أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غاده عبد الستار عواد - الأنسنة في مسرح الطفل















المزيد.....

الأنسنة في مسرح الطفل


غاده عبد الستار عواد

الحوار المتمدن-العدد: 5436 - 2017 / 2 / 18 - 23:16
المحور: الادب والفن
    


الأنسنة في مسرح الطفل

مصطلح حديث يتناقل بين الكتاب بمختلف الاختصاصات اللسانية و النقدية والادبية ، وفي كل هذه المجالات العلمية يمكن تعريف وارجاع هذا المصطلح الى المفهوم اللغوي ،وإعتبار ان كلمة إنسنة راجعى الى : أنسنَ يُؤَنْسِن ، أَنْسَنةً ، فهو مُؤَنسِن ، والمفعول مُؤنسَن :- أنسنَ الإنسانَ ارتقى بعقله فَهَذَّبه وثَقَّفه ، أو عامله كإنسانٍ له عقل يميّزه عن بقيّة المخلوقات :- لابد من تثقيف المواطن وأنسنته للرقي بهذا المجتمع النامي . أنسن الحيوانَ : شبَّهَه بالإنسان .

احتل هذا المصطلح مكانة كبيرة في ادب الاطفال ،وبشكل خاص القصص والحكايات و التلفزيون و المسرح من خلال عرض الشخصيات المؤنسنة ،وللغوص اكثر في هذا الموضوع لابد من ايجاد تعريف مناسب للانسنة وخاص بمسرح الطفل ، حيث عرف على انه مصطلح غربي ( Humanization ) ترجمة الى العربية الى كلمة ( الانسنة ) أي انها توحد العالم أمام الاطفال ،وممكن ان يكون الحيوان إنساناً ،وكذلك النبات والجماد ،ويتحدث عن مشاكله ويريد حلاً لها كما الإنسان . وبالتالي فان الانسنة تسهم في معالجة موضوعات خاصة بمسرح الطفل عن طريق إضفاء صفات الإنسان على الحيوان ،فتنسب اليها الغرائز النبيلة النافعة ،في حين تنسب العدوانية الى بعض من الحيوانات كالعقارب والأفاعي والنمور . ويمكن ايجاد تعرف مُلم كصيغة مستخدمة في شخصيات مسرح الطفل ليكون تعريف الأنسنة هي : عملية توحيد الكائنات الحية الحيوانية والنباتية وغير الحية بواسطة إضفاء صفات الإنسان عليها ،وجعها تتكلم عن فرحها وحزنها وإظهار مشاعرها امام المتلقي ( الطفل ) بإسلوب مدهش وممتع ومفيد .

بدأ الاهتمام بالشخصية منذ عصور قديمة بعد ان لاحظ الانسان هناك اختلافات واضحة في أنماط السلوك الانساني ،فكل صفة تميز الشخص من غيره من الناس وتؤلف جانباً من شخصيتهِ فذكاؤه و قدراته الخاصة وثقافته وعاداتهِ ونوع تفكيرهِ وآراءه ومعتقداتهِ وفكرته عن نفسهِ من مقومات شخصيته ِ وكذلك مزاجهِ ومدى ثباتهُ الانفعالي ومستوى طموحه وما يحمله في اعماق نفسه من مخاوف ورغبات ،ويتسم بصفات اجتماعية وخلقية كالتعاون والتسامح والسيطرة ،هذا كله وما يتسم به من صفات جسمية ايضاً كالقوة والجمال ورشاقة الحركات وحده الحواس . وبذلك يمكن القول ان الشخصية الانسانية الطبيعية هي خليط مابين ابعاد بايولوجية و اجتماعية ثقافية واخيرا البعد الذاتي النفسي .
اما الشخصية الدرامية فقد حدد ارسطو خصائص تابعة لها وهي اربعة امور :
1- الصلاحية الدرايمة وتطبع الشخصية اذ ماافصح الكلام او الفعل او التاثير .
2- ملائمة وصدق النمط كأن يكون لديها نوع من الشجاعة والبطولة او المهارة في الكلام
3- ثبات الشخصية او اتساقها مع ذاتها طوال المسرحية .

الشخصية هي عنصر اساسي لايجوز النقاش عليه من العناصر المكونة للمسرحية وهي طرف اساسي في بناء العلاقات الثلاثية ( الشخصيةاو نمطها - الممثل - المتفرج ) ، وان التمثيل على خشبة مسرح الطفل يسهم في علاج بعض الظواهر النفسية للاطفال مثل الخجل والانطواء وعيوب النطق لذلك يعد مسرح الطفل من اهم السبل للوصول الى عقل الطفل ووجدانه وتحقيق اهداف تربوية وتثقيفية ووجدانية . فالطفل غالباً ما ينجذب الى الشخصيات المختلفة او الغريبة المتحدثة ، فكثرا مانجده يتحدث الى دميته الصغيرة سواء كانت ادمية او حيوانية او نباتية او جامدة ، ويصنعون لها الملابس ويلعبون معها ويجعلوها جزء من حياتهم . وهذه مرحلة يمر فيها جميع الاطفال فجاء الاهتمام بمفهوم الانسنة وما يحققه من اهداف على خشبة مسرح الطفل من خلال جعل الشخصيات المؤنسنة تحمل السلوك الواقعي بمعنى ( السلوك الانساني ) ، فهي تتكلم وتأكل وتلبس مثل بني البشر وتهتم بصغارها وتلعب معهم وتساهم في تدريبهم على مهمات الحياة .

يميل الاطفال لكل المراحل العمرية تقريباً الى الشخصية المؤنسنة لتمتعها بدلالات وصفات استعارتها من الشخصية الانسانية الطبيعية ، فمثلا الشخصية الحيوانية لها تأثير مباشر على المسرح وخصوصاً اذا كانت هي الشخصية البطلة ويمكن ارجاع هذا الى اصل العلاقة بين الانسان والحيوان للعقائد القديمة التي تقول ان الحيوان اعقل من الانسان واكثر حكمة وكانت بعض الجماعات البدائية القديمة تعتقد ان اكل الحية سوف يمنح القدرة على معرفة المستقبل ، وتصور الناس قديماً ان الحيوانات ومنها الطيور تتمتع بقوة خارقة بسبب مايتاح لها من الفرص التي تكشف بها المجهول وتكشف الاسرار والانتقال الى اماكن يصعب الانسان بلوغها .

لذلك فالمؤلف المسرحي عندما يضع شخصية مؤنسنة لاسيما في مجال مسرح الطفل عليه ان يكون عارفاً بصفات ذلك المؤنسن الذي يرسمه ضمن نص معين ، فان المعرفة سوف تتيح له معرفة اكثر قد لا يدركها ومن ثم النجاح ، وتمنحه القدرة على ان يأتي باعمال تتجاوز الطاقة المعقولة عند سواه فمثلا شخصية الاسد من صفاتها القوة والسيطرة على الاخرين ،أما شخصية النملة فصفاتها الصبر والعمل والمثابرة ، اما شخصية الشجرة كريمة كثيرة النصيحة . فهذه الطريقة التي يتبعها المؤلف والكاتب المسرحي تدعى ( الانسنة ) التي جعلت من الحيوانات والنباتات والجماد بشراً في السلوك والفعل وفي النطق وزجت بهم الحياة اليومية للانسان بإسلوب ابداعي فجاءت لمنفعة الطفل بإثارة خياله ودهشته وتعليمه في الوقت ذاته ومن الممكن ضمن عالم الطفل لتزيد من المتعة والترفيه .

ولابد الاشارة اخيرا ان الانسنة وفكرتها لاتصلح لكل الشخصيات وخصوصا جانب مسرح الطفل لكونه يحمل اهدافا تربوية وقيم ارشادية ، فاختيار الشخصية المؤنسنة تتم وفق قواعد ملائمة تجعل منها شخصية تحمل صفات انسانية ،فليس كل حيوان او نبات يمتلك هذه الصفات وهذا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمضمون النص المسرحي ،فمثلا شخصية القطة لايجوز ان يكون دورها عن النظافة والطاعة لان الصفة الغالبة عليها هي العبث ومن الممكن ان تجسد دور كيف تتعلم القطة النظافة او الطاعة او النظام . هذا يساعدها ان تكون اكثر واقعية تاخذ الطفل الى التفكير السليم والتعليم والاستمتاع .



#غاده_عبد_الستار_عواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنيات والعفاريت في عروض مسرح الطفل


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غاده عبد الستار عواد - الأنسنة في مسرح الطفل