المبدعون أصناف وأنت أفضلهم

أشرف كريم حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 18:43
المحور: سيرة ذاتية
    

كان العام المصري الدكتور أحمد زويل "رحمه الله" يردد دائماً بأن الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء، ھم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل، تعتبر هذه الجملة افضل القواعد الوصفية للمجتمع الشرقي العربي عندما نريد مقارنته بنظيره الغربي حتماً لافرق بين الأثنين لكن اختلافنا الوحيد عنهم، نحن نمتلك حب الذات والأنانية لأنفسنا ولا نحبذ لشخصٍ بأن يصل لمرحلة متطورةٍ من العلم والأكتساب المعرفي، ذلك المرض الذي أوصلنا لذيل قوائم الدول المتأخرة، كان العربُ قديماً يوصون الفاشلين من أحفادهم ببث الاشاعات وتأويل القصص الخيالية بحق الناجحين من نظرائهم لتشويه الصورة الذهنية الراسخة في عقول المجمع البدوي آنذاك بحقهم ، تماماً هذا ما يحصل في العراق بضورة مستمرة فهنالك شبابٌ مبدعون في بلدي تعرضوا لجملة من الأساءة والتسقيط من قبلِ صغار القوم وجهالهم بعدما عجزوا على تحقيق نسبة صغيرة من نجاحهم المُحقق خلال فترة صغيرة.
المبدعون في بلدي يتنوعون كــ تنوع الأزهار فمنهم من يجذبك منظره لكن دون رائحه، ومنهم من تجذبك رائحه ويشمأز جُنحكَ من منظره، وفيهم من يتمييز بالجمال والثقافة وجراءة طرحه ولباقة لسانه تماماً كـ "زهرة الجوري" المفضلة لدى ملايين البشر.
هنالك مبدع من بلدي أشهر من "النار على العلم" يسمى "غزوان جاسم" ويعمل صحافي في قناة السومرية الفضائية كــ محاور تلفزيوني للبرامج السياسية، أسس على مدار ثلاث سنوات حياته وخطط مستقبله بتلك الفترة القياسية أذ تفوق على العشرات من أقرانه، جعلته يتصدر قائمة الأعلاميين المؤثرين في الرأي العام العراقي بصورة مباشرة، و أجبرت مسؤلينا الحكوميين مراجعة أفكارهم ودراستها بشكل دقيق قبيل موافقتهم للظهور معه في شاشة التلفاز، وله الفضل على الكثير من الشباب المبتدئين في عالم الصحافة بما فيهم كاتب المقال.
الرابط بين قاعدة أحمد زويل وشخصية غزوان جاسم هو تعرض الأخير لهجمة إعلامية من قبلِ شخصياتٍ غارقة بخندق الفشل، عاجزة على تحقيق نجاح غزوان ذات الثلاث سنين، الغريب أن البعض منهم كان لغزاون الفضل بصقل موهبتهم لكن "تجنُبَ شر المُحسنَ إليه يجنبك صداع الرأس من نقاشك له".
لم يتمكن المغرضون من التأثير في شعبيته أو تشويه صورته الذهنية الراسخة في عقول محبيه وجمهوره ليبقى شخص غزوان كما هو، لكن هذه الحادثة اثبتت أن عقدة الانانية ستظلُ ملازمةً لمجتمعنا الشرقي وتبقى القاعدة الوصفية للدكتور زويل خير شاهد على رجعيتنا وتخلفنا.
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها...من الحرام , ويبقى الإثم والعار
نميل مع الآمال وهي غرور...ونطمع أن تبقى وذلك زور
ذو العقل يشقى في النعيم بعقلِهِ ...وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات