أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعمان الحاج حسين - الذات والآخر














المزيد.....

الذات والآخر


نعمان الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 09:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الجميل والقبيح في ..الحرية
‏" لاتقل لي من أي شيء تحررت، ولكن
أخبرني ..لأجل أي شيء تحررت.."...‏
نيتشه
نحن لا نعتقد -حقا – أن للحرية وجه قبيح، لكن هذا الوجه موجود دون أن يكون علينا ( الاعتقاد ) بذلك! غير
أننا سوف نبدأ الحديث عن وجه الحرية الجميل..‏
المخرجة اللبنانية( كريستين دبغي ) عادت ذات يوم إلى ( بيروت ) بعد هجرة – في الولايات المتحدة الأمريكية – ‏استمرت أحد عشر عاما . عادت ، وأخذت تتجول في شوارع المدينة الخارجة من الحرب الأهلية، لاسيما منطقة ‏‏(الأسواق التجارية ) التي يمثل خرابها رمزاً لحرب لبنان . وعندما كانت المخرجة تمشي وتنظر من حولها- كمن ‏يحاول انتزاع الذكريات من تحت الأنقاض – كانت قد أعدت سيناريو فيلم عن ( بيروت) عنوانه: ( زينب والنهر ) ‏وبينما هي في هذه الحالة – العاطفية- تناهى إلى سمعها صوت من بعيد ، ثم تبين لها أنه صوت أغنية، وأحست ‏أنها أغنية حزينة، بعد ذلك تنبهت إلى أنها لاتفهم لغة الأغنية، فتبعت الصوت الذي قادها عبر الأزقة وصولاً إلى ‏‏(دكان) يجلس فيها شابان ، أحدهما يعزف على بزق، وكانا ينشدان أغنية..كردية!‏
دخلت المخرجة إلى الدكان وتحدثت معهما فاخبراها أن الأغنية ، بالإضافة إلى أنها كردية فهي أغنية حب! مجرد ‏أغنية حب حزينة وكردية! لقد دهشت المخرجة من تأثرها بأغنية لم يسبق لها أن سمعتها ولا تعرف لغتها كما أن ‏سيناريو فيلمها كان جاهزاً..ولابد أن الشابين قد أدهشهما اندهاش هذه المرأة اللبنانية ( التي يعرفان لغتها ) والتي ‏اقتحمت خلوتهما وحزنهما بهذا التعاطف. ‏
تلك الأغنية هي التي تظهر في فيلم كريستين دبغي ( زينب والنهر) الذي يتحدث عن مدينتها ( بيروت)وعندما ‏التقتها إذاعة (لندن) بعد عرض فيلمها ، وجهت لها المذيعة سؤالاً عن( القضية الكردية!) كما ظهرت في الفيلم! ‏فأجابت ( كريستين ) بعفوية مدهشة:‏
‏-" القضية الكردية؟! لا أعرف إذا كان فيلمي يتحدث عن القضية الكردية..كل ما في الأمر أنني حين سمعت الأغنية ‏أحسست أن فيها ألم عميق ثم أحسست أن هذا الألم هو ألم المدينة بعد ذلك تبين لي أنها أغنية كردية ، وأنا
أشكر الشابين لأنهما قبلا الظهور في الفيلم..أما القضية الكردية ؟ فهذا سؤال كبير ولا أعلم إن كان الفيلم يتحدث عن ‏القضية.."‏
لا شك أن هذه هي الثمرة الناضجة للحرية وليس المستغرب أن يقدم ( عربي ) فيلما عن(الأكراد) ، فهذا أمر وارد ‏دائما، لكنه يفترض وجود حاجز يخترقه ، وهذا إيجابي، لكن المخرجة اللبنانية – على العكس – لا تقدم فيلما عن ‏‏(الآخر) ورغم ذلك لم تمانع في ظهور ( روح كردية) في فيلم عن ذاكرتها اللبنانية الوطنية ، أي أنها لم تلحظ الحاجز ‏الذي اخترقته و"التحرر من شيء ما يعني تجاوزه" كما يقول ماركس وانجلز في كتابهما المشترك: ( الإيديولوجيا ‏الألمانية)..‏
إن انفتاح (الذات) نحو (الآخر ) يجعل الذات تتوهج بأبعادها الإنسانية . أما في الحالة المقابلة فإن الكراهية تجاه ‏الآخر ،تسيء ل(الذات ) لاسيما الكراهية المجانية وهذا هو وجه الحرية القبيح ..‏
في لبنان ، يوجد عدد كبير من العمالة (السيريلانكية) التي تقوم بأعمال متدنية لا يقوم بها اللبنانيون ، وهذا يعطي ‏فكرة عن الفارق الاقتصادي بين اللبنانيين والسيريلانكيين ، فما المضحك في الأمر ؟ مع ذلك ، ظهرت أغنية يفترض ‏أنها كوميدية وأنها جزء من خفة الظل اللبنانية، واسمها ( ها لبنت السيريلانكية) ، يظهر فيها المغني اللبناني ‏العاشق وهو يبدي حبه –والمقصود هو العكس- لفتاة سيريلانكية –غير جميلة بالمقاييس اللبنانية- تقف بين مجموعة ‏من أبناء شعبها مما يشير إلى هويتها القومية صراحة وقد بدا على وجوه والسيريلانكيين الجدية والبؤس وكانوا ‏مقحمين إقحاما علىالكوميديا المفترضة دون أن يفقدوا حسهم المأساوي وكأنهم مخدوعين بالدور الذي يؤدونه، فكان ‏هذا الفيديو كليب من أكثر ما شاهدته انحطاطا ، ولا يكمن الأسف فقط عندما نتخيل آلاف السيريلانكيين وهم ‏يشاهدون هذه السخرية اللاإنسانية منهم ، دون أن يعرفوا السبب، بل يكمن حين نتخيل آلاف اللبنانيين غير ‏المعترضين على هذه الإساءة..من (الذات) في الحقيقة وليس من (الآخر)، وربما هي كناية عن السخرية من ‏‏(السوريلانكيين) الذين لم يكن يستطيع الإساءة إليهم ،وصحيح أنه ليس لدى الإعلام ( السوريلانكي)حرية الإعلام ‏اللبناني لكنه على الأقل لا يسمح له بالإساءة إلى الشعوب الأخرى ،وتكون الأغنية اللبنانية قد أعطت فكرة عن أن ‏الإعلام الحر أكثر سوءا من الإعلام الموجه!تقول الشخصية الأساسية في الرواية الروسية (مصير إنسان) حين تدين ‏النازيين:"إنهم يكرهون الإنسان لمجرد أنه روسي ، ويلحقون به الإهانة لمجرد..أنهم ..قادرون ..على..ذلك".‏



#نعمان_الحاج_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاضل العزاوي في رواية ( الأسلاف):مخلوقات نيتشه وماركيز.. أو ...
- قضية القمني وأوهام المثقفين/تعقيب على الأديب عباس بيضون
- ثقافة المثقفين العرب


المزيد.....




- -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو ...
- -أمر أخلاقي وعادل-.. ترينيداد وتوباغو تقرر الاعتراف رسميا بـ ...
- السيدة الأولى للعراق شاناز إبراهيم أحمد تكتب لـCNN: فرسان ال ...
- السعودية.. تداول فيديو لمواطن يطلق النار من سلاحه بمكان عام. ...
- شاهد: -السحابة الخارقة- تضرب شمال فرنسا وهطول برَد بحجم حبة ...
- رصد طائرة غريبة وغير مألوفة في الولايات المتحدة
- مصر.. من هو إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية في س ...
- مشروبات كحولية لا ينصح بتناولها مع اللحوم المشوية
- أردى أحدها قتيلا.. شرطي أمريكي يخلص رجلا من أنياب كلاب شارد ...
- رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا تلعب بالنار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعمان الحاج حسين - الذات والآخر