أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - دلورميقري - قلمُ جبران وصوته














المزيد.....

قلمُ جبران وصوته


دلورميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1404 - 2005 / 12 / 19 - 09:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


دمُ لبنانَ مهدورٌ. قائمة الموت، المعدّة بعناية المرجع الأمنيّ الأعلى، البعثيّ، تتساقط حروفها داميةً؛ قائمة سوداء كسحنة القتلة، محشورٌ فيها أسماء طليعة النهضة اللبنانية الجديدة، من سياسيين ‏وصحافيين وإعلاميين وكتاب.. الحريري وحمادة وحاوي وقصير وميْ وجبران تويني، أخيراً.. ‏وهل من آخر، في قائمة الموت، هذه؟ دماءٌ مهدورة على مدارج الطرقات والسبُل المؤدية إلى هذه ‏الصحيفة الحرة، أو ذاك البرلمان الحرّ، أو تلك القناة الحرة.. حرية لبنان، إذاً، هي المطلوبة؛ هي ‏من يتوجب عليها دفع الثمن غالياً، إزاء المستبدّ المدحور، المجرجر أذيال خيبته مع عسكره وأمنه ‏ومخبريه. كان لابدّ لتقرير " ميليس "، الدوليّ، أن يُسلّم إلى مجلس الأمن، ملطخاً بدم لبناني، شهيد‏، جديد، كي يصار إلى وضع الإصبع في عين القاتل، المستهتر، المغرور بما لديه من ‏إمكانيات إرهابية؛ هي الوحيدة المتبقية من دولة البعث المفلسة، المنهوبة إلى درجة يتفاخر أحد ‏وزرائها، في مذكراته الحربية، بأنه لم يتبق في المصرف المركزي السوري ما تأكله الفيران!

بؤساً للقاتل الجبان، وهو لا يعرف لغة غير السيارة المفخخة للحوار مع الآخر، المختلف معه؛ وكل ‏مختلفٍ خصمٌ عدوٌ متآمرٌ متصهينٌ، في قاموس الغباء البعثيّ. وجبران تويني، رجل الكلمة الحرة، ‏كان يعلمُ قدرَه مسبقا، وكان مستعداً له وهو العائد من باريس، متحدياً هذا القدر جاراً خلفه صليب ‏الشهادة والتضحية، سالكاً " طريق الجلجلة " الموصل منزله بمقر صحيفته الغراء. دمه الشهيد، ‏المسفوح في غياهب ذلك الوادي، مافتيء حاراً، طرياً، فيما أنا أكتب هذه الكلمات الممزوجة بعبرات ‏الغضب والخجل من هوية " عربية سورية " أحملها؛ هوية ترتكب بإسمها أفظع الجرائم وأخسها: وهل ‏ثمة جريمة همجية أكثر فداحة من قتل الكاتب، الأعزلَ، البريء كطفلٍ؟

لقد تسنى لي، كما لكثيرين غيري، رؤية هذا الكاتب وهو في جولات دائبة على هذه الفضائية أو تلك، ‏محاوراً مدهشاً بثقافته ودماثة أخلاقه، إلى حدّ إنتزاع إحترام وإعجاب أنداده؛ من ممثلي السلطة ‏السورية، البائسين، الإعلاميين والديبلوماسيين، المحرجين من (..) السلطة التي يمثلونها. وفيما كان ‏هؤلاء يطأطئون رؤوسهم أمامه؛ فبالمقابل، كان أسيادهم أصحاب الضمائر الأمنية، الميتة، ‏يختلجون هلعاً من صوته ويضمرون في نفوسهم السوداء ميتة مدبرة له محوّطةً، كالعادة، بشبهة ‏التكفيريين وبسملتهم: "لقد كسرنا قلم المدعو جبران تويني وأغلقنا فمه إلى الأبد وحولنا (النهار) إلى ‏ليل حالك. إن مصير " القصير " و" تويني " سوف يكون مصير كل من تسول له نفسه التعرض لمن ‏قدم ومازال يقدم الغالي والنفيس من أجل العروبة ومن أجل لبنان "، كما جاء في بيان منسوب للقتلة؛ ‏بيانٌ مستعارة ٌ مفرداته من القاموس الإعلامي الرسمي، البعثي، الحاقد، الموجه على مدار الساعة ‏ضد لبنان وشعبه ورموزه الوطنية. أجل، إن قلم الكاتب وصوته هما " المطلوبان " في قائمة الموت، ‏هذه؛ ليصار إلى تحقيق الهدف المفضوح في البيان، والمتمثل في إرهاب شعب كامل ومحاولة إعادته ‏إلى حظيرة الوصاية؛ البيان المفبرك - ككل ما تبتدعه الماكينة الأمنية السورية من تدابير ممسرحة، ‏مذ أضحت وصاية أصحابها على لبنان، والمنتهية بدم الحريري المراق، كارثة على رؤوسهم!

أيّ غالٍ وأيّ نفيس ٍ هذا الهراء البعثيّ، الممجوج، المدعي فداء العروبة ولبنان: الحرب الأهلية، ‏المحبوكة في العقل العسكري البارد، الإنقلابيّ، للرئيس الأب؛ بفتنها الطائفية، المقطرة دماً من ‏أجزاء مكونات الجسد اللبنانيّ، جميعاً؟.. أم الإرهاب والإذلال والسلب والنهب والخطف على مدى ‏عقود ثلاثة، والمنجلية آثارها اليوم بعديد المقابر الجماعية المنبوشة ومئات المفقودين في السجون ‏والمعتقلات؟ أم علينا تذكر " مآثر " الإبن القائد، الوريث الملكيّ للعهد الجمهوري الثوري الإشتراكي، ‏بتشجيعه لأقربائه الجشعين - الجائعين أبداً ككل (..) متخم بالمال الحرام - المنتهكين بلدهم سورية ‏حتى غدا يباباً بلقعاً؛ فيواصلون تصحير لبنان، أيضاً، بسطوهم وإبتزازهم لسوقه وبنوكه ورجال ‏أعماله، وصولاً إلى جعله ممراً لتبيض الأموال والمتاجرة بالمخدرات! وما كانت سنوات الوصاية ‏الأمنية السورية، الطويلة المريرة، إلا لتنتهي بمثل التراجيديا المتمثلة برهن وطن كامل ومصيره بيد ‏عصابة إرهابية بعثية، تدعي إمتلاكها لأوراق اللعب الإقليمية؛ علاوة على صلافة رأس النظام (..) في التعامل مع أقدم مدنياتنا العربية؛ المتمثلة بما كانه لبنان ‏الحرالدستوري الديمقراطي؛ التعامل (..) المتدخل حتى بتعيين أساتذة الجامعة اللبنانية - على حدّ قول ‏الأستاذ وليد جنبلاط - فما بالك بمقامات رئيس الدولة والوزراء والنواب والأجهزة الأمنية والعسكرية؛ ‏والمنتهية بحماقة التمديد للحود ومن ثمّ إغتيال الحريري.

في مقالة لي عن الجريمة المدبرة بحق مي شدياق (والتي لم يقدر لها النشر رغم أنها وصلت لمواقع ‏إنترنيتية ثلاثة، ومنها "النهار"؟)، ربطتُ إسم هذه الشهيدة الحيّة بسميتها، مي زيادة، وكتبت عنها ‏حرفياً: (..) "لم تعشق سوى الكلمة الخالدة، وربما قائلها أيضاً؛ جبران ‏صاحب كتاب "النبي" وإبن موطنها الأصلي، المغترب مثلها ". ما كان يخطر لذهني آنذاك، أنّ ‏جبراناً آخر، سمياً لجبران (صاحب كتاب) النبي، سيعانق مصير مي شدياق؛ زميلته في الكلمة الحرة والصوت النبيل ‏، الصادق. ومن دواعي ألمي الشخصيّ، أيضاً، أن أعرف من وسائل الإعلام الناعية جبران تويني، ‏أنه مولود في نفس العام والشهر المطابقين لولادتي، وأن الرقم 13، المنحوس، هو عدد الأيام الزائدة ‏لديه عني. جبران، يا صديق الكلمة الحرة، لأنتَ شهابٌ مندلعٌ في سماء الحرية، والمنطفيء بسرعة ‏؛ بعلامة صفتك، تلك، النارية. على أن وهجكَ، أيها الشهاب، لن يقدّر له أن يخمد بهذه السرعة ‏التي آلت إليها حياتك. صوتكَ بخاصة، الجريء، الواثق، القادر على براهين الحرية، هو المقدر له ‏أن يبقى طنيناً قاتلاً، في أذن الطغاة؛ اولئك المصابون، أبداً، بالصمم.

--------
أخبـار الشــرق



#دلورميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - دلورميقري - قلمُ جبران وصوته