أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عنوز - زيادة اسعار الوقود بين المخادعة والضغوط














المزيد.....

زيادة اسعار الوقود بين المخادعة والضغوط


محمد عنوز

الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تم الأعلان عن تنفيذ القرار الخاص بزيادة أسعار الوقود بعد إنتهاء عملية التصويت لإنتخاب مجلس النواب في ضوء الدستور " الدائم " ، من دون تمهيد وكشف عن الأسباب الدافعة لمثل هذا القرار قبل بدأ العمل فيه، وقد تواترت الأخبار حول رفض القرار وبذات الوقت إنطلقت المسوغات من مختلف المواقع الحكومية عبر المؤتمرات الصحفية والتصريحات المتكررة، وهناك من رفضه جملة وتفصيلاً وهناك من رفض توقيت إعلان القرار وكيفية تطبيقه، وهناك من رفع لواء الخدعة وقدم تسويغ لا يعالج التوجيع والتجويع في آن واحد وذهب بنا محلقاً بعقولنا، قائلاً بأن الزيادة يراد لها أن تكون دعم للفقراء ومساعدتهم وتقديم المن والسلوى لهم !!!
في حين حيث شهدنا تداعيات القرار وسط القطاعات الشعبية بإعتبارها المتضرر الأكبر منه، التي كانت هي مادة التحدي للطغيان والإرهاب، وهي المادة الأساسية لما يسمى الإستحقاق الإنتخابي، لذلك كان موقفها واضحاً وصوتها عالياً بالمطالبة بإلغاء القرار، ونقول نعم ليت الحكومة توقف القرار على أقل تقدير لحين إيجاد طريقة مناسبة تعالج الأثار المحتملة من تطبيق القرار على ذوي الدخل المحدود وليس فقط المشمولين بالرعاية الإجتماعية من كبار السن والإيتام والمعوقين والعاطلين عن العمل، على الرغم من أن هؤلاء بحاجة إلى إهتمام أوسع وتنظيم أفضل ورعاية أكبر من حيث حجم الدخل وآلية ايصاله لهم بما يحفظ لهم كرامتهم الإنسانية إلى جانب إعادة النظر في الأسس المعتمدة في مجال الرعاية بما يجعلها منتجة أكثر من الناحية العملية .
إن زيادة إسعار وقود السيارات ووقود البيتوتات من نفط وغاز بحد ذاتها ليست حاجة عراقية تستلزمها ميزانية الدولة أو تنظيم عملية تقديم الخدمات والمساعدات، إنما هي نتاج ضغوط دولية تتعلق بموضوعة الديون التي يراد لها الشبط وموضوعة الخصصة الموعودة التي ستحمل النار للإغلبية التي سحقها النظام السابق ولم ينصفها بعد النظام الجديد، وتوفر بذات الوقت الربح الوفير وغير المعقول للأقلية القديمة والجديدة من أصحاب رؤوس الأموال ومن هم رؤوس في البلاد.
نحن والكثير من العراقيين نتفهم موضوعة الديون وضرورة إلغائها عبر المفاوضات مع البنك الدولي أو أعضاء نادي باريس المالي، ولكن هذا لا يعني في كل الأحوال جعل مصلحة الشعب العراقي أو قدراته الحالية موضع إستخفاف أو لم يحسب لها حساب من جهة، ومن جهة أخرى أن لا تكون عملية المفاوضات التي نعلم جميعاً بأن المساهمين فيها عدد غير قليل من المسؤولين العراقيين بشكل مباشر أوغير مباشر ومن مختلف القوى السياسية وعلى وجه الدقة من مختلف الكتل الإنتخابية عرب وأكراد وتركمان وغيرهم، مسلمين من الشيعة والسنة، ومسيحين ومندائين وأيزيدين، أليس الجميع شاركوا في العملية السياسية وبالتالي بتشكيل الحكومات وإتخاذ القرارات؟!!!
ومن هنا ليس صحيحاً أن يقال هذا إتفاق وقعته حكومة علاوي أو أي حكومة غيرها، فالجميع أسماء وكيانات أفراد وأحزاب كانوا في مجلس الحكم ووزارته الأولى، في الحكومة المؤقتة ومجلسها الوطني، وفي الجمعية الوطنية وحكومتها الإنتقالية، وقبل كل ذلك ألم يكن مطلب إلغاء الديون أحد بنود برامج الحركات والأحزاب قبل السقوط وبعد السقوط ناهيكم عن أن معظم المسؤولين الحكومين وغير الحكومين أكدوا صحة الإتفاق وضرورته وأشاروا إلى كونه مطلب خارجي وليس حاجة عراقية ماسة، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يتم تقاذف أوجاع الشعب بهذه الطريقة وعلى مسمع الجميع؟ّّ!!! أليس هناك في الوقت متسع لرفض القرار ورفض الإتفاق وبالتالي ( يا دار ما دخلك شر ) ؟!!!
كما إننا إذ ندرك بأن العملية خارج إرادة الحكومات وأنها طلبات دولية، لكن هذا لا يعفى أية حكومة من عملية تدارك المتاعب والإثار التي ستتركها عملية الزيادة على القطاعات الشعبية، لذلك لابد أن يكون الجدل حول كيفية التنفيذ وتوقيته، وهنا لابد للمسؤولين العراقيين أن يتسابقوا بالتصريح لمعالجة هذا الضغط الذي يقع بالدرجة الأولى على ذوي الدخل المحدود لا ان يذهب الأمر إلى التلميح بالمعالجة من دون إجراءات محكومية ملموسة، الأمر الذي ترك الإدارات المحلية ممثلة بمجالس المحافظات أو المحافظين يتحفظون على قرار الزيادة أو يرفضون تطبيقه في محافظاتهم، وهذا مؤشر لا يخدم عملية بناء السلطة وإنسيابية القرارات وفق الشكل الهرمي وما يفرضه من صلاحيات، إلى جانب تداعيات الأمر من الناحية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية ونحن في هذه الظروف التي تحمل معها بوادر التعقيد أكثر من الحل المفيد، حيث أخذت عملية تسويغ القرار منحى المخادعة المباشرة والمكشوفة، فالموضوع هو زيادة أسعار الوقود وليس موضوع الرعاية الإجتماعية التي خصص لها 80 مليار دينار، وما جدوى زيادة الاسعار وتقديم المساعدات بالنسبة لذوي الدخل المحدود؟! وكيف سيصل التعويض لذوي الدخل المحدود، إذا ما تم تقديم المساعدة بإنتظام كما نأمل للمحتاجين والمشمولين بالرعاية الإجتماعية؟! وهناك العشرات من التساؤلات، لا بل نقول بكل صراحة يتوجب على الحكومة العمل بأسلوب أخر، يجب أن تصدر القرارات متضمنة نص بدأ التنفيذ بعد ثلاثة أشهر على الأقل كي يكون في الوقت متسع لفهم القرار والتفاعل معه بشكل حيوي أو التراجع عنه في حالة وجود حلول أفضل خصوصاً في قرارات تمس حياة الناس مباشرة، فالمجتمع تعبان يا ناس وبحاجة لجهد عون لا تصرفات فرعون، وأن لا نقع ما لا يحمد عقباه من ردود الأفعال ونحن في بداية الطريق لتحقيق الأمال، وأن يصار إلى تهيئة المستلزمات والآليات من أجهزة وطاقات بشرية قبل أن يعلن عن قرار ما كي لا يتحول إلى وعد من دون حد ، لذلك نقترح مايلي :
تأجيل تنفيذ قرار لمدة ستة اشهر، وتعديل أجور الموظفين والعاملين وفق سلم محدد وواضح، وتكوين صندوق خاص للمساعدة الإجتماعية وفق نظام شفاف وقانوني وإنساني، وهذا ليس صعب لمن يريد حقاً لنفسه وأهله حياة كريمة .



#محمد_عنوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقع حر ومتمدن حقاً
- فاجعة بابل تكرار من دون طائل
- دولة العراق بين الشرعية الدولية والتطورات الحالية
- إجراء خاطئ ولكن غير مفاجئ
- الأنتخابات العراقية بين الحاجة والواقع والطموح
- قرار إنشاء محكمة مختصة لمحاكمة مجرمي الحرب في العراق
- الإجراءات التعسفية هي مصدر حالة إنعدام الجنسية
- قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلةالإنتقالية وبعض الملاحظات ...
- الشرعية الدولية بين المفهوم الحقيقي والسلوك الفعلي
- فاجعة عاشوراء 2004 لم تكن الأولى فهل تكون الأخيرة ؟!


المزيد.....




- روسيا وسوريا.. تعاون في مجال القمح
- صوت نجل ترامب الأصغر يُسمع -لأول مرة- ويثير تفاعلا كبيرا على ...
- الشرطة التونسية تلقي القبض على محامية بسسبب تصريحات اعتُبرت ...
- شاهد.. المقاومة تقصف القوات الإسرائيلية في محور نتساريم
- 16 شهيدا بينهم نساء وأطفال في قصف على عدة مناطق برفح
- روسيا تعلن تحقيق مكاسب ميدانية بخاركيف وأوكرانيا تؤكد صد اله ...
- حماس: عمليات إسرائيل الجديدة بغزة تؤكد استمرارها بحرب الإباد ...
- أقصت إسرائيل في ظل احتجاجات واسعة.. سويسرا تفوز في مسابقة يو ...
- إسرائيل: حماس تحاول إعادة بناء قدرات عسكرية في جباليا
- توقيف مؤثرة شهيرة.. تطورات بقضية عصابة -التيكتوكرز- في لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عنوز - زيادة اسعار الوقود بين المخادعة والضغوط