مهدي أبو الفضل
الحوار المتمدن-العدد: 5345 - 2016 / 11 / 16 - 15:15
المحور:
الادب والفن
بصمت ابتسم هازئاً، وظل ينظر إليهم بإزدراء، وهو يراقب أولئك البشر التافهين، يلتقطون الصور التذكارية لبعضهم بالقرب منه، قال لهم بتهكم :
- كم أنتم تافهين يا ذوي الارواح الفانية ..!
رغم مرور كل ذلك الزمن، لم يتعب گلگامش العظيم من الوقوف متسمراً في ذلك الفناء، حاملاً أسده المدلل على ذراعه الأيمن، لم يكن يشعر بالملل بعد من خلوده الذي انكره الجميع، لوهلة شعر بفخر عظيم، لكنه سرعان ما تنهد ولف ملامح وجهه الحجري حزن عميق، ثم شرد بذهنه بعيداً، كالعادة، لا شيء يؤرق عليه أبديته المقدسة سوى أن الأقدار لم تشفق على قلبه حتى الآن وتعيده إلى أرضه ووطنه، حينئذٍ سقطت دمعة حجرية على وجهه المنحوت، بينما كان يقف أحد التافهين عند قدميه يلهو بسعادة ويلتقط الصور مع صديقته الشقراء.
#مهدي_أبو_الفضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟