أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حفيظة الخليفي - غفوة














المزيد.....

غفوة


حفيظة الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 20:56
المحور: الادب والفن
    


كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء عندما كنت عائدة من عملي. في طريقي إلى المنزل كان الظلام قد بدأ يرخي سدوله على الأرجاء. ولأن المسافة لا زالت ممتدة فقد قررت أن أختصر الطريق وأن أعرج على طريق الوادي.
كانت تتهاوى على مخيلتي صور مبعثرة لا رابط بينها. وفي عتمة التشويش وجدت نفسي أهوي في غار سحيق انتهى بي إلى غابة شاسعة جميلة المنظر، كثيفة الأشجار، تعج بمخلوقات عجيبة وغريبة. بدأت أتساءل أين أنا؟ فجأة رأيت كائنا أشبه ما يكون بوحيد القرن، وقد علقت إحدى قوائمه في حبال شبكة لا شك أن آدميا قبلي قد زار المكان ففكر في الاحتفاظ بشيء من هذا العالم الغريب، ويبدو أنه لم يظفر بطريدته ولا حتى بالرجوع إلى أهله.
بحثت عن شيء أخلصه به. أو عن أحد يساعدني في ذلك. التفت فإذا بي ألمح بلورة جميلة حادة تشع على صخرة ضخمة.
لم أدر كيف استطعت أن أسلها وقد صلبت في جسم الصخرة الصماء. فقد كانت كل جوارحي مستقرة على إنقاذ الكائن المسكين. توجهت بها نحو الشبكة، وقبل أن أبدأ في قطع أوصالها شلت حركتي على صوت شجرة معمرة عملاقة كانت منتصبة أمامي وكأن في خلقها ميل. استخرجتها بسهولة؟
ظننت حديثها عتابا لي لأني استخرجت البلورة. اعتذرت عن ذلك واستدرت لأعيد ما ليس لي إلى مكانه. لكن سرعان ما شعرت بغصنها يربت على كتفي بحنو كسيح. كلا يا بنيتي، لقد كنت في انتظارك منذ زمن طويل، فأنت المنقذة وأنت الأمل. أجبتها جواب المتورط المتردد: لكن كيف؟ وما عساي أن أفعل وأنا لا أعلم شيئا عن قوانين عالمكم؟ عن ممكناته ومستحيلاته؟ حتى قصص ما قبل النوم لم تطل عالمكم ولم تنبه حتى إلى وجودكم؟ ردت الشجرة : هكذا كانت النبوءة. أن من استخرج البلورة دون كسرها وحده القادر على هزم ابن عمي وينقذ عالمنا الذي طال ضياعه. فكرت مليا قبل أن أرفض بلطف ؟ عذرا. لن أستطيع مساعدتكم. فقضيتكم أكبر من جهد فرد ضعيف. هي أحوج ما تكون إلى سواعد لا يكسر تعاضدها ابن عم ظالم. قالت الشجرة لك ذلك. فالمغامرة كبيرة. سأعيدك إلى عالمك. فلا شك أن النبوءة كانت خادعة. وعلينا أن نخلص أنفسنا. انفتحت بوابة من جوف الصخرة فانبعث منها ضوء ساطع، اخترقته لأجد نفسي في المنزل وأمي تنادي أن العشاء جاهز.



#حفيظة_الخليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حفيظة الخليفي - غفوة