أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله عبداللطيف - المواطن مصري














المزيد.....

المواطن مصري


عبدالله عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 07:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


علمنا التاريخ درس أنه في زمن الصعود الحضاري تختفي الطائفية ولا يصبح لها مكانا علي السطح ، وفي أزمنة الإنحطاط ترتفع الصيحات الطائفية والنعرات المذهبية ويتقاتل الجميع من دون قضية حقيقية حتي يتمزق الوطن الواحد أشلاءا مبعثرة .
ولكن أي درس نعي ؟ وأي تاريخ نستقريء ؟ وهناك من يزرع الفتنة ويهييء لها المناخ ، وفي أزمنة الإنهيار تكون التربة خصبة وسرعان ما تشتعل .
هل آن الآوان لأن ننظر إلي قضية الأقباط بنظرة جادة وموضوعية بعيدا عن كل الحلول الفوضوية السائدة ، وهي قضية وطنية إجتماعية تتعلق بالنسيج الطبيعي للمجتمع المصري .
وفي تقديري مخطأ من يتعامل مع الأقباط في مصر كأقلية أو ينظر إلي المسألة من هذه الزاوية ، إن التعامل مع الأقباط كأقلية في المجتمع المصري ينحو نحو تجذير وتأصيل البعد الطائفي في العلاقة بين المصريين ، ويعطي الفرصة لدعاة الطائفية إلي اللعب علي هذا الوتر الحساس وزرع الفتن وإشعال نيران الطائفية والمناخ في مصر الآن جاهز ومستعد لأي تحرك طائفي مع الأسف .
إن فكرة الطائفية غريبة عن ثقافتنا وعن مجتمعنا وعن عاداتنا وتقاليدنا ، كنا دوما – وسنظل – نسيج واحد لمجتمع واحد ، ولم نعرف التفرقة بين مسلم ومسيحي إلا مع صعود النعرات الطائفية وأتسائل هل يفرق الدستور أو القانون بين المواطنين وفق لديانتهم ؟ أن كل النصوص الدستورية والقانونية تتحدث عن المواطن المصري بغض النظر عن لونه أو فكره أو ديانته أو عقيدته ؟
إن المجتمع المصري كله مطالب اليوم بأن يؤكد مفهوم المواطنة وعلي أرض الواقع ، وينبغي علي الجميع حرصا علي مستقبل هذا الوطن أن نقطع الطريق علي خطاب التطرف الديني الطائفي ونشر ثقافة التسامح الديني والقبول بالآخر وإشاعة مناخ من الحرية والديمقراطية ورفض كل الأحزاب أو الجماعات المؤسسة علي أساس ديني ، وإذا كنا جادين في قراءة الواقع فإن أدبيات وخطابات الجماعات الإسلامية المتطرفة في مصر وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمون تكرس المعني الطائفي وألا ما معني أن ينعت المسيحي بالكافر ؟ ما معني أن يقال أنهم أهل ذمة ؟ ما معني أن يطالبوا بعدم تجنيد المسيحيين في الجيش وعدم توليهم مناصب القضاء والولاية ؟ ما معني أن يطلبوا من النساء المسلمات أن يبسن الحجاب أو الخمار أو النقاب لتمييزهن عن المسيحيات الكافرات ؟ ما معني أن تستحل جماعات العنف السياسي وبإسم الدين أموال وحرمات المسيحيين تحت دعاوي دينية زائفة ؟ وما معني أن ترتفع شعارات هذه الجماعات في أية إنتخابات نقابية أو برلمانية أو حتي جمعيات زراعية تقول الإسلام هو الحل !! وأصحاب الأيدي المتوضئة !! وكونوا أنصار الله !! ما معني إقامة الأفراح إذا ما ذهبت فتاة مسيحية في علاقة حب مع شاب مسلم وتزوجها وأشهرت إسلامها ؟ !!!!!
ما معني أن نسمع عن فتاوي من مشايخ الدعوة والكاسيت بمنع معايدة المسيحيين أو الإحتفال بأعيادهم أو إلقاء السلام عليهم أو بإجبارهم علي دفع الجزية وهم صاغرون ؟
أليس هذا المناخ كفيل بتفجير المسألة الطائفية في أية لحظة ولأهون سبب ؟
من المؤكد أن المصريين جميعا أمامهم قضايا وهموم تحتل مرتبة أهم من النعرات الطائفية التي تقسم ظهر المجتمع وتضربه في مقتل ، كلنا في مركب واحدة الريح الصديقة واحدة والريح المعادية واحدة ، ورصاصة العدو لن تفرق ساعة أن تنطلق بين صدر مسلم أو صدر مسيحي ؟
هل نفيق من غفلتنا ؟ ونواجه أعداء المواطنة المصرية أصحاب الخطاب المتطرف ؟ كيف ؟ وقد تغلغلوا في المجتمع وصارت هناك أجيالا من الشباب والنساء تربوا وكبروا وشربوا ثقافة التطرف وأدب الطائفية وإعتنقوا خطاب التكفير ؟ المهمة صعبة والعدو ليس سهلا ، ولكن أدعو كل مؤسسات الدولة وكل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسة التعليمية وأجهزة الإعلام أن يقوم كل بدوره في مجال تأكيد مفهوم المواطنة المصرية وثقافة التسامح والقبول بالآخر .
وحسنا فعل مؤتمر الأقباط الذي إنعقد في واشنطن بأن أصدر قرارات تهم كل المصريين ولم يحصر نفسه في خانة الطائفية ، فالمسألة القبطية قضية مصرية ووطنية تهم جميع العقلاء في هذا البلد مسلمين ومسيحيين ، حقا التأكيد علي قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية تكوين الأحزاب والجمعيات المدنية وإطلاق حرية الرأي والتعبير وتجريم التحريض ضد الأديان وكفالة حرية العقيدة والعبادة ، وإن كنت أتحفظ علي تخصيص نسبة مئوية من المقاعد البرلمانية والمجالس المحلية والمناصب القيادية للفئات المهمشة حسب قرار المؤتمر ويقصد بها المرأة والأقباط ، ففي ظل مناخ يسوده الحرية والديمقراطية لن تحتاج إلي مثل هذا التمييز ، وذلك أيضا تأكيدا لمفهوم المواطنة المصرية .
هل نفهم ونقتنع ونطبق شعارنا الخالد الدين لله والوطن للجميع
----
• عضو المكتب التنفيذي ومجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان .



#عبدالله_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الذبابة والخنزير .. في الفقه السلفي والتفسير
- الخطاب الديني السلفي والثقافة السمعية


المزيد.....




- مصر.. ماذا نعلم عن إبراهيم العرجاني بعد تعيينه رئيسا لاتحاد ...
- واشنطن وطوكيو تخصصان 3 مليارات دولار لتطوير صاروخ جديد يعترض ...
- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- خطأ شائع في تنظيف الأسنان يؤدي إلى اصفرارها
- دراسة: ميكروبات أمعاء الأب تؤثر على نسله مستقبلا
- بعد 50 عاما من الغموض.. حل لغز ظهور ثقوب بحجم سويسرا في جليد ...
- خبراء: هناك ما يكفي من الماء في فوهات القمر القطبية لدعم الر ...
- الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات
- السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله عبداللطيف - المواطن مصري