متفرقات في الفلسفة و الدين و السياسة و الادب.. الجزأ الاول..

اجرعام محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 18:23
المحور: الادب والفن
    

يا الله.. كيف اخترت هذه الامة الغبية و المتخلفة حتى تمثلك؟؟ كيف اخترت ان تسكن في عقل شخص عربي متصحر مليئ بالكبت و العقد و كل انواع الحقارات و يحتالك عليك بالصلوات و الادعية المنافقة حتى يلج ماخورك الموعود؟؟

المتفائل بشكل كبير في المجتمع المغربي شخص يعيش في حالة فصام حادة مع الواقع.. يعيش حالة من نكران الذات والاتعايش مع الواقع و يواسي نفسه باحلام مؤجلة الى اجل غير مسمى.. ..بينما المتشائم شخص متيقض و يعيش حالة صحية جيدة و يدرك الواقع كما هو بكل اشكاله الغير المسقرة..

في الدين الاسلامي حين تقتل نفسك بشكل فردي تذهب للنار خالدا مخلدا فيها.. بينما حين تقتل نفسك مع شخص آخر لا ينتمي لنفس افكارك و معتقداتك تذهب للجنة لتنعم بالحوريات و جبال القشدة و انهار الويسكي..حين تنتحر يسمونك جبان يعيش الفراغ الروحي و حين تنتحر رفقة من يسمونهم بالكفار.. يطلقون عليك لقب شهيد.. ذلك اللقب الذي يحول الموت الى جائزة نوبل يتوشح بها صدر الانتحاري و يوهم اهله بانه بطل و ان موته يستحق النشاط و ليس العزاء.. كم انتم كهيعص..

و انا جالس في الحديقة فوق الكرسي الخشبي استمتع بهواء يوم جميل.. سمعت بس بس التفت يمينا و شمالا ووجدت الشجرة التي الى جانبي تنادي تنادي: انا اصنع الاكسيجين الذي تتنفسه الكائنات الحية.. ماذا تصنع انت؟؟ اجبتها : استهلك الاكسيجين و اصنع الخراء و ثاني اوكسيد الكاربون..

احلامي هذه الفترة تشبه الافلام.. مهمى حاولت استرجاع تفاصيلها لا استطيع.. حلم امس لا اتذكره كاملا على سبيل المثال.. كنت امثل فيه دور الشخصية الرئيسية و كنت بطلا في رياضة العدو الريفي.. في نفس الوقت عميل مزدوج.. كانت اصوات طلقات مسدسي حين اتمرن على التصويب على الاشجار في احد الارياف لا تشبه اي صوت آخر سمعته من قبل.. صوت مميز يشبه اصوات مفرقعات عاشوراء.. كانت الخرفان من حولي تهرب حين تسمع صوت الطلقات.. لم يكن هناك بشر.. كنت انا و الخرفان و المسدس و سهول الريف فقط.. حلم سريالي ينضاف "ينظاف!!" اليه عدم تذكري لمعظم الاحداث و التفاصيل.. ربما سبب ذلك هو غيابي المتكرر عن الواقع المتطرف..

اشعلت سيجارتي الآن و تجرعت كأس الفودكا الحارق ثم فرقعت اصابعي و وضعتها فوق لوحة المفاتيح وبدأت تراودني تلك النشوة التي تخبرني أنني سألتقي بشخصية فريدة في أزقة احد النصوص التي سوف اكتبها.. ربما لا يمكن وصف تلك النشوة المثيرة.. انها اشبه باورجازم عقلي يبعثه ذلك الإحساس بلقاء شخص ما كان قابعا في اعماقي ينتظر لحظة خروجه من معتقل الاوعي الى العلن.. لحظة خروجة من سرداب اللاوعي اشبه بلحظة الافراج عن معتقل سياسي ثوري.. لا أعرف لحد الان ذلك الشخص الذي سوف افرج عنه بعد قليل و لا نوعية تهمته و لا ماذا سيفعل حين اطلق سراحه ولا كيف ستبدأ او تنتهي علاقتي به.. لكن الامر مثير و هذا هو اهم ما يحرضني على الكتابة..

الى سكان بلاد اليس الذين يحاولون ان يؤكدوا للاخرين انهم سباقون للعلم و الحضارة التي سرقت منهم.. الذين اختصروا تاريخ الطيران في عباس ابن فرناس.. و الطب في الرازي.. و الكيماء في جابر ابن حيان.. و الاجتماع في ابن خلدون.. و الرياضيات في الخوارزمي.. و الفلسفة في الفرابي.. و اللاهوت في ابن رشد.. و التاريخ في الطبري.. و الجغرافيا في ابن بطوطة.. و الفلك في ابن الهيثم.. سوف ذاكرهم برسالة عمرو ابن العاص بخصوص مكتبة الاسكندرية حين بعث يسأل خليفة المسلمين عمر ابن الخطاب.. فقال له هذ الاخير ان كان فيها ما يخالف كتاب الله فقم باحراقها.. و ان كان فيها ما يطابق كتاب الله ففي كتاب الله ما يغني عنها.. اذكرهم ايضا بالخليفة المنصور الذي قطع اصابع الاديب ابن المقفع.. و الخليفة القادر بالله الذي اهدر دم المعتزلة و كانت رقابهم تضرب في الاسواق و كتبهم تحرق في الساحات.. ثم يأتي احد سكان بلاد اليس الذي كان يغط في نوم عميق كأهل الكهف.. و يخرج لي من قبعته ارنب فتصير لغة القرآن مطابقة للرياضيات و الفيزياء و الكوزمولوجيا و الطب الحديث.. لا يا عزيزي الامر ليس كذلك.. التاريخ يشهد ان الدين الاسلامي كان يرفض العلم.. و كانت كل بدعة ضلالة.. و حين تفوق هذا الاخير اي العلم و اظهر التناقض الواضح بين نصوص الدين القديمة و مستجدات العلم الحديث.. قام سكان كوكب اليس من حاملي المكانس في دقونهم بمزجه مع الدين حتى يصير نسيجا واحدا..

#اجرعام_محمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل