أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يحيى القزاز - الإخوان المسلمون وحساب النوايا















المزيد.....

الإخوان المسلمون وحساب النوايا


يحيى القزاز

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 09:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أخفي تعاطفي مع جماعة الإخوان المسلمين لما يتعرضون له من عقاب جماعي وسجن طويل الأجل ومنع من الإدلاء بأصواتهم في اختيار مرشحيهم، ولا أكتم دهشتي من جماعة تملك المال والعدد والعتاد ولا تقف في وجه ظالميها وتدفع الأذى عنها ولو بمظاهرة سلمية لمدة يوم أو يومين. لا أنكر عليهم حقهم في اختيار طريقة ممارساتهم ووضع إستراتيجيتهم القصيرة والطويلة المدى ولكن نريد أن نعرف معالم طريقهم. ولا يفوتني أن أُعرف من لا يعرف وأُؤكد لمن يتشكك أنني مسلم لا اقبل الإساءة لديني ولا لأي دين آخر، فالدين –أي دين – هو علاقة بين العبد وربه، وأمر بإحسان ونهي عن المنكر، ومرجعية يمكن النهل منها في القوانين المدنية وفي حياة البشر عامة، فالعدل والمساواة والحق والحرية كلها من صلب الأديان.
بين مؤيد ومعارض يثور جدل كثير حول نوايا الإخوان المسلمين عند الوصول إلى السلطة والاقتراب من الحكم. منهم يؤكد التزامهم بالديمقراطية ومنهم يشكك في ذلك. وأزعجني تخوف وقلق وغضب بعض إخواننا المسيحيين من حصول الإخوان المسلمين على عدد من مقاعد مجلس الشعب ناهز الثمانين مقعدا وهذا حقهم واقل من مستحقهم (ولو كانت الانتخابات نزيهة ونزل الإخوان بعدد أكثر لحصدوا غالبية مقاعد مجلس الشعب وزاد نصيبهم على ثلاثة أرباعه)، ولم أر مبررا للهجوم على الإخوان المسلمين، واستنكرت مؤتمر أقباط المهجر الذي عُقد في الكونجرس الأمريكي في منتصف نوفمبر عام 2005وادعائه حماية الأقليات، واعتبرته جواز مرور للتدخل الأجنبي في الشئون الداخلية المصرية، وما زلت ارفض مثل هذه المؤتمرات، ويرفضها كثيرون غيري من إخواننا مسيحي مصر. مواطنو مصر يعرفون معنى الخصومة والاختلاف، ومناطق التباعد والالتقاء، وينبذون الصراع الطائفي لانتفاء أسبابه، ومن يتخلى عن حق المواطنة في مصر ويهرب، سواء كان مسلما أو مسيحيا فهو خائن، فمصر وطن الجميع ولا مزايدة، والغرب لن يحمى أحدا وإنما يحمى مصالحه باستخدام ذرائع تصوغ له مبررات التدخل.
كنت أعتب وألوم من يحاسب جماعة الإخوان المسلمين على ظن لم يتحقق. الإخوان المسلمون مازالوا قلة في مجلس الشعب، يمكنهم حالهم من المشاغبة مع الحزب الحاكم، ولا يمكنهم من صياغة القوانين وإقرارها. ما يحدث من هواجس وقلق نوع من سوء الظن بالإخوان المسلمين وحساب على نوايا لم تتأكد بعد. ليس من حق احد الاعتراض على مشروع أي كتلة سياسية، أو مصادرته طالما يتم الوصول إليه من خلال صندوق الاقتراع وبرغبة الناخب واختياره، ولكن من حق المواطن معرفة المشروع الإخوانى والمنتج النهائي عند الوصول للسلطة. من حق الإخوان إقامة الدولة المسلمة، وإعادة الخلافة الإسلامية، ومن حق المواطنين معرفة هذا مسبقا، وبرنامجهم المنظم للعلاقة بين الحاكم والمحكوم، إن كان القرآن والسنة فمن الذي يفسر ويشرح نصوصهما؟ ونحن نعلم أن القرآن حمال أوجه، وان بعض الأحاديث ضعيفة، وأن في الإسلام اجتهادات ومذاهب عدة، وفرق عديدة.
المسلمون الذين لا ينتمون إلى جماعات بحاجة إلى برنامج واضح محدد الملامح لجماعة الإخوان المسلمين أكثر من حاجة إخواننا المسيحيين إليه. المسيحيون معروفون أصحاب دين آخر، واختلافهم وارد، أما بقية المسلمين غير المنتمين لجماعة الإخوان فكيف يعاملون ويحاسبون؟ لماذا لا يكون لجماعة الإخوان المسلمين برنامج محدد وواضح مثل جماعة الجهاد لنتفق أو نختلف معهم عليه؟ تنظيم الجهاد يطالب بالعودة إلى شرع الله والإسلام الحقيقي، والإخوان المسلمون يطالبون بالعودة إلى شرع الله والإسلام الحقيقي، وبرغم أن كلتا الجماعتين تتمسك بشرع الله إلا انه يوجد بينهما اختلاف يصل إلى تكفير احدهما للأخرى. بربكم رحمة بالمواطنين وبالإسلام أخبرونا من نتبع من فرق المسلمين، ومثال الدولة المسلمة الذي بدأ نموذجه يتحقق في أفغانستان بعد طرد الروس، على يد مجموعة (ربانى وسياف وحكمت يار ومسعود) متفقة في المقاصد والنوايا والأهداف انتهى إلى انقسام وتفتت الدولة وحروب بين رفاق الجهاد جميعا –باسم الإسلام وكل منهم يدعى انه الحريص على تطبيق الإسلام الصحيح – وفي النهاية تم التحالف بين بعض القادة المسلمين و"دستم الشيوعي" لمحاربة الرفاق المسلمين في الدولة المسلمة الأفغانية.
هناك نماذج وأنظمة كثيرة للحكم الإسلامي، والأمانة ونبل المقصد لجماعة الإخوان المسلمين حريان بأن يدعوها إلى طرح برنامج محدد وواضح المعالم، يحدد العلاقة بين الرعية والحاكم، ويتم الاحتكام إليه في ساعة الاختلاف مع التنظيمات والأحزاب الأخرى. عدم تحديد برنامج للإخوان يجعلهم عرضة لنقد ليس في محله، واتهامهم ظلما بخداع الناس باستخدام الثوب الفضفاض (الإسلام هو الحل). ممارسة الجماعة للعمل السياسي يطالبها بتشخيص الداء ووضع حلول لكل مشكلة طبقا للرؤية الإسلامية، وما أكثر مشاكلنا، وما أغنى الإسلام بالحلول. ترك الأمور على عواهنها واستخدام العام بغير التفاصيل لا يصب في مصلحة الجماعة. جماعة الإخوان المسلمين مطالبة الآن وبأكثر من أي وقت مضى بوضع برنامج يحوى التفاصيل ويبتعد عن العموميات. كلنا نعرف الإسلام ولكل منا اجتهاده ورؤيته وعلمه وطريقة حل المشاكل، ونحن بحاجة إلى رؤية تيار قاب قوسين أو أدنى من الحكم، ولا يغيب عنا أن حاكمنا "مبارك" مسلم في دولة مسلمة، والشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع طبقا للدستور المصري الحالي، نريد أن نعرف الفرق بين نظام إسلامي حاكم وآخر قادم.
في هذا السياق أبدو مترددا في ذكر واقعة، علق عليها كثيرون، حدثت يوم الأربعاء الموافق 14/12/2005 بنقابة المحامين إثناء انعقاد مؤتمر لسماع شهادة مرشحي مجلس الشعب الذين عنادهم الفوز بسبب الاعتداءات الأمنية والتزوير. جاء دور المستشار مرسى الشيخ مرشح دائرة السيدة زينب ضد الدكتور فتحي سرور للإدلاء بشهادته، وما أن ذكر الرجل في شهادته جملة " تحالف مرشح الإخوان المسلمين عمال مع مرشح الحزب الوطني فئات د. فتحى سرور" إلا وقاطعه مقدم المؤتمر مرارا (وهو من جماعة الإخوان بنقابة المحامين)، ونشبت مشادة بينهما بسبب هذا الكلام، مقدم المؤتمر ينفى علاقة مرشح الإخوان بمرشح الحزب الوطني والمتحدث يصر عليه، وضجت القاعة ومعظم حضورها من الإخوان المسلمين بسؤال للمستشار مرسى الشيخ: لماذا تركت أيمن نور؟ وأجاب الرجل "هذا موضوع آخر ليس مجاله هنا". الواقعة لا يمكن إنكارها لأنها تمت في حضور د. محمد مرسى النائب الإخواني السابق واحمد سيف الإسلام وكثيرين غيرهم لا أعرف أسماءهم. خرجنا بعد نهاية شهادة المستشار مرسى الشيخ احتجاجا على مقاطعة شاهد يدلى بشهادته، وتعجبنا: إلى هذا الحد يضيق الإخوان بمن يخالفهم الرأي في واقعة معروفة، ولا تعيب الإخوان في ظل التربيطات الانتخابية، وما علاقة إثارة موضوع أيمن نور بالشهادة؟!
واقعة تبدو بسيطة تنم عن أشياء عميقة دفينة. من أجل الإسلام والمسلمين قبل غيرهم نطالب الإخوان بإعلان برنامج محدد التفاصيل، مدون فيه رؤية الجماعة في كيفية حل المشاكل، كل على حدة، بعيدا عن الكلام المرسل والعام، وليكون الاختلاف مع رؤى مكتوبة وليس اختلافا مع الله. إن ما حققته جماعة الإخوان المسلمين من انتصار في الانتخابات التشريعية يطالبها بطرح برنامج محدد وواضح يبعد عنها شبهة الازدواجية، ويزيح عنها الغموض، ويقي الوطن شر فتنة وخراب "افغانستان" .



#يحيى_القزاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يحيى القزاز - الإخوان المسلمون وحساب النوايا