أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال درويش - الحوار العربي الكردي















المزيد.....

الحوار العربي الكردي


نضال درويش

الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البداية لا يسعني إلا أن أشكر القائميين على هذا الملتقى و إتاحة الفرصة لي للمشاركة مع نخبة من المفكرين و الباحثين و المهتمين بالشأن العام لتبادل وجهات النظر في قضية تكتسب راهنية ملحة . كما يمكن أن أسجل بأن الأكراد كانوا دائما سباقين لعقد ملتقيات و مؤتمرات للحوار العربي الكردي و لهذا دلالة واضحة على إحساس الأكراد بالاضطهاد والرغبة في تجاوز نمطية هذه العلاقة القائمة .
بداية أعلن أنني منحاز للقضية الكردية قدر انحيازي لقضية الديمقراطية و العلمانية و احترام حقوق الإنسان و المجتمع المدني التي تشكل – باعتقادي – منطويات المشروع الوطني الديمقراطي ، إذا فهي قضية فكرية – سياسية ، قضية شعب ، قضية واقع ، وقضية وطنية .
وجملة هذه الانحيازات تحمل نقدا مضمرا للتيارات الأيديولوجية السياسية العربية التي تناولت القضية الكردية في سياق برامجها ، إن وجدت ، تلك التي اعتلت هرم السلطة أو التي اتخذت موقع المعارضة . كما تحمل ، أيضا ، نقدا مضمرا للحركة السياسية الكردية ، مع الفرق ، في كيفية تعاطيها مع نفس القضية . كما تحمل نقدا لهذيان الهدف و الرغبة التي تميز المنطق القومي لدى التيار القومي العربي والتيار القومي الكردي.

إن الموقف من القضية الكردية، و باقي التنويعات القومية و الثقافية و الدينية الموجودة، يدلل على مدى التصور الديمقراطي لهذا الموقف. فلم يعد هناك جدوى، فكرية وسياسية و أخلاقية ولا حتى وطنية، بتأجيل هذه القضية لصالح أي شعار كان (قومي أو إسلامي أو ماركسي ). فالقضية هنا قضية مبدأ، وبداية، و العمل من بعد هذا المبدأ و البداية، هو تعويم للقضية وتمويه لها وإعادة إنتاج لنمطية الاستبداد و الشمولية و العنصرية.
ما لفت انتباهي في أغلب المداخلات التي سمعتها ( العرب و الأكراد ) سمتين أساسيتين:
الأولى: ثمة رغبة و نية في التواصل و الحوار.
الثانية: هيمنة ما هو أيديولوجي مركوب بعقدة الهوية في الخطابات التي سمعتها، وثمة استثمار قومي للتاريخ يتميز بكثرة سقطاته التاريخية.
وإذا كان هذا هو نموذج الحوار العربي الكردي ، فيمكن القول بأنه ينوس بين الدوغمائية و البراغماتية ، وهذا ما نقلنا من مناخ الحوار إلى مناخ الخطابة الذي يزخر نسقه بمفردات التعايش و الأخوة التي تعيد إنتاج التحاجز و التجاور، تحت وهم التجاوز . غائب عنه مفهوم الدولة و الوطن و الإنسان و المواطنة و الديمقراطية.
فثمة منطق للهوية يحيل على الجوهر، العرق، الأصل، بالمعنى ( القومي السياسي الأيديولوجي الديني الطائفي العشائري ......) يعيش و هم أن بطن الذات هي مصدر الحق و الحقيقة وهو منطق يقيم الشمولية و الاستبداد على طول الخط .
ألا ترون معي بأن التأسيس للحوار العربي الكردي ، هو ضبطا نقدا معرفيا و منهجيا لمنطق ما للهوية ، سائد الآن في الوعي العربي و الكردي الذي يجاهد من أجل النقاء الذي يبحث عن شكله السياسي ، أي الدولة .
وإن التأسيس للحوار العربي الكردي هو ضبطا نقدا لسما ت الدولة التسلطية في المنطقة ، التي جبلت بالأيديولوجية القومية العربية ، التي كانت الأعدل في ممارسة الاستبداد إزاء المختلف و المغاير بالمعنى القومي و السياسي و الأيديولوجي . فالاستبداد السياسي ينتج التذرر على المستوى الاجتماعي ، و أثبتت التجربة التاريخية أن مناخ الاستبداد و انتهاك حقوق الإنسان ، ،وهو المناخ الذي تنمو فيه كل أشكال التطرف .
و إن التأسيس للحوار العربي الكردي هو ضبطا إعادة الاعتبار لفكر الدولة. بعد أن احجبها حضور السلطة المتوحشة المباشر و الكثيف في جميع مجالات الحياة ، و التي أجهزت على جنين الدولة وأخذنا مسار التحول من سلطة الدولة إلى دولة السلطة التسلطية ، و التي حولت المجتمع إلى موضوع ، مجرد موضوع للسلطة الشمولية ، وتحويل أفراده إلى أرقام إحصائية و كتل بيولوجية و قطعان تستجيب استجابات بافلوفية لفعل و إيماءات السلطة.
ألا ترون معي إن التأسيس للحوار العربي الكردي، هو ضبطا نقدا للأصوليات بالمعنى الديني و المذهبي و الطائفي و القومي و الماركسي و الليبرالي ......، فثقافة الأصوليات مبدؤها الكمال ، و هي ثقافة حلولية إطلاقية ، يتحول النسبي لديها إلى مطلق وذلكم هو الاستبداد ، و هي ثقافة الدولة التسلطية التي تعيش مع هذه الأصوليات في دائرة إعادة الإنتاج المتبادل .
ألا يطرح علينا شعار الحوار العربي الكردي قضية معرفية و هي هل بوسعنا أن نندرج في حوار عربي كردي بلا و بدون ثقافة الحوار ؟
مما يعني إن البداية في هذا السياق هي خيار الانحياز لتأسيس وعي منفتح بكل ما تعنيه هذه الكلمة من عمق معرفي و أخلاقي، يكون فيه الحوار والثقافة الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان مكونات أساسية في مساره.
وعندما نتكلم عن الحوار ، نتكلم عن الاختلاف والغيرية ، فالحوار يقوم بين المختلفين ، : فالاختلاف هو قوام الوجود ، وحرب الهوية ضد الاختلاف هي حرب ضد الوجود ، ضد المجتمع والإنسان وضد الوطن ، هو موقف استبداد وإرهاب وعدم ، والوحدة الطاردة للكثرة والتعدد ، هي وحدة استبداد قائمة على الانتهاك المنظم للحقوق الأساسية للإنسان .
كما يفتر ض الحوار الاعتراف بأن الآخر هو أنا و تجل لماهيتي ، وحقوقه ضمانة موضوعية لحقوقي وحريته ضمانة موضوعية لحريتي . وفي هذا السياق دفاعي عن حقوق الأكراد هو دفاع عن حقي و إن إلغاء هذه الحقوق هو ضبطا إلغاء لحقي وحريتي.
هذه هي المعركة هي التي تقيم فكرة الواقع الصحيحة التي تحيل على منطق ، هو منطق وعقل الواقع ، وفكرة المجتمع التي تحيل على الاجتماع والاختلاف، ، وتقيم منطق الهوية الصاحي، الواعي بضده المفهومي والواقعي، والقائم ضد العقيدة الماضوية والجوهرية. وتقيم منطق الحوار الذي يحيل على الديالكتيك بوصفه منطق التعارض والتقدم، القائم على المغايرة والحق والحرية، في نطاق الكلية الاجتماعية الوطنية/ القومية، والكلية الإنسانية على السواء.
وهذا يعني ، عقلانيا، العقل عقالة في الكونية ضد جوهرية الصنف، والحرية تبنى عقلا وقانونا وضرورة في عالم الإنسان ، وإن الحرية هي وعي الضرورة، تفترض وتتضمن حتما فكرة الخيار، فكرة خيار ما في عال احتمالي أو حمّال، لذلك تبني المجتمع والعقل والأخلاق...
والقيمة هي بالضبط علاقة مساواة بين المنتوجات الأكثر اختلافا( ماركي)، والتبادل هو الذي يحقق القيمة ويظهرها ويجعلها واقعا.
ليشكل الدفاع عن حق الآخر وحريته، أساسا وركيزة من أجل الدفاع عن حقي وحريتي، ومعيار للموقف الفلسفي الديمقراطي الأخلاقي، والذي يشكل رائزا لاعتراف فئة اجتماعية بأنها جزء من المجتمع المدني، ولا تتحقق مصلحتها الخاصة على أفضل وجه إلا في نطاق مصلحته العامة، ليكون الاختلاف محدود بالتشابه والتماثل، والتعارض محدود بوحدة الهوية.
فلا تكون الوحدة المجتمعية نافية للتعدد، والهوية نافية للاختلاف والغيرية، بل توفيقا بين أقصى درجات الجامعية الممكنة، والحرية الشخصية، والانتماء إلى هوية جماعية، والذي يعني في الوقت نفسه، الاعتراف بالصفة الجامعة والمجردة للقانون ومبدأ إطاعته وبسط سلطانه على الجميع، والانتقال من دولة السلطة القائمة على التمييز والاستبداد والقهر ، إلى سلطة الدولة التي تنظر إلى مواطنيه من حيث ي دولة حق وقانون .
" فما يقيس الطابع الديمقراطي لمجتمع ما ، ليس شكل التوافق العام أو المشاركة الذي وصل إليه فحسب بل طبيعة الاختلافات التي يعترف بها ويدير شؤونها، وزخم وعمق الحوار الذي يقيمه بين تجارب شخصية ، وثقافات مختلفة، بعضها عن بعض،ومتكافئة في كونها أجوبه ، مخصوصة ، ومحدودة على تساؤلات عامة واحدة".
فيحل الإصغاء والنقاش والدحض بالمعنى الحقيقي، محل التعبئة والاستنفار والقدح والإقصاء، وتخرج السياسة من دائرة الحرب ( والسياسة هي طرد الحرب خارج المدينة) ، وتخرج المعارضة من دائرة العداوة التقليدية إلى دائرة المعارضة السياسية لتنتقل مسألة الأكثرية والأقلية من الحيز الأيديولوجي والثقافي والفكري والقومي والطائفي إلى الحيز السياسي.
الكلمة التي ألقيت في مؤتمر الحوار العربي- الكردي
في أربيل بتاريخ 17-20/9/2004



#نضال_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل علماني أكثر انفتاحا
- الرياح تعصف عندما تمر من الفجوات
- المجتمع المدني بين التهميش و التجييش - الساحة السورية نموذجا


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال درويش - الحوار العربي الكردي