أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ممدوح وديع علي - عذراً ... الأستاذ رياض الترك















المزيد.....

عذراً ... الأستاذ رياض الترك


ممدوح وديع علي

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 09:22
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


استوقفني مقال قرأته على أحدى صفحات الويب يتناول المداخلة التي قدمها السيد رياض الترك عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري في قناة الديمقراطية مساء يوم الجمعة 28/10/2005 والذي قدم فيها برنامجه السياسي للخروج من الأزمة التي نعاني منها في قطرنا العربي السوري جراء الهجمة المسعورة التي تستهدفنا بقيادة أمريكا ومن معها والتي غايتها أكمال المخطط المرسوم للسيطرة على مشرقنا العربي وتفتيت دوله إلى دويلات طائفية دائمة الاقتتال فيما بينها بما يضمن ضرب المشروع القومي العربي ويضمن استمرارية تفوق إسرائيل عسكريا وسياسيا واقتصاديا لتحقيق المشروع الصهيوني المتمثل بإسرائيل الكبرى ومحو دولة أسمها فلسطين من الخارطة.
ومهما تكون وجهة نظر السيد الترك من النظام السياسي وأجهزته في سوريا ومن ممارسات هذا النظام فأنا أعتقد أن الفرصة الآن ليست مناسبة لزيادة الضغط والوقوف بقصد أو بغير قصد ، بحسن نية أو بسوء نية ، إلى الجانب الأمريكي بحجة تقييم الوضع السياسي الداخلي واقتراح مشاريع حلول هي أكثر مما تحلم به إسرائيل وأمريكا . ففي مداخلته تلك يقول السيد الترك حرفياً : " - إن إيصال البلاد إلى هذا المأزق الخطير ليس نتاج جريمة مقتل الحريري فحسب، بل هو نتاج سياسات خاطئة ومدمرة انتهجها النظام منذ مجيئه وحتى الآن، ومن تجربتنا في السنوات الخمس لحكم الرئيس بشار الأسد تبين لأوساط واسعة من السوريين أنه لم يثبت جدارته كسياسي مجرب ولا كرجل دولة محنك " إن الكلام السابق يوحي أن النظام كان سلبياً بمجمل أعماله بل كان مخرباً ومدمراً على حد تعبيره وهذا فيه الكثير من الظلم والإجحاف بحق البلد والنظام فلقد تحقق الكثير على الصعيد السياسي والاقتصادي من تحسن مستوى الأجور وتوسيع هوامش حرية التعبير وإن كنا لم نصل بعد إلى المستوى المأمول فليس من الحكمة أن ننكر كل الايجابيات ولا نرى غير السلبيات إن كنا ندعي أن الحرص على بلدنا والسعي لتطويره وإصلاحه.
إن اقتراح استقالة رئيس الجمهورية أعتقد أنه فاجأ الكثيرين في الداخل والخارج ليس لأننا لم نعتد في بلدنا هذا المستوى من الطروحات بل لأن الكثيرين شعروا أن هذا الاقتراح لا يخدم الوضع الحالي للبلد ولا يعتبر الحل للأزمة الحالية كما يرى السيد الترك بل هو سقف الطموحات والأمنيات للمتشددين في الإدارة الأمريكية وإسرائيل . فبدلاً من تكرار الاتهامات الأمريكية والإسرائيلية المعادية التي حملتنا المسؤولية في اغتيال الحريري كنا نتمنى من الترك وهو الشخصية المعروفة أن يدعو للوقوف في وجه هذه الهجمة وأن يقرأ تقرير ميليس قراءة هادئة وواعية ليصل إلى استنتاج أنه ما جاء بجديد غير أنه وثّق كل ما كان يكتب من قبل الأقلام الرخيصة والمتغيرة ( بل المنقلبة ) المواقف في الصحافة اللبنانية والكويتية وأعاد ترتيبه وصياغته وإخراجه بصيغته النهائية . كنا نريد منه أن يتساءل عن السر في عدم التطرق إلى الجهات المستفيدة من هذه الجريمة ولماذا تم استبعاد احتمال أن تكون إسرائيل وراء تلك الجريمة السياسية الكبيرة والمنظمة لأنه من الواضح أنها المستفيد الأكبر من تلك الجريمة . بدلاً من تصريحه – أي السيد الترك- لأحدى الصحف الأوروبية بأنه قد آن الأوان ليطلع العالم بأسره على جرائم النظام السوري ، ويزيد الطين بلة بقوله أن الارتكابات في الداخل بحاجة إلى 20 تقرير مثل تقرير ميليس.
لا أريد أن أذكر النص الحرفي " للأفكار التي يمكن أن تشكل مخرجاً آمناً نستطيع بواسطته أن نحل العقدة الشائكة مع مجلس الأمن " على حد تعبير السيد الترك لأنني أعتقد أن الكثيرين قد سمعوا بها ونالت رضا القليلين من أبناء شعبنا في الداخل ولكن ما أريد الإشارة إليه هو الوقت الذي أطلق فيها مبادرته والمنبر الذي أطلق عبره علماً أن مقدم البرنامج الذي أطلقت المبادرة عبره كنا نتابعه بالأمس القريب فقط في إحدى الفضائيات العربية المعروفة جداً لدينا معداً ومقدماً وبوقاً رخيصاً لأشخاص همهم بث الفوضى في سوريا تمهيداً لدور محتمل لهم مستقبلياً فيها في حال استطاعوا تأمين غطاء دولي لهم قد يرعاهم .
إن هذه المبادرة قد ذكرتني بحديث أدلى به السيد الترك ل " نيويورك تايمز " في آذار الماضي عندما كان أميناً أولاً للحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي – عندما نصب نفسه ناطقاً رسمياً باسم الشعب العربي السوري وتكلم نيابة عنهم " هذا المجتمع الأبكم يريد التخلّص من هذه الحكومة " أنها نظرة غير مقبولة للمجتمع السوري والبكم صفة أعتقد أننا في سوريا لا نستحقها .
" إنك سترى في كلّ بلدة ومدينة حزناً ورعباً ممّا وقع في الماضي. أدخُل بيوت الشعب وأغلق الأبواب واسألهم. سوف يضحكون من شعارات النظام. " نحن نتفق معه بأنه آن الأوان للانطلاق من مرحلة الشعارات إلى مرحلة العمل ولكن أعتقد أن حالة الشعب في سوريا ليست بهذه السوداوية والبؤس التي يتكلم عنها .
" لو هاجمنا بوش، فإنني سأعتبر بشار المسؤول الأول. " أنه كلام بحاجة لتوضيح لأن الواضح منه أن المطلوب من الرئيس بشار الأسد تقديم كل ما تريده أمريكا من طرد الفلسطينيين من سوريا والتنكر لهم وتسليم حزب الله الذي كان السبب الوحيد في طرد إسرائيل من جنوب لبنان والتحول إلى شرطي لحماية الجيش الأمريكي المحتل في العراق من المقاومة العراقية حتى الموجودة منها ضمن الأراضي العراقية . وإن كان القصد هو الانفتاح على الداخل – وهو مطلب الجميع – فمن المؤكد أن السيد الترك يدرك تماماً أن الوضع الداخلي والديمقراطية وحقوق الإنسان في أي بلد في العالم هي آخر اهتمامات الإدارة الأمريكية وعلى رأسها جورج بوش إلا بما يخدم السياسة الأمريكية في اتخاذ هذه الشعارات ذرائع للتدخل في الشؤون الداخلية لدول معينة بما يزيد الضغوط على هذه الدولة لإجبارها على تقديم التنازلات وتمرير المشاريع الأمريكية للهيمنة على العالم .
ولقد أورد الترك في هذا اللقاء مجموعة من الأرقام الإحصائية التي لم يشر إلى مصدرها ونعتقد أن الرقم الذي يقدم لصحيفة أمريكية مثل " النيويورك تايمز " في ظرف كهذه التي نمر بها ومن المتوقع أن تبنى عليها ردود أفعال . يجب أن يكون رقماً دقيقاً إن كنا نملكه فلنقدمه و إلا فليس عيباً الاعتذار عن تقديم الأرقام غير الموثقة .
في الكلمة التي وجهها السيد الترك في ذكرى أربعين الصحفي سمير قصير قال " ورغم سياسة الفصل والعزل المنظمة التي فرضها حافظ الأسد على بلدينا " أنها مغالطة وقع فيها السيد الترك فالفصل والعزل لم يكن يوماً سياسة مفروضة على لبنان وسوريا فقد يكون هناك بعض التجاوزات من قبل بعض السوريين واللبنانيين على السواء أساءت إلى العلاقة الخاصة بين البلدين والشعبين ولكن هذا لا يضعف تلك العلاقة والتي تجلت باندماج كبير بين الشعبين فلابد أن السيد الترك وبحكم كونه ابن مدينة حمص الحدودية مع لبنان الشقيق قد سمع وشاهد الكثير عن آلاف اللبنانيين الذين يدخلون صباحاً الأراضي السورية ويخرجون مساء ببطاقاتهم الشخصية فقط بعد شراء لوازمهم من الأسواق السورية أو زاروا أقارب لهم فيها والأمر نفسه ينطبق على آلاف السوريين الذين يدخلون الأراضي اللبنانية للأسباب عينها . وهذا ما كان ليتم لولا إرادة وسعي النظام السياسي في سوريا ولبنان .
واغتنم السيد الترك فرصة أربعين الصحفي سمير القصير ليتابع هجومه الممنهج على السلطة في سوريا ليقول حرفياً " لا نتردد البتة في تحميل النظام السوري المسؤولية السياسية عن هذه الجرائم، بل وعن الكثيرِ من عذاباتِ لبنان ومعاناة اللبنانيين طيلة الأشهر الأخيرة . " فما الفرق هنا بين كلامه وكلام أي مسؤول في الإدارة الأمريكية الحالية ؟ وما هي المصلحة التي تجنيها سوريا في خلق هذه الفوضى في لبنان واغتيال الشخصيات التي تربطها بسوريا علاقات مميزة ؟ ألم يكن المرحوم جورج حاوي صديقاً لسوريا ؟ الم نكن نترقب مقابلاته التلفزيونية والإذاعية لنسمعها بشغف وإعجاب بغض النظر عن انتمائنا السياسي ؟ ألم يكن المرحوم الحريري حليفاً قوياً لسوريا ؟ ألم يؤكد هذا في حديث أدلى به لجريدة السفير ونشر يوم اغتياله ؟ ألم تكن سوريا مرجعاً دائماً له ولغيره من المسؤولين اللبنانيين لإدراكهم صدق سوريا وحرصها على لبنان ؟ صحيح أن هنالك بعض السوريين الذين اساؤوا التصرف للعلاقة السورية اللبنانية وأعتقد أن كل السوريين يطالبون بكشفهم وكشف أدوارهم المحتملة وإنزال أقصى العقوبات بهم ولكن ألم يسمع الترك بالمقابل عن آلاف الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين السوريين الذين سقطوا على ارض لبنان من منطلق أيمانهم بوحدة الشعب في البلدين والحرص على سلامة لبنان ؟
ألم يسمع الترك عن تزويد سوريا للبنان بالكهرباء في الفترة التي كنا نعاني فيها من نقص بهذه الطاقة في الداخل ؟
كنا ننتظر أن يشير الترك إلى معاناة الأشقاء اللبنانيين من الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدد وجوده يومياً منذ عشرات السنين ولعشرات السنين القادمة. ولكن أعتقد أن التطرق لإسرائيل في مثل هذه المناسبة لا يخدم الغايات التي تسعى بعض الجهات لها.
أعتقد أن الوطن غالي على الجميع وأن فضائه واسع ويتسع للجميع ولكن ليكن السقف والخط الأحمر هو سلامة الوطن والحفاظ عليه وليكن هذا فعلاً وليس قولاً . فالكثيرون من المعارضين يقولون أنهم لا يريدون الاستقواء بالخارج أو المجيء للوطن على ظهر دبابة أمريكية ولكن أعتقد أن تصرفاتهم وتصريحاتهم تقول غير ذلك ، فقد يعارضون المجيء على ظهر دبابة أمريكية ولكن أعتقد أنهم لا يعارضون المجيء بسيارة جيب أو هامر خلف تلك الدبابة. ولكن عليهم أن يعرفوا أن مصيرهم لن يكون أفضل من مصير أحمد الجلبي الذي بعد أن انتهت خدماته للمخطط الأمريكي في العراق تخلوا عنه وتركوه وخاصة أن معظم هؤلاء المعارضين الذين يستقوون بالخارج وخاصة براعية الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في العالم – الولايات المتحدة الأمريكية – يفتقرون إلى القاعدة الجماهيرية الشعبية في سوريا ولو أتيحت فرصة إجراء انتخابات حرة وديمقراطية لأثبتت صناديق الاقتراع صحة ذلك ؟!



#ممدوح_وديع_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ممدوح وديع علي - عذراً ... الأستاذ رياض الترك