أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي أبو عراق - عراقيات.. حق ما ننطي.. وحقنه نريده














المزيد.....

عراقيات.. حق ما ننطي.. وحقنه نريده


علي أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 1404 - 2005 / 12 / 19 - 05:10
المحور: حقوق الانسان
    


ليست حكاية شيقة ومحكمة كحكاياتنا السابقة فهي أهزوجة أو ما درج على تسميته في أريافنا العراقية (هوسه) ذات معانٍ ودلالات واضحة في التكريس للذات وإقصاء الآخر دونما ضوابط موضوعية وأخلاقية ربما كانت قصتها أن عشيرتين اختصمتا وتقاتلتا وسقط منهما ضحايا وعلى العرف الدارج اجتمعت العشائر الأخرى لحل هذا النزاع ودرء ذات البين عبر التقاليد والأعراف المألوفة واستطاع عقلاء القوم وضع حل لإنهاء هذه المشكلة أو النزاع بين العشيرتين بان يدفع كل منهما ما ترتب عليه من دية أو فصل ولكن جهلاء إحدى هاتين العشيرتين لم يرضهم مثل هذا الحل فقد تعودوا أن يكونوا هم الأغلبين فراحوا يهوسون غضباً واحتجاجاً على ما تمخض من حكم العقلاء (حق ما ننطي وحقنه أنريده).
مقاربة مع هذا الموضوع نرى اليوم ما يجري من عنت وإصرار في رفع سخونة العنف الانتخابي وقيام بعض الأطراف بتمزيق لافتات وملصقات وصور القرائن المختلفة وعلى الرغم من تصريحات بعض المسؤولين أن من يمارس هذه الأعمال هم ليسوا فرقاء أو منافسين سياسيين بل جهات مدسوسة مجهولة تسعى إلى عرقلة العملية الانتخابية وتصعيد الفرقة والخلاف بين هذه الكيانات السياسية المتنافسة ولكن ابسط المطلعين على طبيعة اداء الأطياف السياسية في البصرة يضع مثل هذه التصريحات تحت خانة التضليل والإيهام والإزاحة، فحمى التنافس على كسب الصوت الانتخابي قد بدأت باكراً وأخذت إيقاعاً ابعد غوراً وتجاوزت خطوطاً كثيرة فقد بدأ التحضير لمثل هذه العملية قبل شهور من قبل أحزاب وجماعات استغلت مواقعها في السلطة والمؤسسات وهناك مظاهر كثيرة لهذا ولعل أبرزها تعيين الآلاف في ضوء هذه الرؤيا والقياس فقد تم تعيين هؤلاء والوعد بتعيين الجزء الآخر كان ثمنه أن يدلي هؤلاء المعينون أو الذين يأملون تعيينهم هو في إعطاء أصواتهم لأولياء نعمتهم وهذا ليس اتهاماً أو رجماً بالغيب أو نوع من أنواع سوء الظن، بل كان هذا من أهم المفاصل الذي تمحورت عليه خلافات الحكومات المحلية حتى مع بعضها البعض ، ما نريد قوله أن الدعاية الانتخابية وكسب أصوات الناخبين سلكت فيها بعض الأحزاب والكيانات اقصر الطرق وأكثرها التماساً وابتزازاً فلم تنمُ هذه الأحزاب لكسب أصوات الناس بطرح برامج سياسية واقتصادية واجتماعية كما هو مفروض في بلد يسعى إلى التخلص من عرف استبدادي ثقيل وطويل ليفضي إلى عصر جديد من الحرية والتقدم والازدهار والقيم النبيلة بل حشرت هذه الجهات نفسها في موحيات وإشارات وفعاليات عصبية أو طائفية أو عشائرية أو مناطقية، طبعاً هذا إضافة إلى من كان في موضع القرار والتحكم بمصائر الناس وخصوصاً حاجتهم إلى الرغيف فخضع هؤلاء لذات الآليات الكريهة المنفرة التي مارسها النظام السابق، وهي صكوك الولاء والغفران من الحزب القائد والذين أصبحوا والحمد لله أحزاباً وقادة وكل يدعي أسبقيته وأحقيته ووصايته على عباد الله فبدون الخنوع والخضوع وممارسة مراسيم الطاعة والولاء لن يتم أي شيء يحلم به هؤلاء هكذا تتناسل التراجيديا العراقية من جديد وتنتج دوائر الأثرة والاستحواذ والاستيلاء التي سيعقبها حتماً متواليات الظلم والاستبداد والقمع ، هل انتظر العراقيون ليحصدوا هذا الحصاد المر، وهل خاضوا بحور دم ليستأنفوا الخوض في بحور دم أخرى ، كان على السياسيين وتحديداً الفاعلين والمتحكمين بالمشهد السياسي العراقي الحالي أن يتعلموا من دروس الماضي البغيض وهو النأي بعيداً عن كل ما كان يمارسه النظام السابق في إدارة شؤون الدولة والناس ويبتعدوا عن أهم ممارساته التي جعلت منه أسوأ وأقبح نظام بالتاريخ هو استعداداه وبطشه وتمحوره حول ذاته المظلمة، لماذا نبدأ من جديد من ذات المستنقع وإحياء آلياته غير المشروعة والتي لا تتفق مع أخلاقيات العراق الجديد الذي ينادي به الجميع دون استثناء ولكن يبدعون ويتفنون في إقصاء الآخر، ولعلي لا أقف متردداً في تصنيف مثل هذه الممارسات هل هي سياسية وسيكون فيها كل شيء مباحاً على ما هو دارج في السياسة ، أم هي قضية أخلاقية تتعارض مع كل سلوك وممارسة تضر بالوطن أو المواطن وبعيداً عن دور الواعظ أقول إنها قضية أخلاقية وأقول إذا أردتم عراقاً جديداً عليكم أن تأسسوا وتشرعوا أخلاقاً جديدة مقطوعة الصلة بثقافة الاستبداد نهائياً ومؤكد أن روح الاستبداد تنمو وتتضخم في حاضنات التعصب وإقصاء الآخر سواء أكانت هذه الحاضنات دينية أم مذهبية أم إثنية وهذا لا يليق بالعراق الجديد ، العراق التعددي الديمقراطي الحضاري المزدهر والعراقي الشريف هو من لا يصادر حق الآخر وبالقدر نفسه لا يتنازل عن حقه ، وليس مثل الذين هوسوا في ثورة غضب (حق ما ننطي... وحقنه نريده)!.



#علي_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي أبو عراق - عراقيات.. حق ما ننطي.. وحقنه نريده