أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - ادويج رود انطوان - في متاهة القوانين الوطنية














المزيد.....

في متاهة القوانين الوطنية


ادويج رود انطوان

الحوار المتمدن-العدد: 1430 - 2006 / 1 / 14 - 10:35
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


بفعل حركية الاشخاص وكثرة انتقالهم في مجتمعنا الحديث، باتت علاقة الاجنبي العائلية مطروحة بقوة، مما يجبر الدول الاوروبية على المواجهة القانونية ليس فقط بين مختلف النماذج العائلية بل ايضا بين انظمة الدولة المتقابلة. فسواء تعلق الامر بالزواج او تعدد الزوجات او الطلاق او البنوة والارث، فان اوروبا تطرح تساؤلات في الواقع حول تطور المجتمعات التقليدية وتأثير العامل الديني والقيم التي تحملها انظمة ثقافية أخرى واحترام المبادئ الاساسية الكبرى كالمساواة بين الزوج والزوجة او مسألة التمييز.

للوهلة الاولى قد يعتقد البعض انه في مجال الاحوال الشخصية يكون القانون مشابها للجميع اذا كانوا فوق ارض واحدة. لكن الوضع ليس كذلك. اولا لانه بالرغم من وجود مفهوم للاحوال الشخصية في غالبية الدول الا ان مضمونه يختلف: ففي فرنسا، وحدها المسائل الشخصية تشكل جزءا من "الاحوال الشخصية" بينما تضاف اليها في المانيا واسبانيا وايطاليا علاقات الابوّة وما تشتمل عليه من مسائل تتعلق بناحية الام والميراث. وتتميز بلدان "القانون المشترك" بمفهوم ضيق لهذه المسائل. ففي البلدان الاسلامية حيث الاحوال الشخصية مرتبطة بالدين فان العلاقات الزوجية والورثة وحالات الجواز والمنع مرتبطة بمفهوم الاحوال الشخصية.

من ثم فان المقاربة الدولية تعقد العلاقات بين الافراد بشكل خاص لا سيما وان كل دولة من الدول تلجأ الى قانون دولي خاص بها للعائلة وتخضع الاحوال الشخصية لقانون لا يتغير حتى اذا كان الشخص المعني متواجد بصورة مؤقتة في هذا البلد او ذاك. فاذا كانت الاحوال الشخصية مرتبطة في المبدأ بالقانون الخاص الساري المفعول في بلد الشخص المعني كما في بلجيكا والمانيا وفرنسا وهولندا واللوكسمبورغ وايطاليا واليونان، او بالقانون الساري المفعول في بلد سكناه كما في بريطانيا ومالطا وبلدان القانون التقليدي والبلدان الاسكندينافية، فان بعض البلدان كأسبانيا تترك الخيار بين قانون البلد الاصلي او قانون بلد الاقامة او تترك مجالا للشريعة الدينية كما في مصر ولبنان. يشار الى ان المواطن الفرنسي المسلم في جزيرة مايوت (الفرنسية) ان لم يكن اختار القانون المدني للاحوال الشخصية يبقى خاضعا لوضعه المحلي الخاص الذي يسمح بتعدد الزوجات ويتجاهل البنوة خارج الزواج. مع التذكير بان غالبية المعاهدات الدولية تعطي الافضلية للقانون السائد في مكان الاقامة المعتادة بغية ان يطبق على الاشخاص القانون الاقرب اليهم.

لهذا السبب فان هناك قواعد يعمل بها في القانون الوطني ويتجاهلها قانون آخر. مثلا فان الزواج بالوكالة معترف به في البرتغال وممنوع في كرواتيا بينما ترفض القوانين الغربية مبدأ التطليق الذي يسمح للرجل بفض عقد الزواج من طرف واحد. الى درجة انه يصبح على القاضي تحديد المؤسسة ويماهي في فرنسا مثلا بين الطلاق والتطليق ليطبق بعدها القوانين المتعلقة بالطلاق المعمول بها في فرنسا. نفهم عندها كيف تطرح مسألة تطبيق قانون اجنبي يسمح مثلا بالزواج قبل سن الثامنة عشرة او يمنع التبني او كيف تحفظ حقوق اكتسبت قانونا في بلدان اخرى كتعدد الزوجات او التطليق من طرف الرجل.

في سياق البحث عن حلول لهذه المشاكل، يمكن للقاضي التذرع بالنظام العام لابعاد تطبيق اي قانون اجنبي او رفض الاعتراف بوضعية تسيء الى معايير حماية حقوق الانسان والحريات الاساسية. هل يصار اذن الى تفضيل كامل أم نسبي للنظام العام او العمل به وفق الحالات المحددة؟ هذا ما تدل عليه مختلف الامثلة المستقاة من القانون الدولي. هكذا فان القانون البرتغالي الذي يسمح للشاب بالزواج في السادسة عشرة يكون مخالفا للانتظام العام الفرنسي ومندوب الاحوال الشخصية (العمدة) لا يمكنه اعلان الزواج المعرض للابطال من قبل المحاكم الفرنسية. كذلك فان القانون المغربي الذي يمنع زواج مسلمة من غير مسلم مرفوض بموجب النظام العام الدولي عندما يحصل الزواج في فرنسا والمانيا وهولندا وبلجيكا. احترام الحرية الشخصية للفرد لكن لن يعترف بالزواج في المغرب.

افتراق ايضا بين الدول التي تعترف بتعدد الزوجات والاخرى ذات التقليد الاحادي التي تمنع الاحتفال بهذه الزيجات المتعددة فوق اراضيها وتبطلها عندما تعقد بين امرأة من مواطنيها ورجل يسمح له قانونه الوطني بالزواج أكثر من مرة. لكن هذا الزواج ان حصل في الخارج يمكن ان يستفيد من التطبيق النسبي لمبدأ الانتظام العام فيحصل منه حقوق غذائية ووراثية للزوجة الثانية حتى في بلدان لا تقر التعدد في الزيجات.

هناك اجتهادات قانونية وفيرة في اوروبا حول مسألة الاعتراف بالتطليق في بلدان مثل المغرب والجزائر وباكستان او مالي. ففي فرنسا لا قيمة للتطليق هذا منذ صدور المراسيم الخمسة يوم 17 شباط/فبراير 2004 انطلاقا من مبدأ المساواة بين الجنسين ومن المعاهدة الاوروبية لحقوق الانسان وبالتالي الانتظام العام الدولي الفرنسي. والتطليق غير معترف يه بسبب تداخله مع النظام القانوني الفرنسي عندما تقيم العائلة او حتى الزوجة وحدها في فرنسا. تبقى مع ذلك ظلال تحيط بوضع النساء المقيمات في الخارج: فاذا سويت الشروط الدولية يصبح التطليق معترف به في فرنسا اذا لفظ في بلد يعترف بالتطليق من طرف الرجل.

في النهاية ان الاحوال الشخصية مرتبطة بمجموعة معقدة ومتكاثرة من النصوص القانونية والداخلية والدولية والاوروبية. لا تنسيق حتى اليوم ولا حتى توحيد للوضع الشخصي للاجانب المقيمين فوق الاراضي الاوروبية. لكن اللجؤ يتكاثر الى المعاهدة الاوروبية لحقوق الانسان. وهذا ما يرغم رجل القضاء على البحث باستمرار عن توازن بين الخصوصيات الفردية والعائلية واحترام الحقوق الاساسية للانسان.






--------------------------------------------------------------------------------

* دكتورة في الحقوق والعلوم الاجتماعية، جامعة باريس الخامسة، من مؤلفاتها Des vies et des familles, Odile Jacob, Paris, 1997.


--------------------------------------------------------------------------------



#ادويج_رود__انطوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - ادويج رود انطوان - في متاهة القوانين الوطنية