أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجد كردية - الاينوماايليش -عندما في الاعالي-اللوح الاول















المزيد.....

الاينوماايليش -عندما في الاعالي-اللوح الاول


مجد كردية

الحوار المتمدن-العدد: 1431 - 2006 / 1 / 15 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


اللوح الأول
عندما في الأعالي لم يكن هناك سماء
و في الأسفل لم يكن هناك أرض
لم يكن من الآلهة سوى آبسو أبوهم
و ممو , و تعامة التي حملت بهم جميعاً
يمزجون أمواههم معاً
قبل أن تظهر المراعي و تتشكل سبخات القصب
قبل أن يظهر للوجود الآلهة الآخرون
قبل أن تمنح لهم أسماؤهم , و ترسم أقدارهم .
في ذلك الزمن خلق الآلهة الثلاثة في أعماقهم
لخمو و لخامو و منح لهم اسميهما
وقبل أن يكبر لخمو ولخامو و يشبا عن الطوق
جاء الى الوجود انشار و كيشار فاقاهما قامة و طولا
عاشا الأيام المديدة يضيفانها للسنين الطويلة
ثم أنجبا آنو وريثهما و فخر آبائه
نعم كان آنو بكر انشار , وكان صنواً له
ثم أنجب آنو ابنه نوديمود على شاكلته
فصار نوديمود غلى شاكلته
فصار نوديمود سيد آبائه
كان واسع الادراك حكيماً وعظيماً في قوته
أعظم من جده انشار و أكثر قوة و وعياً
ولم يكن له بين اخوته ند و لا منافس
.... و تجمع الصحب المؤلهون
أزعجوا بحركتهم تعامة
نعم لقد هزوا جوف تعامة
يروحون جيئةً وذهاباً في مسكنهم المقدس
لم يقدر آبسو على اسكاتهم صخبهم
و تعامة كانت ساكنة حيال أفعالهم
رغم ألمها من سلوكهم
و رغم رفضها لطريقتهم
ثم أن آبسو سلف الآلهة العظام
دعا أمينه ممو... قائلاً
أي ممو يا أميني الذي يفرح به قلبي
دعنا نذهب الى تعامة
فمضيا و مثلا أمامها
تشاورا في أمر ابنائهم الآلهة الشابة
و فتح آبسو فمه , قائلاً لتعامة بصوتٍ مرتفع ٍ:
لقد غدا سلوكهم مؤلماً لي
في النهار لا أستطيع راحة و في الليل لا يحلو لي رقاد
لأدمرنّهم و أضع حداّ لأفعالهم
فيخيم الصمت و نخلد بعدها للنوم .
فلما سمعت تعامة منه ذالك
ثار غضبها و صاحت بزوجها
صرخت و ثار هياجها
كتمت الشر في فؤادها وقالت :
لماذا ندمر من وهبناهم نحن الحياة ؟
أن سلوكهم لمؤلم حقاً و لكن دعونا نتصرف بلين و روية
ثم نطق ممو ناصحاً آبسو
...... و في غير صالح الآلهة جاءت نصيحة ممو :
نعم يا ولدي دمرهم دمر فوضاهم
لتستريح نهارك وترقد ليلك .
فلما سمع آبسو ذالك استضاء وجهه
للخطط الشريرة التي يضمرها لأولاده الآلهة
ثم قام أليه ممو معانقاً
و جلس في حضنه و قبله
و لكن ما دار في مجلسهم من خطط
قد و صل الى ابنائهم الآلهة
الذين اضطربوا لما سمعوا
جلسوا صامتين و سكنوا حائرين
غير أن ذا الفهم العميق و صاحب الفطنة و الحكمة
أيا العليم بكل شيء قد نفذ ببصيرته الى خطط المتآمرين
فابتكر ضدها دائرة سحرية حامية ضربها حول رفاقه
و بتأن نطق ترتيلته المقدسة المسيطرة على النفوس
رتلها محيطاً بها سطح الماء
فجلب أليه النوم العميق
نام آبسو و راح في سباته بلا حراك
تاركاً أمينه ممو بلا حول
و هنا قام ايا بحل نطاق آبسو و نضا عنه تاجه
و جلا عنه عظمته و هيبته و أسبغها على نفسه
و بذلك أخضعه ثم عمد الى ذبحه
و سجن ممو و أغلق دونه الأبواب
و فوق آبسو أقام أيا مسكنه
و عاد ألى ممو فخرم أنفه بحبل يمسك به
و بعد أن قهر أيا أعداءه و أخضعهم
علا أمره على خصومه جميعاً
و بسلام و دعة ركن الى مسكنه
دعا مسكنه الآبسو و جعله مقدساً
فيه بنى غرفة مقاماً لنفسه
و سكن مع زوجته دومكينا بكل أبهة و عظمة
و في غرفة الاقدار تلك غرفة المصائر
احكم الحكماء احكم الآلهة الرب قد ولد
في آبسو المقدس مردوخ قد ولد
ايا كان له اباً
و دامكينا التي حملت به أماً
أرضعته حليب الآلهة
و أسبغت عليه الجلالة و الهيبة
تخلب الالباب قامته تلمع كالبرق عيناه
يخطو بعنفوان و رجولة انه زعيم منذ البداية
عندما رآه ايا أبوه
فرح و امتلأ بهجة و حبوراً
رفع شأنه بين الآلهة و زاد قدره عليهم
فكان أرفعهم مقاماً و اسبقهم في كلّ شيء
بفن بديع تشكّلت أعضاؤه
لا تدركه الأفهام و لا يحيط به خيال
اربعة كانت آذانه أربعة كانت عيونه
تتوهج النيران كلما تحركت شفتاه
اتسعت آذانه الأربعة
كما اتسعت عيونه فأحاط بكل شيء
كان الأعلى بين الآلهة ما لهيئته من نظير
هائلة أعضاؤه سامقة قامته
عظموه بجلوه
الابن الشمس و شمس السماوات
مثل نوره كنوز عشرة آلهة معاً جباراً عتياً
اسبغت عليه الجلال النورانية المهيبة
ثم خلق آنو الرياح الأربعة و أنشأها
اسلم امرها لسيد الرهط
مردوخ الذي أحدث الأمواج فاضطربت لها تعامة
قلقة صارت تحوم على غير هدى
و الآلهة الكبيرة نسيت الراحة في خضم العواصف
أضمروا الشر في سرائرهم
و جاؤا ألى أمهم تعامة قائلين :
عندما قتلوا زوجك آبسو
لبثت هادئة دون أن تمدي له يداً
و عندما خلق آنو الرياح الأربعة
اضطربت أعماقك وغابت عنا الراحة
تذكري آبسو زوجك
تذكري ممو المقهور و اندبي وحدتك
لم تعودي أماً لنا تهيمين على غير هدى
حرمتنا عطفك وحنانك
..... عيوننا ثقيلة
..... دعونا ننام دون ازعاج
..... و اجعليهم نهباً للرياح .
فلما سمعت تعامة القول سرت به :
....... دعونا نخلق وحوشاً
....... و في الوسط من جميعها يسير الآلهة
دعونا نعلن الحرب على الآلهة الشابة دعونا .....
ثم اجتمع الحشد وسار الى جانبها
غاضبين يحيكون الخطط بدأب ليل نهار
يتأهبون للحرب في هياج و ثوران
عقدوا مجلساً و خططوا للصراع
الأم هابور خالقة الأشياء جميعاً
أ تت باسلحة لا تقاوم أفاعٍ هائلة
حادة أسنانها مريعة أنيابها
ملئت أجسادها بدل الدم سماً
أتت بتنانين ضارية تبعث الهلع
توجتها بهالة من الرعب وألبستها جلالة الآلهة
يموت الناظر اليها فرقا
حتى اذا انتصبت لم تخنع و لم تدبر
خلقت الأفعى الخبيثة و التنين و أبا الهول
الأسد الجبار و الكلب المسعور و الرجل العقرب
عفاريت العاصفة و الذبابة العملاقة و البيسون
كلها مزودة بأسلحة لا ترد غي هيابة و لا ناكصة
نافذة كانت أحكام تعامة لا يقاومها أحد
أحد عشر نوعاً من الوحوش أظهرت للوجود
ومن الجيل الأول للآلهة الغاضبة في مجلسها
اختارت كينغو و جعلته علياً و عظيماً
وضعته أمام جيشها قائداً
فيشهر السلاح للمعركة و يبدأ الصراع
انه الآمر الأعلى للمعركة
اسلمته الأمانة و اجلسته في المجمع قائلة :
لقد قرأت عليك تعويذتي وجعلتك عظيماً في مجلس الآلهة
و أسلمت الى يدك قيا الآلهة جميعاً
فلتكن عظيماً يا زوجي الفذ
و ليعل اسمك فوق جميع آلهة الانوناكي
ثم أسلمت اليه ألواح القدر وزينت بها صدره قائلةً :
و سيكون أمرك نافذاً و كلماتك ماضية .
و بعد أن جرى تنصيب كينغو و تسليمه السلطة العليا
قاما بتقرير مصائر الآلهة :
سيكون لكلمتك فعل الاخضاع
و ستذل كلمتك الأسلحة القاهرة
هاية اللوح الاول



#مجد_كردية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البكائية


المزيد.....




- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجد كردية - الاينوماايليش -عندما في الاعالي-اللوح الاول