أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امل عجيل ابراهيم - في عيد الحب ساسمع ساجدة عبيد















المزيد.....

في عيد الحب ساسمع ساجدة عبيد


امل عجيل ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5431 - 2017 / 2 / 13 - 01:23
المحور: حقوق الانسان
    


في عيد الحب هذه السنة قررت ان اقع في حب نفسي ....ساشتري دبدوبا احمرا كبيرا بحجم الحب ....وباقة ورد حمراء ...وحذاءا احمر ....وساركع واقدمها الى نفسي واقول لها :انا اسفة ...فانت الوحيدة التي تستحقين اسفي ...فلقد قسوت عليك انت فقط ووهبت حناني اليهم .....وحاسبتك انت فقط ومنحت تبريراتي لخطاياهم .....وغفرت مع سبق الاصرار قسوتهم ..انانيتهم ...وكبائرهم
عذرا يانفسي ...في عيد الحب قررت ان احبك
لن ادخلك بعد اليوم في حزن جديد يستلب منك عافيتك ويسرق عنفوانك ويتركك عمياء حافية في قاعة مليئة بالزجاج المهشم
في عيد الحب ....اعدك ....ان لايحزنني شيء ....اي شيء
ولا حتى منظر الرجل الطاعن السن (هناك عند المطب في شارع الحزام الاخضر)والذي يحمل بيده المرتعشة كيسا مليئا بعلب المناديل الورقية .....وكان يقبض ثمنها مني باسما ممتنا .....فيودع في روحي الما يزلزل كياني ووجع يبدا ولا ينتهي
لن ادع عيونه تلتقي في عيوني بعد اليوم .....فالعن الكون ....والاقدار ...والانسانية ....والعن نفسي العاجزة ايضا ...
لن احزن بعد الان ....وانا استعيد المنظر الذي شاهدته قبل فترة وانا خارجة من محطة تعبئة (بنزين الكرار)ورجل ضخم الجثة يرتدي البدلة العسكرية (اكيد هو احد الحراس الموكلين بحماية محطة الوقود الحكومية ).....وهو يحمل طفلا صغيرا لم يبلغ سن المدرسة بعد من ضمن الاطفال المهجرين واغلبهم من تلعفر الذين يملئون طرقات المدينة يحاولون كسب قوتهم وقوت اهليهم ببيع المناديل الورقية وقطع القماش الصغيرة التي تستخدم لتنظيف السيارات بعد احتلال داعش لبيوتهم
كان يحمل الطفل الصغير المذعور بيد واحدة وبالمقلوب وقد ملا صراخه المكان مستنجدا متوسلا ....وتدلى شعره الاشقر الجميل ووجهه الذي جعله البرد او الخوف احمرا بالكامل ويده المتشبثة بكيس علب (الكلينكس)
اوقفت سيارتي ....وتجمدت في مكاني ....مذهولة مستنكرة ....فصاح الجندي الاخر حين راني :(امشي ...ماكو شي هو يشاقه وياه )اي يمزح معه
ياالهي ..اي مزاح هذا ؟؟؟الذي يستلب كرامة طفل وبرائته ويحوله في مستقبل حياته الى مجرم يحاول استرداد مافقده من كبرياؤه وشخصيته او على الاقل يحوله الى شخص لايعرف الحب طريقا الى قلبه
في عيد الحب .....اعاهد نفسي
ان لااستعيد هذه الذكرى كل ليلة
ووجه الطفل الصغير التي لاتفارق ذاكرتي وصراخه المجنون هلعا وخوفا وقسوة الرجل ذو البدلة العسكرية وهو يحمله بالمقلوب ضاحكا منتشيا يريد ان يرمي به في حاوية كبيرة للنفايات ....وقد رمى به فعلا ....امام ناظري ..ولم يوقظني من ذهولي غير اصوات السيارات خلفي تطلب ان امضي او ان اتنحى عن الطريق
لن اعض على اصابعي كل ليلة لانني مضيت في طريقي كباقي الناس من خلفي ولم ابصق في وجه فاقد الرجولة ذو البدلة العسكرية قائلة له :هذا مزاح وهذا مزاح ايضا
لن اتالم بعد اليوم لانني لم انتشل الطفل من حاوية النفايات ومضيت في طريقي كالاخرين ....ثم وقفت بسيارتي تحت الجسر القريب من محطة الوقود ...مذهولة مشلولة منكسرة ....لااستطيع حتى ان ابكي لارتاح ففعلا حين يتناهى الهم ينقطع الدمع
ملا الظلام عيني وكانني في دوامة هائلة السرعة تضرب بي في كل الاتجاهات والمدارات
موجع صراخ الطفل ....مؤلم مزاح الرجل وقسوته ووحشيته ...وماهو اشد ايلاما ووجعا ...صمتي على ذلك ...انا التي كنت اردد دائما مقولة مارتن لوثر كنغ (لست محاسبا على ماتقول انت ايضا محاسب على مالم تقل حين كان لابد ان تقوله)
يال قوة الكلمات وطنطنتها ...وضعف المواقف وتفاهتها ؟؟؟!!
في عيد الحب قررت ان انسى
ان لااستعيد اية ذكرى تنغص حياتي وتبددني وتشتتني وتطرحني في فراش المرض والعجز
وتجعلني :
امراءة عمياء
في صالة سينما
تعرض فيلما صامتا
او تجعلني :
امراءة بين مئات المرايا
تعارفت وجوهها فيما بينها ثم تسائلت
من هذه الغريبة ؟
في عيد الحب قررت ان لااحمل نفسي فوق طاقتها
وان اشتري قليلا من الانانية من دكان العواطف
وكثيرا من اللامبالاة من متجر البرود
فاشاهد اخبار الكوارث وعلى شفتي ابتسامة بلهاء واسمع عن اعداد القتلى في الانفجار الاخير وانا اتناول فطوري
ان لاتثيرني نظرة (الرجل الكبير السن المرتعش اليد)ولا العشرات غيره الذين صاروا ينتشرون على مفترقات الطرق ومطبات الشوارع يتكسبون ويستجدون ...واقنع ...ان هذه اقدارهم ...كما تكون الولادة بفم يطعم بملعقه من ذهب هي اقدار فئة اخرى
ان لايملا الحزن قلبي وانا ارى
السراق يحكمون ....والانقياء يسجنون ....والصادقين يعاقبون ...والكاذبين يكافئون .....والاقدار عمياء صماء ...تمنح الحياة لمن تشاء وتكتب الموت على من لايستحقون
سارتشف قهوتي المرة واطفا عقب سيجارتي الفاخرة في جسد الضمير واعتنق الشعار الذي يعتنقه اغلب العراقيون :(شعلينا )
لاعلينا ....لاعلينا
بحكومة تسرقنا ودوائر فساد تشتتنا .......وبوطن قتلناه بايدينا فغادرنا
(شعلينا )....بضياع الارامل فوق ارصفة الحاجة وبدمعة اليتامى على ابواب الاستلاب والاهانة ....مادامت الدنيا ماضية وتسير سواء رضينا ام اعترضنا ....سررنا ام حزنا
ساحترف الرضا والقناعة واجيد التصفيق والبلادة واتقن كل لغات الرياء والتفاهه
لن تحزنني هزة ارضية في الهند ....او انفجار في فرنسا ....او مجاعة في افريقيا ....او عائلة تسكن المقابر في مصر ......وكانني ام العالم واباه.....مع ان للكرة الارضية رب يدبر امورها وكوارثها ويشرف على فوضويتها وانهيارها
لن اتمزق وجعا وانا اضطر كل فجر ان اوقظ طفلتي من اجمل احلامها لاجعلها تتناول دواءها المر ....وساقنع نفسي ان هذا قدرها ...ويجب ان يكون قدري ان لاابالي (ففي اللامبالاة فلسفة انه صفه من صفات الامل )كما قال الرائع محمود درويش
لن اتالم وانا ارى اكثر طلابي يرتجفون من البرد دون ان يملكوا ثمن جوارب تدفا اقدامهم ...وقد تبين لي اخيرا تفاهة المي حين قال لي احدهم (دكتورة هذا موديل شبابي جديد ان نرتدي الحذاء بلا جوارب )
في عيد الحب ......ساعيش هدوء المقبرة وبرود الجثة حين تفارقها الروح وسلام الاعماق حين تنتهي ثورات الضمير ولوم الذاكرة ووجع الجسد في دوامة ليس لها نهاية وليس لها قرار
وساتخذ خطوات عملية لتحقيق ذلك
فاقدم اعتذاري لام كلثوم وفيروز ونجاة الصغيرة قبل ان ارمي (اقراص روائعهم )في درج قديم من ادراج مكتبي وساشتري (دسك)لساجدة عبيد واضعه في مسجل سيارتي على اعلى صوت قبل ان اقود باقصى سرعة
سوف اجعل اذاني تدمن الزعيق كما ادمنت سابقا التجلي والتفرد ....فالمسالة فقط اختلاف اذواق (ولولا الاذواق لبارت السلع)
وساقنع نفسي ان لافرق كبير بين مسرح مصر وافلام اسماعيل ياسين وقناة بوليوود وبين (العار)و(اساطير السقوط)و (قصة حب)....لافرق سوى ان الاولى تعطيك جرعة فرح ونسيان ومتعة والثانية تجعلك تستيقظ بدلو ماء ساخن يسكب على وجهك فيسلخ بشرتك ويؤلمك بحروق من الدرجة الثالثة
في عيد الحب قررت ان اقع بحب نفسي واخذ جرعة النسيان والفرح والمتعة
وساقيم حفلة مجوسية اعلن فيها للنار المقدسة عن قراري .....فاغادر محطات الوجع التي استوطنت دهاليز ذاكرتي ....واحذف رسائل الحب المختصره من ذاكرة هاتفي لرجل يحترف القسوة والجفاء بمهارة ويعجز عن احتراف العشق ببساطة
حفلة مجوسية احرق فيها :حنين اخر الليل .....واشتياق اول الفجر
واقول لمن يذهب :اذهب
ولمن ياتي :لاتاتي
فلا اريد سوى ان اجد نفسي ....فانا امراءة اعتنقت وحدتها وتعودتها .....منذ افتقدت اخي حينما شاءت الاقدار العمياء ان تودع شبابه الغض ومواهبه المتعددة وملامحه الجميلة في قبر مظلم ....وافتقدت زوجي منذ صار اسمي مرادفا لاسمه في بطاقة الهوية فاطمئن على وجودي معه ومضى يقضي حياته بعيدا عني .....وافتقدت ابني ...منذ فطمته ووصل الى مرحله لايحتاج فيها الى ان اشرح له دروسه واربط سيور حذاءه واقتني له ملابسه وامسح ماعلق بروحه من هم واذى بدمي وروحي ونبضي وضياء عيوني
في عيد الحب سادرب نفسي على ان لااحب
حتى لااقع ....في غرام زهرة بيضاء تصارع البرد وتتفتح في غير موسمها بحياء ....صغيرة رقيقة ...لتذبل بعدها مستسلمة لصقيع الشتاء
او
في عشق غيمة لازوردية تغريني بان احلق اليها واستلقي فوق نتفها واحلم ...بعالم ياكل فيه الخروف مع الذئب ويتصالح الاسد مع الحمل ...ثم اصحو على كابوس سقوطي من اعالي السماء
في عيد الحب ....قررت ان اقع في غرام نفسي واشرب كاس عشقها حتى الثمالة
ثم اتوضا ...واصلي ...لفلنتاين ...حتى يمنحني القوة لتطبيق ذلك



#امل_عجيل_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن الحب وسورة يوسف وماري كوري
- لماذا تكتب المراءه ؟هلوسات الوحدة والمرض في موسكو
- علاقات
- اجنحة الملائكة


المزيد.....




- منظمات حقوق إنسان: اعتقال 120 شخصا في مصر منذ أكتوبر بسبب اح ...
- المؤشر العالمي لحرية الصحافة 2024.. سقوط حر للدول العربية و ...
- الصحة العالمية: تحسن -طفيف- في الوضع الغذائي بغزة إلا أن خطر ...
- صحافيو غزة ينالون جائزة -يونيسكو- لحرية الصحافة
- مسئول بالأمم المتحدة يحذر من مذبحة في حال اجتياح إسرائيل لرف ...
- من بينها عربية.. خريطة توضح حرية الصحافة في دول العالم بـ202 ...
- -الأونروا-: 37 طفلا في غزة يفقدون أمهاتهم كل يوم
- سويسرا تعتزم استخدام بيانات الهواتف المحمولة لتحديد هوية طال ...
- موقع بريطاني: ما مدى تأثير مذكرات الاعتقال على إسرائيل وحلفا ...
- اعتقال 2000 شخص في احتجاجات الجامعات الأميركية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امل عجيل ابراهيم - في عيد الحب ساسمع ساجدة عبيد