أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عاصم العصومي - هل العراقيّون ممنوعون من الفرح ؟















المزيد.....

هل العراقيّون ممنوعون من الفرح ؟


عاصم العصومي

الحوار المتمدن-العدد: 1437 - 2006 / 1 / 21 - 08:12
المحور: حقوق الانسان
    


تجنح الحياة والطبيعة نحو الفرح ، الابتسام ، الى شرفة مفتوحة ، الى شعاع شمس صباحية .
ان خلق اجواء السعادة المدينية وتوفير متع الحياة اليومية هي جزء من رؤية سياسية ، من روح عملية التخطيط ، السايكولوجي للشعوب والعمراني لتوفير كل مستلزمات المسرة والانطلاق .
الشعب العراقي المغلوب على امره طيلة الوقت بسبب الصدامية الكارثية التي حلت به ابعدته عن ذاته واقحمته في حروب مع الجوار وفي احتراب بين المكونات الحزبية ، والارهاب هو ذاته الاسلوب الصدامي – الزرقاوي الذي امتد بالمأساة السابقة الى التراجيديا الآحقة . وغدت حياة العراقيين جحيما في جحيم .
ان العراقيين مثل رجل محطم الاعصاب مثقل بالجهود والاعمال من اجل انقاذ مايمكن انقاذه في الحياة ، من اجل توفير لقمة العيش لعائلته ليس الاّ وبذا وجراء حالة الشد العصبي نرى ان العراقيين يعيشون تحت خط الصفر للفرح !
العراقييون مثل ربة بيت لا ليلها ليل ولا نهارها نهار ! أ ُم دؤوب وحنون ، وبشعور نبيل من المسؤولية اتجاه الابناء في سبيل ضمان سيرهم فانها تعمل وتعمل وكإن الحياة هي مجرد معمل او بيت عذاب او حكم بالأشغال الشاقة مدى الحياة .
ان المخططين والاستراتيجيين التربويين بحاجة الى دراسة ملف الحياة السايكولوجي للعراقيين وابداء الضرورات التي لابد ان يكون منها ماهو آت ٍ من المقترحات :
- تخفيف حدة الحزبوية والايديولوجيا في الحياة السياسية . وعدم توريط الشبيبة في حالات التناحر السابقة بين الاحزاب ، وعدم خلق جيل شبيه بالجيل الحالي او الذي قبله حيث تكتب الناس التقارير ضد بعضها وتغتاب وتطعن وتدمر حياة الناس ،وبذا فمن اجل المبدأ يتحول الشاب الى مجرم بالفطرة وذلك جراء تربية خاطئة مفادها انه افضل من سواه وان حزبه هو الذي يمتلك الحقيقة والشرف والنبيل والعدالة . والاّ فكما رأينا وعشنا فأن خطة تفضيل البعض على البعض ادى بنا الى كوارث ومكاره والى بحور من الدماء لا يتردد معها المجرمون من قتل وحرق وخطف الاطفال والنساء والشيوخ .
- تخفيف حدة التطرف الديني لأنه يقود الى التفضيل وتمييز الناس وتحويلهم الى مؤمنين وضالين ، مصلين وغير مصلين ، الحاديين وايمانيين ، دنيويين واخرويين ، ليبراليين وملتزمين والى آخره من التصنيفات التي اذا ما صعدت مناسيبها الى الحد الأعلى والتزمُت الأقصى نرى ان العنف يعود يكوّن نفسه على اساس تغيير الآخر بالفعل واستعمال اليد او السلاح ، ان هذا عكس منطق العصر الحضاري . المنطق هو حق كل الكائنات بالاحتفاء بالحياة كل حسب مايرى ،( الناس سواسية كأسنان المشط ) ان الحياة معرض للكتاب ومن شاء ان يختار يختار بحرية ، ولا يجب ان يكون هناك سيف على الرقاب يأمرك بضرورة ان تكون رقماً او قالبا او وجهة ً او سكة ً او مسطرة . ان الانسان الممسطر هو حيوان مصنوع من قبل والديه والمنهج التربوي في فترة تاريخية ما او من قبل الحزب القائد او الملا ّ او القس او كل انواع الاعراف السائدة في مدينة او قرية معينة . اننا بحاجة الى حياة تربوية تحترم الجميع على اساس حق الجميع بالحياة والمعتقد والسلام والاجتماعي ثالوثا مقدسا . أي مرة اخرى ان الانسان خلق ليعيش لا ليقتل ، وهو حر باختيار ايماناته ، والسلام هو الضرورة القصوى للحفاظ على الكينونة . وبذا فان أي تلاعب قسري من قبل العائلة بالابناء وتربيتهم بطريقة تجعلهم يميزون انفسهم على اصدقائهم في البيئة الصغيرة فهذا افراط ومنهج خطر . او ان تقوم المناهج التربوية والتعليمية بتفضيل العراقيين على سواهم من الشعوب او العرب على سواهم من الاعراق او الدين هذا على سواه من الاديان فان ذلك جذر للجريمة يكمن في شخصية التلميذ حتى يظهر ذات يوم ! او ان يقوم حزب ما بتحويل الناس الى اعضاء له بالقسر على الطريقة الصدامية فان هذا من اكبر الجرائم وافدحها . واذا تشبه حزب ما اليوم بالحزب الصدامي البائد وانتهج ذات النهج فانه سيجنح الى تزوير الانتخابات وحرق المقرات وقتل اعضاء الاحزاب الاخرى وتمزيق الملصقات وتهديد الافراد وكل هذا يحدث من قبل احزاب تريد الديموقراطية وفي حقيقتها تريد السلطة بارادات اخطر من ارادة الجريمة الصدامية .
- تخفيف حدة الحزن بخلق اجواء الفرح ، لا بافتعالها ولكن بتوفير فرص الحياة المناسبة للأخذ بيد البراعم النامية باتجاه الانسلاخ من ارث الكآبة والمآسي والدراما الكارثية التي تحل في ارض الرافدين عبر عقود وعصور . والجانب العملي هو : توفير الامان التام . رفع القوة الشرائية وضمانها بقوانين تجعل العراقي في مأمن من المتغيرات الاقتصادية السلبية أي بما يوفر للعراقي حصة كبيرة من رأس مال او أجر تمكنه اقتناء مايريد ، ولكيما يعوّض حرمانه باشباع حاجاته . ان القاعدة الاقتصادية هنا وسيلة الى الراحة والاسترخاء والمتعة .
- تخطيط المدينة على اساس من البهجة والاحتفال وذلك في هندسة مراكز الثقافة والمسرات واللهو ومجمعات لشتى ضروب الاختيارات الحرة من هوايات وممارسة مواهب ، مع التأكيد على ابعاد كل المظاهر العسكرية عن الحياة المدينية الجميلة والآمنة .
- وبالتالي فان تخفيف حالة الاحتقان السياسي وتوفير اقتصاد جيد في اليد وفرح الحياة اليومي يبعد الشخصية عن التطرف الديني والعقائدي ويجعل من الانسان مليئا بالانس وراغبا باقتناص المسرة والتمتع بعيدا عن الدموع والتباكي على الماضي وخلق حالة وهمية من بكائيات ورثاءآت وفجائعيات ! . انه من الضروري الأخذ بيد الشبيبة الى حب المستقبل ، والتفاؤل به هو الأمل بعلاقات سلسة بين افراد المجتمع الواحد .
خففوا حدة البرامج الحزبية وحولوها الى برامج اجتماعية، اتركوا للناس ان تتنفس بعيدا عن روح الحرب والتناحر والكسب السياسي واللهاث وراء السلطة ستجدون كيف يحيا الجيل القادم رغيدا وسعيدا . فقط ابعدوا عنهم الزيتوني والأسود .
بكلمة اخرى وأخيرة : ابعدوا البعث والصدامية - الزرقاوية عن الشعب العراقي ، ابعدوا القومانيين المتطرفين ، ابعدوا عمائم ايران وذيولها من احزاب تعمل على تجيير العراق تحت سطوتها . ابعدوا التطرف السياسي دينيا كان او سواه .
اختنق الشعب العراقي ! انه يريد الهواء . وهل العراقييون ممنوعون من الفرح ؟. اعطونا الحرية لا نريد التزامكم السياسي الدامي والدموي .



#عاصم_العصومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عاصم العصومي - هل العراقيّون ممنوعون من الفرح ؟