أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي أبوسلام - الحرية وأزمة الهوية















المزيد.....

الحرية وأزمة الهوية


سامي أبوسلام

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 03:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أيام ومع بداية هذا العام قرأت في صحيفة القدس العربي مقالا للسيد سمير عادل بعنوان "جماعة المقاومة وأزمة الهوية" وقد أعجبني كثيراً لما فيه من الدقة والانسيابية في التحليل والترابط في الافكار، ثم بعد يومين من ذلك وفي نفس الصحيفة قرأت ردا على ذلك المقال من السيد الطاهر الأسود بعنوان "استدامة التوهم في مركزية اليسار في العالم ومسار التاريخ البشري: في النرجسية الايديولوجية من خلال نموذج عراقي" ، وهذا أفرحني أيضا " ليس المقال" وإنما الحدث، وأقول هنا الـ "حدث" لأنني وتماشياً مع السيد الطاهر أعلم بأننا كلنا سمعنا عن حرية إبداء الرأي ولكننا لم نمارسها إلا في بلاد الغرب الرأسمالية وهذا طبيعي لأن الرأسمالية مرحلة أرقى حضاريا وانسانيا من مرحلة مخلفات الاقطاع التي مازلنا نعيشها في تلك البقعة الجغرافية من الشرق، وقد كان أولى بــ السيد الطاهر الذي مازالت تؤثر على دماغه مخلفات ذلك الشرق والذي بنفس الوقت يمنح سمير عادل الحرية بإبداء الرأي كــ "كائن بشري" أن يغتال سمير عادل "جدلاً" لمجرد أنه خالفه الرأي فهكذا يجب أن تحل الخلافات على طريقة الاسلام السياسي أو القوميين ، فإما الاعتقال و التعذيب والسجن واما الاختطاف ثم الذبح أوالاغتيال ، فهم يؤمنون ، مثل الارهاب الامريكي في الغرب ، بمبدأ اقتل أولا ثم اقتل ثانياً ثم اقتل بعد ذلك وبعدها ابدأ بطرح الاسئلة.
اعتقد بان السيد الطاهر وبما انه وافق على منح حق الكلام للسيد سمير عادل فهو حتما لن يمانع في اعطائي هذا الحق بالرد عليه كــ "كائن بشري" وسأبدأ من العنوان لاقول للسيد الطاهر لو أننا نزلنا الى اي من الأسواق او الحارات الشعبية في أي بقعة من العالم مع الترجمة ان احتاج الامر وقرأنا فقط العنوان الخاص بمقالته، كم تعتقد من الناس سيفهم هذا العنوان !؟ الا اذا كنت توجه مقالتك الى فئة محدودة من المثقفين وهذا من حقك طبعا ، ان تختار نوع القراء الذين يقرؤوك (ربما لا ، هو من حق الصحيفة التي تنشر لك)
سأبدأ بتلخيص مقالة السيد الطاهر حتى يفهم القارئ على ماذا أرد..
يبدأ السيد الطاهر بتهميش قوة اليسار في العراق وانه لايمكن له ان يعطي الحل أو أن يكون جزءاً من الحل ، إنما يجب فقط اعتبار الحل في العراق يمر من تحت مظلة القوى الاسلامية (بفئاتها السنية والشيعية ) ومظلة القوميين بكامل فئاتهم ويعطي مثالا على هذا الحل هو ماحصل في لبنان.
وهنا سأسأل السيد الطاهر متى كانت الحلول عالميا تأتي عبر الاسلام السياسي ، فهم ان كانوا في الحكم (ايران ، أفغانستان سابقاً ..) فإنك تجد السجون مليئة وتغص بالمعارضة والمذابح تسيل أنهاراً من الدم (زهرة الكاظمي) لاتنضب فقيمة الانسان هناك تنخفض للحد الادنى ، ثم ان لم يكونوا في الحكم ( وهنا الامثلة لاتنتهي ) فالقتل هو سلاحهم الوحيد لارهاب من يخالفهم الرأي (قد يكون هناك حلولا مضحكة في بعض الاحيان مثل تطليق امرأة من زوجها ...) ، هل لديك فكرة عما فعلوه في الجزائر عندما كانوا يذبحون قرى بأكملها لترويع الباقين ، وانت حتما تعلم مافعلوا في مصر و أيضا في سورية عندما كانت آخر أعمالهم العظيمة هو تفجير باصات الرحلات الطلابية للمدارس الابتدائية وتفجير القطار العائد من حلب الى اللاذقية محملا بطلاب جامعة حلب العائدين الى بيوتهم قبل العيد، ولا يخفيك حتما مافعلوه ويفعلوه في العراق فلا اعتقد أنا أو أي من القراء بأن التفجير في الاسواق وقتل الابرياء العراقيين سيساعد كثيرا على طرد الاحتلال الامريكي بل ربما تفجير الجوامع في مناطق الشيعة ايام الاحتفالات الدينية هو الذي سيكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير ، أو ربما ذبح المواطنين الابرياء في الشوارع على الهوية وبفتوى من الزرقاوي شخصيا هذا حتما سيجعل جورج بوش يأتي راكعا على ركبتيه طالبا الرحمة .
و ليس من يخالفهم الرأي فقط وإنما من يحاول حتى ان يحاورهم مثل ماحصل للكاتب فرج فودة في مصر ، فهو مسلم مؤمن وكل ماطلبه من الاسلاميين في مصر أن يكون لهم خطهم السياسي الواضح وبرنامجهم الاقتصادي الذي سيبنون من خلاله الرفاه للناس ، و هذا يدل بشكل واضح انهم بعيدين كل البعد عن الشكل الحضاري والانساني لاستلام اي شكل من أشكال السلطة فليس لديهم مايعطون سوى القتل والارهاب.
يقول في هذا المجال السيد الطاهر بأن هذه حلولا تمارسها كافة الفئات ويسميها بــ (الحلول الحاسمة) تمارسها كافة الفئات ويعطي مثالا على ذلك عبد الكريم قاسم كيساري قومي حكم في العراق وأقول له حتما بأنه لايعرف شيئا عن تاريخ العراق ، لأنه لا يعرف بأن المذكور هو من قرب الشيوعيين من السلطة فقط ليستخدمهم في ضرب القوميين ثم ليستلموهم على طبق من فضة ويتم اعدامهم بالآلاف ، ثم كيف يستطيع السيد الطاهر تفسير ما حصل في سورية (تفجير باصات الاطفال)
وماحصل ويحصل في العراق من قتل على الهوية ويدرجه تحت مايسميه (الحلول الحاسمة) .
ولا يتوقف السيد الطاهر عند ذلك بل يستعرض بكل ايمان التجربة اللبنانية كحدث تاريخي رائع لاثبات افكاره وكشكل حل يسميه بــ (التوافق القومي والطائفي) ، ان الاقتتال في لبنان او الحرب الاهلية استمرت لفترة بستطيع بكل ثقة ان نسميها طويلة جدا كان يقتتل فيها كل الفئات مع كل الفئات تدخلت في هذه "الحرب" جيوشا مختلفة عربية واجنبية واقامت هناك لفترات طويلة وعندما كان هناك حل كان ذلك فرضا على الجميع وليس توافقا واتفاقا، والا كيف تفسر بان ما كان ساريا قبل الحرب مازال ساريا بعدها ، وهذا يدعو الى التعجب والاستغراب، ثم من ناحية اخرى هل تعتقد مثل اي ساذج سياسي بأن ذلك كان حلاً ، انه ببساطة اعادة توزيع واقتسام للسلطة والمكاسب على اسس قومية وطائفية ، وهذا لا يمكن ان يكون حلاً ، لانه ببساطة وكما عرضها اينشتاين "إن حل أية مشكلة يجب ان يكون من مستوى أرقى من المشكلة نفسها" والا فان ما حصل هو تغييب للمشكلة
فترة من الزمن تعود بعدها للظهور من جديد ، وهذا يعني ببساطة انه لايمكنك ان تحل الاقتتال بالحرب ، او ان تقدم حلاً للخلافات الطائفية والقومية يعتمد اساسا على الاسس القومية والطائفية والا فان المشكلة مازالت قائمة وقد تعود للظهور في اية لحظة ودون سابق انذار ، فالمشكلة في لبنان مازالت موجودة ولا أعتقد ان جميع الفئات ستبقى راضية دائما ان يكون الرئيس مسيحيا مارونيا او اي منصب آخر تم توزيعه على الاساس الطائفي او القومي ، بالمقابل لم تترقى اوروبة وتحصل فيها الثورة الصناعية الا بعد ان تم فصل الدين عن الدولة ، لذلك كل ما أرجوه من السيد الطاهر الا يطلب من العراقيين ان يقتتلوا لثلاثين من الاعوام لياتي لهم بعد ذلك بحل طائفي وقومي (وفاق وطني) يريحهم من الاقتتال لبضعة سنين ليعودوا اليه بعد ذلك فقد كفاهم مافعل صدام والقوميين والبعثيين من قبله لتاتيهم جحافل امريكا ومن لف لفها بالتعاون مع ارهاب الزرقاوي وكل ماهو مطلوب منك ان تفكر وتناقش افكارك مع نفسك ومع دروس التاريخ قبل ان ترسل هذه الافكار للنشر حيث يقرأها الآخرين وقد تزعجهم



#سامي_أبوسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي أبوسلام - الحرية وأزمة الهوية