أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد اياد بطل - كوميديا المشهد السياسي السوري















المزيد.....

كوميديا المشهد السياسي السوري


محمد اياد بطل

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 08:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


على أغلب التوقعات أن السيد عبد الحليم خدام (أو أبو قبح بحسب اسم الدلع السوري) توقع أية ردة فعل ممكنة على المستوى الرسمي السوري إلا أن تكون ردة الفعل هذه صادرة عن مجلس النيام السوري!!
فأهل مكة أدرى بشعابها والخدام يعرف تماماً أن النائمين منذ أربعين عاماً لن يستيقظوا الآن, ويعرف تماما أن غالبية أعضاء المجلس الموقر لن يجرؤوا عن الحديث عن الفساد والمفسدين, ليس لأن هذا يدين صمتهم بل لأنهم جزء أساسي من هيكل الفساد السوري الذي تجاوز مرحلة الفساد إلى مرحلة "البجاحة" على حد تعبير إخواننا المصريين, فأسوء أنواع المعاصي تلك التي ترتكب بالعلن مجاهرة و أسوأ القتلة أولئك الذي يحملون نعش قتيلهم!! فما بالكم بجوقة المنافقين تنقلب إلى مظاهرة وطنية للمطالبة بمحاكمة المفسدين والخونة وأصحاب المرتديلا الفاسدة والمسؤولين عن دفن النفايات النووية في سوريا وكأن كل هذه الجرائم وليدة البارحة وليست جزء من تاريخ الرجل المسكوت عنه إلى أن بدء بنشر غسيله الوسخ !!!
المضحك المبكي في الموضوع أن كلاً من الخدام في -فعله- والسادة النواب في - ردود فعلهم - برهنوا أنهم ينتمون إلى مدرسة فاسدة واحدة و أنهم يتمتعون بنفس الصفات الفنية والتعبوية!! فخدام الذي يتحدث عن الديمقراطية والمواطن السوري الفقير هو أكثر -بجاحة - من السادة المحامين الذين دعوا إلى طرده من النقابة لا بل وقفوا يتناقشون حول الإجراءات القانونية, فهم حماة القانون ورعاته في المجلس ولن يسمحوا بأي تجاوز حتى ولو كان مع المفسدين!!
والمضحك المبكي أيضاً أن مجلس (إجماع) يستجيب فورا لنداءات الشعب من على هاتف المجلس وهذا أمر لو تعلمون عظيم!!فلم يحدث في أكثر دول العالم ديمقراطية أن يتصل الشعب بالمجلس ويطالب أعضائه باتخاذ قرارات أثناء الجلسة تتحول فورا إلى توصيات تأخذ حيز التنفيذ الفوري!!
ورغم أن العديد من المراقبين استغرب موقف خدام إلا أنني أجده مبررا فالرجل وجد أن صمته وانتماءه السابق إلى النظام السوري قد يضع صورته ذات يوم على احد أوراق اللعب (وقد يكون الجوكر) وبالتالي فان قراره بالتنصل منه اسميا وفعليا قد يضعه في الصف المقابل لا بل على العكس قد يؤدي إلى نتيجة ايجابية -من وجهة نظره- وقد تعتمده أمريكا كمعارض مهم كونه لا يزال خارجاً من النظام بكم هائل من المعلومات والأسرار على خلاف كومبارس المعارضة السورية في أمريكا الذين لا يعرف اغلبهم إذا كان شارع المزة- جبل في حلب أو دمشق!!
والواضح تماما أن الخدام لم يشاهد التجربة العراقية وهو في هذا ليس اقل غباء من رفعت الأسد الذي يطنطن عائدا للوطن وجثث ضحاياه مازالت تئن في قبورها!!
ولا يدرك كل من خدام ورفعت و الغادري ومن لف لفهم أن المعارضة العراقية في الخارج كانت مجرد وقود التحول من مرحلة الحصار إلى مرحلة الاحتلال وأنها حتى لم تحظى بأجور الخدمات الجليلة التي قدمتها!!
عمليا فان المعادلة السياسية أمام كل مواطن سوري معادلة صعبة وقد تبدو مستحيلة الحل وهي كالتالي:
مستقبل سوريا = أمريكا × النظام×المعارضة×الإرادة الشعبية
ولا بد هنا أن نستبعد الإرادة الشعبية حيث أن قيمة هذا المتغير هي صفر في الوقت الحالي وعلى غرار باقي الشعوب العربية لا تملك إلا الانتظار ممزقة بين خوف من مستقبل غامض وحرية موعودة تبدو كحلم إبليس في الجنة على يد مستعمر برهن أكثر من مرة على كذب ادعاءاته, وبين معارضة ممزقة أكثر من الشعب نفسه في طروحاتها ومناهج عملها.
أما في ما يتعلق بباقي عناصر المعادلة:
أمريكا:
رغم اللغط الكثير والحديث دائما عن المشاريع الأمريكية في المنطقة فالرؤيا يجب أن تكون محسومة طبقا للمعطيات وليس الأماني, والمعطيات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان السياسية الأمريكية في المنطقة سياسة براغماتية وأن العرب لا يمكن إلا أن يكونوا مستهدفين وفق المصالح الأمريكية أولا : من حيث المصلحة الاقتصادية كونهم يملكون اكبر احتياطي نفطي في العالم و تستهلك أمريكا 51% من إنتاج النفط العالمي وبالتالي فهم جزء من مستقبل الاقتصاد الأمريكي , وثانيا من حيث المنطق السياسي الذي يبدو الحديث عنه اجترارا للبديهيات, ولهذا وذاك فان العرب لا يمكن أن يكونوا أصدقاء للأمريكان طالما أن هذه العلاقة ليست ندية ويحكمها دوما منطق السيد والخادم آو -MASTER-SLAVE- بلغتهم!!
وبالعودة إلى علاقتهم بالنظام السوري وبسوريا ككل فكلنا يعلم أن النظام السوري لم يعد ملائما للمشاريع الأمريكية بالمنطقة ولم يعد ممكن التفاهم معه (من وجهة النظر الأمريكية) كونه أصبح يشكل عقبة في أية تسوية وخصوصا على محور العلاقة: إيران - حزب الله والعلاقة مع الكيان الصهيوني - والمقاومة الفلسطينية, وبالتالي فهو مطالب بالانسحاب أو الانقلاب على نفسه في أحسن الأحوال و هما أمران أحلاهما مر!
النظام:
وهو في مأزق لا يحسد عليه فهو لا يقبل بالتنازل لأمريكا وخصوصا وهي تطلب منه أن يرمي أوراقه كاملة أو لا حلول جزئية ولا هو قادر أن يتنازل لشعبه ويتصالح معه ويوجه ضربة حقيقة لأمريكا, فالهوة بين الشعب والقيادة تجعل خيار المصالحة مع الشعب آخر ما يفكر فيه ..بل قد تجعله خيارا مستبعدا, ومن هذا المنطلق فهو يعرف تماما أن تعاونه –أو لا تعاونه- مع لجنة التحقيق لن يغير شيئا في المشروع الأمريكي وان الخطر بات محدقا ولذلك تتسم سياسته بالتخبط على المستوى الخارجي والتعبئة على المستوى الداخلي في محاولة للتماهي مع الشعب وتوزيع الخطر على الجميع , وهو يعرف تماما أن الاستمرار بهذه السياسة خيار كارثي فالتصدي للغول الأمريكي بهذه المعطيات هو حلم مثل حلم الشعب بالديمقراطية الأمريكية, وبالتالي فالحل الوحيد -المشرف- أمامه هو من الداخل وليس من الخارج و إذا كان خيار المقاومة اقل كلفة من خيار الاستسلام كذلك فان خيار المصالحة مع الداخل اقل كلفة من خيار التصدي للخطر الخارجي دون جبهة داخلية متماسكة!!
المعارضة:
وهي ليست كلاً واحداً وفي أحسن الأحوال يمكن تقسيمها إلى معارضة وطنية ولا وطنية وهذا على ابسط التقسيمات ودون التعرض للمرجعيات الأيديولوجية التي تحكم كل تيار فيها ممتدة من أقصى اليسار -المتصلب بطروحاته وأساليب عمله- إلى أقصى اليمين الليبرالي المستعد للتعامل مع العفاريت الزرق في ميكافيلية قذرة يأبى الكثيرون عنها.
ولعل أجمل ما في طروحات المعارضة السورية -الوطنية- أنها تطالب النظام بإعادة إنتاج نفسه على صعوبة ذلك بالنسبة لطرف تكبله السلطة والفساد وهي (أي المعارضة) مازلت غير قادرة على إنتاج نفسها و طروحاتها, ولعل المشترك الوحيد تقريبا بين فصائلها المختلفة هو معاداة النظام وهذا السبب على هشاشته طبعا غير قادر على خلق قوة مؤثرة أو فاعلة أو قادرة على إقناع الشعب أو الضغط على النظام وبالتالي فإذا كان النظام مطالبا بالمصالحة مع شعبه فهي مطالبة بمصالحتين, الأولى فيما بينها لتنتج مرجعية تتفق عليها جميع فصائلها وثانيها مع الشعب الذي لا يثق بها أو لا يعول عليها في أحسن الأحوال.
ووفق هذه العناصر وفي حال ظلت على وضعها فالخروج من المأزق هو ضرب من الخيال والمشروع الأمريكي لن توقفه الخطابات أو البيانات وهو بحاجة إلى إرادة وتنازل إلى الداخل وليس إلى الخارج كما يبدو أن الجميع يتصرفون للخروج من حفرة والوقوع في هاوية!!!



#محمد_اياد_بطل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديماغوجيا العرجاء


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد اياد بطل - كوميديا المشهد السياسي السوري