.
- الملكية البرلمانية :مرحلة تتويج تعاقدات موثقة.
مسالة الصحراء :ومن ثقب سوء التدبير لهدا الملف تنتصب الأطروحتين كأفق متناغم في تحليل عناصر مسألة تبدو على قدر كبير من التعقيد. وبما أن القضية اكتسبت قيمة المقدس فالتدبير الأمني كان أمرا مفعولا سواء من حيث محاربة معارضي النظام السياسي أو من حيث ضمان تدبير أزمات داخلية حادة.
تقدم الورقتين السياسيتين مشروعا على أرضية إصلاحات دستورية توسع دائرة المشاركة للفاعلين السياسيين والمجتمع المدني بما ينسجم وقانون الجهة الذي يمنح لسكان الصحراء هامش واسع لإدارة شؤونهم العامة.فبين أطروحة تقرير المصير والسيادة الوطنية تنبثق بؤرة جديدة تتشكل معالمها على خلفية "تنظيم دستوري يعطى صلاحيات متسعة للجهة في إطار الديمقراطية والوحدة الوطنية وسيادة الدولة المغربية ", ذلك أن فكرة تقرير المصير داخل السيادة الوطنية تعتبر حلقة منسجمة مع باقي مكونات المشروع للهيئتين.
نقد القصور الذاتي :لم نتعود في مشاريع أوراق المؤتمرات أن ننتقد ولو بسخاء شديد عيوبنا السياسية والتنظيمية...بل نراكم ثقافة الايجابي والأجواء الحسنة ونسارع في تطويق المعيقات الداخلية بطرق لا ننعت بها سوى النظام السياسي.فتتراكم طبقات الأزمة لتنفجر غالبا في مؤتمرات تنظيمية فيتحلل الجسم إلى أشلاء. فالمسار الحزبي الذي لا تصاحبه أداة نقدية تقوم اعوجاجه فهو إما خارج التاريخ أو موقوف التحديث. تجربة ي.ش.م. تضع ذاتها على محك التقييم لرصد " جوانب الضعف والارتباك والارتجال التي لازمت الأداء الحزبي على عدة مستويات وطبعت هده التجربة بعدة سلبيات ". وبنفس الروح وتحت عنوان " نقاط الضعف في عمل الوفاء " نقرأ أن "أي محاولة تقييم موضوعية لهذه التجربة من مسيرة الوفاء للديمقراطية تظهر أن كثيرا من الضعف ساد هدا العمل ".
فالأداء الحزبي لا يمكن أن يتطور في تنويع مقترحاته ومبادراته, وفى خلخلت أركان أعمدته التقليدية, إلا بالإفصاح الجريء عن أخطائه وسلبياته واختلالا ته انطلاقا من قولة الإمام الغزالي رحمه الله "اللهم افضحنا ولا تسترنا".

مقومات التحديث وإشكالاته
تزخر الأدبيات السياسية والتنظيمية للمكونين بمقومات تحديثية سواء في ما يتعلق بمالية الحزب وآليات مراقبتها أو بالدعوة للانفتاح على مؤسسات المجتمع المدني أو الاهتمام بمسألة المجال الترابي والبيئي...لكن مفهوم الجهة والتيارات يعتبران من الركائز الأساسية التي يسعيان إلى تفعيل أدوار هما ووظائفها.

- التيارات:ينص الفصل السادس من القانون الداخلي لليسار الاشتراكي الموحد والمتعلق بالتيارات على ما يلي :"يمكن لأعضاء من الحزب يتفقون على أرضية مشتركة تتضمن أفكارا سياسية ومقترحا ت برامج عمل سواء كإجابة لظرفية سياسية أو كطموح لإعادة بناء الفعل السياسي على المدى المتوسط أو المدى البعيد أن يشكلوا تيارا سياسيا. فالمؤتمر الأول يوليوز 2004 المنعقد بالدار البيضاء يمكن اعتباره مؤتمر التيارات بامتياز. لعلها الجدة التي أضافها ي.ش.م. إلى بنيته الحزبية لاحتضان واستيعاب مجمل الطروحات والأفكار التي تعتمل داخله. فتأسيس التيارات بمثابة إجهاز على سيادة الفكر الواحد ومركزة القرار...من أجل امتداد مساحات التشكل والنمو عبر ضوابط المنافسة وتحفيز القدرات وتطوير الكفاءات...
فمن دواعي استقالة ج.و.د. ملاءمة الإرادة الذاتية مع متطلبات المرحلة للتحرر من أسر أغلال سيادة الفكر الحركة الوطنية قصد إيجاد صيغ تنتعش بداخلها الهامش والمقصى والمنبوذ...عناصر تشكل نواة التمرد على قيم بات العمل بموجبها يدعو إلى استنكار الحركات الديمقراطية. فالدعوة إلى تأسيس التيارات دعوة إلى تعايش الآراء لاغناء الأداء الحزبي وتطويره داخل حضن يسمى الحزب الاشتراكي الكبير " الذي يتسع لتيارات متعددة تلتقي في ا.لتوجهات الاستراتيجية الكبرى".
ولتعميق النقاش حول مفهوم التيارات كقيمة إضافية وجديدة عن الممارسات الحزبية ببلادنا, عقدت ندوة بمقر.ي.ش.م. يوم 30/ابريل/2005, لكن إشكالات التيارات تحمل في داخلها قدرا كبيرا من أسئلة قلقة حول سبل الملاءمة والمطابقة مع واقع بنية حزبية تستهلك صور نمطية غارقة في الابتذال. فهل راكم اليسار على مستوى سيرورته النظرية والتنظيمية ما يسمح بتنظيم ا لتيارات ؟ أليس مفهوم التيارات قراءة تجديدية للمنظومة الاشتراكية تستمد مقوماتها من مشروع نقدي مؤسس ؟ أليست قراءة ألتو سير للفكر الماركسي من خلال كتابه "من أجل ماركس" إشارة ممتازة لاستيعاب أبعاد تأسيس التيارات؟ فهل تقاطع أفكار في إطار مناقشات حول قضايا الدستور, المؤسسة الملكية, مسألة الصحراء...مسوغ كاف لتأسيس التيارات؟ فهل أطروحة ذ. ياسين إبراهيم بخصوص الدستور الانتقالي التي تختلف عن أطروحة عباس المشتري, بخصوص الانتقال الاقتصادي والاجتماعي, يمكن التقاطهما كمقدمات لتسريع فعل تأسيس التيارات؟ ...
- الجهة :ينص القانون الداخلي للهيئتين من خلال المادتين 5 و 23 واللتان تنصان بموجبها على تأسيس المجلس الجهوي لدلالة إشراك "قرارات الحزب في شكل خطط جهوية ومتابعة تنفيذها" وطبعا هناك مقترحات حيوية تنوي فروع الجهة من خلال لقاءاتها مناقشتها وتقديمها في إطار محطات تنظيمية تعزيزا لدور الجهة جهويا وتقليصا لمبدأ المركز وطنيا. فترسيخ صورة القادة مركزيا في المخيال الحزبي كرموز لا يلحقها الكون والفساد, عمق الهوة بين فروع الجهات والمركز مفرغا إياها من مبدأ الاستقلالية والكفاءة والإنتاج...وتحويلها إلى توابع عبر تكثيف المأثور الخطابي للقادة, وتكثيف صورة الأب المخلص, وإضفاء الطابع القدسي والرمزي داخل الفضاء السياسي الذي يتحرك بداخله...لكن بالرغم من الجدة التي يحظى بها القانون الداخلي للهيئتين, تبقى مشروعية التساؤل واردة حول استعدادات النخب المحلية لإعادة هيكلة ذاتها على خلفية رؤية عميقة حول واقعها السوسيوثقافي...إذ لا ممارسة سياسية جهوية دون امتلاك نظري للمحيط بأبعاده المتنوعة, والجهة كبنية منفتحة, متفاعلة, مرنة, وممتدة هل تبلورة أبعادها المتعددة في الفهم السياسي لفعاليات الجهة؟
-



#عرير_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عرير الهلالي - الوحدة الإندماجية بين اليسار الإشتراكي الموحد والوفاء للديمقراطية