أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح الدين مسلم - الشيخ مقصود وزمن التواطؤ مع الوحوش














المزيد.....

الشيخ مقصود وزمن التواطؤ مع الوحوش


صلاح الدين مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 23:06
المحور: القضية الكردية
    


الشيخ مقصود الحارة الذاكرة، المدينة الهامشيّة، التي كانت مرتع الهاربين من الحصار العفلقيّ على مناطق روج آفا، منذ الحزام العربيّ إلى الحصار الوحشيّ الحاليّ، إنّ اللون الكرديّ في الشيخ مقصود وفي المناطق الأخرى ظلّ يقضّ مضاجع الليليين الظلاميين الذين استسلموا لشهوات الدولة القوميّة الإجراميّة المنحرفة، فما بين أنين الشيخ مقصود والدماء التي تجري وبين الصمت العالميّ الفاضح روايةٌ تسرد تاريخ إبادة الشعب الكرديّ، إنّه التاريخ بين أيدينا يستحضر ذاته، نعيشه، يمرّ ملوّحاً لنا بمفرداته، يلخّص تاريخ مفردة الخيانة؛ تلك المفردة التي ظلّت تقضّ مضاجع الغافلين الذين يرَون الحياة من عدسات الكردياتيّة المزيّفة، المزوّرة، التي تسطّر التغييب، ها هو الإعلام الذي جعل الكرد الحقيقيين وحدَهم يرَوْنَ فصول المأساة.
لقد أضحى المتثاقفون يشمئزون من مفردات؛ الخيانة، المؤامرة، الكردياتيّة المزيّفة... ودائماً يسردون فصول الهزيمة النكراء وقصّة التخاذل، قائلين لملوحة الأسئلة ودمويّة الأجوبة: على أولئك المضحّيين أن يحترموا مشاعر القابعين في الغرب، الذين ينظّرون تنظيرات الأخوّة الكرديّة بين القاتل والمقتول، وينادون الفصائل كلّها أن تتوقف عن القتال، وكأنّها حرب متكافئة بين فصيلين متقاتلين، لا يدركون معاني الدفاع عن الشرف والعِرض والكرامة، ومعاني الهجوم والتهجّم الوحشيّ.
لقد أضحت مفردات المقاومة مستهلكة في زمن البروج المشيّدة على ترّهات حضارة الدمّ والقتلّ والدمار، لمّا يدركْ أولئك المنسلخون عن ذواتهم أنّهم أضحوا قميئين لا لون لهم، فما عادت ناطحات السحاب تنظر إليهم نظرة إنسانيّة، وما عادت تقبلهم إلّا عبيداً لبروج الحداثة، وبالمقابل ما عادت الذاكرة تقبلهم، فباتوا إمّعات لا يستطيعون التوافق بين الذاكرة الرافضة لوجودهم، وبين الغرب الذي ينظر إليهم غرباء متوحّشين يجب ترويضهم، مع أنّهم من سلالة مخترعي الحضارات ومنشئي الثقافات الأولى.
الشيخ مقصود؛ هي إحدى فضائح العهر الرأسماليّ، إحدى تدوينات الظلم في ملاحم الطغيان الكرديّ، تسطّر ما تحتويه العبارات بين سندان النوم في أحضان القاتل، وبين نيل شرف المقاومة في ساحات رفع الهامات عالياً لتعانق سماء النسور والصقور، وكما يقول عبد الرحمن الكواكبيّ الكرديّ: (الإرادة أمّ الأخلاق)، فمن لم يمتلك إرادة لا يجوز أن يتشدّق منادياً بالأخلاق، فليحمل عهره معه وليقسم بلا أخلاقه، ومن لم يمتلك الأخلاق فلا داع لوجوده، إنّهم حملَة لواء الكردياتيّة وهم مسلوبو الإرادة، وإذا ذبحت الشاة فالسلخ لا يؤلمها، لذلك لا ينفعهم خسف أو عطب، مهما نادت الأطرافُ المجلسَ اللاوطني لتقول له: انسحب من مجلس الخونة، حيث سدّ السلطان آذانهم بالمال، وما عادت صرخات أطفال الشيخ مقصود تلقى أذناً صاغية من مريدي النظام في اجتماعهم البعثيّ في جنيف بين الزعبي ورياض الجعفريّ العفلقيين.
إنّ الطريق بعيدة بين الشيخ مقصود ونصيبين ولكن ما يجمع المدينتين ويقرّبهما هو زمن التواطؤ مع الجلّاد، زمن طأطأة الرأس وانصياع وصمت كلّ من ألِف واعتاد حياة الذلّ والخنوع، فإنّ القذائف التي قتلت أطفال الشيخ مقصود من فوّهات بنادق الوحوش، قد قُتلوا مرّة ثانيّة بسبطانة تاريخ التواطؤ مع الجلّادين الذي أعيدت صياغته على يد مَن استلموا إمارة الخيانة من عصمت إينينو والبدليسيّ.
والمستبدّ العثمانيّ الذي حام حوله أولئك العبيد قد حقّ قول الكواكبيّ فيه: (المستبدّ يودّ أن تكون رعيته كالغنم بُرّا وطاعة، وكالكلاب تذلّلاً وتملّقاً)، وقد وصلّ التذلّل إلى مستوى باتوا يعانقون فيه قاتلي ذوي جلدتهم، ليرضوا ذاك السفّاح الآبق القاتل في قصره العثمانيّ.
لكن الصولات والجولات تثبت أنّهم يتضعضعون والشعوب المتطلّعة إلى الحرّيّة لمّا ترضخ لأولئك الفاشستين، ولن ترضخ، ومن حرّر كوباني هو نفسه سيحرّر الشعوب المتطلّعة إلى الخلاص، ومرّت سبعة أشهر ولم تستطع هذه القذائف أن توهن من عزيمة العظماء المحاصرين الصامدين صمود النسور أمام نائبات الزمان.



#صلاح_الدين_مسلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة المعتدلة أكذوبة كبرى
- بين المركزية واللامركزية في سوريا
- الأيوبيّة بين الماضي والحاضر
- الانهيار الأخلاقي للمجلس الوطني الكرديّ
- الفيدراليّة في سوريا مشروع وحدويّ


المزيد.....




- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح الدين مسلم - الشيخ مقصود وزمن التواطؤ مع الوحوش