أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الخلفاوي فاطمة - المغرب في وسط الطريق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي














المزيد.....

المغرب في وسط الطريق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي


الخلفاوي فاطمة

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرفت الشراكة الاورو متوسطية عدة محطات كبرى ، في شراكتها مع دول جنوب حوض المتوسط، في اطار اعلان برشلونة لسنة 1995، الاطار الأساس لهذه الشراكة، تنوعت بين اتفاقيات متعددة الأطراف، وأخرى ثنائية فرضت نفسها في الآونة الأخيرة، نظرا لفعاليتها، مقارنة مع الأولى.
في هذا الاطار، أبرم المغرب مع الاتحاد الأوروبي ٳتفاقية شراكة سنة 1996 ، دخلت حيز التنفيذ سنة 2000، وحصل على صفة الوضع المتقدم سنة 2008 ، الذي جعله من خلالها الٳتحاد شريكا ومسؤولا في نفس الوقت، مما جعله رهين تحديات كبرى عليه مواجهتها بحذر، تفاديا لتداعياتها على المستوى الوطني خاصة. لكن المغرب كان فطنا بهذه المسؤولية الكبرى التي فرضها الاتحاد الأوروبي على عاتقه، والمتمثلة في تأمين الحدود الجنوبية لأوروبا، من توافد المهاجرين غير النظاميين، والارهابيين، وتجار المخدرات، عليها، بالرغم من بطء التمويل وهزالته. كما منح البرلمان المغربي صفة الشريك من أجل الديمقراطية لتعميق الشراكة لتشمل أيضا مجال التشريع لموائمة التشريعات المغربية لنظيرتها الأوروبية، خدمة لمصالح أوروبا بطبيعة الحال. مما يجعل المغرب أمام تحدي آخر هو تداعيات الأزمات التي تعرفها أوروبا حاليا أو مستقبلا، نظرا لهذا الارتباط العميق بينه وبين الاتحاد الأوروبي. لكن تنويع المغرب في شركائه من خارج أوروبا، عبر ٳنفتاحه أفقيا على مستوى دول شمال ٳفريقيا ودول الخليج العربي، وآسيا والصين والٳتحاد السوفياتي واليابان...ٳلخ، وعموديا على مستوى دول ٳفريقية صديقة جنوب الصحراء، في ٳطار ٳتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف، سوف يقيه من النتائج السلبية لهذه التداعيات.
و يعرف الاتحاد الأوروبي حاليا أول تجربة لخروج أحد أعضائه، بعد تصويت أغلبية البريطانيين بتاريخ 23 يونيو 2016، بنسبة 51.9%، مقابل 48.1% من الأصوات لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد دخولها الاتحاد منذ سنة 1975، وما هذا ٳلا نموذجا من الأزمات التي تعترض هذا الٳتحاد، وتقوض ٳعلان برشلونة، وٳتفاقيات الشراكة مع دول جنوب وشرق المتوسط، من قبيل منح دول جديدة العضوية في الٳتحاد مثل تركيا التي طالما طالبت بها، لتوسيع جديد للٳتحاد، ومن جهة أخرى مطالبة دول أخرى حذو تجربة بريطانيا، حيث ترى أنه من صالحها خوض غمارها والخروج من الاتحاد، كاليونان، وهذ يظهر جليا من خلال ما صرحت به المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بقمة الاتحاد الأوروبي المنعقدة ببروكسيل يومه الثلاثاء 28 يونيو 2016 بالقول : "سنقدم ٳقتراحا إلى زملائنا" رؤساء دول وحكومات البلدان الأخرى الأعضاء في الٳتحاد "لإعطاء دفع جديد" للمشروع الأوروبي في الأشهر المقبلة، لتجنب ٳنتشار "العدوى" في أوروبا . وللاسراع في ٳعادة ترتيب أولويات سياسته الخارجية، ودعم أعضاء الاتحاد لكي لا تنتشر العدى البريطانية اليهم. طالب الاتحاد الاوروبي بريطانيا بالاسراع في مباشرة اجراءات الخروج من الاتحاد، وتطبيق بنود المادة 50 من اتفاقية لشبونة المنظمة للخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي، الشيء الذي لم تستعد له بريطانيا بعد، ٳلا بعد ترتيب أوراقها، وٳعادة تحديد أولويات سياستها الخارجية، فيما يخص علاقتها مع الاتحاد بعد خروجها منه، ومصير المستثمرين البريطانيين في دول الٳتحاد، ومستثمري هذه الدول داخل بريطانيا، وسياسة الهجرة ومحاربة الارهاب وغيرها من الترتيبات الأمنية.
أما المغرب فان شراكته مع الاتحاد الأوروبي، سوف تفتح أمامه فرصة جديدة لتعميق شراكته أكثر مع الاتحاد الأوروبي، ومن جهة أخرى فٳنه في ٳطار الٳتفاقيات الثنائية بين المملكتين( المغرب وبريطانيا) من الممكن أن تكون بريطانيا سوقا تجارية جديدة للمغرب ، أمام احتمال ضعفها ٳقتصاديا جراء خروجها هذا من الٳتحاد، حيث ستكون مضطرة للبحث عن شركاء جدد وتطوير ٳتفاقيات كانت أبرمتها في السابق مع دول أخرى خارج الاتحاد، منها المغرب، الذي تقدر صادراته في اتجاه بريطانيا ـ حسب المعهد الملكي للشؤون الدولية ـ بنحو 6.01 مليار درهم، في حين تجاوزت وارداته من هذا البلد الأوروبي 7.99 مليار درهم متم عام 2015. كما يصدر المغرب أساسا لبريطانيا الملابس والسيارات الخاصة والمواد الكهربائية، فيما يستورد منها السيارات والمنتوجات النفطية ومواد وبضائع معدنية متعددة. وبذلك، فإن بريطانيا تعد الزبون السابع والمورد الخامس عشر للمغرب. كما تعد المملكة المتحدة المستثمر الثاني والستين في المغرب، مع الإشارة إلى أن المغرب يستقبل نحو %1 من حجم مجمل الاستثمارات البريطانية. بهذا سوف يستفيد المغرب من الموازنة بين بريطانيا و الاتحاد الأوروبي. لأنه سوف يستفيد من الطرفين معا. وهذا على عكس ما يراه هذا المعهد أن دول المغرب العربي ستعاني بشكل مضاعف من خروج بريطانيا من الٳتحاد الأوروبي. لكن هذه السيناريوهات تبقى مجرد سبق في الزمن ، وقد أكدت سفيرة بريطانيا كارن بيتس في ندوة صحفية بالرباط يومه الجمعة فاتح يوليوز 2016، على أن علاقتة بريطانيا مع المغرب لن تتغير بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.. حيث قالت "إن علاقاتنا لن تعرف أي تغيير والمملكة المتحدة ستبقى ملتزمة بتقوية العلاقات الثنائية مع المغرب في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية". وأضافت أن "بريطانيا ستواصل اعتبار أمن المغرب وازدهاره مرتبط بأمن وازدهار بريطانيا". ولهذا، فلا يمكننا أن نتسرع في وضع سيناريوهات غير مبنية على معلومات موضوعية، فالمستقبل لأنه وحده الكفيل لٳبراز نتائج هذه التداعيات على ٳقتصاديات بريطانيا والٳتحاد الاوروبي وشركائه المتوسطيين .



#الخلفاوي_فاطمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الخلفاوي فاطمة - المغرب في وسط الطريق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي