أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روبرت درايفوس - الامل الصغير الباقي للعراق














المزيد.....

الامل الصغير الباقي للعراق


روبرت درايفوس

الحوار المتمدن-العدد: 1402 - 2005 / 12 / 17 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عشرة ايام قبل أول انتخابات في العراق لاختيار حكومة دائمة (ليست مؤقتة)، لكن هناك فرصة ضئيلة لأن تفتح النتائج أكثر من باب نحو تسوية سياسية للحرب.

ولكنها فعلا فرصة ضئيلة. أولا، طبعا، تجرى الانتخابات تحت الاحتلال الأمريكي للبلاد، الذي يجعل النتائج بشكل اوتوماتيكي مشكوك فيها في أعين العديد من العراقيين، إن لم يكن معظمهم، حيث ما زال معظهم يدعو الى انسحاب الولايات المتحدة.

ثانيا، التحالف الحاكم للأحزاب الدينية الشيعية (المجلس الأعلى، والدعوة، وعصابة مقتدى الصدر) ما زالوا المفضلون على النحو الشاذ الذين من المنتظر هيمنتهم مرة أخرى بعد 15 ديسمبر، وزعماءهم يستميتون في استعدادهم ضد أنواع التنازلات المطلوبة لتهدئة السنة الغاضبين وضد انخراطهم في محادثات سلام مع المقاومة البعثية المسلحة. وثالثا، حتى لو أنهم لم ينتصروا بهامش مريح، الائتلاف الحاكم الذي يقوده الشيعة من المرجح أن يتورط في تزييف واسع في فرز الأصوات. محاولة الاغتيال التي نفذت مبكرا هذا الأسبوع والتي استهدفت اياد علاوي، العراقي العلماني الذي يقود واحدة من الكتل الرئيسية المعارضة للدينيين الشيعة، والهجوم الصاروخي اللاحق على مكاتبه في النجف يظهران فقط المدى الذي سوف تذهب إليه القوى الشيعية لفرض إرادتها.

حتى أتمكن من التعامل مع الأشياء وكيف ستبدو قبل الانتخابات، تكلمت تليفونيا مع أيهم السامرائي في بغداد، الذي يدخل حزبه، حزب العراق المستقل، كواحد من الجماعات المترشحة في الاقتراع. قراءي سوف يدركون أن السامرائي هو وزير الكهرباء السابق في الحكومة المؤقتة التي أمضت العام الماضي كله تحاول التوسط بين الولايات المتحدة والمقاومة العراقية المسلحة. (إقرأ كامل نص الحوار الذي أجريته مع السامرائي في: The Dreyfuss Report )

طبقا للسامرائي، الائتلاف الذي يقوده الشيعة قد فقد قدر هائل من المصداقية منذ استيلاؤه على السلطة في الربيع الماضي – حتى بين الناخبين الشيعة. "لا توجد وظائف، ولا يوجد أمن. هكذا يسأل الناس، "بحق الجحيم ماذا يفعل هؤلاء الناس؟"، هذا ما قاله لي. يتنبأ السامرائي هكذا "انتهي الوقت بالنسبة لهم. لقد نسفوه". يتنبأ السامرائي بأن التحالف الديني الشيعي سوف ينتهي بنتيجة لا تزيد عما بين 60 الى 70 مقعد في الجمعية الوطنية من جملة مقاعدها الـ 275. ويتنبأ بأن الأكراد سوف يحصلون على قدر ما مثل 50 مقعدا، وسوف تحصل الكتلة السنية الدينية على نحو 35 مقعدا، والكتلة العلمانية السنية حوالي 40، وأن حزب علاوي غير الطائفي سوف يجذب ما يكفي من أصوات الشيعة والسنة ليربح حوالي 40 مقعدا. بشكل يمكن تصوره، مثل هذه النتيجة قد تسمح بظهور إئتلاف حاكم يحجب كتلة المجلس الأعلى وحزب الدعوة والصدر.

قال السامرائي، نتائج الانتخابات سوف تنسف سواء عملية السلام التي قد بدأت في القاهرة، ثم ركدت، وسوف تمضي الأمور قدما. "يعتمد ذلك على الانتخابات. لو مضت الانتخابات على نحو حسن" – أي، إذا ما هزمت كتلة الشيعة – "سوف يكون هناك مؤتمرا في فبراير. لو عاد هؤلاء الأولاد، لن يكون هناك مؤتمرا". هذا لأن الأحزاب الشيعية الدينية اليمينية المتشددة قد ولدت الكراهية، والغضب والمرارة من على الجانب السني، ولأنهم لن يسمحوا بالشروع في إجراء محادثات مع المقاومة العسكرية البعثية.

أغرقت الكتلة الدينية الشيعية بفعالية محادثات القاهرة، طبقا للسامرائي. ليست هناك محادثات ذات وزن تجري بين المقاومة والحكومة في العراق، هذا ما قاله، رغم أن السفير خليل زادة قد أعلن استعداده للاشتراك في المحادثات مع المتمردين، على الأقل لهذا الحد أو ذاك، تلك المحادثات تجري فقط في الميدان. قال السامرائي: "لا يوجد شيئ على المستوى المركزي، ولا على مستوى السفير. يقابل السفير بعض الجماعات السنية، ولكن ليس للتفاوض". خربت الكتلة الدينية الشيعية القاهرة، طبقا للسامرائي. رئيس وزراء العراق، ابراهيم الجعفري من حزب الدعوة، شطب على أسماء كل من لا يعجبونه، وحظر تواجدهم في لقاء القاهرة – السامرائي من ضمنهم. ورغم أن بعض ممثلي المقاومة قد ذهب الى القاهرة، كل ما استطاعوا القيام به كان لقاءا مع السكرتير العام للجامعة العربية، ثم غادروا القاهرة. قال السامرائي، رغم التصريحات التي أعلنت عقب المؤتمر، والتي اعترفت فيها كل الأحزاب بحق العراقيين في مقاومة الاحتلال، فقد استعرت نار العدوات الطائفية بين الفرقاء طوال الأسبوعين الماضيين. ازدادت احداث العنف بشكل أكثر سوءا، والتقارير عن فرق الموت التي يقودها الشيعة والقتل الجماعي قد أغضبت وأثارت رعب العلمانيين العراقيين والسنة معا.

كثير من تقارير الميديا الخارجة من العراق في الأيام العشرة الماضية تدعم ما قاله السامرائي بأن حتى السكان الشيعة العراقيين قد بلغ بهم الضيق منتاه من طائفية الكتلة الشيعية الدينية. حملة علاوي، في قلب مناطق الشيعة، بما فيها النجف، كانت بشكل واضح تهديدا كافيا للكتلة الحاكمة مما جعل القوات الشبه عسكرية تحاول قتله. آية الله السيستاني الذي كان ينوي افتراضيا أن يكون محايدا في الانتخابات، أصدر إعلانا يشبه الفتوى يحث فيها الشيعة على السير الى مراكز الاقتراع والتصويت لصالح المرشحين الدينيين – أي وليس علاوي.

مهمة الجمعية الوطنية القادمة سوف تكون مهمة عظيمة: اولا، إعادة كتابة الدستور المنحاز بشكل مجنون والذي فرضته الكتلة الشيعية في 15 اكتوبر؛ والتفاوض من أجل انسحاب القوات الأمريكية؛ والعمل على عقد وقف لإطلاق النار بين الحكومة والمقاومة التي تقودها السنة في العراق. هذه هي كل القرارات، كلها. لو دبرت كتلة الأحزاب الدينية الشيعية، التي يساندها السيستاني أن تسرق انتصارا انتخابيا آخر مثل ما حدث سابقا، فرص تجنب العراق للحرب الأهلية تكاد أن تكون صفر.



#روبرت_درايفوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي والديموقراطية: الرقص مع الشيطان


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روبرت درايفوس - الامل الصغير الباقي للعراق