أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - دخول الفردوس بقطع الرؤوس














المزيد.....

دخول الفردوس بقطع الرؤوس


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 5351 - 2016 / 11 / 24 - 20:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم يألف الشعب الليبي في تاريخه الطويل أسلوب القتل غيلة، من إختطاف وتفخيخ وتفجير ولا هدم البيوت والممتلكات، ويعتبر ذلك مستهجنا ومن أفعال الضعفاء والمجرمين، وكانت المقارعة في ساحات الوغى وعلى رؤوس الأشهاد. بعد ثورة 17 فبراير إنتشرت ظاهرة هدم المزارات ونبش القبور يدعم ذلك إذاعات موجهة لنشر الأفكار المتشددة وتعبئة الشباب للقيام بذلك، إنزلق هذا العمل إلى إزهاق الأرواح بعد إعلان مسلسل الكرامة في الشرق الليبي الذي كانت حلقاته الأولى تفجير محلات الزينة، تلا ذلك تصفية الخطباء والمشائخ المعارضين لبرنامج الكرامة، للأسف خلال الستة سنوات الماضية لم يتصدى أحداً لهذا الفكر، وأخص بالذكر مشائخ المذهب المالكي الأكثر عددا وعدة، بل أن الإذاعات الموجهة تنعت كل معارضيهم بأنهم خوارج العصر يجب قتلهم وإستباحة دمائهم. وعلى صعيد المظهر إستطاعت هذه الإذاعات تحويل معظم الشباب والكهول بالمدن إلى تقليد المذهب الحنبلي في قبض اليدين عند الصلاة وفرجة القدمين وتقصير القميص ومنع القنوت وعدم صلاة السنة بالمسجد، وإستعمال السواك صباح مساء، ناهيك عن الـتأفف من المهن والحرف والإتجاه إلى التجارة والمضاربة.
المتابع للخطاب الدعوي للمجموعات الجهادية المتشددة لا يحتاج إلى دليل بأنها المسئولة عن الكثير من الفوضى الأمنية في الكثير من المدن الليبية، وذلك لسببين إثنين؛ أولاهما أن معظم نشطائهم ممن يسمون بطلاب علم من الشباب القليل المعرفة بشئون الدين، ولم تتاح لهم فرص دراسة علوم الدين بطريقة منهجية في معاهد وجامعات متخصصة بل جلهم تُبع لمشائخ من وراء البحار، وقد لا يفقة الشيخ شيئا من فقه الواقع المستفتى عنه. والأمر الأخر إستغلال المخابرات العربية لهكذا شباب لتنفيذ مخططاتها بعدة وسائل منها توفير الآلة الإعلامية المحلية والدولية لتبرير الأفعال مثل ما نراه من بث إذاعة صوت السلف على الموجة إف إم، وتوفير المال لبرامجها، ومنها تجنيد الشباب لتنفيذ برامجها الإستخباراتية لنشر الفوضى مثل ما حدث بين أولاد صقر وأولاد بوحميرة في الزاوية، وموضوع أبناء الشرشاري في صرمان، ونزاع التبو والزوية في الكفرة، وأخيرا نزاع أولاد سليمان والقدادفة في سبها. كما أن قتل الإئمة في بنغازي وطرابلس والتحريض عليهم لا يخلوا أن يكون جزءاً من برنامج خلق البلية وإذكاء نار العداوة والحرب بين المجموعات المسلحة، وبنغازي خير مثال على ذلك. ورغم القبضة الحديدية وزج المعارضين في سجن قرنادة أو مكبات القمامة إلا أن التفجير والتفحيخ لا ينتهي، وهو ما يحتاج إلى حوار مجتمعي وليس حل أمني عسكري. في معظم الحروب والقلاقل القبلية والفئوية توجد بصامات العمل الإستخباراتي، مستخدما المجموعات الأيديولوجية المدعومة من الخارج، والتي تتقمص صور هياكل الدولة الأمنية.
تغييب الشيخ الدكتور نادر العمراني يضع الكثير من التساؤلات عن منهجية القتلة ويؤكد الجانب الإستخباراتي في العمل، فهو من شباب الثمانينات الذين عاصروا منع السنة النبوية في ليبيا، مما حذا به لدراسة الفقه في المدينة المنورة على أيدي أساطين المذهب السلفي الوهابي، ولكنه لم يقتنع بمنهجهم فما كان له إلا أن يقوم بتحضير درجة الدكتوراه على يد عالم مالكي وهو الشيخ الصادق الغرياني، وهذه المفارقة حالة نادرة جعلت منه يتبنى مفاهيم الإسلام المعتدل البعيد عن التكفير والتهجير، وهو ما أدى إلى ظهور أصوات تشجع على إسكاته وإبعادة عن دار الإفتاء، رغم أنه قليل الظهور كثير الحياه، إضافة إلى أن عائلته أمازيغية إباضية المذهب، ولكنه لم يهتم لذلك التراث. لا ننسي كذلك أن إخفاء قيادات دار الإفتاء هو بمتابة إعلان حرب بين المجموعات المسلحة لقوى الإسلام الوسطي والمتشدد، نسال الله أن يمن عقلائهم بقراءة الموقف وتجنيب المدينة عواقب القتال أسوة بما حدث في بنغازي. تغييب العمراني جعل الهيئة العامة للأوقاف الليبية أن أصدرت يوم 23 نوفمبر الجاري كتابا يقضي بسحب الكتب التي لم يتم الترخيص لها من المساجد ومنها كتب المداخلة وكتب رسلان.
مقارعة الفكر المتشدد لم يبتدعه القذافي بتاسيس مكاتب مكافحة الزندقة بل يعود إلى أكثر من مئة وستون سنة حينما أمر الأمير عبدالقادر الجزائري (1803-1883) بحرق كتب إبن تيمية في منفاه بدمشق، وأخيراً قام نشطاء من الأردن بحرق كتب إبن تيمية بعد إستعانة داعش بفتواه لحرق الطيار معاد الكساسبة، وفي يونيو 2015 صادرت وزارة الأوقاف المصرية كتب إبن باز وإبن عثيمين وإبن تيمية من المساجد المصرية.
قد لا نحتاج إلى سحب أو حرق مثل هذه الكتب ولكن نحتاج إلى تثقيف الناس في دينهم بأن لا يكونوا تبعا يساقون إلى المجازر كما تساق الشاة بلا فكر ولا بصيرة، عندما نولى أمرنا مشائخ من وراء البحار يدعوننا لدخول الفردوس بقطع رؤوس أبناء جلدتنا.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رخاء الدول (الكافرة) وتأخر المسلمون
- صناعة الخوف
- إجتماع المصالحة بنالوت وأهمية الميثاق الوطني
- بوادر الإنفراج لأزمة الليبية وأهمية المصالحة
- طوبى للجنود الفرنسيين ومن حارب معهم
- المفتي ودار الإفتاء الليبية
- الطريق إلى سرت
- البرلمان الليبي في إنتظار رصاصة الرحمة
- الهجرة: من قوافل إلى قوارب الموت
- للوطن ربا يحميه
- الفيدرالية وأزمة نظام الحكم في ليبيا
- إتفاق الصخيرات تحت الإنعاش
- ظاهرة التكفير والتفجير
- داعش والحكومة الثالثة
- المحاصصة الجهوية والفساد
- الدستور الليبي وتعدد العواصم
- ليبيا- صراع الحواضر والتخوم
- العنف وإشكالية نظام الحُكم في الإسلام
- أبولهب وحمالة الحطب
- شاهد على الجيش الليبي


المزيد.....




- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - دخول الفردوس بقطع الرؤوس