أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة في الخطاب الأسلامي















المزيد.....

قراءة في الخطاب الأسلامي


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة في الخطاب الأسلامي
أستهلال :
أن الخطاب الأسلامي المعتدل من الممكن أن ينبثق منه أنسانا سويا ، أما الخطاب الأسلامي المتطرف فينشأ قالبا منحرفا من البشر ، خاصة بوجود شخصية تعيش فراغا فكريا ، سطحية التحليل ، والتي تنجرف بأقل جهد ممكن ، هكذا نماذج تكون منغلقة متعطشة للتطبيق الحرفي التأريخي للنص القرأني ، من الممكن أن تشكلها كما يهدف أليه النص القرأني ، من ناحية أخرى ، وبنفس مضمون الخطاب الأسلامي المتطرف ، قد يتولد عند المتلقي المنفتح دينيا وثقافيا أفكارا عكسية في الأتجاه و المضمون ، غير متوقعة في ردة فعلها ، لأن هكذا خطابا معبأ بهكذا نصوص غير متوافقة لا مجتمعيا ولا حضاريا ، تجعل من الفرد أن يعوم في خواء فكري بدوامة اللادين ، ثم تجعله أن يبتعد رويدا رويدا ليس عن عقيدة الأسلام فقط ، بل عن الأسلام ونبيه وعن الله أيضا ... هذا ما سأتعرض أليه في القراءة التالية .
النص :
الكثير من النصوص القرأنية / خاصة أيات السيف أو الجهادية أو القتالية أو المعنفة .. سمها ما شئت ، كقوله تعالى ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ) الفرقان 52 ، و( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ) الأنفال : 12 ، وغيرها .. ، والأحاديث الجهادية ، كالحديث التالي ( .. تحفيزا للهمم وتشويقا لطلاب الحور العين وإغاضة لأعداء الله وشدا لعزائم المجاهدين الأبطال ، " عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيامه التي لقي فيها العدو انتظر ، حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال : ياأيها الناس ! لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا ، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف " ) ./ نقل عن موقع زيزوم ، هذه النصوص وغيرها قادت الى خطاب ديني متطرف متزمت ، تبناه الشيوخ والعلماء و الدعاة .. وجعلت المتلقي له أن يشحن دينيا بشكل سلبي قد يقوده الى الأنعزال و التقوقع ، ثم الى التدين المتعصب ، وفي مراحل أخرى قد تجعله أن يشعر أن الالتحاق بالمنظمات الأرهابية كالقاعدة وداعش و النصرة ، و العشرات غيرها ، نهجا تنفسيا لما يشعر به من ضغوطات دينية شديدة ، من أثر الشحن لهكذا خطاب ، وقد يظن رجال وشيوخ الدين هذا نصرا للأسلام ورسوله !. ولكن من جانب أخر ، أن الكثير من النصوص القرأنية ، أنطوت على ردودا عكسية ، على الشباب خاصة ، وجعلته يترنح من صدى نصوص و أحاديث ، صيرته لا منتميا الى خطاب ديني مستهجن غريب ، بل حولته الى لا منتمي للدين نفسه ، فهو في كثير من الأحيان يصبح مشدوها من التلقي ، أهكذا نصوص فعلا هي حقيقة أم هي أدعاء أو هي ملفقة ، وجعلته يتساءل عن الدافع و السبب و الحجة لنزول هذه الأيات أو لتداول هكذا أحاديث ، فمثلا ، يروي البخاري ( عن أنس بن مالك قوله : أن نبي الله كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة ) أو برواية أخرى ( بغسل واحد ) / نقل من موقع شبكة الشيعة العالمية – مقال بعنوان الرسول و النساء ، وهذا ينعكس سلبيا عند الشباب ، وسائل يتسائل من أين لأنس هذه المعرفة الخاصة للرسول ، وكيف أن يتيقن أن زيارته لنسائه هي لغرض الوطأ ، وهل كان أنس رجلا لوجستيا يراقب الرسول حتى في بيوت نسائه ! ، اما قضية " بغسل واحد " هي مشكلة المشاكل ، ومثال أخر الدعاء على الكافرين / العام المطلق ، ( فإنه يجوز الدعاء على مطلق الكفار سواء كانوا مقاتلين أو غير مقاتلين ، ويدخل فيهم اليهود والنصارى والوثنيين والملاحدة ، ويدل على ذلك : قوله تعالى عن نوح عليه السلام : رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارا / نوح :26 ، وحديث الرسول في دعائه: اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق . رواه أحمد ) / نقل من موقع أسلام ويب ، حيث يصعق بعض المصلين في الكثير من المساجد و الجوامع من الدعاء على اليهود و النصارى .. ، وهم أهل كتاب منصوص عليه قرأنيا ، حسب الأية التالية من سورة آل عمران : " نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام " . المتلقي أصبح لديه شيزوفرينيا / أنفصام بالشخصية ، في التلقي ، خاصة بالنسبة لأهل الكتاب ، هل هم كفرة ، أم ماذا ، وأذا كانوا كفرة ، لماذا نزلت سورة أل عمران المشار أليها في أعلاه بحقهم ، ولماذا هذا الدعاء المقيت المتحامل عليهم ، وما هذه الكراهية و الحقد والبغضاء تجاههم ، ويتعالى التساؤل ، لماذا يعيشون بيننا ، هل ندعوهم للأسلام ، وما يحصل لو رفضوا الدعوة ، أنقتلهم ، أم نهجرهم ، وهكذا دواليك ، كل ذلك وغيره يرفع من وتيرة الشك لدى الجمهور المتلقي لهكذا نصوص وأحاديث.
ومن جانب ثالث ، نقرأ أو نسمع بوجود حوار الحضارات ، الذي تشارك به السعودية ( يقود خادم الحرمين الشريفين حوار الحضارات والذي ينعكس وبشكل مباشر على تقارب الاديان ، وفرض التعايش والتوافق كقيمة يتفق عليها الجميع دون استثناء ، ولهذا اعتبرت المملكة أن هذا الامر قضية اساسية في سياق العلاقات داخل المجتمع الدولي وبدياناته السماوية الثلاثة ، وهذا هو الطريق الامثل والسوي اذا اردنا كسب المزيد من الاصدقاء والمناصرين للقضية العربية والاسلامية والى منابر الدفاع عن تلك القضية .. ) / من مقال د. سامي العثمان – موقع أخبار الساعة ، مع العلم أن السعودية هي راعية أساسية للتطرف الديني و المذهبي تحت تطبيق المذهب الوهابي ، ولا تزال تطبق قطع الرؤوس و الأيادي في الساحات العامة لحد الأن ونحن في القرن 21 ، ولا تسمح بل تحرم أي نوع من الحريات الدينية على أراضيها ، بل ليس هناك من حرية للكلمة في المملكة ، وأن جلد رئيف بدوي الناشط السعودي ، أكبر دليل على هذا ... ولما يعاني الشعب السعودي من كبت وضغط كبيرين ، أنتشر الألحاد في السعودية وبنسب مرتفعة ، وتشير بعض الاحصائيات الى هذا المنحى ( .. عممت عدة وسائل إعلام سعودية دراسة أجرتها مؤسسة "وين غالوب الدولية للأبحاث" كشفت فيه أن "خمسة في المئة من السعوديين قالوا إنهم كانوا ملحدين" ، أي في بلد يبلغ عدد سكانه 29 مليون نسمة ) / نقلا عن موقع Cnn td 31.08.2015 . رجال الدين يعزون الألحاد الى مسببات لا منطقية وغير عقلانية ، وكالعادة يحملون الأخرين أنتكاساتهم ، ففي موقع الدرر السنية ، يعزي الألحاد الى ما يلي ( أن لظهور الإلحاد أسباب كثيرة كغيره من الظواهر الأخرى ولا شك أن أكبر الأسباب هو إغواء إبليس لمن اتبعه .. ) الى أن يقول ( ويعود إلى أمور سياسية كحب اليهود السيطرة على العالم . وبعضها يعود إلى طغيان الديانات المحرفة و على رأسها النصرانية التي هي صورة عن الوثنية ..) كالعادة شيوخ الأسلام يجعلون من اليهود و النصارى سببا ، ناسين أنهم هم السبب و المسبب . بمعنى أن السبب هو الخطاب الديني المتطرف و المسبب هم رجال الدين أنفسهم الذين يروجون لهكذا خطاب ، الأمر الذي دفع البعض الى الدعوة و العمل على سحق هذا الخطاب و ألغائه ، ( كتب إبراهيم حسان قال الكاتب خالد صلاح ، رئيس تحرير " اليوم السابع" ، إننا نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى بالدولة ، ولكن لم نتحدث عن شىء مهم قبل التجديد يتمثل فى سحق الخطاب الدينى المتطرف.. حتى نتمكن من السيطرة على عقول الشباب والأفكار الخبيثة ، التى يبثها التطرف والإرهاب وأضاف خالد صلاح عبر برنامج " آخر النهار" ، المذاع على فضائية " النهار" ، أن المجموعات المتطرفة لديهم براعة فى عرض المضمون المتطرف وزرعه فى عقول الشباب من خلال خطاباتهم ، فلذلك يجب وجود خطاب دينى لدينا يحمل نفس الخبث والمكر حتى يواجه الفكر المتطرف والسيطرة عليه ، مضيفاً " نحتاج فى البداية إلى تفكيك الفكر المتطرف ثم تجديد الخطاب الدينى ) .
القراءة :
الخطاب الديني ، العام المطلق ، معتدلا كان أو متطرفا ، هو خطابا أسلاميا فكرا ومنهجا ، له نصوصه وله ألياته ، وللخطيب الكيفية في تناول هذه النصوص و الأليات ، فأن تعصب وتزمت وألتزم بالنص الذي يدعوا الى الجهاد وقتل الكفار وهدم معابدهم وأخذ الجزية منهم وتهجيرهم والدعاء عليهم .. سنكون أمام خطاب يحث على العنف و القتل .. ومن الممكن أن يكون دافعا رئيسيا للمتلقي على الألتحاق بالمنظمات الأرهابية / القاعدة وداعش وغيرها ، أو سيكون أحد الاسباب الرئيسية لذلك ، والعكس بالعكس ، أضافة الى ما سبق تبرز قضية مهمة ومركزية ، وهي " الحاكمية " التي تنص في الخطاب الأسلامي أنها لله ، وتكفير كل الحكومات .. من هذه النقطة ، يجب أن نبدأ ببناء لبنة خطاب ديني يقوم على " حاكمية الدولة " وليس " حاكمية الله " ، حاكمية تقوم على سلطة الدولة المدنية التي يحكمها فئة منتخبة من قبل الشعب ، ولا يحكمها الله ، لأن الله بالرغم من قداسته ولكنه غير منتخبا ، كما أن الله " وجد " كي يعبد ولم يوجد كي يحكم !



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في - وصية الرسول محمد التي لم تكتب -
- أضاءأت أسلامية في - الخمر - مع أستطراد لتحريم الخمر في العرا ...
- قراءة في - أن الحاكمية لله -
- قراءة أسلامية في مفهوم الكافر
- تساؤلات حداثوية لنصوص الأسلام .. مع أستطراد للأرهاب
- بعد الحروب مع الدولة الأسرائيلية ... العرب يتحاربون مع بعضهم
- النصوص الأسلامية ... وتوثيقها للسيرة النبوية
- الأسلام .. وأغتيال الكلمة الحرة / - ناهض حتر -
- قراءة... في مفهوم الله بين المسيحية و الأسلام
- أئمة الأسلام – خلاف وفتن وحروب
- مؤتمر - الشيشان الأسلامي - بين التجاذبات
- شيوخ الدين .. والأعتراف بموجبات الأسلام الماضوي
- قراءة في ... الجهاد و الحياة
- النص القرأني والأحاديث بين الظرف التأريخي و الواقع الحداثوي
- النص القرأني بين العبودية الماضوية والحرية الحداثوية
- النص القرأني .. بين الواقع والخيال
- قراءة في .. - الهجوم الأرهابي على كنيسة روان / فرنسا -
- قراءة في نص .. - المسيح كلمة الله - بين المسيحية والأسلام
- عملية نيس / فرنسا الأرهابية و - خطوات الشيطان -
- جدل ... في الأسلام والسياسة والدولة


المزيد.....




- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة في الخطاب الأسلامي