أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - هجص ( موطأ مالك ) فى ( طقوس الموت ):شيطان التفصيلات فى هجص التشريع السنى















المزيد.....

هجص ( موطأ مالك ) فى ( طقوس الموت ):شيطان التفصيلات فى هجص التشريع السنى


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 01:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة :
1 ـ فى الدين الأرضى يتحول التاريخ البشرى المكتوب الى دين ، ويتم تأليه الحكام ( الخلفاء والصحابة ) وأئمة الدين الأرضى ورجال كهنوته . تتحول أفعالهم الى مقدسات لا يجوز نقدها ، وتتحول أقوالهم الى جزء من الدين . فى الدين الأرضى أيضا تتحول بعض العادات الاجتماعية الى طقوس دينية ، مثل الزواج والانجاب ( العقيقة مثلا ) . ولكن الموت بالذات هو الأكثر تأثيرا ، ولذا تحولت طقوسه الى باب هام من أبواب الدين الأرضى خصوصا فى طقوس الدفن .
2 ـ يختلف الأمر مع الاسلام . يقول جل وعلا : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) الاسراء ). من تكريم رب العزة جل وعلا للإنسان أن تعلّم دفن ( جثة ) ( جيفة ) ( سوأة ) الميت . حدث هذا مع أول حرب عالمية فى تاريخ بنى آدم ، حين قتل ابن آدم أخاه ، فظهرت أول ( جثة ) أو ( جيفة ) بشرية فى التاريخ ، وإحتار القاتل كيف يفعل بسوأة ( جثة ) أو ( جيفة ) أخيه ، فعلّمه رب العزة عن طريق الغراب ، يقول جل وعلا : ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ (31) المائدة ) فى الآية 30 كان الأخ موجودا على قيد الحياة . فى الآية التالية لم يعد الأخ موجودا ، الموجود فقط هو ( السوأة ) . رأى القاتل سوأة ( جثة ) أو ( جيفة ) أخيه ، أخوه القتيل ذهب الى البرزخ . اقصد أن ذات أخيه وشخصه الحقيقى أى ( نفسه ) غادرت الجسد ، فلم يعد موجودا سوى الجسد الميت أو الجثة أو السواة أو الجيفة . هذه هى الحقيقة القرآنية عن الانسان . هو يتكون من النفس وهى الذات الحقيقية وهى التى تتحكم وتقود وتسيّر الجسد الذى هو ( السوأة ) ثم يصبح ( جثة ) أو ( جيفة ).
3 ـ مشكلة البشر أنهم يرون السوأة هى ذات الانسان حتى بعد موت الانسان وعودة نفسه ــ وهى شخصيته وذاتيته الحقيقية ـ الى البرزخ الذى قدمت منه . تعودوا على رؤيته فى هذا الجسد يتكلم ويسير ويتصرف ويضحك ويبكى . ثم إذا مات ظنوا أن هذا الجسد السوأة هو نفس الانسان وذاتيته ، فتعاملوا مع السوأة كما لو انها هى نفس صاحبها . هم يتجاهلون أنها ( سوأة ) يعنى جسد سيتحلل ، وسيسوء منظره وشكله ولونه ورائحته ، بحيث يستلزم الأمر دفنه وتغييبه قبل ان يتعفّن ويتحلل. ينسون أن مصير هذا الجسد السوأة أن يتآكل بعد التعفن والتحلل ولا يبقى منه إلا رماد وعظام بالية نخرة . بالتالى فالتعامل الاسلامى مع هذه السوأة لا يتعدى دفنها فى التراب . ولو لم تكن سوأة ما أُحتيج الى دفنها تقذرا من رائحتها وتخلصا من شكلها . ومهما بلغ حب إنسان لانسان مات فيستحيل أن ينام مع جيفته اياما .. لا بد أن يتخلص منها بالدفن فى التراب .!! . من التراب جاء الجسد والى التراب يعود .
4 ـ يترتب على إعتبارهم أن الجسد السوأة هو نفس الانسان انهم يقيمون طقوسا لتكريم ( جثة ) أو ( جيفة ) الميت ، يعتبرون هذه الجثة الجيفة هى نفس الشخص المتوفى . وبسبب التأثير القوى للموت بين الأحياء فقد تحولت هذه العناية بجثة الميت وجيفته الى طقوس دينية حيثما يسيطر الدين الأرضى . وتتفاوت طقوس الموت والدفن وتشييع الجنازة فى كل مجتمع زمانا ومكانا . ولعل أقدمها هو ما سجلته الآثار الفرعونية ، فقد كان الموت والعالم الآخر يحتل بؤرة الشعور لدى المصريين القدماء ، ويكفى أن أبنيتهم التى لا زالت باقية ليست القصور بل القبور والمعابد . ومن مصر القديمة انتشرت العناية بجثث الموتى ، وشعائر الجنازات بل وبعض المعتقدات . وقد أشرنا لهذا فى كتابى ( عذاب القبر ) و( كتاب الموت ) وهما منشوران هنا.
5 ـ وعند ( المسلمين ) حتى الآن لا تزال هناك طقوس للميت والموت والجثة والجنازة ـ لا علاقة لها بالاسلام . كانت موجودة قبل نزول القرآن ، وإستمرت بعده ، ومالبث أن تم تدوينها فى أول كتاب فى الفقه السنى ، وهو موطأ مالك . ونتتبع الهجص الذى قاله .
أولا : غُسل ( الجيفة / السوأة / الجثة )
1 ـ ليس فى الاسلام غُسل للسواة ـ أى جثة / جيفة الميت . هذا يخالف كونها سوأة ( جيفة ) مصيرها التحلل وأن يأكلها الدود . هل هم يغسلونها ويطهرونها لأجل الدود ؟
2 ـ يقول مالك فى ( - باب غُسْلِ الْمَيِّتِ :
( حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غُسِّلَ فِي قَمِيصٍ ‏.‏ )
( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ فَقَالَ ‏"‏ اغْسِلْنَهَا ثَلاَثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي ‏"‏ ‏.‏ قَالَتْ فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَعْطَانَا حِقْوَهُ فَقَالَ ‏"‏ أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ ‏"‏ ‏.‏ تَعْنِي بِحِقْوِهِ إِزَارَهُ ‏.‏)
( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ، غَسَّلَتْ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حِينَ تُوُفِّيَ ثُمَّ خَرَجَتْ فَسَأَلَتْ مَنْ حَضَرَهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَتْ إِنِّي صَائِمَةٌ وَإِنَّ هَذَا يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ فَهَلْ عَلَىَّ مِنْ غُسْلٍ فَقَالُوا لاَ ‏.‏ وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَهْلَ الْعِلْمِ يَقُولُونَ إِذَا مَاتَتِ الْمَرْأَةُ وَلَيْسَ مَعَهَا نِسَاءٌ يُغَسِّلْنَهَا وَلاَ مِنْ ذَوِي الْمَحْرَمِ أَحَدٌ يَلِي ذَلِكَ مِنْهَا وَلاَ زَوْجٌ يَلِي ذَلِكَ مِنْهَا يُمِّمَتْ فَمُسِحَ بِوَجْهِهَا وَكَفَّيْهَا مِنَ الصَّعِيدِ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَإِذَا هَلَكَ الرَّجُلُ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ إِلاَّ نِسَاءٌ يَمَّمْنَهُ أَيْضًا ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَلَيْسَ لِغُسْلِ الْمَيِّتِ عِنْدَنَا شَىْءٌ مَوْصُوفٌ وَلَيْسَ لِذَلِكَ صِفَةٌ مَعْلُومَةٌ وَلَكِنْ يُغَسَّلُ فَيُطَهَّرُ ‏.‏).
ثانيا : تكفين الجثة / الجيفة / السوأة
1 ـ بنفس الحُمق يُلبسون الجثة / الجيفة / السوأة ـ ثيابا ، يسمون تلك الثياب ( الكفن ) . هل تتزين الجيفة بهذه الثياب ( الكفن ) لتستقبل الدود ؟ ولتروق لأعين الدود ؟
2 ـ يروى مالك تحت عنوان - باب مَا جَاءَ فِي كَفَنِ الْمَيِّتِ : (- حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلاَ عِمَامَةٌ ‏.‏ )
( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ ‏.‏ )
( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، قَالَ لِعَائِشَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ فِي كَمْ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ ‏.‏ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ خُذُوا هَذَا الثَّوْبَ - لِثَوْبٍ عَلَيْهِ قَدْ أَصَابَهُ مِشْقٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ - فَاغْسِلُوهُ ثُمَّ كَفِّنُونِي فِيهِ مَعَ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ ‏.‏ فَقَالَتْ عَائِشَةُ وَمَا هَذَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحَىُّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ وَإِنَّمَا هَذَا لِلْمُهْلَةِ ‏.‏ )
( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ الْمَيِّتُ يُقَمَّصُ وَيُؤَزَّرُ وَيُلَفُّ فِي الثَّوْبِ الثَّالِثِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ ثَوْبٌ وَاحِدٌ كُفِّنَ فِيهِ ‏.‏ )
ثالثا : فى دفن الجثة / الجيفة / السواة
1 ـ ( - باب مَا جَاءَ فِي دَفْنِ الْمَيِّتِ : ( - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ وَصَلَّى النَّاسُ عَلَيْهِ أَفْذَاذًا لاَ يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ ‏.‏ فَقَالَ نَاسٌ يُدْفَنُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ‏.‏ وَقَالَ آخَرُونَ يُدْفَنُ بِالْبَقِيعِ ‏.‏ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ مَا دُفِنَ نَبِيٌّ قَطُّ إِلاَّ فِي مَكَانِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ‏"‏ ‏.‏ فَحُفِرَ لَهُ فِيهِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ غُسْلِهِ أَرَادُوا نَزْعَ قَمِيصِهِ فَسَمِعُوا صَوْتًا يَقُولُ لاَ تَنْزِعُوا الْقَمِيصَ فَلَمْ يُنْزَعِ الْقَمِيصُ وَغُسِّلَ وَهُوَ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏ ) . مالك هو الذى إخترع هذا الحديث ، ولم يصنع له راويا مكتفيا بقوله أنه ( بلغه أن رسول الله .. ). وفيه إفتراء بالوحى نزل على من قام بدفن ( جثة / جيفة / سواة ) النبى .
2 ـ ويبدو أنه ظهر من يسرق أكفان الجثث فى القبور ، فصنع مالك حديثين تحت عنوان : - باب مَا جَاءَ فِي الاِخْتِفَاءِ :
( - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الرِّجَالِ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ، عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَهَا تَقُولُ، لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُخْتَفِيَ وَالْمُخْتَفِيَةَ يَعْنِي نَبَّاشَ الْقُبُورِ ‏.‏ )
( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَقُولُ كَسْرُ عَظْمِ الْمُسْلِمِ مَيْتًا كَكَسْرِهِ وَهُوَ حَىٌّ ‏.‏ تَعْنِي فِي الإِثْمِ ‏.‏ )
رابعا : أساطير ( مالكية ) تتعلق بالموت
1 ـ الالحاد فى أسماء الله الحسنى :
يقول جل وعلا : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الاعراف ) . الاسماء الحسنى لرب العزة جل وعلا هى المنصوص عليها فى القرآن الكريم . والإلحاد فيها هو إطلاق إسم على رب العزة ليس من المذكور من أسمائه الحسنى فى القرآن ، ويكون هذا الالحاد فظيعا حين تطلق إسما أو وصفا بشريا على الخالق جل وعلا . وهذا ما وقع فيه ( مالك ) فى الموطأ ، حين قال عن رب العزة جل وعلا ( الرفيق الأعلى ) . كلمة ( رفيق ) جاءت مرة وحيدة فى القرآن الكريم وصفا لبعض البشر ، فى قوله جل وعلا : (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (69) النساء ) . وحتى الآن لا يزال إستعمال ( الرفيق الأعلى ) فى مناسبات الموت والعزاء ، ساروا ــ فى الالحاد ـ على سُنّة مالك .!
يقول مالك : ( -: - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِهَا وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ يَقُولُ ‏"‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى ‏"‏ ‏.‏ )
( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ حَتَّى يُخَيَّرَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَتْ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ‏"‏ اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى ‏"‏ ‏.‏ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ ذَاهِبٌ ‏.‏ )
2 ـ إفتراء بأخبار تتجرأ على غيوب الرحمن جل وعلا ، ولا يعلم الغيب إلا الله جل وعلا وحده ( علام الغيوب )
يقول مالك :( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ يُقَالُ لَهُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ‏"‏ ‏.‏ )
( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ كُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ الأَرْضُ إِلاَّ عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ ‏"‏ ‏.‏ )
( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ،أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَهُ اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ ‏"‏ ‏.‏ )
( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏:‏ ‏"‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ ‏"‏ ‏.‏ )
3 ـ إفتراء أحاديث وحكايات على رب العزة جل وعلا : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) الانعام ) سبق مالك بإختراع ما يسمى بالأحاديث القدسية ، وهى أحاديث واقاويل مفتراة منسوبة لرب العزة جل وعلا ، كما لو كان القرآن ناقصا فإخترعوا هذا لاستكماله .
يقول مالك ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ .) ‏‏.‏ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ حَسَنَةً قَطُّ لأَهْلِهِ إِذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ ثُمَّ اذْرُوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لاَ يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ‏.‏ فَلَمَّا مَاتَ الرَّجُلُ فَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ وَأَمَرَ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ ثُمَّ قَالَ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ مِنْ خَشْيَتِكَ يَا رَبِّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ ‏.‏ قَالَ فَغَفَرَ لَهُ ‏"‏ ‏.‏ )



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجص موطأ مالك فى ( الصلاة ) : شيطان التفصيلات فى هجص التشريع ...
- ( ملك اليمين : لمحة أصولية تاريخية ) الكتاب كاملا وبالتعليقا ...
- ملك اليمين فى الحكم : السلطانة شجرة الدر
- ملك اليمين فى الحكم : ( شغب ) التى حكمت الخلافة العباسية ربع ...
- ملك اليمين فى الحكم :( قبيحة ) أم الخليفة المعتز العباسى
- ملك اليمين فى الحكم : ( الخيزران ) أم الخلفاء العباسيين
- ( ملك اليمين ) جعلوها قاضيا للقضاة
- رسالة ( أخرى ) من شاب مسلم ..شاذ جنسيا ( الجزء الاخير : علاج ...
- رسالة ( أخرى ) من شاب مسلم ..شاذ جنسيا ( الجزء الثانى : قبيل ...
- رسالة ( أخرى ) من شاب مسلم ..شاذ جنسيا ( الجزء الأول : الرسا ...
- ملك اليمين فى فراش السلطان
- دكتور منصور: هل تقبل لبشر أن يجلد أبناءك أو بناتك؟
- ملك اليمين فى الغناء
- ملك اليمين : فى لمحة تاريخية وتشريعية فى العصر العباسى
- ملك اليمين فى عصرنا الحالى
- ملك اليمين : تحرير الرقيق بين تشريع الاسلام وتجربة أوربا وال ...
- الرد على سؤال من مثقف مسيحى
- ملك اليمين : بين عبقرية كافور السامقة وعبقرية المتنبى الساقط ...
- ملك اليمين : كافورالإخشيدى ( الخصى ) : من أعظم من حكم مصر وا ...
- ملك اليمين : أنواع الاسترقاق : الخصيان فى قصور العثمانيين


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - هجص ( موطأ مالك ) فى ( طقوس الموت ):شيطان التفصيلات فى هجص التشريع السنى