أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شادي عبده - حول الطبقي والأممي في الانتخابات القادمة















المزيد.....

حول الطبقي والأممي في الانتخابات القادمة


شادي عبده

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


(قراءة سريعة)
* أحيانا، قد يسمع للطبقية المشوهة رنين في خطاب عمير بيرتس في مركز حزب العمل، بعد فوزه برئاسته، وردت العبارتان التاليتان: " الصراع القومي اتى لكي يشل الصراع الاجتماعي"، و"وحدة اجتماعية تضم العرب، وسكان مدن التطوير، والقادمين الجدد". كلتا العبارتين لم تلدا من رحم الفكر السياسي الاجتماعي لحزب العمل، بل لا نبالغ اذا قلنا بأنهما النقيضتان لذاك الفكر ولممارسة ذاك الحزب ايضا.
يعي عمير بيرتس بأن مناهضة النيوليبرالية تقتضي الاستعانة بالماركسية ولو بالحد الادنى. فالمناهضة لا تكون فاعلة دون ان تتفولذ كقوة سياسية، والقوة في الحالة الاسرائيلية تبنى من وحدة المتضررين من النيوليبرالية. ولكي تتم الوحدة فلا بد من قراءة مغايرة لماهية الصراع القومي، اي قراءته كأداة لشل الصراع الاجتماعي– بتعبير بيرتس.
للحقيقة وللتاريخ نقول بأن بيرتس هو اول زعيم لحزب صهيوني اساسي في البلاد ينطق بتلك العبارتين. ومع ذلك، وكعادة اقطاب حزب العمل، فهم يكررون المقولات ويشوهونها بما يخدم مآرب سياسية وطبقية محددة. وهكذا وبدلاً من ان تتموضع الرأسمالية الاسرائيلية- اضافة لرأسماليات اخرى- في خانة المستفيد من الصراع القومي، وجدنا وببهلوانية بيرتسية مميزة، ان تهمة الاستفادة تحط على ارض السياسيين الفاعلين في الوسط العربي اضافة لليبرمان. بداية نؤكد على خساسة المحاولة لزج الساسة الفاعلين في الوسط العربي في حظيرة ليبرمان، ومن ثم نقول بأن الطبقية التي تولي ظهرها لاعدائها الحقيقيين، لن تأتي بانتصارات، بل تودي بحياتها.
لمزيد من العينية في علاقة الصراع القومي بالصراع الطبقي، نذكر بالمقولة الماركسية الشهيرة التالية، انهاء الصراع القومي يساهم في تأجيج الصراع الطبقي، لنقرأها ولنقرأها عكسياً بمعنى ان تأجيج الصراع الطبقي يساهم في انهاء الصراع القومي. فالصراع القومي اذ يوحد المجتمع الاسرائيلي حول دعاوى الامن ومصالح اسرائيل، فباليد الاخرى يجزئه، ضمن تلك الوحدة لا خروجا عنها، لقوى يمينية او سلامية او وسطية...الخ. واما الطبقية فهي تجزؤ ولا توحد، وكل وحدة قد تنشأ من البعد الطبقي، فلا بد لها ان تصطدم في الحالة الاسرائيلية مع الوحدة القومية. اي الوحدة التي يحتاجها الصراع القومي لكي يبقي على ذاته الصراعية.
ان الرأسمالية التي تدفع باتجاه خصخصة المنشآت الاقتصادية، تقوم في المستوى السياسي بتأميم مصلحتها السياسية، كمصلحة عامة، او كمصلحة قومية مشتركة. وبالمقابل فالطبقية تفرز المصالح، وهكذا وبدلاً مما يسمى بمصلحة قومية مشتركة تنشأ مصلحتان، وبدلاً من سياسة واحدة تصاغ سياستان. والطبقية سياسيا لا تترسخ عند تحديد هوية المتضررين من الصراع القومي، بل تنشأ وعيا وبالتالي نضالاً فسياسة اخرى، عندما يتم بالمقابل حصر المستفيدين من ذاك الصراع.
في هذه الانتخابات كما في سابقاتها فان للحزب الشيوعي تحديداً، وبالتالي الجبهة، دورًا متميزًا في المحاولة لاحداث فرز طبقي داخل المجتمع الاسرائيلي، وذلك عن طريق شد المطالب الاقتصادية الطبقية، بشكل ان تبرز عمق تناقضية لا وحدة المصالح بين طبقات المجتمع الاسرائيلي. ومن ثم عن طريق عزل اليمين السياسي ، بواسطة الكشف عن القوى المهيمنة في الرأسماليتين الاسرائيلية والامريكية المستفيدتين اقتصاديا من وجود الصراع القومي، او للدقة من عدم احلال السلام العادل، وبالتالي تأليب القوى المتضررة ضدهما. ومن ثم فعلى الاذن الاسرائيلية ان تألف ولو بالتكرار، المقولة التي ترى بالصراع القومي اداة لشل الصراع الطبقي. بدون شك فان هذه المقولة تحطم من هالة القدسية الاسرائيلية التي تحيط بالصراع القومي، لكونها تؤكد على وجود المستفيدين من الصراع القومي كاداة لاجهاض الصراع الطبقي.
نكتب هذه الامور دون ان ندعي، بأننا في هذه العجالة قد اوفينا مسألة الفرز الطبقي في اسرائيل حقها. ومن ثم نقول بأن المعركة على فرز المجتمع الاسرائيلي طبقيا لا تلغي من مركزية المعركة السياسية في احلال السلام العادل، بل بالعكس فهي تساهم في انجازه.

* في المميز لوحدة كل المتضررين الجبهوية
وحدة كل المتضررين نشأت تاريخيا رغما عن ارادة حزب العمل واقطابه، فالحزب الشيوعي حينما اقام الجبهة، جمع في برنامجها المساواة للجماهير العربية مع الغاء التمييز الطائفي، كوحدة المتضررين في مواجهة سياسة الاحتلال والاستيطان والاستقطاب الطبقي. حيال هذه الحقيقة الساطعة والباهرة نسجل الملاحظات التالية:

* لم تعد مواقف الحزب والجبهة الخاصة بالسلام عرضة للنسخ او الاختلاس، بل وايضا المواقف الطبقية ومنها شعار وحدة كل المتضررين. ان يد الحزب والجبهة التي صاغت برنامج كل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ووحدة كل المتضررين، هي وحدها الثابتة في هذه الانتخابات.
* في مسعاه لمناهضة انفلات الرأسمالية من كل عقال، يحاول عمير بيرتس ان يشرك الجماهير العربية كقوة نضالية سياسية، وذلك دون ان يقر بكامل استحقاقات هذه الشراكة مساواتيا. وبالمقابل تنتصب الوحدة النضالية بالصيغة الجبهوية، القائمة على اساس اجتثاث الاضطهاد القومي والغاء التمييز الطائفي. ان الشراكة النضالية لا تقوم الا على مبدأ احقاق الحقوق الكاملة لكل الاطراف.
* ترفض الرأسمالية ان تساوي بين ضحاياها تمييزيا او بالاضطهاد الطبقي، لكونها تخشى وحدتهم حيالها. ان سياسة التفرقة بين المتضررين، تهدف الى خلق ضرب من ضروب الطبقية الوهمية بينهم، والتي بالتالي تفرز تباينا لا وحدة في المواقف والمصالح لديهم.
* ان محدودية طبقية بيرتس وتشوهها تتجلى في كونها تسعى لاعادة اللحمة الطبقية للمتضررين من انفلات الرأسمالية، وذلك بدون ان تخوض معركة حقيقية ضد الوسائل السياسية لتمزيق المتضررين، ونعني بذلك الغبن السياسي، اي الاضطهاد القومي. لا يمكن لوحدة المتضررين وحقوقهم ان تتقدم في دروب الانجازات، بدون ان تسير على قدمين، مناهضة الغبن السياسي، وطرح المطالب الطبقية، وبهذه الرؤية لنضالية الشراكة تمتاز الجبهة، المدججة بحزب طبقي، بحجم الحزب الشيوعي.

* جبهة لعولمة حقوق العمال
حرية حركة العمل، مقولة اقتصادية ديماغوغية تهدف الى اخفاء الطابع الحقيقي لتلك الحرية، اي الحرية في استعباد قوة العمل.
ان الجماهير العاملة في اسرائيل اسوة بمثيلاتها في الدول الرأسمالية تعاني في ظل العولمة من انتشار ظاهرتين، الاولى استيراد قوى عاملة رخيصة، وتصدير خطوط انتاج لدول ذات قوى عاملة رخيصة. وتحت وطأة هاتين الظاهرتين تجري عملية سحق لحقوق العاملين في اسرائيل، واخماد كل مطلب لرفع الحد الادنى للاجور.
عند انفلات رأس المال في معركته "النبيلة" لتحصيل الربح والمزيد منه عن طريق فرض شروط مجحفة على قوة العمل، فان اكثر الفئات فقرا هي اكثرها تضررا. والحاصل ان كلتا الظاهرتين ساهمتا في اتساع البطالة لدى الجماهير العربية وتدهور وضعها، اسوة بالقوى العاملة الاسرائيلية.
في الملحق الاقتصادي لصحيفة هآرتس بتاريخ 9/12/05 يطرح بيرتس فكرة الدفاع عن الفروع الصناعية الاسرائيلية الضعيفة امام الاستيراد، كوسيلة لضمان اماكن عمل للعائلات الاسرائيلية. ان حصر مسألة الدفاع عن العمال في اسرائيل في هذا الاقتراح هو وليد محدودية وقومجية طبقية بيرتس. ولعل اكثر الشعارات ملاءمة لعصر العولمة، ومقولة حرية العمل المغرضة، هو شعار " يا عمال العالم اتحدوا"، فالدفاع عن حقوق العمال في اسرائيل تمر بمعركة الدفاع عن حقوق العمال في العالم الثالث.
ان ما نخطه ماركسيا لم يعد بالضرورة هو الغريب في سياق النقاش الاقتصادي الدائر في اسرائيل وخارجها. ففي ملحق هآرتس الاقتصادي بتاريخ 13/12/05، يكتب المحرر موشيه شليف الامور التالية، الى جانب العولمة الاقتصادية مطلوب عولمة اجتماعية. فكما ان دول " التجارة الحرة" تحارب لاجل مساواة في شروط التجارة العالمية. فبالمقابل يجب ان تكون هناك مساواة في ظروف العمل. والمطلوب هو تشريع دولي اجتماعي لشروط دخول الشركات لمجموعة التجارة الحرة، والذي يشمل ساعات عمل محددة للعامل في الاسبوع، حظر تشغيل الاطفال... الخ من الحقوق العمالية. وفي النهاية يقترح الكاتب معاقبة الشركات التي تنتهك قواعد العولمة الاجتماعية –اي حقوق العمال- بعدم استيراد بضائعها.
ولاجمال ما سبق، نضع الامرين التاليين:

* ان انفلات الرأسمالية من كل عقال، قد اوصلت الكثيرين من مواقع فكرية مختلفة، لفكرة ماركسية قديمة، ألا وهي ان المنتج لا يحمل في طياته قيمة استعمالية، ولا معايير تقنية، بل يتضمن قيمة طبقية، هي الاستغلال الطبقي.
وحيال عولمة الاستغلال الرأسمالي لقوة العمل، فانه لا بد من خوض معركة حقيقية لعولمة حقوق العمال، وذلك عن طريق تشريع وتطبيق قوانين عمل واحدة في اسرائيل على مواطنيها اسوة بغيرهم. ومن ثم تشريع القوانين التي تحظر استيراد البضائع من الشركات التي تنتهك حقوق العمال في العالم الثالث. بدون شك فان المعركة على هذه القضايا شاقة، وهي تذكرنا بمجمل مطالب الحزب والجبهة التي بدت في حينه صعبة المنال، ان لم تكن مستحيلة.
* حينما يجتمع الاضطهاد القومي في المستوى السياسي مع النيوليبرالية في المستوى الاقتصادي على ارض الجماهير العربية تكون النتائج وخيمة ان لم تكن كارثية. واذا كانت سياسة الاضطهاد القومي تؤدي واقعا لزج الجماهير العربية في هامش سياسي اقتصادي، فان النيوليبرالية تزيد من هامشية الهامش لتفسح المجال لدخول فئات اسرائيلية اخرى.
ان كل هزيمة طبقية، لا بد ان تؤدي الى مزيد من تعميق اللامساواة للجماهير العربية، فالهزائم الطبقية على شاكلتها تؤتي بالهزائم في المعركة على المساواة.
في ظل النيوليبرالية تحديدا لا حصرا، فان كافة القوى الفاعلة في الوسط العربي تظهر على ضحالتها، باستثناء الجبهة. فمقولة الدفاع عن الجماهير العربية ليست مقولة فوق الطبقية، كما يحلو للبعض التلميح ان لم يكن التنظير بذلك.
وخلاصة القول نقول، بانه وفي ظل عولمة انفلات الرأسمالية وجدنا انفسنا نعود سالمين غانمين للشعار المخطوط على صحيفة الحزب الشيوعي، صحيفة الجماهير العربية "الاتحاد". فهذا هو الرد، على ذاك الانفلات، وعلى بنيته ايضا.

(يتبع)



#شادي_عبده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي على محك المواقف الحلقة 2-2
- شرعنة الاحتلال - الحزب الشيوعي العراقي على محك المواقف


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شادي عبده - حول الطبقي والأممي في الانتخابات القادمة