ألمانيا : 650 ألف يتظاهرون ضد الحرب لا للد كتاتورية

مربد برلين

الحوار المتمدن-العدد: 400 - 2003 / 2 / 17 - 03:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 / 16.02.03

في أكثر من 600 مدينة في جميع قارات الدنيا تظاهر ملايين من الناس ضد الحرب ، التي يستكمل بوش الاستعدادات لها. وكالات الأنباء تقدر عددهم بأكثر من 6 ملايين متظاهر ، بينما يقدر المنظمون عددهم من 10 الى 14  مليون .التظاهرة  كانت استجابة لنداء أصدرته الندوة الاجتماعية الأوربية التي انعقدت في فلورنسا قبل بضعة أشهر ،ودعت فيه الى التظاهر ضد الحرب يوم 15 شباط في عواصم أوربا وأشارت فيه الى مسؤولية نظام صدام عن معاناة الشعب العراقي . لكن هذا النداء تبنته حركات السلام وحقوق الأنسان وكل المناهضين للحرب ليس في أوربا فحسب ، بل في جميع القارات ، ونجحت أول فعالية من نوعها في التاريخ ، يقوم بها الناس من كل الأجناس والألوان والأديان والعقائد والأفكار والأحزاب ، نساءا ورجالا ، شيبا وشبانا ، في جميع القارات في آن واحد. إنها أممية جديدة تتشكل ، ليس على رأسها قائد أو زعيم أوحد أو غورو،  بل حركة شعبية لا رأس لها ، ذات هدف معولم  واضح ، ونشاط محلي متنوع.حركة سيشتد ساعدها وتتنامى ان نجحت في البقاء بلا مرجعية. حركة هي الجزء الأهم في مكونات العامل الدولي.
في ألمانيا تظاهر أكثر من 650 ألف إنسان ، منهم في برلين وحدها ، حيث المظاهرة المركزية شارك فيها أكثر من نصف مليون مواطن قدموا من كل المدن الألمانية  ،
بينهم كثير من الأجانب ، أكراد من تركيا ، وإيرانيون ، وعرب، ومن أمريكا اللاتينية
ومواطنون من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق ، أما نحن – العراقيين ،اهل الآنة – فقد كان قليل عديدنا ، رغم تجاوز عدد المشاركين 150 شخصا.       .
أبواق الحرب من العراقيين حذرت من هذه التظاهرات ، زاعمة أن المخابرات العراقية وراءها وستكون تضامنا مع صدام ، ولكن بينت المظاهرة أن ماأشاعته أبواق الحرب ليس سوى نبأ جاء به فاسق. من الطبيعي أن ينشط النظام لتحريك
أعوانه ومرتزقته ، والموهومين بعدائه لأمريكا لجعل المظاهرات لصالحه ، فهذا
هو جزء من  طبيعة الصراع ، لكن رمي الملايين في العالم بالتظاهر لصالح النظام هو إفك قبيح لا يقبله العقل.
فرغم نجاح أعوان النظام، مثلا ، في برلين بطبع وتوزيع بيان المظاهرة بعد تحريفه وحذف ما ورد في النسخة الأصلية المقرة عن الدكتاتورية في الفقرة التالية :
(نحن  نقول كلا لهذه الحرب
ان حربا جديدة في الخليج ستجلب للشعب العراقي ، الذي يعاني مرارة العوز والجوع نتيجة الحصار ، ويتعرض للقمع من نظام صدام حسين الدكتاتوري ، ستجلب له المزيد من الآلام والآلاف من القتلى ، وتخريب المدن والبنى التحتية. إننا نعلن عن تضامننا مع العراقيين ونساند نضالهم ضد الحرب والدكتاتورية. )
و كان قد تم تبني هذه الفقرة بمقترح من ممثل مبادرة 688 ضد الحرب والدكتاتورية ،
د. صادق البلادي، والذي اختير في اللجنة المسؤولة عن المظاهرة.
وقد طبع البيان في العديد من مجلات وصفحات الانترنيت للمنظمات والجمعيات
الخاصة بمنظمات السلام وحقوق الأنسان والنقابات والكنائس ، وصفحة اللجنة
المنظمة للمظاهرة ، ووزعت عشرات آلاف النسخ من النص الأصلي في مدن ألمانيا الأخرى ، وفي مظاهرة برلين أيضا رفعت شعارات : لا للحرب  لا للدكتاتورية ، لا لحرب بوش  لا لصدام ، لا تسفك الدماء من أجل صدام وبوش ، لا لمشعل الحرب بوش لا لمشعل الحرب صدام، نعم لحقوق الأنسان والديمقراطية ، نعم لتطبيق القرار 688 . وفي الكلمات التي ألقيت من ممثل الكنائس ، ورئيس نقابة الخدمات العامة ، فيردي ، أكبر نقابة في العالم ومن المناضلة الفلسطينية من أجل السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي الأستاذة سمية فرحات ورد تنديد واضح بنظام صدام ودكتاتوريته ، وطالبت الأستاذة فرحات للشعب العراقي بحقه في تحقيق المصير وتوفير حقه المستلب في انتخاب حكامه.
وكانت لجنة مناهضة الحرب في سويسرا قد أصدرت توضيحا  أعلنت فيه بأنها كما ترفض السياسة الحربية لأمريكا، كذلك ترفض في نفس الوقت  ان تستغل  التظاهرة كوسيلة لدعم نظام صدام الديكتاتوري.بأي شكل من الأشكال.لذا أكدت على انه، اذا ماحدث و رفع في تظاهرة يوم السبت بعض الموالين للنظام الديكتاتوري في العراق صور صدام حسين، فإن هؤلاء الأشخاص لا يعكسون توجه ال120 منظمة و حزب و جماهيرها في التظاهرة. وهذا تعبير عن نجاح ممثلي الجالية العراقية المشاركين في اللجنة التحضيرية. 
 
 

 

ونفس الشئ حصل في مدينة فيينا العاصمة النمساوية أيضا شارك اكثر من 30 الف متظاهر في المظاهرة، التي دعت لها أكثر من سبعين منظمة سياسية  ومهنية ، إضافة إلى مشاركة الحزب الشيوعي العراقي والبيت العراقي في النمسا .ورفعت فيها شعارات :" لا للحرب ، لا لصدام والنظام الفاشي في العراق . لا للحصار . نعم للديمقراطية في العراق والقيت كلمات بعض الأحزاب السياسية النمساوية والمنظمات الطلابية والمهنية ، فألقى سكرتير الحزب الشيوعي النمساوي ( باير ) كلمة أعلن فيها وقوف الحزب ضد الحرب وضد الدكتاتورية في العراق ، كما وأعلن ممثل حزب الخضر وقوفهم ضد الحرب و ضد الحصار الاقتصادي ، وكذلك ضد نظام صدام الفاشي وممارساته الدموية ضد الشعب.

أن عدم تحول هذه التظاهرات الى صالح النظام ، بل إن تحويلها من مظاهرات ضد الحرب الى حملات تضامنية مع الشعب العراقي للخلاص من النظام الفاشي ليس عبر
الغزو الأمريكي يتوقف على مشاركتنا النشطة في هذه الحركات.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات