باسم البسومي
الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 11:52
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يميل الجعفري في خطاباته الى تفخيم النص النحوي والثوري الطنان والرنان ، وهذا الأمر مرده جانبيا الى سايكولوجيا القمع الذي مرننا به جميعا ، وهناك من كتب في هذا الموضوع من اجل أن ينبهه الى ذلك ، فالجعفري كأي فرد من ابناء الشعب العراقي جزء من ثروته ولا تفريط بابن الوطن قائدا كان ام مواطنا عاديا ، وليكن في العلم ان القول البسيط والمباشر الواضح هو أسلم الطرق الى توعية الآخر وافهام الآخر بالمطلوب والمراد : خير الكلام ماقل ودل ، واذا اراد الجعفري ان يكتب فالفضائيات والصحف والصفحات الادبية في خدمة كل الاقلام العراقية الجديرة وحتى غير الجديرة .
ان التصنع هو انعكاس لخطأ نفسي . يمكن عرض الجعفري على محلل نفساني ليصار الى معرفة جذور ذلك في الطفولة او الشباب !
الخطأ النفسي الثاني الذي يمكن لمسه في شخصية الجعفري هو حصره للرفعة والسمو فيما هو محدد وضيق ، كأن يحصر معالجة الاوضاع في شخص ، او الشهادة والموت في سبيل الوطن في ذات واحدة، او البناء وحجر الأساس للمدن والمشاريع على يد دون غيرها او التميّز في جهة ! كيف ؟:
في الخطاب في مدينة العمارة ظهر هذا الخطأ النفسي :
* انه يتحدث عن نفسه منقذا كأن يقول جئتكم بالامس طبيب بدن واليوم طبيب وطن !
هنا اذا صح القول واثبتت الحقيقة ان الجعفري هكذا فألف أهلا ومرحبا بهكذا قائد سام ٍ نضعه على القلوب والرؤوس مادام وجوده سببا لدواء شاف ٍللبدن وللوطن . لكن أما يجدر بأن لايلقي الجعفري هكذا ضوء ساطع على شخصيته . هذا خطأ سياسي وسايكولوجي .
وأقول للاستاذ الجليل الجعفري بما يسمو ببروق شخصيته لو اراد ذلك مستقبلا بأن لو اراد ان يبني عمارة شامخة فعليه ان لاينطق ولا يبوح بذلك ولا يتبجح مسبقا بالبناء انما عليه ان يبني وان ينجز واذا مر الناس ببنائه الشاهق ، عندها سوف يسألون عن هذه الروائع والجنائن وعن من بنى وشيد وعندها يقولون لهم : انه الاشيقر الجعفري العبقري المهندس الفنان الخطيب الطنان الرنان الفيلسوف سليل هيغل وديكارت وباسكال وباقر الصدر ، وهو شهيد ٌ يمشي على قدميه ، وهو حفيد الصدرين جامع علوم المشرقين والمغربين !
* حول الشهادة والموت يميل هو والكثير من القادة في العراق التركيز على بعض اسماء الشهداء والاحزاب ، وان نركز على جانب
ونغفل جانب آخر نقع في الخطأ وبالتالي كره الناس لنا وتبرمهم بنا ، فلمن ذكر باقر الصدر والصدر الثاني فقط والعراق كله شهداء ، ان الحصر في حقيقته كسر ، لا تكن ياجعفري حصريا وضيقا وجزئيا . انت قائد عراقي ، واذا كنت فقط قائدا شيعيا لا عراقيا فهذا خطأ آني ومستقبلي . لقد ركزت على شهدين وسواهما والمفروض ان تعطي جملة جامعة مانعة لو كنت بليغا حقا .
· حول حصر بناء مدينة العمارة بكون آل البيت قد بنوها فهذا يعكس انك ميال حقا وفعلا الى ان يكون آل البيت قد بنوا العمارة وكربلاء والنجف والناصرية والديوانية والبصرة والكويت ! ولهم أي لآل البيت شهيد على حدود السعودية ، وإن اصل الأكراد والكلدو آشوريين كربلائيون انظر الزمخشري والطبري والامام أحمد بن عنكبوت المخاطيني .
لماذا تحصر ياأيها الاستاذ الجعفري ، وسّع ! افسح لاتضيّق ، انصحك يا استاذ ان لا تجزأ بل عشّق ، اجعل البيت العراقي يكمل بعضه بعضا لا أن يتمايز ويتفاضل على بعضه البعض . يا استاذ الجعفري . انت ذاهب والعراق باق ٍ وخالد خلود المادة !نريد منك مشاعر التضامن العراقي لا نريد امراض افضلية هذا البيت على ذاك !... وهنا اسجل لك نقطة في عموم حديثك الآ وهي حبك للعراقيين جميعا لكن انا لست معك في ان كل الحب واللطف والشد والحل والتضامن تصوغه من خلال شخصك وعَبْرك !
وايضا عدت لتحصر كوننا افضل من سوانا فنحن بواكير العالم الحضاري ، وكأنك تقول نحن خير العالمين وهذا خطأ معاصر تفضلنا فيه على سوانا ونحن الاصل ( العمارة والناصرية ) والامم المتحدة والجامعة العربية الفرع ! ماهذه الفرعنة ماهذه الهتلرة ! هل يعقل ان جعفريا صغيرا مع احترامي لشيب شعرك يحتوي على فرعون وهتلر في آن واحد ! تعسا لي وليس لك وذلك لكي ابعد لغة الشتيمة عن سموك وألعن حظي اني اعيش في زمنك ! ..
والعراق عربي أصيل من قال لك هذا ، هذه امور يحكم التاريخ فيها بان العرب لاحقون على سابقين من قاطنين سواهم .
المهم يااستاذي الجعفري ، لقد أخجلتني انا شخصيا من ان يكون قائدي بهذا المستوى من الضيق الفكري المحصور بتفضيل ذاته وآل البيت والعرب والحضارة العراقية . اخجلتني امام مجاميع كثيرة من الدول ومن اصدقائي وزملائي في معهد الدراسات الاستراتيجية في الشيخ عمر والاطباء العظماء خريجي واشمْطن ! – قسم الشماعية ، فرع الآهات . والى ان نلتقي ونتمازح برجحان عقلك ياخفيف اهديك اغنية البرتقالة !
· سامحني لم اعثر عليها اهديك هذه الأُقنية بالقاف واقصد بها انك لن تبقى خالدا ولا سواك!: كل حال ايزول ...متظل الدنيه ابفد حال ... تتحول من حال ال حال .... هذا دوام الحال ... امحال ... كل حال ايزول
هلعالم مليان اسرار .... اسرار اتحير الافكار .... دولاب الدنيه الدوار .... صاعد نازل باستمرار ... وبكل لحظة بكل مشوار ... يقبل ويودع زوار ... ازغار اكبار ... اطفال ايصيرون ارجال ...وارجال ايصيرون ابطال ...وارجال ايظلون اطفال ....ورجال انصاف ارجال ....وعلى هلمنوال ....تمر الاجيال ... وكل جيل ايكول .... كل حال ايزول .
رجاءً تذكرني عندما تمر بسيارتك الفخمة وانت تستمع الى اغنية عزيز علي هذه ...
تحيات من صديقك " س "العراقي - الحافي السائر على الارصفة معتزا بها .
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟