أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هاتف فرحان - العنف ضد المرأة من منظور حقوق الانسان














المزيد.....

العنف ضد المرأة من منظور حقوق الانسان


هاتف فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1441 - 2006 / 1 / 25 - 09:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تكتسب مشكلة العنف ضد المرأة بعداً عالمياً بتخطيها جميع الحدود الثقافية والدينية والعرقية لتطال جميع المجتمعات وبلا استثناء وحتى المتحضرة منها . ويعرّف الإعلان العالمي الذي أصدرته الجمعية العامة في كانون الأول 1993 العنف ضد المرأة بأنه ((أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه أو يرجع ان يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية او الجنسية أو النفسية بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء حدث في الحياة العامة أو الخاصة)) .
إن العنف ضد المرأة في أي مجتمع هو بالتأكيد مرهون بمكانة المرأة في هذه المجتمعات ، إذ أنه ينخفض بين أوساط المتعلمات وصاحبات الدخل المستقل وفي المدن ويرتفع عند غير المتعلمات والعاطلات عن العمل وفي الريف ويتأثر بالمستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي ، إذ ترتفع معدلاته في المناطق الريفية (العراق على سبيل المثال) بسبب قلة عدد المتعلمات والنظرة الدونية للمرأة والذي كرستها التقاليد والأعراف والتفسير الخاطئ لبعض النصوص الدينية في مشروعية بعض حالات العنف ضد المرأة وتأثر القيم التربوية بهذه التقاليد والأعراف والنصوص بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الأسر الكبيرة والتي تنتظم في إطار عشائري يجمعها مع بقية الأسر بتقاليد وممارسات يلزم جميع أفراده بها تكون سمة تميزه عن بقية الأطر الأخرى وتحجم حريات أفراده ، وغالباً ما تقع المرأة ضحية لهذا التحجيم ، ويعتبر العنف الأسري أكثر أنواع العنف شيوعاً ويشتمل على الضرب والإيذاء من قبل الأهل أو الأسرة أو من قبل الزوج أو أهل الزوج وعدم تعليم النساء أو السماح بالتعليم لمراحل معينة (الابتدائي) غالباً والحرمان التعسفي من الحرية بدافع الحفاظ على الدين أو السمعة والتزويج بالإكراه والإجبار على التسول والقتل بدافع المحافظة على الشرف ويأتي في المرتبة الأولى وأما العنف المجتمعي والذي يحدث في إطار المجتمع العام ويشتمل على الاختطاف والاغتصاب والتعدي الجنسي والمضايقة الجنسية واستغلال المرأة العاملة وتفاوت الأجور والاتجار بالنساء وإجبارهن على البغاء والتسول واستغلال المرأة لأعمال إجرامية أو إرهابية بالمرتبة الثانية وأما العنف الذي ترتكبه الدولة أو تتغاضى عنه ويشتمل على سوء معاملة المعتقلات وإعطاء الأولوية للرجال في التعيين وحرمان المرأة من مناصب السلطة والنفوذ وعدم رعاية الأرامل والمطلقات وعدم تحسين صورة المرأة في الإعلام وطرح قضاياها ومعالجتها وعدم تفعيل القوانين والتشريعات في المرتبة الثالثة .
إن مشكلة العنف ضد المرأة قد يمتد تأثيرها على أبعد من الضحايا وخاصة إذا تمت ممارستها أمام الأطفال بحكم طبيعتهم الميالة للتقليد . إن المحيط الأسري يعتبر أفضل وسط ناقل ، فالأسر التي تتفشى فيها هذه المشكلة ينتقل هذا التصرف من الآباء إلى الأطفال الذكور في تعاملهم مع أخواتهم الإناث ليمتد ليشمل جميع الإناث خارج المحيط الأسري مما يجعل من عملية الاختلاط بين الجنسين من أن تنمو بشكلها الطبيعي وخاصة إذا تم تغذيتها من المحيط المجتمعي بما يسيء إلى مكانة المرأة .
إن وجود الإحصائيات والدراسات الميدانية الحقيقية ووجود مجتمع مدني نابض بالحياة يساعد كثيراً في انخفاض نسب هذه المشكلة وبغياب الإحصائيات والدراسات الميدانية والمنظمات المتخصصة بهذا الجانب فإن المهنة ستكون بالغة الصعوبة .
إن تعليم المرأة وسن تشريعات وقوانين تضمن حقوق المرأة وعدم التمييز على أساس الجنس ضدها واتخذا كافة الإجراءات الكفيلة بضمان تنفيذ تلك القوانين وإتاحة الفرصة أمام منظمات المجتمع المدني النسوية في تثقيف المرأة بحقوقها ومساعدتها على طرح مشاكلها والدفاع عن قضاياها سيسهم بشكل فاعل في تطور المجتمع ووصوله إلى مقياس تطوره الحقيقي بحصول جميع أفراده على حقوقهم بغض النظر عن الجنس والعرق والدين والمذهب.

هاتف فرحان



#هاتف_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هاتف فرحان - العنف ضد المرأة من منظور حقوق الانسان