الريادة الاكاديمية في تأهيل الحياة البريه في العراق

حارث سعيد الورد

الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 09:28
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

كَثُر الحديث مؤخراً عن الحياة البريه و أهميتها و وجوب الأهتمام بها باعتبارها واحدة من المصادرِ الطبيعية المهمه. وليس خافياً على الباحثين و المهتمين كم الاشارات الى بعض المواضيع التي بات لا بد من تكرارها في هذا الشأن. أذكر منها تأهيل الاهوار خصوصا بعد ان دخلت الى قائمة التراث العالمي, الحفاظ على التنوع الاحيائي, الصيد الجائر, التصحر و اثره على الحياة البريه, الفونا الحيوانية و تحديثها, الأنواع المهددة بالانقراض او التي انقرضت فعلاً و غيرها من المواضيع. مثل هذه النتاجات الفكرية من أدبياتٍ و مقالاتٍ و ندواتٍ و حلقاتٍ دراسيه هي نتاجاتٌ ذاتُ فائدةٍ بشكلٍ او باخر لا مجالَ لذكرها هنا في هذا المقال. لكننا نبقى بحاجة الى نوع اخر من الجهود ان تظافرت فانها بلا شك سوف تُتَرجم الى واقعٍ ملموس واقصد مشاريع حقيقيه تنتهي الى تحقيق الاهداف المرجوة في تأهيل او اعادة تاهيل الحياة البريه و تطويرها كخطوة اولى نحو تحقيق الاستثمار في هذا المجال. ومن المعروف ان المتصدر غالباً من ناحية الخبرة و المعرفة و المهارات في هذا المجال هي الجامعات و المؤسسات الاكاديمية.
لقد اضحى العالم في يومنا هذا و بسبب التقدم الكبير و الخطوات الواسعه على مستويات كبيره في تنافس هائل في مجالات عده بحيث صار لزاما على جميع الدول المتقدمه منها و الناميه ان تبحث عن التنمية وتقديم ماهو افضل دائما للمجتمع وللطبيعة. لذلك لا بد من التذكير دائما بدور المؤسسات التعليمية و الاكاديمية في دفع عجلة التنمية والتطورالاستثمار و تطوير وترويج افكار تشيع الايمان بالثروة البيئية الطبيعة وتطبق مشاريع تساعد في أستصلاحها و اعادة تنظيمها.
وضمن هذا المقال ساطرح مشروع لمحميةٍ طبيعيةٍ تقع تحت ادارة احدى الجامعات العراقيه, قد تكون مملوكة مثلا لوزارة اخرى مثل وزارة الزراعة او ان تُستحدث هيئة تحت عنوان هيئة المحميات الطبيعية و الحفظ البيولوجي . يمكن ان تحتوي هذه المحميه على مروج خضراء و مساحات واسعة و مفتوحه وبيئات متعدده يمكن استخدامها لاستعادة الانواع المهددة بالانقراض من طيور و لبائن و غيرها كما يمكن تحقيق عوائد استثماريه جيده من خلال جذب الزائرين و المهتمن بالاضافة الى انها يمكن ان تكون حقلا جيدا لتدريب طلبة بعض الكليات ذات الاقسام العلمية التي تتوائم مع مثل هذا المشروع. ان هذا المشروع يشبه الى حدٍ ما أحتضان الجامعه للمعشب النباتي او الحديقة النباتية او ادارة الجامعه مثلا لمتاحف التاريخ الطبيعي او حقول تربيه الدواجن اوتربيه بعض الحيوانات لاغراض الدراسة و الانتاج .
أن بعض المحميات الطبيعية و حدائق الحيوان في العالم غالبا ما تكون تحت ادارة الجامعات وان لم تكن فانها في شراكة دائمة معها كما وان هيئات او وزارات الموارد الطبيعية و الحياة الطبيعية غالبا ما تكون في شراكة دائمه مع الجامعات ايضا ان مثل هذه الشراكات المتشابكه لها قيم كبيره و مهمه في افاقٍ و اتجاهاتٍ مختلفه فهي مهمه في ادامه المشاريع المختلفه في مجال الحفظ البيولوجي و تنمية موارد الحياة البريه. بالاضافة الى رفد العالم بعلوم و معارف ونتاجات فكريه و بحثيه غير محدوده ناهيك عن عائدات الاستثمار في هذا المجال. ان الحديث عن الشراكه بين المؤسسات الاكاديمية و اداراة الموارد الطبيعية يطول ولا يمكن اقتضابه بسطور معدوده لكنني في مقال كهذا ربما اكتفي باحدى الامثله و هو احد الشخصيات العلمية المرموقة في احدى الدول التي تهتم بالحفظ البيولوجي, حيث عمل مديرا لاحد المعاهد الخاصة بالحفظ البيولوجي و التابعه لاحد المحميات الطبييعية وحدائق الحيوان في احدى الولايات الامريكية. شارك هذا الشخص بانتاج 204 بحث علمي في مجال الحفظ البيولوجي واداراة الموارد الطبيعية و المحميات الطبيعية وحدائق الحيوان العامة و المتخصصه. وهو مؤلف لـ 8 كتب او فصول في كتب مرجعيه ضمن نفس المجال اما شركائه فهم من بعض الجامعات من هنا و هناك, ولولا شركاؤه وادوارهم الرياديه لما وصل نتاجه العلمي الى ما وصل عليه . غزارة النتاج العلمي في المثال اعلاه لا يمكن ان يكون سوى دليل على حيويه هذا القطاع واهميته الكبيره.
ولن يحتاج الامر لكثير من الشرح فالطبيعه حبلى بالكنوز والموارد الطبيعيه الثمينه اما الحياة البريه فهي غنية ومتنوعه لكنها مشتته و المشكلات الحقليه تحتاج الى حلول واداراة ناجعه والجامعات اساسها وأحد اهدافها خدمة المجتمع والطبيعة .

مقالات ذات علاقة:
1-الورد, حارث سعيد (2015). قسم علوم الحياة البريه : حاجة و تحدي. الحوار المتمدن. العدد 4951. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=488030
2-الورد, حارث سعيد (2016). مستلزمات و عوائد الاستثمار في الحياة البريه. الحوار المتمدن. العدد5288.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=531776

#حارث_سعيد_الورد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات