أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران محمد حسن - قصة قصيرة الكلاب والليال الخمسة














المزيد.....

قصة قصيرة الكلاب والليال الخمسة


غفران محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5188 - 2016 / 6 / 9 - 21:03
المحور: الادب والفن
    


الكلاب والليال الخمسة
بيروت-غفران حداد
وضع كفه على فمي وادخلني السيارة بقوة وانا احاول الصراخ ،تمنيت لو ينقذني احد والاخر ادخل راسي في كيسا اسود ،افترس مخيلتي مشهد الاعتقال من قبل عناصر المارينز حين يلقون القبض على المشتبهين بهم، اقتادوني الى جهة مجهولة
طوال الطريق اصرخ بصمت واستنجد بكل الاديان السماوية ان لا يأذونني،من هم؟ولماذا اختطفوني .؟ ولكن لا اجد الجواب
اقترب بنا الوقت من الليل واسمع عواء الثعالب ونقيق الضفادع في سواقي الماء ،عرفت انني في قرية مهجورة من ضواحي بغداد ،اسمع فتح الباب واحدهم يصرخ
- اتركوها هذه الليلة هنا
دفعني بقوة احدهم وارتطم جسدي بقوة في احد جدران الغرفة الطينية اشمُّ رائحة الطين واسمع عواء الحيوانات السائبة ونعيق البومة.
الخوف تسلل لقلبي وجسدي يرتجف وانا اشعر بأصابع احدهم يلمس جسدي ويقترب من أثدائي مزّق قميصي وصرخت من اعماقي
- لاآآآآآآآآآآ من انتم ؟وماذا تريدون مني
- لا تكوني عنيدة معي أيّتها السنيّة
-إبتعد عني من انت؟
-كفى بنت القحبة سأروض كبريائك الفارغ سترين طعم الرجال كيف سيكون.
لوى عنقي وأغتصب القبلة من شفتي إغتصاباً ،شعرت انني في اخر يوما في حياتي سيغتصبونني واحدا تلوا الاخر ويأكل من جسدي الطيور والحيوانات السائبة
دخل احد المختطفين ورفس المعتدي الاول ابعده عن جسدي
- اتركها نحن نريد المال من الصحافية وليس الاغتصاب
- الا ترى الانوثة في جسدها، الجنس في صوتها ،كيف لي ان أقاوم هذا الجمال
واخذ يقبلني من صدري وانا اصرخ وأرتجف ،أتوسل اليهما
-ارجوكما الشرف غالي ،أ أكيد لديكما اخوات وزوجات انتما رجال محترمون ولكن ربما الظروف والعوز المادي اجبرتكما على ذلك
استرق مسامعي صوت لرجل ثالث وهو يتحدث بلغة طائفية وسب وشتم لديني وطائفتي انفاسه تقترب من انفاسي ويصرخ بي
- اسمعي نحن نريد عشرة ملايين دينار عراقي ونعلم انكِ من عائلة ثرية فمتى ما تعطينا المال سوف نطلق صراحكِ
فيرد الصوت الاول
- لا عشرة ملايين قليلة نريد أكثر
-اقسم لكم انني لا املك المال الذي تتحدثون عنه انا اعيش وحيدة ولا املك سوى مرتبي من الجريدة
فركلني بقدميه على وجهي
-هل تريدين ان نصدق ما تقولين؟
بدأ الدم يسيل من فمي لم اعد اقوى على قول شيء الا الانين والألم أخذتني نوبة إغماء لم اعد اشعر بما يدور حولي
***
في الليلة الثانية استيقضت على سكب الماء الحار على جسدي وأتاوه من الألم
واصرخ
-من انتم ماذا تريدون مني؟
-قلنا لكِ نريد المال
- اقسم لكم انني لا املك ما تطلبون
-كم لديكِ اذن؟
-لا شيء
رفسني على بطني،صرخت مثل عواء الذئب في ليلة مقمرة يبحثُ عن الملاذ الآمن، أصبحت لا أقوى على تحمل الألم والعذاب النفسي والجسدي منهم دعوت الله ان يخلصني ،شعرت بكراهية لأهلي، لزوجي الذين كانوا السبب فيما أمرُّ فيه أنانيتهم جعلتني اهجر البيت .
مرت أربعة ليال على هذا الحال ضرب وتحرشٌ جنسي وشتم من دون ان يصدقونني انني لا املك المال .
زارتني جدتي "ريم" أشمُّ رائحة جسدها الحنونة ، وتلفني بذراعيها
وتهمسُ لي
- ما بكِ حبيبتي لماذا تصرخين انا قربكِ لا تخافي
-خذيني معكِ جدتي أنا أموت ، لا تتركيني
لكن صوتها غاب، غاب، يإلهي أصبحت أتخيّل الأموات قربي وأستنجد بهم
هوى أحدهم على مؤخرتي بهراوته،قفزت في الهواء صارخة من الألم وانا اتوسل به
-كفى ارجوكم هل هذه الرجولة ان تضربون إمرأة
فجائني رفس بالأقدام من الرجلان الاخران ويصرخون ويشتمون بصوت متقارب
- نريد المال والا سنغتصبكِ الليلة ونرمي جثتكِ للثعالب الضالة هل تستمعين اليها انها جائعة جداً.
فجأة راود مخيلتي صديقي الاعلامي رعد، انه رجل طيب ونبيل ربما بإمكانه ان يساعدني
فقلت بصوت يرتجف اين هاتفي الجوال اتصلوا برعد
فرد احدهم ساخراً
-ومن يكون رعد عشيقكِ؟
فضحك الثلاثة بهستريا
- لا، انه صديقي واخي اتصلوا به ربما يستطيع مساعدتي
فقال احدهم
-ربما؟ هل تضحكين علينا ؟
-مولاي اقترح ان نقضي ليلة جميلة وننام على هذا الفراش الجميل الذي يعجُّ بالأنوثة
- لا، نريد المال اتصلوا بما يسمى رعد
خرجوا من الغرفة الطينية وأنا منخورة القوى لم اعد ارغب بالحياة ولا برؤية النور ولا بمزاولة بعملي الصحافي أريدُ أن أموت
بعد أقل من عشر دقائق دخلوا عليّ جميعا يرفسونني بإقدامهم وانا أتأوه وأصرخ من الألم
- هل سمعت؟ هذه صديقتك اليس صوتها ،إيه هل ستعطينا المال
عرفت انهم اتصلوا برعد يريدونه ان يصدق انني اختطفت اسمعوه صوتي وصراخي وأنيني فقدت الوعي لبرهةمن الوقت لم اعد اعلم بما يجري حولي فما أمر به من عذاب جسدي ونفسي لا يقوى على تحمله رجل
-يا محمد، يا يسوع استحلفكما ان تنقذاني ، أستغيث فهل من مجيب
بعد خمسة أيام يا سيدتي علمت ان صديقي رعد فاوضهم بإعطاء مليون دينار عراقي هذا ما يملكه ،وابلغهم هذا ما لديّ ان كنتم تريدون المليون ان افعلوا بها ما شئتم فهي مجرد صديقة ،أراد ان يقلل من شاني لكي لا يتمسكون بي وهذا ما حصل فعلا اخرجوني وتركون على اطراف العاصمة بعد ان اخذوا منه المال هذه حكايتي بإختصار مع حادثة الاختطاف في شهر كانون الاول من عام ألفين وثلاثة عشر
-شكرا لكِ بإمكانكِ الذهاب وسيتصل بكِ مكتب الأمم المتحدة للاجئين في بيروت بوقت آخر
خرجت من غرفة المحلفة في مكتب الأمم المتحدة وهذه المقابلة الثانية لي عسى أن يقبل ملفي وأهاجر الى اي بلد أوربي ،عسى أن يكون لي يوما بيتا ووطنا بديلان عن بلدي الأم



#غفران_محمد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...
- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- الإعلام الإسباني يرفض الرواية الإسرائيلية ويكشف جرائم الاحتل ...
- صدور نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025 تجاري وصناعي وز ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفران محمد حسن - قصة قصيرة الكلاب والليال الخمسة