أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نيروز بيجو - ثقافة الغرب بين تناقض الانظمة الديكتاتورية














المزيد.....

ثقافة الغرب بين تناقض الانظمة الديكتاتورية


نيروز بيجو

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 04:44
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


استفاد الغرب والدول المتحضرة من تجارب مأساة الحرب العالمية الأولى والثانية , وادركوا تماماً ان استملاك القرار السيادي للدولة ان تم وضعه في يد رئيس ذو عقلية ديكتاتورية او غير متزنة فستصبح البلاد في دمار وفناء , وبدأو فعلاً بتوزيع القرار بين مؤوسسات معنية ذو خبرة , ومستشارين ضمن الدولة , واستفادوا من ذلك , الأمر الذي دفعهم بالتوجه الى دول الجوار وانشاء هيئات دولية كمجلس الامن الدولي وهيئة الامم المتحدة وغيرها من المؤوسسات المعنية , وبالفعل تماماً تجاوزو قدر الامكان من الحروب ضد بعضهم البعض وانهوا الصراعات الداخلية وتم وضع دساتير وقوانين تحفظ لهم حقوقهم فيما بينهم , الامر الذي زاد من متانة اقتصادهم ورفاهية شعوبهم وبتفاهم بين الجميع , وانشئوا مراكز متخصصة مستقلة للدراسات وتقديم الحلول , وطبقوها بحذافيرها بعيدا عن سياسة السلطة الحاكمة , وطبقوها على الدول التي اصبحت تحت وصايتهم, في حين ظل الشرق الاوسط على ذهنية جنون العظمة من خلال استملاك كرسي الرئاسة , حيث أن الكثير من الرؤوساء يتمتع بمطامع لا حدود لها وغريزة جبارة لا يستطيع التحكم بها , فسرعان ما يصبح ذاك الانسان رئيسا او حاكما لدولة ما في الشرق الاوسط , ليبدأ بالتفرد بالقرار ووضع مصير دولة وشعب بكامله وفق معيار المنطق لديه , وفي اي ردة فعل شخصية يستطيع جر الدولة بكاملها في سبيل ارضاء نفسه داخلياً للشعور بانه الرجل الذي لا يستهان به , وتلك بحد ذاتها كارثة تواجهها دول الشرق الاوسط وواجهتها من قبل , وتفتيت الاتحاد السوفيتي خير مثال على ذلك ومن ثم اعادة التجربة برؤوساء حكموا روسيا وظلوا متحكمين بالقرار السيادي ودمار المنطقة وصولا الى ايران التي فتحت حرباً خاصة بها من خلال دفع الطائفة الشيعية لمقاتلة السنة وفق مصالح نظامها الحاكم البعيد كل البعد عن الاسلام , ومن ثم العراق وسوريا والدمار الذي نتج عن ديكتاتورية حكامها حتى باتت تلك الدول فريسة سهلة لمطامع الاعداء وتهجرت شعوبها على ابواب الغرب .
لا بد من نشر ثقافة الوعي , ليس بين الشعوب , بل بين القيادات السياسية التي تحاول جاهدة الوصول الى سدة الحكم , فالدولة تعني ارض جغرافية موحدة , تتوزع فيها المؤوسسات المعنية لكل منطقة حسب خبرائها وممثليها في سبيل الحفاظ على شعبها وتأمين حياة كريمة تليق بالبشرية , ومن ثم وضع القرارات المصيريه في يد أمناء ومختصين وعدم السماح لاي رئيس دولة بالتمسك برأيه وأخذ مصير شعب بكامله وفق المنطق الذي يفكر به , فالغرب أعطى الحرية المطلقة في النقد لشعوبهم ولا سيما في وسائلهم الاعلامية , فبدأ الغاضب على سياسة نظامه الحاكم بالتعبير عما بداخله بالطريقة التي يشاء دون ان يتعرض له احد او حتى للمؤوسسة الاعلامية التي قامت بنشرها , وفي الكثير من الاحيان ذاك الناقد الساخر يساعد في البناء واعطاء صوته لنفس القيادات , نتجية افراغه لغضبه من سياسة معينة والعودة للتفكير ضمن المنطق , في حين دول الشرق الاوسط وغالبية الدول العربية ومن ضمنهم القوى الكردستانية ترفض فكرة وجود معارضين لها , وتتحكم بجميع وسائل الاعلام لمنع ظهور اي اصوات ضدهم , الامر الذي يزيد من الكبت والغضب الداخلي مما يسهل من تجمعهم جميعاً والانتفاض في وجه اي سلطة حكم غير مرغوبة فيها بمجرد تقديم بعض المساعدة من الخارج , ليصبحوا بذلك رهينة مصالح مموليهم ضد دولتهم , وبالتالي استغلال قضيتهم تماما كما حصل في سوريا والعراق واليمن وتونس .
لا بد من العودة للضميرالحي والاخلاق فهما من اهم مبادئ الحياة , وتوزيع مهام شؤون الدولة ومشاركتها مع الشعب هو من مقومات الدولة الناجحة, و التي يصبح شعبها هو بحد ذاته السد المنيع امام اي ثغرة تاتي من عدو خارجي , ومن الضروري جدا للحكام والرؤوساء في دول الشرق الاوسط والعالم العربي والاسلامي البدء بتقليص قراراتهم ووضعها ضمن مستشارين ذو كفاءات وهيئات قانونية , فذاك يأتي لمصلحتهم بالدرجة الاولى ويمنعهم من الاستغلال امام مطامع الدول العظمى , حيث ان تلك القوى لو ادركت ان الرئيس لا يستطيع التحكم بالقرار النهائي لدولته لما استطاعو ابداً ان يفرضوا عليه قرارات من خلال الضغط المستمر, فهل يعقل ان لا يتم الاستفادة من التجارب السابقة التي جلبت الحروب والدمار للشعوب من خلال العودة للصواب والتاكد ان الانسان هو الحياة , فالتناقض ما زال متواجداً بقوة على ارض الواقع , حيث أن السياسة لعبة بعيدة كل البعد عن الأخلاق والقيم الانسانية , في حين الهدف منها هو أثبات القيم والاخلاق وحقوق الانسان .
نيروز بيجو - كاتبة كردية



#نيروز_بيجو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نيروز بيجو - ثقافة الغرب بين تناقض الانظمة الديكتاتورية