أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان الصباح - القيم المدنية رافعة السلم الأهلي (1)















المزيد.....

القيم المدنية رافعة السلم الأهلي (1)


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5280 - 2016 / 9 / 9 - 16:25
المحور: المجتمع المدني
    


اعتاد الفقهاء على تسمية السلطات في الدولة بأنها ثلاث سلطات هي التشريعية والقضائية والتنفيذية ويضيفون إليها لأهميتها الإعلام كسلطة رابعة لما لها من تأثير في صياغة وتوجيه الرأي العام والتأثير في التوجهات لدى العامة وصناع القرار لجهة اتخاذ القرار أو لجهة تنفيذه وعلى الصعيد المقابل فان أحدا لم يعير اهتمام كبير لجهة عديد السلطات الأخرى في المجتمع الأكثر تأثيرا في المجتمعات الشرقية فالتقسيم الغربي للسلطات يأتي بسبب البنية الاجتماعية الغربية الأكثر حداثة وهذا ليس بالضرورة يمكن أن يكون نسخة مكررة في كل المجتمعات فنحن نعرف أن لدينا سلطات لا حصر لها في مجتمعنا الشرقي بعيدا عن التكوين الرسمي للدولة ويمكن تلخيصها بما يلي:
السلطة العشائرية:
لا يمكن للمهزوم أن يقوم بدور القائد إلا إذا جعل الجميع ينحني وتمكن من إقناعهم أن ما شاهدوه من هزيمة هو في حقيقة الأمر نصر لم يدركوا حقيقته وأبعاده جيدا واستطاع أن يفلت من هزائمه ليجد مظلة له مختلفة ولم تلوث بالهزيمة وهذا هو الحال الفلسطيني فبعد أن وصل الحال الوطني إلى ما وصل إليه وفقدت القوى السياسية الفلسطينية قدرتها على الوقوف على رأس الجماهير كقوى حية منتصرة بعد أن انتهى المطاف بها إلى أوسلو, وبعد أن خرجنا من الانتفاضة الأولى بهذه النتيجة بات الجميع يسعى للتحول عن الأحزاب والفصائل لصالح جهة أخرى ظلت نائمة لعقود طويلة لكنها لم تلغى وهي العشيرة وها نحن بعد نصف قرن من الثورة الفلسطينية نحضر وبتباهي عجيب إلى الانتخابات ونحن نتغطى بوجوه عشائرية متخلين عن دور الأحزاب والقوى وكوادرها لصالح أولئك الذين لم يكونوا يوما في صفوف الثورة بل هم من انتهز فرصة انشغال الجميع بالهم الوطني والسياسي والعام لينشغل هو ببناء ذاته وتطويرها والإفلات من أية انتكاسات عادة ما يسببها الكفاح الوطني ضد المحتلين وباتت صفات المرشح أن يكون منحدرا من عشيرة كبيرة وذات سطوة أو متمولا وقادرا على شراء الذمم وتلك الصفات لم تعد ممكنة لمن قضوا حياتهم في الكفاح خصوصا وان الغالبية المطلقة من هؤلاء هم من أبناء الطبقات الفقيرة.
بعض العشائر ولسنوات طويلة غيرت جلدها لتلبس ثوب الفصائل الوطنية حين كانت هذه الفصائل صاحبة القول الفصل في كل نواحي الحياة الفلسطينية وقد حدثني المرحوم فيصل الحسيني بالحرف انه ذهب ذات يوم إلى إحدى بلدات منطقة القدس لحل نزاع بين فصيلين وفي زيارته للفصيل الأول وأثناء السلام على مستقبليه بدؤوا بتعريف أنفسهم ليكتشف أنهم جميعا ينتمون لعشيرة واحدة وكذا حدث معه حين ذهب إلى الفصيل الآخر وكلا الطرفين أعاد خلافاته مع الطرف الأخر إلى الثلاثينات رغم أن الفصيلين لم يكونا قد وجدا أصلا في تلك الفترة أي أن العشائر نفسها أصبحت فصائل أو أن برامج هذه الفصائل لم تستطع أن تتجاوز العشائرية أو أن العشائرية ظلت أعمق من قدرة الفصائل على التأثير في جمهور منضويها.
نحن عشائريون حتى النخاع فعند محاولة إنهاء أي خلاف بين الدول العربية كالخلاف الذي نشب مع مصر بعد كامب ديفيد تطل علينا البيانات التي تتحدث عن عودة مصر إلى الحظيرة العربية والمعنى المباشر لكلمة حظيرة هي بيت الماشية ولا يخلو بيان لفصيل عن استشهاد أي مناضل فلسطيني بغض النظر عن انتماءه سواء كان إسلاميا أو وطنيا يمينيا أم يساريا إلا وكانت لغة الثأر هي الأساس وكأن صراعنا مع أعداءنا لا يمت للوطن ولا للأيديولوجيات بأي صلة وكل ما في الأمر أن هناك حالة ثار بيننا تشبه تلك الصراعات العشائرية أيام الجاهلية لا أكثر ولا اقل ويبدو خطابنا السياسي هذا وكأنه يحصر الصراع التاريخي باللحظة ويحمل معنى إن قيامنا بالثار سيسقط عنا الواجب العشائري وعدا ذلك لا أهمية له وقد شاع بين أوساط الأسرى الفلسطينيين ولا زال مقولة إنني قمت بواجبي فليفعل الجميع ما فعلت وكان مجرد الاعتقال يعني الانتهاء من الواجب الملقي على عاتقه ونحن نقارن بين العرض والأرض فيصبح القول الشائع الأرض ولا العرض سخيفا يطلقه البعض دون تفكير وهو يدل على شخصية عاجزة تحدد أولوياتها مسبقا لإدراكها أنها مستعدة للتنازل فهذا القول يعني أنك مستعد لأن تتنازل عن أرضك لحماية عرضك والسؤال فيما أذا لم يكتفي عدوك بسلبك أرضه وقرر أن يسلبك عرضك فهل ستتنازل عنه أيضا لصالح سلامة راسك ألا يدل ذلك على شخصية انهزامية تنحصر القيم عندها بالمصلحة المباشرة والمحسوسة, وكلما دار الحديث عن الشرف تبادر إلى الأذهان فقط حظيرة النساء وتغيب كليا عن الذهن شرف المهنة وشرف الوطن وشرف الاستقامة شرف الخلق وما إلى ذلك.
لغة العرض والثأر والحظيرة هي تعبير واضح عن مدى تغلغل العشائرية في تفكيرنا وقد سجلت مصادر الشرطة الفلسطينية 48 حالة قتل في العام 2015 و41 حالة في العام 2014 وهذه الأرقام التي تعود فقط للضفة الغربية سببها الخلافات الداخلية بين العائلات ولأسباب معظمها تعود لأسباب المال أو شرف العائلة وفي جميع الحالات يغيب القانون وتحضر العشيرة بأكثر من شكل فرجال الإصلاح مع أنهم يساهمون في تهدئة الأوضاع إلا أن مكانتهم تستغل لتعطيل القانون وتساهم بدون قصد بالتأكيد من إفلات المجرمين من العقاب القانوني الأكثر ردعا وهو ما يجعل القانون غائبا وغير مفعل ولا يضع عقابا رادعا للمنفلتين أو الخارجين عن القانون وحسب التقارير الشهرية للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان فقد جاءت النتائج على النحو التالي " في شهر حزيران الماضي رصدت الهيئة 12 حالة وفاة منها، 9 في الضفة، و3 في غزة، بينما رصدت 6 حالات اعتداء على التجمعات السلمية, وفي شهر أيار رصدت الهيئة 20 حالة وفاة، 9 منها في الضفة، و11 حالة في غزة، و 4 حالات اعتداء على المؤسسات العامة والأملاك العامة والخاصة, أما شهر نيسان رصدت 8 حالات وفاة غير طبيعية، و6 حالات اعتداء على التجمعات السلمية, في شهر آذار فقد رصدت الهيئة 9 حالات وفاة غير طبيعية، و6 حالات اعتداء على الأملاك العامة والخاصة جميعها في الضفة, في شهر شباط تم رصد 16 حالة وفاة غير طبيعية في الضفة وغزة، و5 اعتداءات على التجمعات السلمية, وأخيرا وفي شهر كانون الثاني رصدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان 17 حالة وفاة غير طبيعية، وحالتان اعتداء على الأملاك العامة والخاصة" وقد أورد الكاتب جميل السلحوت تحليلا شافيا لموضوعة الطوشة في العقلية الفلسطينية السائدة وتحدث عن خطورة الفزعة في الطوشات وتقاسم الأضرار المادية مع المجرم وتحول العقلاء بعد الجريمة إلى وسطاء ومدافعين عن المجرم فقط لكونه يحمل اسم العائلة مع إدراكهم التام انه لم يستشرهم في جريمته ولن يأت لهم سوى بالشر والضرر ويقول السلحوت في مقاله ثقافة الطوشة " ويلاحظ أن ثقافة "الطوشة" التي هي بمثابة سلوك تدعمه الجماعة القبلية، فاجتماعات العائلة أو القبيلة، تعتبر ذوي الرؤوس الحامية الذين يهددون بالويل والثبور دون تقدير عواقب الأمور، "رجالا سباعا من ظهور سباع" في حين تتهم العقلاء بالجبن، وهذه واحدة من مصائبنا، وفي مجتمعات العربان نلاحظ تطورات ثقافة الطوشة لتتناسب وتطورات الحياة، فعلى سبيل المثال هناك طلبة ومن أعمار مختلفة يحملون سكاكين وخناجر في حقائبهم، ويستعملونها ضدّ زملائهم أو مدرسيهم في أيّ خلاف يحصل في المدرسة أو في الطريق إليها ومنها، وهناك في المرحلة الجامعية من يحمل أسلحة نارية كالمسدسات وغيرها، وقد سقط جراء استعمالها ضحايا في الحرم الجامعي، بل إن هناك من استعمل السلاح الناري في مجلس النواب-البرلمان- في إحدى الدول العربية، ومما يشجع استمرارية "الطوشات" كثقافة وكسلوك هو عدم وجود قوانين رادعة، وعدم استقلالية القضاء، والخضوع للأعراف العشائرية التي تنتهي بتقبيل الّلحى، والإشادة بكرم ذوي الضحايا، "لأن الجاهل يعمل الشر والعاقل يصلح بعده" ونظرا لسيادة عقلية القبيلة، فانه وفي حالة فرض خسارة مادية على المعتدي وذويه، فإنهم يتقاسمونها بتوزيعها على أبناء القبيلة الذكور، لنجد من يستغل ذلك بالتهديد بقتل الآخرين وهو يردد"سأقتلك ورأس مالك معروف فلن أخسر أكثر من بضعة قروش" أو في استغلال حالات التسامح بقوله"كل رأس مالك فنجان قهوة". والإغراق في عقلية القبيلة ليس حكرا على أبناء العشائر والقبائل، بل يتعدّاها إلى فئات اجتماعية تدّعي أنها متحررة من العقلية العشائرية، فعلى سبيل المثال، في الانتخابات التي تجري سواء كانت لهيئات إدارية لمؤسسات، أو مجالس محلية أو للبرلمان، فان الترشيح والانتخاب يتم على أسس عائلية وعشائرية، وليس بناء على الكفاءة، وتتساوق القوى المنظمة كالأحزاب وغيرها مع هذه العقلية، لذا فإنهم عند ترشيح أحد أتباعهم لمؤسسة ما فإنهم غالبا ما يبنون خيارهم على عدد من سينتخبونه عشائريا....وهكذا " خلال مراحل المد الثوري وتصاعد مكانة الثورة الفلسطينية تراجع دور العشيرة حد الصفر بينما عادت العشائرية الفلسطينية لتطل برأسها بعد اتفاقيات أوسلو وقيام السلطة وكذا حدث في العراق على سبيل المثال فقد غابت العشائر كليا عن المشهد لصالح الدولة لكنها استعادت كل مكانتها وبسرعة خارقة لمجرد غياب الدولة وبشكل فوري لافت للانتباه والغريب في كلا الحالتين انه ظهر جليا أن العشائرية لم تغب ولم تنتهي وإنما تنازلت عن دورها مؤقتا من باب الرضوخ لا القبول والسبب ببساطة ان السلطة السياسية في المجتمعات الشرقية تتحول نفسها إلى قبيلة حاكمة فهي تلغي ادوار الآخرين ولا تسعى لخلق مجتمع مدني ويحكم الرئيس في كثير من الأحيان كشيخ عشيرة لا يجوز مناقشته ولا زال ظاهرا للعيان طريقة الرئيس المصري أنور السادات في إدارة الحكم في مصر والذي حاول الدمج بين النظام العشائري وأخلاق القرية كما اسماها والنظام الديمقراطي الحديث بأسلوب ترقيعي ولد قانونا عجيبا مثلا كقانون العيب فالدولة هنا لم تكن دولة الشعب بل دولة عشيرة الحكم ولم يغب بعد عن الذاكرة مكانة أبناء وحاشية الرئيس الراحل صدام حسين وما أنتج من ظلم فادح وقع على جموع الشعب العراقي وحتى أن الرئيس العراقي استخدم العشيرة في الفترة الأخيرة للتخلص من زوج ابنته حين عارضه وفر إلى الخارج فهو إذن نفسه لم يكن قد غادر العقلية العشائرية والرئيس القذافي في آخر أيامه خاطب العشائر وسعى للاستعانة بها وكذا فعل العديد من الحكام العرب والمشرق بشكل عام والحقيقة المؤسفة جدا ان ما يجري حاليا في حقيقة الأمر هو غياب العشيرة وحضور العشائرية فالعشيرة تاريخيا حين كانت ضرورة قبل هذا الكم الهائل من التطورات كان لها دور ايجابي وبنية حقيقية وقيم نبيلة والتزام خلقي وهذا جميعه غاب في عصرنا فالغالبية العظمى من أبناء العشائر الكبيرة انتقلوا بحياتهم إلى المدينة أو هاجروا أو أكملوا تعليمهم الجامعي ولم يعد يعنيهم من القبيلة إلا دور الإسناد عند الضرورة في الانتخابات أو في الصراعات واستعراض القوة وبمعنى أن أولئك القادرين على إدارة دفة الأمور بحكمة ومكانة الشيخ الحكيم قد خلت كليا اليوم واستفرد بدور القيادة البلطجية والذين لا يعرفون سوى لغة القوة في فرض إرادتهم وبقي المتنورين خارج الصورة وان كانوا ابقوا على دورهم الانتهازي البشع في علاقتهم مع العشيرة لاستخدامها عند الضرورة فظلوا حماة للمارقين والبلطجية بشكل أو بآخر وإلا ما معنى انه في الانتخابات مثلا أن لا تتفق العشيرة على مرشح واحد بل نجد أكثر من مرشح في أكثر من قائمة لكنهم جميعا يتوحدون عند مواجهة عشيرة أخرى بالصراع أو الاحتراب أو الاختلاف وهذا يدل على أن مكانة العشيرة غابت وتم الاحتفاظ بأسوأ ما بها لحين اللزوم, مرشح العشيرة يلازم عشيرته طوال فترة الانتخابات وبعد نجاحه يغادرها ولا يلتقي عشيرته هالا عن ضرورة استعراض القوة أو حاجة ( زلم ) النائب أو الوزير لحمايته القانونية فيهب لنجدتهم والدفاع عنهم ضاربا بكل القيم والقوانين والمبادئ والمواطنة والمجتمع المدني الذي قد يكون هو شخصيا احد أساتذته الذين يعلمونه في الجامعة أو يدافع عنه كوزير في مؤتمر صحفي أو ندوة وعند الضرورة يحضر العقلية العشائرية وتغيب نخوة العشيرة الايجابية ويضرب بكل شيء عرض الحائط فنائب العشيرة الذي يفوز باسمه وبعشيرته ملزم بدفع الثمن للعشيرة وأزلامها لا للوطن والمجتمع ولذا فان غياب نظام المواطنة العصري لمجتمع مدني حديث هو الذي يبقي مساحة للعقلية العشائرية لتعبث بالوطن وناسه دون تردد.
العشيرة ليست حكرا على الشرق فقد كانت العشائرية أيضا مسيطرة في أوروبا وأمريكا فعشيرة كينيدي الشهيرة لا زالت قصصها ماثلة للعيان وروكفلر وبوش وبرلسكوني فالعائلة والأسرة والعشيرة موجودة بمعنى النسب الاجتماعي والأخلاقي والتربية لكنها بالمطلق غير موجودة في مجتمع المواطنة المدني الذي يحتكم إلى القانون ولو أن العشائرية قائمة في أمريكا لما وصل اوباما إلى الحكم وهو ابن رجل إفريقي مسلم تركه مع أمه وعاد إلى وطنه, نجاح رجل مسلم من أصل باكستاني كعمدة لمدينة لندن لم يأت بسبب زعران العشيرة بل بسبب بنية المجتمع التي تسعى للإتيان بالرجل المناسب للمكان المناسب وهو أي الفائز غير مدان لعائلة أو جماعة بنجاحه بل لكل المجتمع ولذا نجده يبذل كل جهد مستطاع لصالح الجميع لان مصلحته مع الجميع وهذا ما يثبت دعائم الحكم المدني والحياة المدنية بأي مجتمع
العقلية العشائرية لا تؤمن أبدا بالانتماء الواعي بل بالانتماء للسطوة ولذا تسود في المجتمع العشائري حكم وأمثال تدل على ذلك كنموذج " إن غاب القط العب يا فار " " الطبخة إن كثروا طباخينها بتشيط " وهذا تمجيد للدور الفردي أو دور زعيم العشيرة " اكبر منك بيوم افهم منك بسنة " وتمجيد الأنانية الفردية " اهتزي يا ارض ما عليكي غيري " أو بالتراتبية بالمنفعة والعلاقة العشائرية الغير قائمة على أسس صحيحة " أنا واخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب " فابن العم هنا لا مكان له إذا كان المقصود أخي أي أن التراتبية تبدأ من ذاتي والمجتمع والجماعة لا قيمة لهما من بعدي وتسود في العقلية العشائرية نظرية الثار والانتقام " البدوي بعد أربعين سنة أخد بتارة وقال استعجلت " " العين بالعين والسن بالسن " " ما بغسل الدم الا الدم " ومع ان الجميع يقر نظريا ان الثار عادة جاهلية وان الإسلام نهى عنها إلا أن ذلك يتم تجاهله علنا بل ويصبح الإيمان بتعاليم الله عيبا فالله سبحانه يقول " ولا تزر وازرة وزر أخرى " في حين لا زلنا نطبق النظام العشائري في الثار والذي يضع كل العشيرة وأبنائها في دائرة الانتقام وأحيانا يتم اختيار أفضل أبناء العشيرة كبديل حتى لو لم تربطه علاقة مباشرة بالأمر وحتى لو كان ضد الثار وضد الجريمة فهو ملزم بتحمل التبعات رغما عن انفه, والعقلية العشائرية ترفض التعلم والتعليم " بعد ما شاب ودوه على الكتاب " والحط من مكانة المرأة " ترباية حرمة " وتقال للتقليل من قدرة المرأة على التربية ولا تذكر للناجح على انه أيضا متن تربية امرأة بل تذكر المرأة عند الحط من شأنها والتقليل من قيمة المرأة ظاهرة فيقال عند ذكر النساء " الحرمة أجلكم الله " " الحرمة ضلع قاصر " " البنت يا جيزتها يا جنازتها " هم البنات للممات " " شاورها وخالفها " " دلل ابنك بغنيك ودلل بنتك بتخزيك " " موت البنات من المكرمات " " ان ماتت أختك انستر عرضك " والعشيرة متحركة حسب المصلحة " جارك القريب ولا أخوك البعيد " " ابعد عن الشر وغني له " أي احمي نفسك هو الأهم حتى لو أججت الشر عند الآخرين بالغناء له فأنت الأهم والمهم " إلي بعاشر القوم أربعين يوم بصير منهم " وتسود المصلحة المادية الفجة والمباشرة بكل شيء " جوع كلبك بلحقك " " إلي بحتاج الكلب بقوله يا عمي " إلي بحتاج الكلب ببوس ايده " وهي أيضا عقلية غير طموحة " حط راسك بين هالروس وقول يا قطاع الروس " " إلي بوخد أمي هو عمي " إلي بتطلع لفوق بتنكسر رقبته " والاعتماد على الصدفة والحظ " إلي ما اله بخت لا يتعب ولا يشقى " والتقييم المادي البحت للبشر " إلي معه قرش بيسوى قرش " المساواة بين العشيرة والقطيع " الابو سايس " بمعنى ان الأب كقائد الخيول وتقليل لقيمة العقل والفكر " إلي ما بقلل عقله ما بفرح " " نيال إلي رأسه فاضي " " سلطان من لا يعرف السلطان " عند اختلاف الدول امسك راسك بين ايديك "
" إن القبيلة هي المانع الأكبر في قيام دولة القانون " هذا ما يقوله فرانسيس فوكو ياما ولان العقلية القبلية سائدة لدى الجميع فنحن لسنا أمام قبيلة واحدة تعارض دولة القانون بل أمام مجموع القبائل الذي ظلت تشكل لحمة المجتمع متوحدة رغم صراعاتها على اتفاق واحد وهو أن لا مجال للدولة التي ستلغي وجودي وبالتالي غير مسموح لها أن تلغي أعدائي من القبائل الأخرى فالدفاع عن حق القبيلة هنا ليس دفاعا منفصلا عن مفهوم القبيلة بل بالعكس هو انخراط قوي موحد من قبل كل الأعداء على معاداة الدولة والقانون وبالتالي منع وجودها أو سيطرتها وان تمكنت من فعل ذلك فالقبيلة لا تغادر ولا تختفي وإنما تتلون بلون الدولة دون ان تتنازل عن العقلية والذهنية العشائرية المتحكمة والمسيطرة, وأحيانا تصبح الدولة ممكنة حين تصبح السلطة ملك القبيلة الأكبر أو الأقوى فتسعى لفرض سيطرتها على القبائل الأخرى بالحديد والنار ومثال العراق كما أسلفنا هو الأبرز فبعد مائة عام من ميلاد الدولة الحديثة عادت دولة القبائل للظهور بكل قوتها وخلال يوم واحد من احتلال العراق من قبل أمريكا وحلفائها.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (22)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (21)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (20)
- الانتخابات والاحتلال وكذبة جحا
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (19)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (18)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (17)
- العرب ... غياب الفعل غياب الفكر
- أردوغان يمنح المنقلبين نصرهم
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (16)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (15)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (14)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (13)
- إستدعاء العقل لتوطين النقل
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (12)
- تاريخ من الانقسام ... دق للناقوس لا أكثر
- خطاب رئاسي فلسطيني من الأحلام
- زمن انعدام الوزن عند العرب
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (11)
- على أهداب خطوك نرقص


المزيد.....




- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان الصباح - القيم المدنية رافعة السلم الأهلي (1)