من مقدمة كتاب - الجواهري - رؤية غير سياسية

حسن العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:29
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

العباسيون لم يرحلوا فآخر عنوان في سلالتهم، مازال حياً يشرب، في قصر الروضة بدمشق!. والجواهري منهم، كما هو منا، كما هو مئوية هذا القرن.
ولو أمد الله في عمره خمساً آخرى، لكان هو الشاعر المولود في القرن التاسع عشر، والمشغول بالقرن العشرين، والمتوفى بالقرن الحادي والعشرين.. أطال الله عمره.
لكنه سيظل، طالت يد الأعمار أم قصرت، الشاعر الذي ركب القرن العشرين، وامتطى سفنه وأفراسه، ودبّ على أرضه فانحنى له القرن مرة وانحنى الجواهري مرة. وأمسك كل منهما بتلابيب الآخر، أو تحاضنا روحاً علياً وزمناً واحداً، فإذا القرن هو في تجلياته وكبواته.
وبعد أربعين عاماً من صحبة ديوانه، مازلت أشعر بالحاجة إلى صحبة أطول، وقد ترعرعت على سطوره، وعشت داخل أبياته وتعرفت على السياسة من أشطاره، ومنها خرجت إلى المظاهرات مدفوعاً بأحلامه، حتى إذا كتب قصيدة السجين وهو يتحدث إلى المحامين العرب عام 1951، لم أكن أحلم الاَّ أن أكون أنا ذيَّاك السجين!.
كان ديوانه معجمي اللغوي. وبعض عنفه عنفي، وقليل من مزاجه مزاجي، وكثر من أخطائه أخطائي.
ولحرصي على أن أسجل يوميات أربعين عاماً فقد خرجت من المستشفى عام 1986، لأجعل مكان نقاهتي ديوان الجواهري، وأُملي من عليه أو من تحته، ما كنت أخشى عليه أن يضيع بخطأة قلب مفاجئة.
وهكذا ظهر كتابي الأول (الجواهري ديوان العصر) عن وزارة الثقافة السورية (1986)، بما يقرب من أربعمائة صفحة كبيرة، وقد جعلت فصوله أربعة كتب، كي أعود لاحقاً لأجعل من كل فصل كتاباً، وها أنا أفعل بعد ما يقرب من عشر سنوات، مفضلاً الكتاب الثاني، أو الباب الثاني إن شئت، من ذلك الكتاب، مستفيضاً ببعض ما فاض عليّ الجواهري من إلهامات، خلال هذه المدة وما توصلنا إليه من اضافات.
والجواهري ضجيع سياسة تلفُّه من قمة إلى قدم، فكيف لنا أن نستخلص من ديوانه ما هو غير سياسي؟ والجواهري يربط بين وفاة طفلته "رامونا" والمؤامرة السياسية، ويوقف لحظة التمتع بجمال الطبيعة اللبنانية، لأن لبنان مازال تحت الانتداب الفرنسي؟
على أية حال فقد يبدو هذا الكتاب محاولة لإعادة ممتلكات الجواهري إليه، بعد أن صادرها السياسيون ومراكز العصب الملتزم، وأتباعها ممن ينفى أن يكون للشاعر وهو يدافع عن حقوق الناس حق في العيش.
الناشر: ميسوبوتيميا
للأبحاث الدراسية
لبنان / زحلة 1995

مع تحيات مركز الجواهري في براغ
www.jawahiri.com

#حسن_العلوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات