أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حيدر عوض الله - فتح- استنفذت قدرتها على هضم تناقضاتها الداخلية على مفترق طرق..














المزيد.....

فتح- استنفذت قدرتها على هضم تناقضاتها الداخلية على مفترق طرق..


حيدر عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 1429 - 2006 / 1 / 13 - 10:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، يقترب النظام السياسي الفلسطيني برمته من لحظة الامتحان، أي ما إذا كان قادراً على الاستمرار بذات القوى المحركة وضمن نفس آليات الحكم والهيمنة، أو أنه سينكفئ، ولو لمرحلة انتقالية، أمام معطيات جديدة وآليات أخرى من ضمنها تآكل القوة السياسية الكبرى التي طبعت النظام السياسي بطابعها لعدة عقود، وصعود متواصل لقوة أخرى تتقدم بثبات وسط التآكل المطّرد للقوة التقليدية التي وشمت النظام السياسي الحالي بما له وما عليه.
واللافت للنظر، أن المخاطر الجدية التي تحدق باستمرار هيمنة حركة فتح، كحزب للأغلبية المطلقة، على السلطة، بما في ذلك نتائج الانتخابات البلدية، المرحلة الرابعة، واكتساح حماس للمدن وبعض المعاقل التقليدية لفتح، لن توقف، كما يبدو، النزاع الحاد على وراثة حركة فتح وامتداداتها السلطوية بين تيارين مركزيين في داخل الحركة. وبغض النظر عن "الوجاهات" التبريرية التي يسوقها كلا التيارين لتبرير حضوره، إلا أن كليهما لا يملك رؤية أو برنامجاً يمكن أن تشكل مشروعاً موضوعياً يفترق عنده كلا التيارين، وإذا أمعنّا النظر في بعض رموز كلا التيارين، سنعثر بوضوح على شراكة كاملة بينهما، من حيث مسؤوليتهما المشتركة عن إدارة البلاد ، وما آلت إليه أوضاع مناطقنا الفلسطينية في ظل إدارة التيار المركزي للحركة السياسية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.
إن وحدة قائمة حركة فتح إلى الانتخابات التشريعية بعد طول لأْي لا تفعل في الحقيقة سوى تبريد عناصر الأزمة وتأجيل انفجارها، فقد لاحظنا اشتداد هذه الأزمات في كل محطة تتعلق باستحقاقات ذات طبيعة انتخابية وسلطوية وسنلحظ اشتدادها في محطات أخرى.
لقد استنفدت حركة فتح أو كادت إلى حدود كبيرة، قدرتها على هضم تناقضاتها الداخلية، ولم تعد قادرة على تدوير أزمتها الداخلية باستخدام العصا والجزرة، فالسلطة التي امتلكت على مدار العشر سنوات الماضية القدرة على التوظيف والتعيينات ونثر الامتيازات هنا وهناك، تجد صعوبة بالغة في الإيفاء بأبرز ما تبقى فعليا من مظاهر وجودها، ألا وهو رواتب جهازها الوظيفي الضخم، بعد تحطم مكانتها وقدرتها على ممارسة دورها في إدارة البلاد!!.
لقد وقعت السلطة وحركة فتح في إعادة تراجيدية، لسيرورة نمو وهرم الأحزاب الشمولية الكبيرة التي دمجت سلطة الدولة بسلطة التنظيم، ونهشتها ذات الأمراض التي دبت في أوصال النظم الشمولية، مع فارق واحد، أن استمرار النضال الوطني الفلسطيني، وطبيعة المرحلة التحررية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، يقلل إلى درجة كبيرة من مخاطر تآكل حركة فتح إلى درجة النزول عن مسرح الصراع، ويمكن لهذا الهامش الواسع الذي تتيحه طبيعة الصراع أن يؤمن لحركة فتح القدرة على إعادة بناء نفسها، ضمن آليات جديدة للحكم والهيمنة، تحفظ لها القدرة على إعادة بناء ثقة قواعدها وجمهورها بها. فليس أمام حركة فتح، التي اندغمت سياسياً وتنظيمياً بالسلطة، سوى فك هذا الإدغام، الذي أكل من حضورها وجماهيريتها، وإعادة ترميم جسدها التنظيمي، دون إسقاط إمكانية التحول إلى حزب سياسي ببرنامج يؤمن لها تحالفات حقيقية مع قوى اجتماعية وسياسية تجد في صعود حماس البارز، خطراً سياسياً واجتماعيا على مكانها ومكانتها. ستشهد الساحة الفلسطينية، إذا ما تمت الانتخابات، اصطفافات من نوع جديد تتميز بانتهاء الأغلبية المطلقة لأي من مكونات الحركة السياسية الفلسطينية، ما يفتح الآفاق جديا على تحالفات وشراكة من نوع جديد لم تألفه الساحة الفلسطينية على مدار بضعة عقود، وستجد القوى الصغرى، التي تجاوزت نسبة الحسم، نفسها في موقع يحسم لصالح من ستؤول السلطة، وهذا بحد ذاته سينمي الحياة السياسية الداخلية وسيقعّد التحالفات المستقبلية على أسس سياسية واجتماعية أكثر وضوحا.



#حيدر_عوض_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدمقراطية المتوحشة


المزيد.....




- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: الحرب بين إيران وإسرائيل مهدت لطر ...
- أين أوروبا من نزاعات الشرق الأوسط في زمن القرار الأميركي؟
- مقتل وإصابة 18 شخصاً بانهيار منجم ذهب شمال شرق السودان
- ساني يودع البايرن دون أن يترك بصمة واضحة أو حباً جماهيرياً
- كارثة صحية جديدة في غزة.. 35 حالة حمى شوكية في مجمع ناصر
- توابع الحرب مع إيران.. المالية الإسرائيلية تعطل تمويل الكلفة ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حيدر عوض الله - فتح- استنفذت قدرتها على هضم تناقضاتها الداخلية على مفترق طرق..