حكومة منفى ام حكومة لصوص

عروة بن الورد

الحوار المتمدن-العدد: 394 - 2003 / 2 / 11 - 02:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

فيما الحرب على ابواب العراق . افتتح بعض المعارضين العراقيين بوابة المزايدات السياسية من اجل الحصول على حصة من كعكة الحكم .
في الواقع  ليس مستغربا ان تشتد المنافسة في هذا الوقت , لكن الغريب في الامر ان القائمين على هذه البازارات السياسية هم اناس لم يتضح بعد تاريخم السياسي , كما ان البعض من هذه الشخصيات السياسية لم تر العراق اصلا , ناهيك عن ان البعض من هؤلاء من هو متهم باختلاسات مالية كبيرة وممارسة الرشوة والسرقات من اجل الحصول على المناصب .
الطموح السياسي حق مشروع لكل انسان والترشيح للمناصب او الانتخابات هو الاخر حق مشروع ومكفول , لكن هذه المشروعية تصاب بالتجلط السياسي ان كانت الشخصية المرشحة صاحبة تاريخ سيء او انها بلا تاريخ اصلا ناهيك عن التاريخ الوطني والسياسي .
الحرب على ابواب العراق ولم يتبق على انطلاق العاصفة سوى القليل حسب وفي هذه العاصفة فان قلبتا ومركز اهتمامنا ينصب على شعبنا والوسيلة الانجع من اجل المحافظة عليه وعدم سقوط الضحايا من ابناء شعبنا . في هذه المعمعة الهائلة التي تجيش فيها امريكا وبريطانيا جل جيوشها , ينبري بعض المعارضين العراقيين من اجل اقتناص الفرصة من اجل تجيير معاناة شعبنا لمصلحته الخاصة ويقترح على سبيل المثال اقامة حكومة منفى ومن ثم القفز من اجل اقتناص الفرصة وفرض نفسه على شعبنا الابي وبمساعدة بعض الاطراف الدولية .
فكرة الحكومة المؤقته كفكرة ليست سيئة , لكن ماهو سيء في واقع الحال هم المنادين بهذه الفكرة ومن يسعى الان لتنفيذه  بمفرده والقفز على اختيارات شعبنا الحقيقية . المشكلة الاخرى التي لاتقل سوءا كما ذكرنا ان الاسماء المرشحة لقيادة الحكومة المؤقته لها تاريخ سئ , مالي ووطني اضف انها كانت قد غادرت العراق منذ اربعة عقود .
المعارضة الحالية والاسماء المطروحة لها مشكلات كبيرة تتعلق بتاريخها السياسي والوطني , اضف الى هذا ان البعض من هذه الاسماء شارك في قمع شعبنا العراقي على مدى عقود عديدة , فكيف يمكن ترشيحه الان ومرة اخرى في لجنة او حكومة مؤقته , ثم كيف يأمن شعبنا ان لاتتسلط عليه من جديد شخصيان مشهورة ومعروفة بتاريخها الدموي واللاديمقراطي .
خلاصة القول كيف يأمن شعبنا ان يقوده من هو متهم بقمع شعبنا وكان اداة للجلاد صدام حسين , وكيف يأمن شعبنا من هو طائفي قذر وكيف يأمن شعبنا من سرق البنوك العالمية وفي ذمته اموال مسروقة , كيف يأمن شعبنا منشخص  تدرب في اسرائيل على التجسس وكيف يأمن شعبنا من  شخص يبيع اسرار بلاده مقابل اموال سحت حرام ثم كيف يأمن شعبنا من  شخص عمل دليلا للعدو  للانتقام من ابناء بلده  اثناء الحرب العراقية  الايرانية  بغض النظر عن مشروعية الحرب . ثم كيف يأمن شعبنا من شخص يطالب الغرب ببقاء الحصار على شعبنا الابي. ثم كيف يأمن شعبنا من شخص كان عمل قوادا لابن الطاغية .
ختاما اقول ان شعبنا سوف يكنس كل هذه النكرات من طريقه وسوف ينتخب بلاشك اصحاب الضمائر الحية من اجل بناء بلده مرة واحدة والى الابد .
 

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل